أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-17















المزيد.....


نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-17


أمين بن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 8207 - 2024 / 12 / 30 - 00:13
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد مغادرة الكبير...
- أوصلكِ...
- لا أحتاج ذلك
- أعلم أنكِ لا تحتاجين
- لكن؟
- عليّ أن أفعل... أنا خدوم ولطيف
- لستَ خائفا مني؟
- ماذا؟
- ربما أغويتكَ
- لنتحرّك... هيا
- ربما تندم...
- وفاء... أرجوكِ! هيا... من أين نمشي؟
- ربما ستقول ليتكَ ما رافقتني... مثلما قلتَ عن دخولكَ الكافتيريا...
- رجاء... لنتحرك!
- حذّرتكَ... لا تلمني بعد ذلك...
- لن أفعل... بعيد عن هنا؟
- مهما كان بعده، لن تشعر بذلك
- ولماذا؟
- لأننا معا...
- ...
- لطيف ولم تهد لي شيئا يوم عيدي؟
- ...
- حتى عيد ميلاد سعيد لم تقلها!
- ...
- لستُ في حاجة إلى بودي غارد أخرس... أستطيع الدفاع عن نفسي!
- أعلم ذلك... تستطيعين كل شيء...
- ...
- لماذا تضحكين؟
- غزال صغير يرتعش بين مخالب لبوة...
- جيد! جبان!
- وكاذب...
- ...
- وكل هذه الصدف لا تعن لكَ شيئا...
- هل اقتربنا؟
- ...
- لماذا توقفتِ؟
- تستطيع الذهاب... نفترق هنا!
- لا تكوني سخيفة
في تلك اللحظة بدأتُ أسمع صوت أغنية، الصوتُ كان قويا ويقترب منا [https://www.youtube.com/watch?v=WQnAxOQxQIU]... فبدأت ترقص مواصلة في نفس الاتجاه دون أن تلتفت حتى تجاوزتنا السيارة... قليلا ثم توقفت، ووفاء ترقص دون أن تأبه بها... كلمنا من يقود بعد أن أخفت قليلا... الصوت، لكن وفاء واصلت رقصها ولم تُجبه...
- تنضمان إلينا؟
- لا... شكرا
- أنا ورفيقتي... من معهد المهندسين... وأنتما؟
- صيدلة...
- وعند الصيادلة، تُترك الفتيات يرقصن دون صحبة؟
- أحيانا... خصوصا عند سماع موسيقى من عند المهندسين
- تَرقصُ جيدا
- نعم...
- هيا اصعد... تعال... لنُجبرها على الصعود... سلّم على سارة
- شكرا لك... لكن علينا الذهاب
لم يجبني وتقدّم قليلا، قرابة خمسة أمتار حتى وصل مستوى وفاء، وتوقّف... ثم نزل ومعه رفيقته بعد أن أعاد الأغنية من بدايتها... ورقص الثلاثة وسط الطريق وبقيتُ واقفا أنظر... لم أكن أجيد الرقص، ومما رأيتُ، كان الثلاثة يُجيدونه وكان ما فعلوه... جميلا... تواصل، حتى توقّف سيارة شرطة، فأسرع الشاب إلى سيارته وأسكتَ الموسيقى... فكلمني أحد الشرطييْن
- وأنتَ؟ طردوكَ؟
- نعم... لستُ جيدا مثلهم
- استمتعوا بشبابكم... لكن ليس وسط الطريق
- نعم... نعتذر
- تُصبحون على خير...
بعد ذهاب الشرطة، تكلمنا أربعتنا قليلا، وبعد أن تركا رقميهما لوفاء، غادرا...
- قلتِ لا تُحبّين أصحاب السيارات وقُبلهم وعناقهم... قبّلتِ سارة بعد دقائق من رؤيتها...
- نعم! وأكيد سألتقيهما في أقرب فرصة... لم أعرف نادي الرقص الذي تكلمنا عنه...
- وهل ستشاركين فيه هو أيضا؟
- الفكرة تروقني، لكن لا أظن أن وقتي سيسمح... ثم! انتظر! ولماذا تسأل أنتَ؟ قلتَ أني لا أعنيكَ في شيء!
- لم أقل ذلك...
- آه! تذكّرتُ... الصدف!
- أين المنزل؟ قلتِ لهما أنه قريب ولذلك رفضتِ الركوب معهما
- وكذبتُ! أكذب أحيانا... لستُ ملاكا مثلكَ!
- أعجباكِ فلماذا رفضتِ؟
- سنتكلم في المستقبل وسنلتقي... أكيد...
- لم يكن ذلك سؤالي...
- الغزال الصغير يُريد اللعب مع اللبوة؟
- لم يكن وراء سؤالي شيئا مما فهمتِ!
- هل أنتَ دائما جبان هكذا؟
- قولي ما شئتِ...
- اقتربنا من الحيّ
- جيد
- مللتَ بهذه السرعة؟
- لم أملّ...
- ماذا إذن؟
- تعرفين كل شيء ولا داعي للكلام...
- لا... لا أعلم أي شيء!
- اللبوة تتظاهر بالغباء؟
- رفيقتاي ليستا في المنزل... أستطيع دعوتكَ للدخول...
- شكرا لكِ... لا داعي لذلك...
- قلتَ أنكَ خدوم ولطيف ولستَ فظا؟
- الفظاظة... أنتِ قلتِها عني...
- وصلنا... سأفتح الباب...
- تُصبحين على خير...
- قلتَ ستوصلني؟
- نعم، وفعلتُ...
- لم تفعل! ماذا لو كان أحد المُجرمين في انتظاري في الداخل؟
- أكره استغلال أوقات الضعف!
- لستُ ضعيفة لتكون مُستغِلا...
- لم أتكلّم عن نفسي
- واو! أنا المستغِلة إذن! وهذا يعني أنكَ في لحظة ضعف... ممتاز! قلتُ لكَ أنكَ جبان وكاذب... ها أنتَ قد اعترفتَ بصحة قولي...
- ...
- لم أَخفْ منكَ عندما دخلتُ منزلكَ بعد أقل من نصف ساعة منذ أن عرفتكَ... أراكَ مرعوبا الآن برغم أننا التقينا عدة مرات
- جبان مثلما قلتِ...
- وتريدني أن أستجديكَ لتدخل؟
- لم أطلب أي شيء
- أنا طلبتُ فلماذا لا تُنفّذ دون أن تُضجرني بصراخكَ وبكائكَ؟
- ...
- بجانبي جيران، وهم نائمون الآن، هل تُريد مشاكل لي معهم؟
- ...
- إذا كنتَ لا تريد البقاء، ولا أعن لكَ شيئا مثلما زعمتَ، لماذا لم تُغادر إلى الآن؟
- لم أقل أنكِ
- نعم نعم! الصدف التي حصلتْ لا تعن لكَ شيئا!
- سأذهب الآن... تُصبحين على خير...
- ...
- ...
- انتظر...
- نعم؟
- نسيتُ... أن أشكركَ...
- ...
- كانت قبلة صغيرة على خدكَ... هل تجاوزتُ محظورا؟
- كل شيء معكِ محظور! من المفروض أن يكون الأمر كذلك!
- لكنكَ لم تلتزم... لماذا؟
- لا تنخدعي بالمظاهر عزيزتي! مجرد شاب كأي شاب... قد ينجذب إلى جميلة دون أن يكون ذلك أ
- إلى متى ستواصل خداع نفسكَ؟
- ...
- اذهب إذن... لكن... لو كان الأمر شبابا وجمالا، هل إيمان قبيحة لتنظر إلى غيرها؟
- قلتُ لكِ أني مريض، المشكلة فيّ لا فيها
- وقلتُ لكَ أني لم أصدق ذلك، وأنه لا سلام طالما أنكرنا حقيقتنا...
- وما هي هذه الحقيقة!؟
- انجذابكَ لي الذي لن تستطيع انكار حقيقته مهما حاولتَ! تُصبح على خير!
- انتظري! ليس هكذا...
وتبعتُها، ففتحتْ الباب ودخلتْ بسرعة دون غلقه، فتبعتها حتى دخلتْ غرفتها وأغلقتْ الباب بعنف... فطرقتُ... لكنها لم تفتح... فناديتها فلم ترد... ففتحتُ... ففُتح و... دخلتُ...عندما دخلتُ كانت مستلقية على فراشها... على بطنها... ورأسها تحت مخدة... جلستُ بجانبها دون كلام... برهة...
- ...
- ...
- كل ما قلتُه لكِ أول مرة كان الحقيقة مثلما هي... لكنكِ لم تصفعيني! وقررتِ البقاء معي...
- ...
- لستُ كاذبا، ولستِ من كشف حقيقةَ كاذب... لأن... لأن الذي عندي عندكِ... تشعرين به مثلما أشعر به!
- ...
- تمنيتُ ولازلتُ... أتمنى لو لم أدخل تلك الكافتيريا! لو لم أكن كلمتكِ مطلقا! لو تجاهلتني! لو لم تطلبي أن أنتظركِ! لو لو لو لو!! كل شيء! منذ أول لحظة! وتعلمين جيدا لماذا!
- ...
- منذ أن قلتِ أنكِ تدرسين صيدلة... كل شيء تغير ونظرتُ النظرة المحظورة! دون دراستكِ كنتِ ستبقين مجرد نادلة جميلة كلمتها لحظات... لكن ذلك... تلك النقطة السلبية تحولتْ إلى ورقة رابحة... لم أعمل يوما أنا! لستُ من عائلة أغنياء لكني لم أحتج يوما... أنتِ تفعلين وهذا إيجابية كبيرة...
- ...
- وليس الأمر جمالا نعم... أو ليس كله جمالا! لم يغب عني الجمال منذ الثانية عشرة... لكنكِ... أكثر من ذلك... بكثير! رأيتكِ لعنة نزلتْ عليّ... صاعقة صعقتني ولم أستطع حتى المقاومة!
- ...
- أنا... أنـ... تُعجبينني... أكثر مما يمكنكِ أن تتصوري... وأتمنى لو التقينا في عالم آخر... في وقت آخر! وذلك لم يكن ليحدث لأني... التقيتُ مَنْ... من أ... أأأحـ... أول يوم لي في الكلية!
- ...
- أصارع من أجل أن يحكمني عقلي... لو لم أفعل ما تركتكِ تخرجين من عندي... أول مرة... ما كلمتكِ الآن وظهري يحميني... مِنـ... مِن... منكِ ومن نفسي
- ...
- أنتِ رائعة... حدسي لا يُمكن أن يخطئ! لم يخطئ منذ أن كنتُ طفلا! والذي عرفته عنك وإن كان قليلا... لن يكون إلا قطرة من بحر... سأغرق لو سمحتُ... والأهم أنكِ ستغرقين... أكثر! ولن أستطيع إنقاذكِ!
- ...
- تستحقين أن تكوني سعيدة... ويستحيل أن يكون ذلك معي!
- ...
- فكري... انظري إلى نفسكِ... وتقريبا لم يحدث شيء بيننا! ماذا لو حدث؟ كيف ستكونين!
- ...
- و... لستُ جبانا... كنتُ أستطيع رفض دعوة خالتكِ...
- ...
- لكني بقيتُ ورافقتكم... وعندما نادتكِ... فكرتُ في شيء لكِ... بطاقة بريدية لا أزال لم أكتب عليها...
- ...
- سأكتبُ عليها شيئا الآن... اقرئيه بعد أن أخرج...
- ...
ثم قمتُ، وبقلم من فوق طاولتها، كتبتُ... "أتمنى لكِ الحياة السعيدة التي تستحقين... والتي لن تكون معي..."
دون أن تتحرّكَ، ورأسها تحت الوسادة...
- لا تغادر...
- ...
- انظري لي... أريد... أريد... أن... أن أراكِ آخر مرة...
عندها قامتْ، وهرعتْ نحوي... في تلك اللحظات، شعرتُ وكأن أسدا يهجم عليّ! لو استطعتُ لصرختُ... ولهربتُ... لكني تسمّرتُ مكاني... مرعوبا... وكان الرعب مضاعفا... منها ومن... ملاك! يستحيل أن تغفر لي لو علمتْ! لم تحضر إيمان لحظتها، لكن فقط ملاك... في تلك اللحظات اختبرتُ معنى السادومازوشية... تلك التي رُعبتُ منها وهي تتحرّك أمامي لترتمي في حضني، كنتُ أتمنى لو بقيتُ معها أبدا كذلك... واستطعتُ ذلك!
وفاء... طويلة... أطول من ملاك! أطول من إيمان! لم أكن أحبذ القصيرات بل الطويلات... وطول وفاء كان أحد مثالياتي بخصوص جسد المرأة...
بقيتُ دون حركة، ولم أحضنها... كنتُ أصارع يديّ وكأنهما تحولتا إلى شيئين غريبين عن جسدي... لكني نجحتُ في السيطرة عليهما وأبقيتهما مكانيهما... وكأني جندي في وضع استعداد... جندي ملعون! كنتُ أرى أن عندي... مقومات... ليس لتلك الدرجة! ملاك... إيمان ثم وفاء!! لم يكن ذلك مقومات بل لعنات!!
- لا تكترث بي إذا غرقتُ... لن تكون ملاما في شيء...
- ...
- لا أستطيع... لا أستطيع أن أدع كل هذا يمرّ وأتظاهر وكأنه لم يحدث! من حقي المحاولة وسأتحمل كل المسؤولية وحدي!
- لأني أهتم لكِ... لا يُمكنني السماح بذلك!
- ولا يُمكنني أن أدع أول شخص ينظر لي على أني لستُ فقط جسدا جميلا! لا أستطيع!
- طول حياتي وأنا مهووس بالأجساد الجميلة
- غير صحيح!
- تلك حقيقتي التي لا تريدين رؤيتها...
- لم أر شيئا من ذلك في أقوالك وأفعالكَ!
- استطعتُ السيطرة على رغباتي
- حتى لو صدقتُ ذلك! لن يتغيّر عندي شيء لأنكَ قدّمتني على نفسكَ!
- نعم، فعلتُ، ولازلتُ...
- وذلك يجذبني أكثر! هل تعي ذلك؟!
- ...
- لم يحبني أستاذ الفيزياء... أراد فقط
- ماذا؟
- التحرش بي! كلهم فعلوا!! كلهم!! حتى أقرب الناس إليّ!!
- ...
- كان مميزا في كل شيء، فتعلقتُ به ظانة أن ما شعرتُ به حبا، لكني لم أرغب أو أفكر لحظة واحدة فيما أراده...
- ما الذي حصل؟
- أراد تقبيلي فصفعتُه، ومنذ ذلك اليوم لم أحضر حصصه، وأكملتُ بقية السنة أحضر حصة الفيزياء مع فصل آخر غير فصله
- ولماذا صفعته؟ كنتِ رفضتِ وتنتهي القصة؟
- ...
- لستُ أحاسبكِ، ولا أستطيع... المُتفرج من بعيد لا يستطيع أن يكون مكان مَنْ... لا أحكم ولا أحاسب...
- لماذا لم تحضني؟
- استطعتُ قمع يديّ
- أطلقهما...
- لن أفعل
- عندي هايبوثرميا وسأموت من البرد، غصبا عنكَ ستسعفني! بل قد تلصق جسدكَ عاريا بجسدي!
- نعم... لكني لستُ مسعفا الآن وحياتكِ ليست مهددة...
- لن يتغيّر شيء لو فعلتَ
- تعالي... لنجلس
- لا! احضني... لا تجعلني أتوسل!
ففعلتُ... لكنها بعد لحظات، دفعتني بقوة حتى ارتطمتُ بالحائط... مشتْ إلى السرير، ثم عادتْ...
- سامحني... أعتذر... لم أقصد... اعذرني! هل تأذيتَ؟
- لا... لم يحصل شيء... لكن
- اعذرني، لا تغضب مني!
- لم أغضب... لكني أنتظر تفسيرا
- لا أعلم... لم أقصد ذلك! حصل دون أن أشعر!
- لستُ غبيا وفاء... نوعا ما فهمتُ ما وراء ما حصل... لكن لن أطلب منكِ أن تتكلمي وأنتِ لا تريدين... على كل حال، لا بأس من ناحيتي... وعليّ الذهاب الآن
- لن تذهب! ليس الآن! وليس هكذا!
- نسيتُ ما حدث... لا تشغلي بالكِ به واعتبريه لم يحصل...
- حصل! ولم أقصد ذلك!
- وقلتُ فهمتُ ولا مشكلة عندي
- أنا عندي معه مشكلة!
- إذا رغبتِ قولي...
- هل حقا، ستخرج ولن تُكلمني مرة أخرة؟
- تعرفين كل شيء... لا تحتاجين السؤال والإجابة تعرفينها
- ما أعرفه أنكَ لا تريد ذلك!
- القضية ليست أريد أو لا أريد بل أستطيع أو لا... هل لا تُريدين إعادة أبيكِ للحياة لو استطعتِ؟
- لا أريد!! إلى الجحيم!!
- ماذا قلتِ؟
- قلتُ لكَ أني لا أتذكر الكثير عن علاقته بماما، لكني... أتذكر... أتذكر كل شيء فعله معي!
- اللعنة... تبا... أنا آسف!
وحضنتها...
- لستُ في حاجة إلى شفقتكَ!
- لا تقولي ذلك... ليستْ شفقة... ثم كان ممكنا أن أكون مكانكِ فهل كنتِ ستشفقين عليّ...
- رفضتَ أن تحضن من حضنتكَ، ثم حضنتَ التي تُحرش بها وهي صغيرة
- أنا حقا آسف على الذي حصل... تريدين الكلام عنـ
- لا شيء يستحق الكلام... كنتُ في الثامنة...
- هلـ
- لا! لم يفعل... كان... كان يمسني بيديه...
- وأمكِ؟
- كانت تعلم
- تبا!
- نعم ولم تفعل شيئا!!
- وخالتكِ... هل... ذلك هو السبب؟
- نعم
- آسف...
- ستة أشخاص فقط يعلمون...
- هو، أنتِ، أمكِ، خالتكِ... زوجها... و
- أنتَ
- حتى ابنها الكبير لا
- نعم، لم تُعلمه... ولن تفعل...
- لا أعلم ماذا أقول...
- قل أنكَ لن تغادر!
- أستطيع البقاء قليلا
- ما الذي غيّر موقفكَ؟
- ليس الشفقة مثلما ظننتِ
- ماذا إذن؟
- هناك أمر جلل سمعتُ به، ولم تكوني لتُعلميني به دون أن أكون على الأقل قادرا على تقديم إضافة... لكِ...
- لم أستطع إعلام إيمان برغم رغبتي في ذلك
- إيمان؟!
- ...
- كيف تُعلمين إيمان بأمر كهذا وأنتِ رأيتها لأقل من دقيقة؟
- ...
- بحركِ عميق على ما أرى... الآن أظنكِ ستجلسين وستقولين لأفهم كيف دخلتْ إيمان على الخط؟!!
جلستْ على السرير، ووضعتْ يديها على وجهها، ثم...
- لا أريد الكلام عن إيمان الآن! لن أستطيع!
- ولماذا لن تستطيعي؟
- ...
- لم تُجيبي؟
- ليس الآن! ليس الليلة!
- وما المانع؟
- ...
- سكوتكِ غير مقبول، خصوصا والذي أعرفه أني رأيتها دقيقة من زمن!
- ليس الليلة! أرجوكَ!
- متى إذن؟
- لا أعلم!! لكن ليس الآن!
- ولماذا؟
- لأنه كثير! ظلم! لا عدل!
- يلزمني أكثر من هذا!
- البارحة هي! والليلة أنتَ! لا أستطيع! انتظر... معدتي... سأتقيأ... انتظر... سأعود...
- أذهب معكِ
- لا
- سأذهب معكِ
و‍ذهبتُ!
فتقيأت مثلما قالت، كانت تضغط على معدتها باكية... وتتقيأ! رأيتها تتألم، لكن بكاءها لم يكن فقط بسبب ألم معدتها... كنتُ واقفا بجانبها، وكانت قاعدة، يدها اليمنى تُمسك بساقي، واليسرى على معدتها... لم يُعجبني ما رأيتُ، لكن فكري كله كان مشغولا بحضور إيمان المفاجئ... ثم... عدنا إلى غرفتها...
- رأسي يؤلمني أيضا...
- وفاء... للأسف كل شيء توقّف عندي الآن، ولن يعود للعمل إلا بعد أن أعرف كل شيء عن إيمان!
- وإذا رجوتكَ ليس الآن؟
- لن أقبل إلا بمعرفة كل شيء... والآن! الكلام عن إيمان وليس عن أي كان ليُؤجَّل! ماذا قصدتِ؟ اشرحي لي؟
- انتظر... أتناول حبة لمعدتي...
- ...
- إيمان عندها النوبات... أنا التقيؤ وآلام المعدة...
- وكيفـ
- عرفتُ؟ لأني تعرفتُ على إيمان والتقينا مرات كثيرة!
- متى؟
- مباشرة بعد أن تركتها معكَ... انتظرتُ خروجكَ فرأتني... ثم السبت الذي بعد... ‍ذهبتُ أبحث عنكَ فالتقيتها... ثم في المساء تبعتها حتى منزلها وبقيتُ معها حتى نامتْ... ثم الأربعاء الذي بعد رأيتها في الساحة... في كليتي... ثم ليلتها في منزلها... ثم السبت في نادي فيديو ابن عمتي، وذهبت معها إلى منزلها... ثم...
- ثم؟
- ثم... أمضينا كل الليالي الماضية معا... والبارحة قالت أنها لن تُكلمني مرة أخرى!
- لماذا؟
- لأنها تُحب شخصا آخر، وذلك الشخص لن يسمح أبدا بوجودي كصديقة مقربة منها! وذلك الشخص ليس أنتَ!
- لحظة... أريد أن أفهم... لماذا أردتِ التعرف عليها؟
- عندما تكلمنا أمام كليتكَ بعد أن تركتكَ، أحببتها وأردتُ التقرب منها
- أحببتها؟
- نعم!! هناك حب من أول نظرة ولا يخص فقط علاقات الأزواج بل الصداقة!! ظنتني مثلية في البدء فلا تفعل مثلها رجاء!
- اللعنة! أنتِ أيضا!!
- ماذا تقصد؟ ولماذا لم تنزعج لأنها تُحب شخصا آخر؟
- بماذا تشعرين الآن؟
- خسرتُ صديقة أحببتها كثيرا وأتمنى لو تتواصل علاقتنا!
- هل هناك شيء آخر لم تقوليه؟
- لم أخف أي شيء، اسألني وسأجيبكَ
- أريد أن أفهم، كيف وقع ذلك؟ يعني في عقلكِ أقصد... وكيف قبلتْ إيمان؟
- قلتُ لها كيف تعرفتُ عليكَ ثمــ
- ماذا!!
- خدعتني وقالت أنكَ قلتَ لها كل شيء فقلتُ
- ...
- ثم!! لم أقم بأي شيء خطأ لأخفيه أو أتحرج منه!
- الصدق جيد! خصوصا عندما تكون نتائجه لا تسقط على رؤوسنا بل على رؤوس غيرنا!
- قلتُ لكَ خدعتني وظننتُ أنكَ
- لا يهم! لا شيء يهم!! عليّ أن أخرج!
- لا تفعل!
- لا وفاء! هناك مصائب كبيرة جدا تسببتِ فيها! قلتُ لكِ أننا لن نستطيع التقدم خطوة!! أنا وأنتِ!! فلم تفهمي وزدتِ على ذلك... إيمان!! اللعنة!! ماذا فعلتِ!!
- انتظر! لم أفعل شيئا!!
- فقط... أردتُ فقط القول، أن كل ما قلتُه قبل أن تذكري إيمان... لا أسحب منه أي حرف... لكن بإدخالكِ إيمان في... قضيتِ نهائيا على أي بصيص أمل!!
- لم افهم!
- ولن تفهمي!! على كل حال... قُضي الأمر الآن! آخر مرة نلتقي... وداعا!
- لن أقبل بذلك!!
- لن تستطيعي تغيير واقع سبقكِ بكثير...لكن! برغم كل شيء! أرجو لكِ حياة سعيدة... بعيدة عنا!
وغادرتُ... أرى ملاك في كل مكان أمامي! لن تغفر لي عندما ستعلم!! مرة أخرى أعدها وأخلف!! وهذه المرة ليستْ ككل السابقات!! هذه فيها خيانة!! وملاك لم تغفر لي أقل من ذلك بكثير... فكيف ستغفر مع تجاوزي لخط أحمر أنا نفسي يستحيل أن أغفر لمن تتجاوزه؟!! كنتُ أرتعش، كنتُ خائفا كذلك الذي سيُحكم عليه بالإعدام قريبا!! لم أهتم إطلاقا بإيمان بل كل تفكيري كان في ملاك وكل خوفي كان من ردة فعلها!! ثم إيمان علمتْ ولم تُحرّك ساكنا... ومهما كان موقفها، لن يكون كموقف ملاك! مع ملاك كان الحكم بالإعدام مباشرة أما إيمان فعلى الأقل كنتُ ضامنا أنه مهما كان حكمها فإني لن أُشنق! تلك اللحظات قالت لي، وقالت لإيمان في مواقفها، أن ملاك كانت "الـ" ملكة... لكنها لم تكن كذلك! لأني وإيمان كنا ملوثين بجرثومة الجنس بعكس ملاك وقتها والتي كانت... بكامل صحتها... لكن سيأتيها وقتُ حمل المرض... في وقته... وستعاني مثلما عانى من سبقاها لكن بطريقة مختلفة... بطريقتها.
تلك الليلة كانت من أبشع الكوابيس التي عشتها، كان صوت يتردد في أذني: "خنتها"! "خنتَ ملاك"! دون أن يتوقف! وكان سماعه يقتلني! حتى بكيتُ! استحياء منها ومن نفسي! قساوة تلك الليلة لم تختلف عن قساوة الليالي التي تلتْ رحيل إيمان! لكني وبرغم كل شيء، وبيني وبين نفسي لم أُنكر ما قلتُه لوفاء!! كل حرف قلتُه شعرتُ به وكان صادقا عَكَسَ حقيقتي مثلما هي! فكنتُ كذلك المجرم الذي لحظة شنقه لم يندم على جريمته بل آخر ما قاله "لو عاد التاريخ إلى وراء، لقتلتُه مثلما فعلتُ، وربما بطريقة أشنع"! لم يحتج على الحكم، لكنه برغم ذلك لم يتأسف على جرمه، وهذا يمنع عنه أي إمكانية في المغفرة والصفح!! وذلك كان حالي مع حكم ملاك: لن تغفر لي! وحتى لو أرادت، لن تجد أي شيء قد يشجعها على ذلك!!
تلك الليلة، تذكرتُ كلام ماما، أستاذة الإسلامية، عن الله، وعن المثليين... لماذا يُدخلهم جحيمه إذا كان هو من خلقهم كذلك؟ لماذا أُحاسب على ما جُبلتُ عليه؟ لكني قلتُ أن الذي فيّ غير معقول... وغير مقبول! ماذا يعني كل هذا؟ غدا ستُعجبني رابعة وخامسة و... عاشرة! فهل يُعقل أن أكون هكذا؟ وتذكرتُ كلام وفاء!! إذا كنتُ أحب إيمان فلماذا نظرتُ إليها هي؟!! قالت ذلك وهي لا تعلم بحقيقة ملاك! فماذا كانت ستقول لو علمتْ!! لكني قلتُ أني لستُ مريضا! وربما الفوضى التي أعيشها سببها صغري! لكني لم أرتح لتلك الحجة ولم أر أني سأتغيّر عندما سأكبر!! وتساءلتُ أيضا عن حبي لهما... هل هو حقيقة؟ وكيف يكون كذلك مع الذي شعرتُ به نحو وفاء؟ ولماذا عليّ كبحه؟ ولماذا كنتُ مرعوبا من ملاك وردة فعلها!! فأنا لم أفعل شيئا مع وفاء، بل قاومتُ رغبتي ونجحتُ لدرجة أني هربتُ منها!! وقلتُ أن موقفي ذاك دليل على صدق حبي لملاك!!
ثم... حضر الجنس، وسألتُ: أين الجنس؟!! اللعنة! أشهر ولم أعش شيئا! أين أنا من سالف عهدي أيام الثانوية؟ وأجبتُ ساخرا من نفسي: أنا الآن أحب!! يا للبؤس ويا للعار... مائدتي عليها كل ما لذ وطاب وأنا أتضور جوعا... و... أحب! لم يكن عليها كافيار... أيام الثانوية، لكن كان عندي لحوم وأسماك و... حلويات ومشروبات! لم أجع يوما واستمعتُ بكل ما توفَّر... بعكس الآن!! الجوع والعطش، ثم الخوف والرعب!!



#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-16
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-15
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-14
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-13
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-12
- الهولوهوكس: إلى كل التيارات الفكرية... دعوة وتحذير
- الهولوكوست وإسرائيل: سلاح دمار شامل وإفلات مستمر من العقاب ( ...
- الهولوكوست وإسرائيل: سلاح دمار شامل وإفلات مستمر من العقاب ( ...
- الهولوكوست وإسرائيل: سلاح دمار شامل وإفلات مستمر من العقاب ( ...
- الهولوكوست وإسرائيل: سلاح دمار شامل وإفلات مستمر من العقاب ( ...
- الهولوكوست وإسرائيل: سلاح دمار شامل وإفلات مستمر من العقاب ( ...
- الحجاب بين ليبيا وأمستردام!
- فيلة
- وهم الدعوة إلى الإلحاد
- الإلحاد والملحد والحرية (جزء سابع)
- خرافة الهولوكوست وحقوق الإنسان... اليهودي!
- الإلحاد والملحد والحرية (جزء سادس)
- هل أنتَ منافق؟ (2)
- هل أنتَ منافق؟
- الإلحاد والملحد والحرية (جزء خامس)


المزيد.....




- وفاة الفنان الكويتي عبد العزيز الحداد
- المخرجون السينمائيون الروس الأكثر ربحا في عام 2024
- تردد قناة روتانا سينما 2025 نايل سات وعرب سات لمتابعة أحدث ا ...
- أبرز اتجاهات الأدب الروسي للعام الجديد
- مقاومة الفن والكاريكاتير.. كيف يكون الإبداع سلاحا ضد الاحتلا ...
- فيلم -الهنا اللي أنا فيه-.. محاولة ضعيفة لاقتناص ضحكات الجمه ...
- أفضل الأفلام الروسية لعام 2024
- حصاد 2024.. أجمل الكتب التي بقيت راسخة في ذاكرة المبدعين
- مصر.. اعتزال مطرب شعبي شهير الغناء في أول ساعات 2025
- الممثل المصري مصطفى شعبان يعلن زواجه (فيديو)‎


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-17