علاء هادي الحطاب
الحوار المتمدن-العدد: 8208 - 2024 / 12 / 31 - 16:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
د. علاء هادي الحطاب
كانت القضية الفلسطينية محطَّ اهتمام العالم كل العالم، والعرب في مقدمتهم، نعم تمرُّ بفترات " نسيان" أو غفلة، لكنها تعود إلى الواجهة نتيجة تصرفات الكيان الصهيوني الذي اعتاد على الاعتقال والقتل والتشريد، وكان للأمم المتحدة وحتى مجلس الأمن دور وإن لم يكن حاسماً في أحداث غزة، لكن على الاقل كان هنالك دور، كما هو دور الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي سابقاً ومنظمة التعاون الإسلامي حالياً.
الملاحظ أن دور العرب عموماً تراجع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بل تراجع كثيراً بعد أحداث طوفان الأقصى، رغم استمرار الفعاليات المؤيدة للقضية الفلسطينية في الدول الغربية، وهنا أتحدث عن جماهير لا فقط منظمات ودول وأنظمة سياسية، فما بعد طوفان الأقصى شهدت معظم الدول الأوروبية حركات احتجاج ومناصرة لغزة، فيما غابت هذه الفعاليات عن الجماهير العربية بالشكل الذي يتلاءم مع حجم الجرائم التي يقوم بها الكيان الصهيوني.
وبلغ ذروة الصمت العربي إزاء ما يجري في غزة بعد أحداث لبنان وسوريا، إذ احتل الكيان الصهيوني أراضيَ كبيرة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا ولم نرَ حتى مجرد اجتماع لجامعة الدول العربية أو فعاليات جماهيرية في الوطن العربي والدول المسلمة الأخرى.
ما يحدث اليوم في غزة أمر لا يمكن وصفه بكلمات، إذ حتى المستشفيات التي تكاد تعمل بشكل شبه صفري لعلاج الجرحى أُخرجت جميعها عن الخدمة بعد قصفها واعتقال وقتل كوادرها، و لم تعد مكاناً صالحاً حتى لمجرد مكوث الجرحى فيها، أما الشهداء فلم يجدوا مقابر تؤويهم وباتت الشوارع والطرقات مدفناً لهم، ووسط كل هذا الدمار الذي لحق ويلحق بغزة لا نجد أي فعاليات جماهيرية عربية أو مسلمة فضلاً عن فعاليات حكومية لمنظمات ودول عربية وإسلامية، وكأن غزة وشعبها ملف طواه النسيان، ولم يعد هناك شعب يتعرَّض للإبادة الجماعية، إذ لا منظمات حقوق الإنسان الدولية لها كلمة ولا جمهور عربي وغربي ولا منظمات ولا حكومات، وكأن غزة اليوم تُركت تواجه مصيرها لوحدها بعد أن تخلَّى عنها الجميع سوى رحمة الله ولطفه بهم، هذا الصمت هو ما شجَّع ويشجع الاحتلال على الإيغال في ارتكاب جرائمه ضدَّ شعبٍ بات معزولاً عربياً وعالمياً وحتى إنسانياً.
#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟