أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - ماذا يكشف لنا تنقل الشرع من مجموعة ارهابية الى اخرى ؟














المزيد.....


ماذا يكشف لنا تنقل الشرع من مجموعة ارهابية الى اخرى ؟


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8210 - 2025 / 1 / 2 - 18:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من خلال السيرة المعروفة لحد الآن حول الارهابي الجولاني - الشرع والمنشورة في المواقع الاعلامية قد لاحظنا تنقله في فترة ما بين المنظمات الارهابية. سنحاول ان نظهر هنا ما يجري التحاشي عن ذكره بين ثنايا سطور الاخبار. وسنختصر اسمه على الشرع.

يقول الشرع في تلك السيرة انه في تموز 2016 قطعت مجموعته جبهة النصرة علاقاتها بتنظيم القاعدة، وستعرف من الآن فصاعداً باسم جبهة فتح الشام. ثم أعاد لاحقا هيكلة الاخيرة لتصبح هيئة تحرير الشام، التي هي ائتلاف من الفصائل الإسلامية بقيادته. وهو امر ربما في ظاهره لا يبدو مهما. قبل هذا التاريخ كان يعمل مع الارهابي الزرقاوي منذ العام 2003 حتى مقتله. ثم انتقل للعمل تحت امرة الارهابي ابو بكر البغدادي بعدما انظم الى تنظيمه العام 2008 حتى تاريخ قطع العلاقة الآنف.

لما نعرف جميعا بان تنظيمَي القاعدة وداعش هما تنظيمان انشأهما الامريكيون، وإن هيئة تحرير الشام هي تنظيم يدعمه الاتراك وربما يكونون هم ايضا من انشأه، لا تكون هذه الاحداث إلا توضيحا لما كان يجري على ارض الواقع. بمعنى ان الشرع كان في الحقيقة قد قطع علاقته بالامريكيين الذي كان الارهابيان الزرقاوي والبغدادي يعملان تحت قيادتهم وانتقل الى الحضن التركي. وتوضيح آخر وجدناه في الاعلام من خلال البحث يؤكد علاقته بالاخيرين هو ان الشرع بعد دخوله الى دمشق قد التقى مع وفدين من حكومتي قطر وتركيا. البعض المدعوم ربما من احد دول الخليج سماه الاعتراف الدولي به بينما لم يكن هذان الوفدان في الحقيقة إلا ممثلَي داعميه.

لكن ما الذي تكشفه لنا هذه التنقلات في الخلفية بشأن العلاقات التركية الامريكية ؟ ما تكشفه هو ان هذه العلاقات ليست على ما يرام، وانها ليست في الحقيقة إلا خلافات عميقة. فهناك خلافات بينهما حول دعم الامريكيين للاكراد في سوريا والعراق، واخرى حول حركة غولن المتهمة بتدبير الانقلاب الفاشل في تركيا، وحول الروس عندما فضل الاتراك شراء نظام دفاع صاروخي منهم عرضهم بعدها الى عقوبات امريكية بسببه، غير اخريات كثيرة من بينها حول قبرص والقوقاز وغزة. والاستنتاج الذي نصل اليه هو ان الاتراك وفي نفس وقت جلوسهم مع غرمائهم هؤلاء في حلف واحد كانوا يبحثون عن طرق لرد التحايا باحسن منها، فوجدوا الحل فيما يبدو لنا في الحركات الارهابية التي انشأها هؤلاء. فصاروا يسعون الى إضعافها وذلك بكسب اعضائها لمنظماتهم هم. وهو ما جرى مع الارهابي الشرع وقطعا مع الكثيرين من امثاله. ويبدو لنا ايضا بان الامريكيين قد اسقط في يدهم فلم يفعلوا الكثير لاسترداد ما خسروه. المثير في الامر هنا هو ان الشرع لا يبدو عليه الاهتمام بتنقلاته هذه بين تلك الجماعات المختلفة وإن كانت مجاميع من الذباحين الارهابيين القتلة وخبراء التفجير بالمفخخات. فالمهم لديه هو ربما المال وقوة الطرف الداعم او مصداقيته وربما ايضا الاوضاع على الارض. وهو طبعا آخر من سيوضح لنا اسباب تنقلاته هذه.

إن السهولة الكبيرة التي يتنقل بها الارهابيون من امثال هذا الشرع بين المجاميع الارهابية يدلل على ضعف الفكرة والارتباط بشكل لا يمكن إلا ان يثير الضحك والسخرية الشديدين. وهي عملية تشبه عندهم تبديل الملابس. ويشير الى ضعف الاهداف التي يسعون من اجلها. ويكشفون بالنتيجة عن انهم ليسوا إلا ادوات وبيادق ممن تتعارك عليهم القوى الاقليمية والدولية المتصارعة فيما بينها لفرض نفسها على الميدان بمعيتهم. وهو ما يكشف ايضا عن مهازل الصراعات بين تلك الجماعات الارهابية المختلفة نفسها، ليس على فكرة سامية وإنما على إضعاف منافسيها لتحقيق الاهداف الخاصة بجهاتهم الداعمة. انه صراع السيطرة على الارض وتقوية الادوات الخاصة على حساب الاخريات للمنافسين الآخرين.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا الغادرة... هل تعمدت تركيا افشال الوساطات مع النظام الس ...
- نطالب بطرد القوات التركية المحتلة من بلدنا حفاظا على امنه
- ما هي اهداف اردوغان في سوريا ؟
- الدعاوى القضائية الدولية ضد سوريا وايران لتورطهما بتهريب الم ...
- لماذا يحرص الارهابي الشرع على اظهار وجها متسامحا للسوريين ؟
- الروس وسوريا بعد سقوط الاسد
- راية الارهاب والارهابيين
- لماذا كان هذا المجرم طليقا طوال الوقت؟
- دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين عن جريمة الاعتداء على القوات ...
- دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين عن جرائم حرب القصف الشامل لل ...
- استخدام صفحات الموسوعة الحرة كأوعية للابتزاز
- تخبط السوداني لدى محاولاته تأمين مستقبله السياسي
- محمود المشهداني رئيس مجلس النواب الجديد
- ما هي نقاط ضعف ترامب؟ اليكم الاجابة
- تأخير سن التقاعد في اوروبا
- التحيز لليهود حتى ولو تجاوزوا على كل شيء
- قانون رئاسة الاقليم الذي يمهد للحرب الاهلية
- المرجع السيستاني وزواج القاصرات
- ما مقدار ضريبة الدخل وباقي الايرادات في الموازنة لطفا ؟
- فرض خبراء الاسلام كقضاة في قانون الاتحادية يخالف الدستور في ...


المزيد.....




- رئيسة وزراء إيطاليا تلتقي ترامب في منتجع مار إيه لاغو
- نعيم قاسم: صبر حزب الله قد ينفد قبل الـ 60 يومًا بسبب خروقات ...
- هزة أرضية شعر بها السكان شمال الضفة الغربية المحتلة
- إثيوبيا في حالة طوارئ: إخلاء آلاف المدنيين بسبب تهديد بركاني ...
- في يوم وداع مؤلم.. غزة تودع عشرة قتلى جراء غارات إسرائيلية ع ...
- روسيا تتوعد.. سنرد على قصفنا بـ-أتاكمز-
- الجيش الإسرائيلي: دوي صفارات الإنذار في وسط إسرائيل واعتراض ...
- اليابان: رحيل أكبر معمرة في العالم عن 116 سنة
- إطلاق صاروخ من اليمن وسماع دوي انفجارات وسط إسرائيل
- بلجيكا: غطسة العام الجديد تجذب آلاف المغامرين رغم برودة بحر ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - ماذا يكشف لنا تنقل الشرع من مجموعة ارهابية الى اخرى ؟