أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -عبد اللطيف وهبي في محكمة الضحك: من وزير للعدل إلى بطل كوميدي-














المزيد.....


-عبد اللطيف وهبي في محكمة الضحك: من وزير للعدل إلى بطل كوميدي-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8206 - 2024 / 12 / 29 - 21:46
المحور: كتابات ساخرة
    


في عالم السياسة حيث الجدية والاحترافية يجب أن تكونا القاعدة، يبدو أن عبد اللطيف وهبي، وزير العدل المغربي، قرر أن يقدم لنا عرضا كوميديا بمواصفات خاصة، اختار فيه القضاء ساحة للظهور الإعلامي أكثر منه أداة لتحقيق العدالة. المشهد الذي أحدثه الوزير على خلفية نزاعه مع "جوج مغاربة" من الرباط وأكادير، يظهر كيف يمكن للقضاء أن يتحول إلى مسرح ساخر بدلا من أن يكون مرجعية للعدالة والحل. هل أصبح وزير العدل نجما كوميديا يجذب الأنظار إلى "محاكمه الخاصة" بدلا من أن يكون حاميا للقانون؟ لنستعرض سويا هذا العرض الكوميدي الذي يصعب تحديد إن كان يعرض في البرلمان أم على خشبة مسرح.

عندما بدأ عبد اللطيف وهبي حديثه في إحدى الجلسات، وبأسلوب أقرب إلى السرد الدرامي، قال جملته الشهيرة: "عندي مشكل مع جوج مغاربة". من هنا، انطلق هذا "المسلسل الكوميدي" الذي أصبح حديث الساعة في الأوساط السياسية والإعلامية. هل هي فعلا مشكلة؟ أم أن الوزير قرر أن يحول نزاعا بسيطا إلى قضية رأي عام؟ بدلا من أن يلجأ إلى آلية المصالحة أو التسوية الودية، اختار وهبي أن يتحول إلى "محامي" الجمهور ضد "العدوانيين" في نظره. فبدلا من أن يكون حديثنا عن الإصلاحات القانونية أو عن العدالة التي يجب أن تسود، أصبحنا أمام مشهد يتصاعد فيه الصوت وترفع فيه القضايا، لكن دون أن نتلمس أبدا نية حقيقية لتحقيق العدالة.

ويبدو أن وهبي ليس لديه مشكلة مع "جوج مغاربة" فقط، بل مع مفهوم "الاحترام" بحد ذاته. ففي حوار مع الإعلام، أعلن بكل ثقة: "سأرفع عليهم دعوى كلما أخلوا بالاحترام إلي". ترى، هل أصبحت القضايا في المغرب ترفع بسبب فقدان الاحترام بدلا من الجريمة أو التعدي على الحقوق؟ هل تحول القضاء إلى ساحة لفض النزاعات الشخصية والعاطفية بين السياسيين؟ إذا كانت هذه طريقة الوزير في حل مشكلاته، فماذا عن مئات المواطنين الذين يعانون من قضايا حقيقية في المحاكم؟ يبدو أن القضاء أصبح منصة عرض له، والجدية مغيبة.

وإذا ظننا أن هذا التفسير يمكن أن يكون مجرد مزحة، تأتي تصريحات الوزير لتزيد الأمر طرافة، حين قال مبتسما: "في المرة الجاية نطلب جوج مليار". وهكذا، أصبح القضاء في نظر عبد اللطيف وهبي مجرد وسيلة لجمع المال. هل يمكن أن نعتبر هذه التصريحات من باب الدعابة؟ أم أنها تلمح إلى أن المحاكم في المستقبل قد تتحول إلى سوق لبيع الدعاوى والمطالب؟ في هذا العرض الفكاهي، قد تقدم الأموال كأحد الأدوات التي يراهن عليها الوزير لتحقيق "العدالة"، أو ربما كوسيلة لتوسيع دائرة اهتمام الجمهور.

أما في الفقرة الأكثر غرابة في هذه الدراما السياسية، يتحدث وهبي عن "الديكور" كأننا أمام برنامج ترفيهي لا علاقة له بالمحاكم. حيث قال: "وهاديك 150 مليون يلا قبطتها نعطيها ليكم باش تبدلو الديكور ديال الاستوديو". هنا، تظهر القضية بشكل أكثر هزلية: هل يستحق القضاء المال فقط لتغيير ديكور استوديو، أم أن الوزير بالفعل يرى في المحاكم مكانا يمكن فيه التلاعب بالموارد العامة كما لو كانت ميزانية إنتاج فيلم كوميدي؟ إذا كانت المحاكم مكانا لتغيير ديكورات، فما الذي تبقى من حقوق المواطنين الذين يعتمدون على العدالة في حل مشاكلهم؟

أكثر ما يثير السخرية هو تأكيد الوزير على أن "القانون تتردع بيه الآخرين". كأن القضاء أصبح أداة ترهيب في يد الوزير بدلا من أن يكون أداة لحماية الحقوق. هل يمكن أن يعتبر هذا النوع من التهديدات "رادعا" فعلا؟ أم أن القانون في هذا السياق أصبح وسيلة لتوسيع دائرة الخصومات والمشاكل الشخصية؟ عندما تتحول العدالة إلى مجرد "أداة تهديد"، تقتصر وظيفة القضاء على تفريق الناس لا جمعهم تحت مظلة القانون.

في النهاية، يبدو أن عبد اللطيف وهبي قد حول مشكلته الخاصة مع "جوج مغاربة" إلى عرض كوميدي كامل الأركان، حيث أصبح المواطنون والمتابعون يتساءلون: هل نحن أمام وزير عدل أم نجم كوميدي؟ كيف يمكن للعدالة أن تحترم في ظل هذا النوع من الأداء السياسي؟ الجواب على هذا السؤال يبقى مرهونا بما إذا كان الجمهور سيتابع هذه المسرحية السياسية إلى نهايتها، أم أن الرغبة في إعادة هيبة القضاء والعدالة ستفوز في النهاية.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بن سالم الوكيلي: رحلة إلى العالم الآخر... حيث المراجعات الكو ...
- - من دار الدنيا إلى دار الآخرة: لقاء غير متوقع مع عبد اللطيف ...
- -مدونة الأسرة المغربية: فوضى القوانين بنكهة الفكاهة!-
- -الطماطم ومعجزة أخنوش: ملحمة الغلاء في المطبخ المغربي-
- بدون فلتر** -شهادة الألومنيوم: كوميديا بيروقراطية في مقهى مك ...
- -تحلية الديمقراطية: حين تختلط مياه البحر بملوحة المصالح-
- -سياسة الأوهام: ابن كيران بين بطولة مسرحية وسخرية ثلاثي النا ...
- بدون فلتر** -زيت الوكيلي: كوميديا سوداء بنكهة الزيتون-
- -نايضة: كوميديا تبحث عن نفسها في متاهة الكليشيهات-
- **زيارة الموت: عندما يكون لديك -وقت إضافي-**
- -اللصوص الجدد: كيف تسرق أفكار الآخرين وتجعلك عبقريا في عيونه ...
- جنود الحدود: صمت الأبطال في مواجهة اللامبالاة-
- النقيب زيان: -الحرية مشروطة بالصحة-
- -غالي أم رخيص؟! الرأي في قفص الاتهام: هل يمكن للزواج أن يغير ...
- -حافلة النقل الحضري تقرر تغيير مسارها إلى عالم المقاهي!-
- خطبة الوداع: كوميديا السلطة وسخرية الواقع السوري
- -العالم للبيع: تخفيضات نهاية السيادة أم نهاية السنة؟-
- -أنا والنكوة: حين تتحول الهوية إلى مسرحية كوميدية متعددة الف ...
- -هل هرب بشار الأسد... أم أن الشائعة أسرع منه؟-
- بدون فلتر: -بين حدود الأوهام وصراعات الواقع: مغامرة الهروب و ...


المزيد.....




- أفضل الأفلام الروسية لعام 2024
- حصاد 2024.. أجمل الكتب التي بقيت راسخة في ذاكرة المبدعين
- مصر.. اعتزال مطرب شعبي شهير الغناء في أول ساعات 2025
- الممثل المصري مصطفى شعبان يعلن زواجه (فيديو)‎
- تردد ام بي سي مصر 2025 تابع أفلام رأس السنة
- أهم نزعات الأدب الروسي لعامي 2024 - 2025
- تردد روتانا سينما الجديد 2025 “استقبلها الآن“ بعــد التحــدي ...
- عام التألق السينمائي.. أفضل الأفلام العربية في 2024
- الكتاب الرقمي الأكثر شعبية في روسيا لعام 2024
- أبرز أعماله -ضد الحكومة- و-ناجي العلي-.. وفاة السيناريست وال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -عبد اللطيف وهبي في محكمة الضحك: من وزير للعدل إلى بطل كوميدي-