أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبدالرحمن محمد محمد - محمد علي شاكر… ينبوع فن وعطاء لن ينضب














المزيد.....


محمد علي شاكر… ينبوع فن وعطاء لن ينضب


عبدالرحمن محمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 15:26
المحور: قضايا ثقافية
    


لم يكن الفنان والتشكيلي الكردي محمد علي شاكر شخصية عادية، ولم تمر أعوام حياته مرورا عاديا، بل إنه كان مثال الفنان والملحن والمغني الذي استحق عن جدارة لقب الفنان الشامل، وكان صاحب الصيت الطيب، والعمل المميز والشخصية المتفانية في عملها المحبة لوطنها والعاشقة لترابها.

مدينة الدرباسية كانت مسقط رأس الفنان العريق، وفي عام ستة وأربعين وتسعمائة وألف، تعلم في مدارسها علومه الأولى ثم انتقل إلى حلب ليدرس الآداب في جامعتها ويتخرج من قسم الأدب الإنكليزي عام 1981.

كانت مدينة سري كانيه ملاذه ومسكنه في بدايات حياته، وانتقل في بدايات حياته إليها، وعرف فيها، ولمع نجمه وعلا شأنه، بل وأضحى رمزا من رموزها “أحد ينابيع سري كانيه” كما قال عنه الكثيرون.

وفي تفاصيل عطائه الفني فإن محمد علي شاكر كان كالنبع الدفاق منذ عام 1968، ولم يتوقف عن العطاء، فهو قدم خلال مسيرته الفنية الكثير للفن الكردي منها 265 قصيدة مغنّاة، غنا منها شقيقه محمود عزيز قرابة 170 قصيدة. بينما لحن هو مجمل ما كتبه من قصائد، وغنى له من كلماته وألحانه كبار الفنانين أمثال محمد شيخو، ومصطفى خالد، وزبير صالح، وحسين صالح وشهريبانا كردي، وخوشناف تيلو، وغيرهم.

لم يكتف محمد علي شاكر بكتابة الأغنية والتلحين فقط، بل تجاوز ذلك إلى الشعر والفن التشكيلي، ورسم بالقلم والحرف والفرشاة واللون كذلك، وصدر له ديوان شعري ضم أغلب نصوص شعره.

كانت سري كانيه توأم روحه ورفيقة دربه بكل تفاصيل حياته، وهو الكردي المتفاخر بكرديته وبجمال مدينته وسحرها، وكان بحق بارعا في الموسيقى واللحن، ومتميزا بأناقة حرفه في الكتابة، بينما تجلت كرديته بملامحها المتفردة في أعماله التشكيلية، فكان كردي اللحن والكلمة واللون.

عرف عن الفنان محمد علي شاكر ارتباطه الوثيق بسري كانيه، وبكرديته وعائلته، وبتفانيه المطلق في سبيل الفن الكردي، وإيصال رسالته، فكان على صعيد الفن موسيقيًّا بارعاً، وملحناً مرموقا، وكاتباً فذاً، للأغنية، وفناناً ورساماً، أبدع بحق في رسم ملامح الكرد في يومياتهم، باللحن، والكلمة، واللون.

أغلب من عرفوا الفنان محمد علي شاكر عدوه، معلماً ومربياً للأجيال وراعياً للثقافة والفن الكردي، وشهدوا له على الدوام بالتواضع والتفاني.

“طاف محمد علي بفنه أرجاء كردستان، وأسمع اللحن والأغنية الكردية العالم، وتتلمذ على يده الكثيرون، وسيبقى علامة فارقة في تاريخ الفن الكردي، وإن كانت لنا أمنية اليوم، فهي أن نستذكر أمثاله العظماء في مسقط رأسهم، في مدنهم، التي هجروا منها قسرا في كل من سري كانيه، وعفرين، وكري سبي، وهذا الحضور اللافت له بعد رحيله، دليل محبة، وإخلاص للفنان محمد علي وفنه الصادق الملتزم”.

هكذا تكلم عنه “عمر عفدكي” أحد الشخصيات المعروفة وأحد الأصدقاء المقربين منه، وزاد على ذلك: “كان مثال الرجل المكافح، فقد تابع دراسته حتى أكملها، وعمل في مجالات عدة، كالتجارة وغيرها؛ كي يعيش بكرامة، ونفس عزيزة”.

الكاتب والناقد السوري عبد الوهاب بيراني يقول عن الفنان محمد علي شاكر في إحدى مقالاته: “كانت لديه القدرة على اكتشاف علاقة الموسيقا الداخلية بالنصوص، يشعر بها، يفهمها، يدركها، يهندسها، وكان دوره كملحن أعظم، لأنه كان يضع مفرداته في سياقها اللفظي اللحني ويحملها عبر موسيقا عذبة، إذ يتيح للنص حالة استماع تحرر النص من القراءة؛ كونه يكتب موسيقا النص زارعاً فيه أحاسيسه، وإبداعه، كون الملحن يعي الموسيقا الكامنة ضمن النص الشعري فيبتكر ويبدع اللحن الموسيقي”

أما محمد علي شاكر نفسه فيقول عن معشوقته سري كانيه في حديث سابق له: “سري كانيه كانت ملهمتي، وصومعة الإبداع، لم تكن فقط مدينتي، التي أعيش فيها، كل ما ذهب في سري كانيه بعد احتلالها لم يهزني كما هزني فقدان دفتر ذكرياتي، ومؤلفاتي طوال مسيرة حياتي”.

أفنى الشاعر والفنان محمد علي شاكر سني عمره في البحث والعمل في دنيا الفن والموسيقا والجمال، واختارته الأقدار ليرحل عن دنياه في 24 كانون الأول عام 2020، ليوارى الثرى في مدينة عامودا مدينة الحب والجنون، لعله يعود إليها وهي مكللة بغار الحرية وحمائم السلام كما كان يراها دائما.



#عبدالرحمن_محمد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكفرون.. سحر الطبيعة ومعانقة الجمال
- كتاب “سجالات في الأدب والفن” حوارات ثقافية -نثارات إبداع بأل ...
- الكراب.. إرث فلكلوري تغيبه الحداثة وتنعشه السياحة الثقافية
- محمد علي حسو.. شاعر الكفاح والنضال
- سيفار… مدينة الألغاز الجزائرية وآثار الجن والكائنات الفضائية
- أديبة الرقة وشاعرة الفرات… وداعا
- نوروز ثورة الربيع والانسان في كل زمان ومكان
- فوانيس رمضان.....مهارة حرفية وطقوس روحانية
- محمد شيخو...فنان ثورة وعاشق وطن
- الامير شرف خان البدليسي (صاحب شرفنامة)
- حبران... درة قرى جبل العرب
- ثلاثة أعوام على رحيل الفنان محمد شاكر “نبع سري كانيه”
- “النهمة”… فن البحارة العريق وأصالة شعوب الخليج
- مدينة إعزاز درة مدن الشمال السوري
- الشاعر الكردي جكر خوين... تسعة وثلاثون عاما من الحضور
- عبد الله البردوني ...ما أصدق السيف!
- -عندما يموت الضوء- جديد الكاتب والشاعر السوري جورج عازار
- وداعا ابنة القصب -الفنانة التشكيلية الكُردية السورية سمر دري ...
- -الميديا- وعبق الورق
- ذيب السرايا -محمد بك سلطان- رجل الأيام الصعبة


المزيد.....




- راقصة متحولة جنسيا يلغى عرضها وسط مخاوف من حملة قمع أوسع نطا ...
- سقط من السماء.. توثيق جزء ضخم من -جسم فضائي- يهوي في قرية نا ...
- تأثير وجبة الفطور على الوزن والصحة
- اختبار مدته 30 ثانية يكشف عن خطر الإصابة بـ19 مرضا مزمنا
- مايك جونسون الجمهوري رئيساً لمجلس النواب الأمريكي بعد تصويت ...
- ألبير كامو: أديب نوبل الذي وُلد في الجزائر، وتحدثت فلسفته عن ...
- لا.. لم تنشر -شارلي إيبدو- غلافًا يظهر زيلينسكي على هيئة -أح ...
- مشاريع في سوريا قد تجعلها ممرا للنفط والغاز والهيدروجين الخل ...
- زلزال بقوة 5.8 درجة يهز إثيوبيا
- انتهاء عطل تقني أصاب عددا من المطارات الألمانية


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبدالرحمن محمد محمد - محمد علي شاكر… ينبوع فن وعطاء لن ينضب