أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الفضاء - مساحة اليقين لرؤية العين ..














المزيد.....

الفضاء - مساحة اليقين لرؤية العين ..


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1788 - 2007 / 1 / 7 - 10:54
المحور: الادب والفن
    


يُكتب في الطاوية ( الرؤية بالعين متعة للنظر ، والرؤية بالقلب متعة للفكر ) ..
رؤيتان لفضاءٍ واحدٍ تمتد به زرقة اللون وتقاطعات أُخرى لألوان فاتحة كتلك التي تتشح بها الغيوم والنجوم والكواكب والأقمار البعيدة والقريبة .
متعة النظر موسيقى . والجملة المنظورة هي باب التخيل .ولكي ترى من فسحة الكون ، أجعل سمو عينيك في قصيدة وأطلقها كما طائر يبحث عن عشه المفقود ، ستجد حتما ماضاع حتى في طفولة بعيدة .
يتسع الفضاء بأذرع رؤى يدركها الخلق بطاقةِ العقل . وحين خلق الله آدم من ماء وصلصال ونار . أكتملت واحدة من أهم حلقات التواصل بين الأنا البشرية والسمو الأعلى . وحين أنزل آدم الى الأرض ليؤسس الحضارات البشرية بكهوفها وإمبراطورياتها وجمهوريتها المستقلة تحولت العلاقة بين الأرض والسماء الى علاقة الرؤية والتفكر ، ومنهما خلقت الجدليات والفلسفات والقوانين وكل النوازع الأخرى .
ويبدو إن الأسطورة التي تكاد تكون التأسيس الأول لتلك العلاقة ورابطها قد جعلت من لحظة هذا المشهد بدء التفكير في جوهر هاجسها فكانت أولى الأساطير قامت على رغبة أن يمضي الإنسان بعيداً الى موطن الآلهة الكامن في السماء .
من الأسطورة الى العولمة أنظر الى الفضاء . الرؤية هي إن عينيك تصطدم بزرقة لانهاية لها . ولكنها مساحة لتخيل عمراً يمتد بسنين مرحلية ، طفولة ، صبا ، شباب ، شيخوخة .ثم مشهد لك وانت تراقب بصمت الأجفان خطوات هادئة تودعك الى مكان لاتخيل فيه سوى إنه سيكون ظلمة وعظام ومن ثم تنتظرك أقدار أعمالك ونتاج هذا العمر الذي توزع بين قسمة الحياة والحلم ، وبين الحلم والحياة تترك إرثا لمن زرعتهم بعدك في هذا العالم ، غنى ، أو كفاف فقر ، هذا ماقدرته لك السماء التي تقف قبالها الآن وبشريط سينمائي تستعيد كونك الخاص بين لحظة تعلم كتابة حروف الابجدية وبين حرارة الألتصاق بشفتي إمراة تعشقها .
يُعرفُ الفضاء ، على إنه الفراغ الذي يعلو الأرض ، ولكنه فراغ مليئ بالغازات ومكونات حياتية أخرى وفيه تسبح ببعد مسافات ضوئية عن الأرض مجرات وكواكب ونجوم وشموس ، ولكنها ولحد هذا اللحظة لم يُكتشف فيها مايدل على إنها قابلة لتعاش . الأرض فقط هي من تصلح ليذوب الهواء في مياهها وتعيش السمكة ، ووحدها من يصلح فيها النبت ، وتتعادل والموازنة في الجذب بين الجسم ومحيطة ، وعليها فقط ولد الحيوان العاقل ( الإنسان ) مع فصائل حياتية لاحصر لها ولكنها بدون عقل .
هذى المدى الذي يحمع النظرة بالمسافة يقود سراب التخيل الى ما نعتقد إنه لحظة تعاش بمستوى التذكر أو تحقيق الأمنية . نرسم في المدى الازرق أمكنة ونستعيد ازمنة ، ونصل حيث يشاء لإدراكنا أن يمد الخطوة . المدن البعيدة ، بيت الحبيبة ، المشاتي ، المصافي ، المؤتمرات ، غابات إستوائية أو مهرجان فني أو بيت من قرميد أحمر على ضفاف بحيرة بجنيف .
يقول كارل يونغ ( المخيلة صانعة الصورة وهي العدسة الأولى ) .
أعيد مخيلتي لتكوين تلك الأمكنة ، فلا أجد منها متحقق سوى قبعة الجيش وربيئة الجبل وعربدة الدبابات وبعض حنان الجنوب المعطر بصورة الامنيات .
مخيلتي التي تسرج في الفضاء خيول رغبة الامان وهاجس الحفاظ على الأسرة والأصدقاء والمدينة ، وغيرهذا تبتعد كل تلك الفنتازيا التي كانت تتمنى المشاتي والبحيرات ومصافحة الممثلاث .
أفتح في الفضاء رغبة الوصول الى دهشة الأستيطان وأقع ضمن تأثير المكان الذي أنا فيه ، فأجد غربتي مثل سماء مفتوحة ، نوافذها الخبز ودموع المهجرين ونشرات أخبار تتطاير في فضاءاتها جثث لبشر مجهولين ينتظرون من يدس أصابع الخوف ليخرج من جيوبهم بطاقات تعريف الهوية . يتسرب المشهد الى فضاء معتم ، تختفي فيه دعابة الزمن البعيد لتأتي بدلهُ صفارات سيارات الشرطة وخطورة الطرق وأمل بأن يُسعد الحال بالآمال فلا تضيع فرصة أن ينقضي العمر بشيءٍ من سنين هادئة .
يقول سلفادور دائلي ( الجنون إنك تجعل للفضاء جدران أربع )..
فضائي الآن يلفه ألف جدار ، حتى عصافير البساتين تحاول أن تتعطل في ممارسة يوم الطيران حتى لو كلفها هذا جوعاً إضافياً . وحين تخاف الطيور من الفضاء فهذا يعني بالنسبة للإنسان إن الفضاء صار سجناً .
من السجن ..الى لحظة التحديق في الإفق ، تمد الحياة بساطها المزردكش بأفعال لاتحصى . بشر ترقص من فرط سعادة الشراب والجنس الناعم ، وبشر ترقص من حرارة شظايا حروبها المقدرة ، لتموت برقصة آهٍ وترنح ، ومابين الرقصتين تفتح السماء بواباتها لتأتي بإبن آدم مع كل أفعاله الدنيوية . ومن يقظة مؤقته يأتيك ملاكان ويسألانك مثلما اسئلة البكلوريا عن كل شاردةٍ وواردةٍ .
عندها تفكر بفضاء آخر تلوذ إليه . فلا تجد سوى فضاء ربكَ وممالك الكتب المقدسة وصورة من تتخيلهم من الأنبياء والأولياء والأئمة والقديسين .
ولكن قد لاينفع هذا حين تدرك إن الفضاء لن يأتي سوى بسرابِ التخيل ، وأن من تريدهم يمارسون طقوساً آخرى في بيوتٍ أعمدتها من بلور ضوئي في المكان الذي كان آدم ع يغط سعادة ونوما هادئاً به .
وقتها ستضطر لتغمض عينيك ...وتعود الى مشهدٍ تتمناه كلما داهمكَ القلق ، هو دفء ذلك المهد الذي ولدت فيه ....



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصٌ مشتعل ، بنارِ الثلجِ ..وعيونِ ملاكٍ من الجنة
- الكتابة على الشفاه .. بحبر الآه
- قصائد / كزار حنتوش / الموت بأرجوحه
- اتمنى أن لايكون عام 2007 .عام 2000 ودمعة
- كزار حنتوش ..خيط من الحلم بين الشنافية والشطرة
- موسيقى الليل ...وجفن فراشة ...وعام جديد
- جمعة اللامي ..ذاكرة وطن ..وجائزة إبداعية
- العراق ..وديعة تحت أجفان الله أولاً ..أيها النواب
- مدام بغداد ...والسيدة باريس . . ودمعة صديقة الملاية
- العراق ... مستقبل طفولته ..ومأسأة رجولته ..وعنوسة أنوثته
- العراق ..بين عقل المؤمن وشيطان القتل
- العراق ... جمرة في القلب . ودعاء الى الرب
- زهرة الحب . وسط عيون أطفالي وزوجتي
- بنجوين ...وشمال الله
- العراق .. مسيح ٌ ، أجفانه ُ دمعة مؤذن . وضحكته ُ مريم العراق ...
- خواطر من لقاء لباولو كويلهو..صاحب رواية الخيميائي
- كيف تكتب خاطرة . بمزاج ستيني
- السيد غابريل ماركيز يطرق الباب
- العراق الذي نصفه رغيف . والنصف الآخر دمعة
- الحوار المتمدن / ذاكرة إبداعية متحضرة


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الفضاء - مساحة اليقين لرؤية العين ..