أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - من ثورة شباب فرنسا ١٩٦٨ الى قارئة الفنجان لعبد الحليم حافظ














المزيد.....


من ثورة شباب فرنسا ١٩٦٨ الى قارئة الفنجان لعبد الحليم حافظ


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 8210 - 2025 / 1 / 2 - 14:06
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كنت شابا حين غنى عبد الحليم عام ١٩٧٦ القصيدة الرمزية الفلسفية الجميلة قارئة الفنجان لنزار قبانى بعد أن عدل فى كلماتها كثيرا ، ولكن انفعال حليم على الجماهير كان شديدا ظنا منه أن عدم تقبل البعض للأغنية والصفير أثناء الغناء هو من تدبير منافسيه وكارهيه ، ثم حاول إعادتها بعد ذلك باسلوب هادىء فخرجت للوجود أفضل اغانى حليم ولكن للاسف تفاعل معها اامثقفون ولم يتفاعل معها جمهور عدوية الصاعد بقوة والذى تقبل تطورات أغاني صلاح جاهين ( الدنيا ربيع ، يا واد يا تقيل ) ولم يعد يتقبل اغانى الفصحى الرمزية الفلسفية ، وبرغم ذلك استمرت الاغنية لسنوات طويلة كافضل اغنية فصحى يفهمها كل العرب حتى انقرض زمن الفن القديم مع بداية التسعينيات وصعود الاغنيات القصيرة السريعة التى تعبر عن حالة انسانية بوضوح وواقعية .
لقد كانت وفاة حليم بعد ذاك بعدة اشهر عام ١٩٧٧ هى وفاة فنية أيضا لنوعية الأغانى الطويلة التى حاولت نجاة وشادية وفايزة استكمالها بلا جدوى فعادت نجاة ووردة وفايزة للاغانى القصيرة الهادفة حتى. انتهى العصر القديم منتصف الثمانينيات مع صعود الجيل الجديد السريع الخطوة متمثلا فى محمد متير وعلى الحجار وعمرو دياب وسميرة سعيد حتى جاء ناظر مدرسة الحداثة الليبى حميد الشاعرى الذى خرج من تحت ألحانه عشرات الفنانين العرب.
بالمناسبة كانت ثورة الشباب الفرنسى عام ١٩٦٨ هى بداية التغييرات الثقافية العالمية ليتحول فكر العالم والثقافة الى نظام الهيافة او التفاهة كما يطلق عليها بعض الفلاسفة والمفكرين حيث كانت ثورة ١٩٦٨ ثورة اجتماعية ضد قيود الآباء فى المنازل وقيود المديرين فى المصانع وقيود الاساتذة فى الجامعات والمدارس وحتى قيود السياسيين فى إشعال الحروب ( حرب فيتنام ) فتحرر الفن كليا وتحررت الثقافة من كل القيود لتشهد فترة السبعينيات اعتف فترة خروج على العادات والتقاليد فى معظم دول العالم ومن بينها المنطقة العربية ليس فى الفن وانتشار الإباحية وكسر تابوهات القديم فقط بل حتى فى قبول الآخر على وضعه الاجتماعى والثقافى ، فانتهت التفرقة العنصرية بصورة شبه تامة فى الولايات المتحدة وخفت حدة التزمت واستغلال السلطات فى الدول الاشتراكية وانتشرت فى معظم الدول مفاهيم حقوق العمال وتوسع مفهوم الضمان الاجتماعى وحرية الجامعات ، ومثلما حدث مع حليم وقارئة الفنجان فى الغناء حدث نفس الشيء فى الفكر حيث لم يستطع الكثير من فلاسفة العالم ومفكريه الكبار آنذاك مجاراة تلك التغييرات فحدث صدام ثقافى عالمى لتفسير ظاهرة ثورة ١٩٦٨ وانتهى بانتصار الجديد ( التفاهة بالنسبة للقديم ) لينتهى عصر الفلاسفة والمفكرين العالميين العظام وتصبح القصص والافلام والمسلسلات الشهيرة هى رائدة التغيير قبل الأحزاب والمقالات ، ولم يركن العالم الى تبعات ١٩٦٨ فقط بل تقدم بصورة غير مسبوقة انكسرت معها مفاهيم المقاييس والمعايير نفسها مع بداية العولمة الحديثة عام ١٩٩٣ ليتغير الفن وتتغير الثقافة وتتغير المجتمعات وتتفاعل مع بعضها حول العالم عبر أدوات التكنولوجيا الحديثة التى تلغى حواجز اللغة والثقافة والسياسة والدين والعرق والجنس والسن ، فشهد العالم تحول كل شيء الى ما بعد النفعية لتقاس كل الأمور بالمكاسب التى يدعمها الجمهور قبل توجيهات صناع القرارات ، فشهد العالم صعود خيالات هارى بوتر وأفلام ومسلسلات تبيح العلاقات خارج نظام الزواج ثم حكايات الشواذ التى يتم حشرها فى اى فيلم او مسلسل لتلقى قبول صناع الفن والمنتجين وحتى جوائز المهرجانات ، ومن ثم صعد الفن لأعلى ليس بفضل المفكرين بل بدعم وظهير شعبى ليؤثر على المجتمع فتقوم دول بوضع قوانين تحمى الحرية الجديدة وتصل الى تقنين زواج المثليين ( الشواذ) وهو ما لم يحدث على مدار التاريخ ولا يسير مع طبيعة التزاوج فى الحيوانات الثديية ( الثدييات ) عموما بما فيها الانسان .
انه عالم جديد يتطور يسرعة رهيبة متزايدة ( تسارع ) وقد لا يستطيع الكبار من جيلى مجاراة ما يحدث لسرعة التغيير فينزوى الكثير منا الى العزلة والركن الرشيد حسب المقاييس القديمة . ولكن يوجد.على الارض شباب كثر يستطيعون مواكبة تسارع التغييرات عبر اتاحة المعلومات ( المعرفة) والوصول اليها خلال اجزاء من الثانية وليس ساعات وايام كما كان بحدث ايام خروج اغنية حليم الجميلة " قارئة الفنجان " .



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرحلة الانتقالية العالمية ليست تفاهة
- ثقافة الترند
- عام جديد (شعر)
- لا تحزن فالجبُّ عميق (شعر)
- اثْنَتَا عشْرةَ عينا (شعر)
- أمنيةٌ مفقودة
- الاستعمار الجديد عبر العولمة
- أصبحتُ وحيدا هذا العام
- عصر صعود الهواة
- أمنيةٌ فى باقة أحلام
- تخَيَّلوا إذن
- تمنيات الشفاء
- حضارة العولمة والذكاء الإصطناعى
- عولمة الفن العربى
- أوركستر يناير
- آخر أوراق الشجرة
- حينَ ابْتَسَمَتْ كارْلا
- لم أختر زمنى
- نهاية عصر العلم للعلم وبداية عصر المشروعات التطبيقية والشركا ...
- لقد تأخرنا يا لورد ولكن


المزيد.....




- بلجيكا: غطسة العام الجديد تجذب آلاف المغامرين رغم برودة بحر ...
- مستشار النمسا يعتزم الاستقالة بعد فشل تشكيل الحكومة
- إعلام: رئيسة الوزراء الإيطالية ستلتقي ترامب في فلوريدا
- برلماني ألماني: شولتس قد يزور موسكو قبل 23 فبراير
- ترامب: بايدن والقضاة والمدّعون فاسدون
- إسرائيل تؤكد استئناف المفاوضات ونتنياهو يتصل بعائلة مجندة أس ...
- الديوان الملكي السعودي ينعي الأميرة منى رياض الصلح.. وهذا ما ...
- الهلال وكوكب الزهرة يثيران دهشة الفلكيين
- الأمن الفيدرالي الروسي يحبط هجومًا -إرهابيًا- في يكاترينبورغ ...
- أزمات العمالة تدفع اليابان إلى الابتكار: موظفون عن بُعد يخدم ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - من ثورة شباب فرنسا ١٩٦٨ الى قارئة الفنجان لعبد الحليم حافظ