أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -بدون فلتر *** ديك رومي بين التين الشوكي: ملحمة عبثية في كرمة بن سالم-














المزيد.....


-بدون فلتر *** ديك رومي بين التين الشوكي: ملحمة عبثية في كرمة بن سالم-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 22:14
المحور: كتابات ساخرة
    


في قرية كرمة بن سالم، تلك البقعة الصغيرة التي تتشابك فيها البساطة مع العبث، انطلقت واحدة من أغرب الحكايات التي يمكن أن تروى عن الشباب ومغامراتهم. القصة بدأت عندما اجتمعنا نحن الثلاثة: أنا، المرحوم أحمد المصباحي، ورفيقنا المصطفى المرابط، المعروف باسم "بونجا"، لنخطط لمغامرة جديدة لا هدف لها سوى كسر رتابة الأيام.

كان عمي أحمد قداش، رجلا بسيطا بالكاد يوفر قوت يومه، يملك ديكا روميا اعتاد أن يتجول بحرية بين أشجار التين الشوكي المحيطة بمنزل المرحوم عمي الهادي المصباحي. الديك لم يكن يعلم أنه على وشك أن يصبح بطلا لمغامرة عبثية تحمل كل تناقضات شبابنا. لم تكن الفكرة مدفوعة بالجوع أو الحاجة، بل بشيء أعمق وأكثر عبثية: البحث عن الإثارة في حياتنا الهادئة.

خططنا للعملية وكأننا نخطط لسرقة كنز. جلسنا نرسم سيناريوهات محتملة، نراقب تحركات الديك بين التين الشوكي، ونفكر في كيفية القبض عليه دون أن نصاب بأشواك النباتات المحيطة. وفي ليلة من ليالي الصيف، حيث كان القمر غائبا، انطلقنا في مهمتنا. تسللنا بصمت، حتى أمسكنا الديك بعد مطاردة قصيرة لكنها مليئة بالإثارة. كان الديك يصرخ احتجاجا، وكأنما يدرك المصير الذي ينتظره.

بعد نجاح العملية، اجتمعنا حول النار، وبدأنا طهي الديك الرومي. كانت وليمة لم نحلم بمثلها، أكلنا بشراهة وكأننا لم نتذوق طعاما في حياتنا. وبينما كنا نضحك ونتبادل الحديث، بدأت أسئلة تطفو على السطح: ماذا لو اكتشف عمي أحمد الأمر؟ وهل كانت هذه المغامرة تستحق المخاطرة؟

في الأيام التالية، لاحظ عمي أحمد اختفاء الديك. بدأ البحث عنه، وبدأنا نحن في التظاهر بالمساعدة كأننا محققون محترفون. لكن سرعان ما بدأ الشك يحيط بنا، خاصة حين لم نستطع إخفاء ابتساماتنا كلما ذكر الديك. وفي لحظة درامية حاسمة، قرر بونجا الاعتراف. وقف أمام عمي أحمد وقال بكل براءة: "عمي، نحن من أخذ الديك وأكلناه".

على عكس توقعاتنا، لم يغضب عمي أحمد. بل ابتسم وقال: "كنت أبحث عنكم لأخبركم أن الديك كان مريضا جدا، ولم أكن أتوقع أنه سيعيش طويلا!"، وكأنما يمنحنا مخرجا مشرفا من مغامرتنا العبثية.
لكن القصة لم تنته هنا. بعد فترة قصيرة، تغيرت حياة عمي أحمد بشكل كبير. بفضل صفقة غير متوقعة، تحسنت أوضاعه المالية، ولم يعد بحاجة إلى الديك أو حتى إلى الغرامة التي كنا مستعدين لدفعها كتعويض. بل أصبح هو الآخر شريكا في مغامراتنا المستقبلية، وكأن هذا الحادث قد عمق صداقتنا معه.

ما تبقى من القصة هو ذكرى عبثية محفورة في الذاكرة. "ديك رومي بين التين الشوكي" ليست مجرد حكاية عن شقاوة شباب أو جريمة لم تكتمل، بل درس في الصداقة، التسامح، وعبثية الحياة. ربما كان الديك ضحية بريئة، وربما كنا نحن المذنبين، لكن المؤكد أن تلك الليلة صنعت قصة لا تُنسى عن شباب كرمة بن سالم وحبهم للحياة بكل جنونها وسذاجتها.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -من الهجاء إلى الاعتذار: تأملات كاتب في العام الجديد-
- -عبد اللطيف وهبي في محكمة الضحك: من وزير للعدل إلى بطل كوميد ...
- بن سالم الوكيلي: رحلة إلى العالم الآخر... حيث المراجعات الكو ...
- - من دار الدنيا إلى دار الآخرة: لقاء غير متوقع مع عبد اللطيف ...
- -مدونة الأسرة المغربية: فوضى القوانين بنكهة الفكاهة!-
- -الطماطم ومعجزة أخنوش: ملحمة الغلاء في المطبخ المغربي-
- بدون فلتر** -شهادة الألومنيوم: كوميديا بيروقراطية في مقهى مك ...
- -تحلية الديمقراطية: حين تختلط مياه البحر بملوحة المصالح-
- -سياسة الأوهام: ابن كيران بين بطولة مسرحية وسخرية ثلاثي النا ...
- بدون فلتر** -زيت الوكيلي: كوميديا سوداء بنكهة الزيتون-
- -نايضة: كوميديا تبحث عن نفسها في متاهة الكليشيهات-
- **زيارة الموت: عندما يكون لديك -وقت إضافي-**
- -اللصوص الجدد: كيف تسرق أفكار الآخرين وتجعلك عبقريا في عيونه ...
- جنود الحدود: صمت الأبطال في مواجهة اللامبالاة-
- النقيب زيان: -الحرية مشروطة بالصحة-
- -غالي أم رخيص؟! الرأي في قفص الاتهام: هل يمكن للزواج أن يغير ...
- -حافلة النقل الحضري تقرر تغيير مسارها إلى عالم المقاهي!-
- خطبة الوداع: كوميديا السلطة وسخرية الواقع السوري
- -العالم للبيع: تخفيضات نهاية السيادة أم نهاية السنة؟-
- -أنا والنكوة: حين تتحول الهوية إلى مسرحية كوميدية متعددة الف ...


المزيد.....




- الأردن يعلن إرسال وفود لدراسة الحالة الفنية والأمنية لإعادة ...
- ألبر كامو: قصة كاتب عاش غريباً ورحل في ظروف غامضة
- كتاب الفوضى.. قصة صعود وهبوط شركة الهند الشرقية
- ترامب يعتبر جلسة تحديد عقوبته بقضية الممثلة الإباحية -تمثيلي ...
- -زنوبيا- تُحذف من المناهج السورية.. فهل كانت مجرد شخصية خيال ...
- عمرها 166 مليون سنة.. اكتشاف آثار أقدام ديناصورات في أوكسفور ...
- الفنان عبد الحكيم قطيفان ينفي تعيينه نقيبا للفنانين في سوريا ...
- تسجيل صوتي للمشتبه به في هجوم نيو أورليانز شمس الدين جبار: - ...
- قضية الممثلة الإباحية تلاحق ترامب قبل أيام من تنصيبه
- الباتيك في إندونيسيا.. فن تقليدي يعكس روح جاوا وبيئتها


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -بدون فلتر *** ديك رومي بين التين الشوكي: ملحمة عبثية في كرمة بن سالم-