أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شفيق العبودي - ملاحظات سريعة على هامش النقاش الدائر حول -مدونة الأسرة- المغربية














المزيد.....


ملاحظات سريعة على هامش النقاش الدائر حول -مدونة الأسرة- المغربية


شفيق العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 8207 - 2024 / 12 / 30 - 07:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


خير ما يمكن البدء به في هذه المناسبة ما قاله أفلاطون وهو "أن القوانين وضعت للأشرار وليس للفضلاء"، مناسبة هذا القول هو تسريبات بعض المواد المتضمنة في مشروع "مدونة الأسرة" الجديدة والمثيرة للجدل، رغم أن النسخة النهائية لها لم تجهز بعد وتحتاج لمسار مِسْطَري حتى يتم إقرارها رسميا، لكن المثل يقول "لا دخان بدون نار" وبالتالي فالنقاش الذي أُثِير حاليا لم يأتي من فراغ، بل له مبرراته، رغم غياب النسخة النهائية لهذه المدونة، لكن ما يعاب على هذا النقاش في غالبيته هو انحرافه عن جوهر القضية والارتماء في مناقشة القشور، وهو للأسف يكشف عن طبيعة الوعي السائد في مجتمعنا الذي تغلب عليه السطحية والتفاهة، وفي نفس الوقت يكشف عن نظرة المجتمع بطرفيه الرجال والنساء لبعضهما البعض، والمصيبة في هذا الشأن هو عدم إدراك معاني الزواج العميقة لدى الغالبية العظمى. لهذا أود أن أُدْلِي هنا ببعض الملاحظات أعتقد أنها ضرورية وموجهة لأي نقاش في هذا الصدد وهي:

1 ــ الصراع في المجتمع بين من ينهب ويسرق خيرات البلاد ويستحوذ عليها لوحده، وبين من لا يملكون إلا الفقر والحرمان رغم دفعهم للضرائب ومساهمتهم في الإنتاج، وليس بين الرجل والمرأة، فمن الوهم أن نعتقد أن عدو الرجل هو المرأة وعدو المرأة هو الرجل، لأن الاستغلال الذي يتعرض له الرجل هو نفسه الذي تتعرض له المرأة وظروف العيش القاسية هي نفسها المسلطة على الطرفين.

2 ــ خلاص الرجل والمرأة من واقع الفقر والبؤس لن يتم على حساب أحد الطرفين، بقدر ما يجب أن يتم عبر تكاثف الجهود وتوحيدها لتوجيه السهام في اتجاهها الصحيح، أي تجاه الطبقة المسيطرة التي تَسْتَغِل وتُفَقِّر الجميع رجالا ونساء.

3 ــ الزواج مؤسسة مقدسة وقرار دخولها يجب أن يكون عن طيب خاطر ونابع من إرادة حرة وفيه سعي للاستقرار، كما أن هذه المؤسسة من المفروض أن تزول فيها الملكية الخاصة لتتحول إلى ملكية جماعية مشتركة بين جميع أفرادها، وبالتالي لا فضل لأحدهما على الآخر فيها، كما يجب أن تتوحد فيها الإرادات والذوات وتذوب في بوثقة الأسرة مُتَخلِّيَةً عن كل مطامح السيادة والسيطرة والتحكم، واستبدالها بالتعاون والتكامل والإندماج عوض الصراع، وتصبح مشتلا للتربية وغرس القيم النبيلة خاصة قيم التضحية والعطاء والمحبة، وكل من لم يصل بعد لهذه القناعة فهو غير مؤهل أصلا لتأسيس أسرة.

4 ــ الطلاق من المفروض أنه حالة/قرار استثنائية وليست هي القاعدة، لذلك كل من يسعى للزواج يجب أن يصب كل جهده على إنجاح هذه العلاقة عوض التفكير في فسخها وإلا ما الحاجة أصلا لإقامتها؟؟ وحتى لو حدث فعل الانفصال فهو حل، ولا يجب النظر إليه كمشكلة أو حالة وجب استغلالها لتصفية حسابات مكبوتة، خاصة إذا نتج عن علاقة الزواج أطفال أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم أبناء لأشخاص فاشلين في الحفاظ على ما خططوا لإقامته وصاروا معاقين على مستوى الوعي والقيم. وبالتالي لا يجب النظر لهذا الوضع (الطلاق) بمنطق الربح والخسارة، بل بمنطق الإنسان المُتَحَمِّل لمسؤوليته في عدم قدرته على إنجاح علاقة اختارها عن طيب خاطر، وهنا المسؤولية تقع على الطرفين وليس على أحدهما فقط.

5 ــ الأسرة بكل مكوناتها (أب، أم، أبناء) مسؤولية الدولة أولا وأخيرا، قبل أن تكون مسؤولية الأفراد، وبالتالي يجب توجيه الجهد في اتجاه الضغط والنضال ضد الدولة بمؤسساتها حتى تقوم بدورها الكامل في بناء الوعي أولا ثم في حفظ الحقوق وتوفير الشروط المادية والاجتماعية لصون كرامة الإنسان، الشئ الذي من شأنه تخليق الحياة الاجتماعية وإبعاد الفهم المادي الصرف عنها، قبل تفتيتها.

6 ــ إبعاد موضوع التشريع لمدونة أو قانون الأسرة عن المزايدات السياسية والدينية، وتركه لذوي الاختصاص دون نسيان مساهمة كل مكون من مكونات المجتمع في صياغة تعاقد حول الأمر.

7 ــ على كل من الرجل والمرأة أن يغيرا نظرتهما للآخر، على اعتبار أن كل ما يعانياه ماديا أو اجتماعيا ليس سببه الجنس/الطرف الآخر وإنما السبب هو غياب العدالة الاجتماعية وعدم توزيع الثروة بشكل عادل وإقامة مجتمع الحقوق والحريات، وبالتالي لا بديل عن وحدة الرجل والمرأة في معركة الكرامة والعدالة الاجتماعية والحرية، أما السقوط في فخ الصراع الثنائي فذاك ما تريده الجهات المسيطرة وهم للإشارة ليسوا رجالا فقط، بل فيهم حتى النساء.

أخيرا لا تحرر للمجتمع إلا بتحرر المرأة والرجل معا.


العرائش 29 دجنبر 2024



#شفيق_العبودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطينى والمقاومة كخيعر وحي ...
- الكذب السياسي: خطاب النيتن ياهو أمام الكونغرس نموذجا
- لماذا قضية فلسطين قضية وطنية؟
- الغش في الامتحانات وصناعة المواطن الفاسد
- المحكمة الدولية ضمير الغرب الذي لا ضمير له
- الحراك التعليمي بالمغرب بين العفوية والتنظيم
- في الحاجة إلى تشكيل وعي نقابي كفاحي
- من أجل إعادة صياغة مفهوم النضال والمناضل
- الحوار هدف أم وسيلة؟
- بروباغاندا الدعم التربوي وهدر المال العام
- في نقد الفكر اليومي للشغيلة التعليمية بالمغرب
- قراءة سريعة في المعركة البطولية لاحتجاجات الشغيلة التعليمية ...
- اضراب الشغيلة التعليمية بالمغرب يوم 5 اكتوبر 2023 دروس وعبر
- الكوارث الطبيعية وتبييض سمعة الفاسدين
- قصيدة شعب الصبارين
- عيد الاضحى بين الأسطورة والدين والعادة الاجتماعية
- رثاء الموسيقار حسين نازك ابو علي
- مرثية الرحيل
- بلاغ تضامني مع الاستاذ شفيق العبودي
- قراءة في شعار الدولة المغربية - التصويت حق شخصي وواجب وطني-. ...


المزيد.....




- تعنيف النساء في العراق.. أزمة مستمرة تفتك بالنساء
- أردوغان يرد بطريقة مرحة على امرأة تفاجأت -بتقدمه في السن-
- إحالة مذيعة مصرية للمحاكمة الجنائية بسبب -مخدر الاغتصاب-
- تشاجر والداه وتركاه.. امرأة تعثر على رضيع بعمر شهر واحد على ...
- سوريا: 80 جلدة عقوبة مشي أو جلوس الشباب مع الفتيات بالشوارع ...
- زاخاروفا تمزح حول خطورة النساء الروسيات على الأجانب
- حياة أكثر تعقيدا وخالية من الخصوصية تواجهها النساء بمخيمات ا ...
- اختتام جلسات الحوار المجتمعي حول “العمل اللائق للنساء بين اق ...
- ميساء صابرين: أول امرأة سورية تترأس المصرف المركزي، فكيف كان ...
- طالبان والحريات.. الحركة تسوّر نوافذ المنازل المطلة على الشا ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شفيق العبودي - ملاحظات سريعة على هامش النقاش الدائر حول -مدونة الأسرة- المغربية