أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رامي الابراهيم - الأب الشيوعي المفترس المتمترس الضاري















المزيد.....


الأب الشيوعي المفترس المتمترس الضاري


رامي الابراهيم
كاتب، صحفي، مترجم، لغوي، سينمائي

(Rami Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 10:02
المحور: كتابات ساخرة
    


هو مخلوق فقاري متحجر متقولب متمترس متمجحش دائماً. قد يمر بأطوار هلامية سيتوبلاسمية بحكم التماشي مع الظروف المحيطة و التماهي معها ولكنه سرعان ما يتيبس و يتحجر و يتقولب و يتمترس و يتمجحش.

يبدأ نهاره بفاتحة ماركسية و يغسل وجهه بالصلاة على لينين و يلحقها بالصلاة على إنجلز خير التابعين. عدو شرس للإمبريالية يترقبها يترصدها يتتبع تحركاتها يرسل أجهزة استشعاره تلاحق أساطيلها و تتحقق من سياساتها وكلما بدا منها أي تحرك مريب يهرع إلى أصدقائه و يعقدون على الفور جلسة "لعن أبو الإمبريالية" و قد يترافق ذلك مع شرب العرق أو الفودكا او الويسكي و مع ما لذ و طاب من الشنكليش و السلطات و الليمون الحامض. يتباحث مع أصدقائه عن معنى كلمة "الضواري" التي وصف بها لينين البرجوازيين و الإمبرياليين الإستغلاليين المنتفعين. لديه مع أصدقائه رصيد لا بأس به من الكلمات النابية و السلبية التي يمكن أن تشرح معنى كلمة "ضاري" و هم يستعرضوها جميعها حقيقة لكن لا يكتفون فيطلب من أحد أبنائه الذي أحضر قطع الثلج للتو أن يذهب و يبحث لهم عن كلمة "ضاري" في المعجم إذا لم يتوفر المعجم أو لم يوفق الولد في الوصول إلى باب الضاد فصل الراء توصيه الجوقة النضالية أن يسال مدرسه في اليوم التالي عن معنى كلمة "ضاري".

لا يعجبه مسلسل "الخربة" للكاتب ممدوح حمادة و ينظر إلى سخرية الكاتب من تحقير الشيوعيين للإمبريالية على أنه تسخيف للأمور و خيانة لقضايا الطبقة العاملة و سوء استخدام للأدب و الفن الذي ينبغي أن يكون واقعي من جهة و ملتزم من جهة ثانية و الأدب أفضل الأدب هو الذي يشير على أنه لا يوجد خلاص إلا بالاشتراكية.

إذا صادفته في الشتاء ننصحك بألا تعلق على معطفه و لا تناقش أي شيء يخص المعطف وتجنب ما أمكن أن تلفظ كلمة معطف. يستخدم السوريون كلمة "كبوت" الإيطالية للدلالة على المعطف أو كلمة "مانطو" الفرنسية للدلالة على نوع من معاطف النساء لكن كلمة "معطف" العربية إياك أن تنطق بها لأنها ستكون الشرارة التي توقد في ذاكرته قصة المعطف للكاتب الروسي بيقولاي غوغول. ما إن تلفظ الكلمة أو تعلق على معطفه او معطفك أو معطف وزير الخارجية فالنتيجة هي ذاتها سيقص عليك قصة المعطف للكاتب تيقولاي غوغول. ربما تقول له أنك قرأت القصة و تعرفها جيداً أو سمعتها من شخص ما أو منه شخصياً لكنه سيقصها عليك بالرغم من ذلك. ربما تقول له أنك سمعتها منه عشرات بل مئات المرات لكنه سيقصها عليك و سيشعر و هو يقصها عليك أنه يمارس شيوعيته الحقة و سيكون عليك أن تتركه يمارس عليك شيوعيته أو أن تتحول إلى عدو للشعب والطبقات الكادحة أو شخص ملوث بافكار البرجوازية و بالتالي لاتستثيغ قصص الكفاح النضالي الإنساني الطبقي المتمترس!

لايؤمن بحقوق الطفولة و الشباب و المراهقة حقيقة و خاصة أطفاله فهم شبيبة الغد و الطليعة الثورية المناضلة التي يقوم على أكتافها المستقبل المشرق و يجب ان يتربوا منذ نعومة أظافرهم على الخشونة أو الإحساس بها. يحب أن يخشوشنوا أو تخشوشن الظروف حولهم أو يخشوشن إحساسهم بالظروف القاسية و لذلك هو يأخذهم إلى القرية و يوقظهم عند الصباح حتى يشعروا شعور طبقة الفلاحين و يحسوا بأحاسيسهم و يتعرضوا للبرد الشديد و الشمس الحارقة حتى يكونوا عارفين بمعاناة الفلاح و مخلصين للفلاحة. حتى و لو كانوا أبناء مدينة يجب أن يذهبوا و يعملوا في الريف أو في أي مهنة فيها عذاب و شقاء حتى يفهموا معاناة الطبقة العاملة و الفلاحية و يبقوا مخلصين لها. قد لا يكون هناك قرية أو حقل أو حصاد أو أعمال فلاحية و لكن سيجد وسيلة لجعلهم يشعروا بمعاناة الفلاحين و العمال منذ نعومة أظفارهم.
عام النضج بالنسبة له هو 16 سنة عموماً لأن في هذا العام اختار هو الطريق الشيوعي و تبناه و حدد مسار حياته و بالتالي لا يوجد ما هو أصعب بالنسبة لديه أن يرى ابنه مثلاً بعمر 16 سنة و يراهق أو يحرص على سفاسف الأمور و يهتم بتسريحة شعره و يضع جيل او يتعطر أو يستمع لأغاني و صرعات هابطة الخ.

يؤمن بأن احساس أولاده بالظلم الطبقي هو محركهم و دافعهم الأقوى للحصول على افضل العلامات في المدرسة و ضمان افضل مستقبل لا يؤمن بوجود أو نجاعة دوافع أخرى و إن وجدت فهو يعمل جاهداً على السخرية منها أو تقزيمها و الإشارة دائماً إلى الصراع الطبقى و الإحساس بظلم الطبقات البرجوازية على أنه الدافع السيكولوجي الأنجع! إذا كان لديه جار ثري و لديه بناء من عدة طوابق فسيستخدمه بلا شك في إزكاء نار النقمة الثورية عند أطفاله.

يحاول تحصين أولاده من البيئة غير المناسبة و لذلك يمنعهم لأسباب نضالية من الاتصال بأعمامهم و أخوالهم و الكثير من الخلائق غير الاشتراكية و يفرض حصاراً على جميع الكتب و المجلات و برامج التلفزيون التي يمكن ان تحرف أولاده عن النشأة الاشتراكية الصالحة. و يا ويل ويلو الولد اللذي يستعير كتاب لأحد شعراء الحب و الخلاعة و يا ويل ويل من يعير أبنائه قصص دينية و يا ويل ويل من يعطي أحد أبنائه صورة "سكس".

لا يؤمن بعلم النفس و كثير غيره من العلوم و بالنسبة له فعلم النفس هو علم اخترعته الإمبريالية حتى تضل الشعوب عن طريق تعلم أشياء لاتفيدها شيئاً بل و تحرفها عن مسارها. طبعاً كارثة الكوارث ان يكون أحد أبنائه بحاجة إلى طبيب نفسي أو أن يصرح بذلك لأنه لن يحصل منه إلا على الاستهزاء و التقريع .

هو مناصر لتعلم المرأة و لكن ليس لدرجة أن تصبح أفهم منه و يا ويل ويلها إذا صدر منها بوادر "تفهيمية" بيقلب ستالين أو ربما يصبح بحاجة إلى ستالين شخصيا ليأتي لتهدءته و يقول له " معليش رفيق زرعها بدقني البلشفية هالمرة" فيرد عليه الرفيق الاب الشيوعي: " خلص بس منشانك هالمرة يا رفيق ستالين". يعني هو ممكن يعلم زوجته الأبجدية يعلمها القراءة و الكتابة ثم يحضر لها قصص من الأدب السوفياتي الملتزم و آخر مرحلة يمكن أن تصل إليها هو أن تقرأ موجز "ما هو الديالكتيك" فهو بهذه الحالة يحتفظ لنفسه بالتفوق كونه مطلع على المادية التاريخية و المادية الديالكتيكية و إذا لزم الأمر أو تفهمنت عليه" فسيشخ عليها ديالكتيكياً"

ممكن أن يحدث وتقول له: " يا رجال شو بدنا بكيف سقينا الفولاذ و شو آخدنا عالدون الهادئ و هالحكايات جبلنا شي كتاب يعلمنا نربي هالولاد!" و هنا تقوم القيامة و يرى أن هناك نوازع للتمرد على الأدبيات السوفياتية الملتزمة و أعراض لمرض " التفهمن" أو مرض " أكل الهوى البرجوازي" و هو يرجع هذا منبتها و بيئتها غير الواعية غير المثقفة بالثقافة الاشتراكية الحقة.

قد يقول له أحد الأولاد: " بدي اعزف عالعود أنا بحب الموسيقى" و هنا قد نحصل على إجابات عديدة تتراوح بين " بدي خلي العودان تعلم عجنابك" و بين " بعدين يا بابا لاحقين على هالحكايات. في البداية يجب أن تحصل على علم و وظيفة مرموقة و راتب جيد و بعدها تفكر بالكماليات. نحن لسنا طبقة برجوازية تخصص أحد الطوابق للبيانو و آخر للعود. نحن من طبقة فلاحية عمالية مناضلة متقوقعة متمترسة... الخ الحكاية النضالية المتمترسة!



#رامي_الابراهيم (هاشتاغ)       Rami_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعرفة المتأخرة و عدم الإكتراث
- صدر النمورة و التقسيم
- نشيد حرية لسوريا الجديدة
- مدّة الحياة
- المسمار
- المرأة العجوز في الغابة
- اللغز
- القمر
- القطة و الفأرة في منزل واحد
- الضوء الأزرق
- الإوزة الذهبية
- لعبة المكان و الزمن
- دقيقةٌ من وقت الزّمان ووقفةٌ في ذهول
- غبار الطّلع
- قلا تجي
- أحلام اللحظة..و الشوق طليقٌ.. و الماضي توثب!
- انتماء
- فستان شعبي جداً
- هيكل لإله الحروف
- أحلام غرابة اللون..و العري


المزيد.....




- قضية الممثلة الإباحية تلاحق ترامب قبل أيام من تنصيبه
- الباتيك في إندونيسيا.. فن تقليدي يعكس روح جاوا وبيئتها
- بعد هجوم نيو أورليانز.. شاهد ما فعله موسيقيون ورجال دين في ش ...
- سوريا.. المخرجة رشا شربتجي تؤكد الإفراج عن كاتب مسلسل -فضح م ...
- علَّم طفلك اللغة العربية السليمة.. ثبت قناة طيور الجنة الآن ...
- المقاومة بالسرد الجميل.. تجربة القصة الفلسطينية القصيرة من م ...
- تعرّف على أبرز الأحداث والعروض الفنية والثقافية لعام 2025
- الموت يُغيِّب الفنان المسرحي الكبير قصي البصري
- اعتقال بطل فيلم -أبوكاليبتو- في اليونان
- شاهدة على تحولات تاريخية ـ عواصم الثقافة الأوروبية عام 2025 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رامي الابراهيم - الأب الشيوعي المفترس المتمترس الضاري