مثقفو ما بعد السقوط --القفز من قطيع الى قطيع

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

الحوار المتمدن-العدد: 8206 - 2024 / 12 / 29 - 14:01
المحور: قضايا ثقافية
    

وظواهر للتبعية الفكرية مثقفوا ما بعد السقوط هم تيارات لقوى جديدة المجتمعية بدلًا من البحث عن أفكار مستقلة، يمكن أن تكون الهوية الفكرية الجديدة نتيجة مواجهة ضغوطات اجتماعية.المثقف يجد صعوبة في الحفاظ رؤيته النقدية وسط فوضى على هوية جديدة أو إطار فكري يتماشى مع الواقع الجديد التحولات التي يشهدها المثقفون العرب نتيجة لأحداث والتغيرات السياسية والاجتماعية التي أدت إلى تأثيرات عميقة في إنتاجهم الأدبي والفكري. ثقافة ما بعد السقوط تشير إلى التغيرات والتحولات التي تحدث في المجتمعات بعد أن تمر بفترة انهيار أو تغيير جذري، سواء كان ذلك نتيجة حروب، ثورات، أو أزمات اقتصادية. بعد السقوط، الهوية المحلية تتاثر بالثقافات الأجنبية، مما يؤدي إلى تبني عناصر جديدة تتفاعل مع الثقافات في تشكيل بنى تكون جزءًا من عملية إعادة الترميم والتكيف وقد تؤثر على الأجيال القادمة بشكل كبير.الظواهر الثقافية ما بعد السقوط تلعب دورًا حيويًا في بناء مستقبل المجتمعات الحضرية وعادة ما يكون المثقفون اكثر عرضة لتبني ثقافة ما بعد السقوط لانهم عادةً أولئك الذين يتفاعلون بشكل مباشر مع التغيرات الاجتماعية والسياسية. يتفاعل المثقفون مع التغيرات بشكل مباشر، ما يمكنهم من تشكيل وتبني ثقافة ما بعد السقوط بطرق تعكس تجاربهم وأفكارهم . الاسباب التاريخية التي تجعل المثقفين يتبنون ثقافات ما بعد السقوط تشمل عدة عوامل،هذه تؤدي إلى تغيرات جذرية في المجتمعات،و تدفع المثقفين إلى إعادة التفكير في الهوية والقيم الثقافية.غالبًا ما تؤدي الثورات إلى انهيار الأنظمة القديمة، مما يفتح المجال لتبني أفكار جديدة ،ثقافة الأزمات تجعل المثقفين يتوجهون إلى التفكير النقدي ويبحثون عن حلول جديدة للتحديات الاجتماعية ،تكرار تجارب الاحتلال والحاجة إلى إعادة تقييم الهوية الثقافية، يدفع المثقفين إلى البحث عن طرق للحفاظ على التراث الثقافي أو تجديده ،العولمة تسهم في التقاء ثقافات مختلفة، مما يوفر للمثقفين فرصًا لتبني أفكار وأساليب جديدة ،تجارب المثقفين الشخصية، مثل التهجير أو فقدان الأمل، تؤثر على رؤيتهم للعالم وتوجهاتهم الثقافية. تتفاعل هذه العوامل مع بعضها لتشكيل ثقافة جديدة، مما يجعل المثقفين أكثر عرضة لتبني ثقافات ما بعد السقوط ،الحروب غالباً ما تؤدي إلى تغييرات جذرية في فهم الأفراد لهويتهم. قد يشعر الناس بالحاجة إلى إعادة تقييم ما يعنيه أن يكونوا جزءًا ثقافة معينة، مما يؤدي إلى تعزيز أو تعديل الهوية من هيكلية اجتماعية تقليدية الى هويات جديدة، ما يعيد تشكيل العلاقات بين الأفراد والمجتمعات. هذا التفاعل مع ثقافات جديدة يمكن أن يؤدي إلى دمج عناصر جديدة في الهوية الصراع بين المجموعات الأصلية المجتمعية. يمكن أن تتسبب الحروب في الثقافية والمجموعات المختلفة، ما يؤدي إلى تعزيز الهويات الثقافية بشكل متطرف. في بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي هذه النزاعات إلى التشدد الثقافي. بعد انتهاء الحروب، تبدأ المجتمعات في إعادة بناء هويتها الثقافية. قد تتبنى عناصر جديدة أو تعيد تقييم العناصر القديمة، ما يؤدي إلى ثقافة جديدة تتسم بالتنوع والتعقيد بالمجمل، الحروب تؤثر بشكل عميق على الهوية الثقافية، حيث تدفع الأفراد والمجتمعات إلى إعادة التفكير في قيمهم ومعتقداتهم، ما يؤدي إلى تشكيل هويات جديدة متأثرة بالتجارب القاسية .ليس كل سقوط ينتج تغيرات ثقافية إيجابية. التغيرات الناتجة عن السقوط تعتمد على عدة عوامل، منها السياق التاريخي، والأسباب وراء السقوط، قد يؤدي السقوط إلى تفكك الهياكل الاجتماعية، مما يسبب صراعات داخلية فقدان التماسك الاجتماعي ويمكن أن تنشأ صراعات ثقافية أو عرقية، يؤدي إلى تفشي العنف والتمييزفي بعض الأحيان، ويمكن أن يؤدي السقوط إلى تدمير التراث الثقافي، سواء كان ذلك بفعل الحروب أو التغيرات النزاعات الثقافية والطائفية التي تعزز الانقسامات داخل المجتمع، ما يجعل الأفراد الذين ينتمون إلى جماعات متباينة يعيشون في عزلة عن بعضهم البعض. هذا يمكن أن يضعف التماسك الاجتماعي ويعوق الحوار،النزاعات تؤدي إلى تعزيز الهويات الطائفية أو الثقافية على حساب الهويات الوطنية. الأفراد يشعرون بأن انتماءهم لطائفتهم أو ثقافتهم هو ما يحدد هويتهم. في الوقت نفسه، تصبح الفنون وسيلة لتأكيد الهويات الطائفية، ما يؤدي إلى إنتاج اعمال فنية تروج للانقسام والنزاعات وتؤدي إلى تحول في الخطاب الثقافي. حيث تبرز قضايا الهوية والانتماءات الجماعية خلال فترات النزاع. النزاع الثقافي والطائفي يعقد عملية تشكيل ثقافة ما بعد السقوط، مما يؤدي إلى مزيج من التحديات. تتطلب معالجة هذه القضايا جهودا مميزة واستمرار في الحوار والمصالحة لبناء مجتمع أكثر تماسكًا وشمولية.ان مناصرة النظام السابق اوموالاة أنظمة ما بعد السقوط لدى المثقف يمكن ان تحدث نتيجة لعدة عوامل، يمكن ان يكون احدها نتيجة انهيار النظام السابق، يرى بعض المثقفين بأن الظروف تغيرت، مما يتطلب منهم إعادة تقييم مواقفهم وقد يوفر النظم الجديدة فرصًا لتحسين الأوضاع الاجتماعية والسياسية،ما يدفع المثقفين الى تغير آرائهم ، يشعر المثقفون بانحسارالضغط والتوافق مع الاتجاهات الجديدة نتيجة تغييرات القوى في في السياسية تمثل خيارات المثقفين في التعبير ، يتحول المثقف إلى داعم للأنظمة الجديدة كوسيلة لضمان سلامته وحمايته من الانتقام ، يسعى المثقف للحفاظ على مكانته في المجتمع من خلال التكيف مع الظروف الجديدة بشكل عام. تحول خطاب المثقف هو عملية معقدة تتأثر بالعديد من العوامل، قد تشمل التكيف مع ظروف واستراتيجيات البقاء ذات الأصول الحيوانية، يمكن أن تكون ذات أهمية للمثقف ولكن يجب النظر إليها في سياق محدد، يحتاج المثقف إلى اتخاذ تدابير للحفاظ على سلامته الشخصية، ولكن يجب أن تُمارَس بحذر وفهم للمسؤوليات الأخلاقية المترتبة على ذلك. يجب على المثقفين السعي لتحقيق التوازن بين البقاء والدفاع عن الحقيقة.تحول المثقف الفاعل، الذي يُعتبر طليعة مناضلة ضد الظلم والاستغلال، إلى بوق لأنظمة ما بعد السقوط يمكن أن يحدث نتيجة لمجموعة من العوامل .منها تتماشى مع تحول المثقف إلى داعم للنظام الجديد كوسيلة تواصل الحفاظ سلامته الشخصية أوالمكاسب المهنية ولتحقيق مكاسب شخصية، مثل المناصب والأموال ما يدفعهم لدعم الأنظمة الجديدة، بغض النظرعن وجهة الشخصية السابقة، الانخراط في الأنظمة الجديدة تدعم والتحول لايؤثرعلى استقلاليته الفكرية. لان الانخراط السياسة التي تخدم مواقف ومصالح تتماشى مع مصالح الحزب أو الجماعة لتحقيق أهداف معينة وتخدم الانخراط في المؤسسات الحكومية أو الثقافية. ان تبني مواقف تتماشى مع الأنظمة الحاكمة والابتعاد عن القضايا الشعبية يمكن أن تبعد المثقف عن مبادئه الأصلية للمثقف الفاعل والتحول إلى بوق نتيجة لتداخل عدة عوامل، مما يتطلب وعيًا نقديًا واستقلالية فكرية للحفاظ على دوره كمدافع عن القيم الإنسانية والعدالة. المثقف الذي يغير مواقفه بشكل جذري لدعم النظام الجديد، متجاهلًا قناعاته السابقة، يصبح شكلًا من أشكال المثقف الانتهازي الذي يفتقر إلى الاستقلالية الفكرية ويتبع توجيهات الأنظمة القمعية. ويؤدي بالتالي إلى تآكل القيم الديمقراطية، ويعكس ان سلوك المثقف الانتهازي يعتمد على سياق المواقف وهي التركيز على المصالح الشخصية على حساب القيم والمبادئ، إن هذا الوصف يكون مناسبًا بشكل عام، فالمثقف الانتهازي يركز على المصالح الشخصية والتكيف مع الظروف، بينما المثقف الواقعي يظل ملتزمًا بمبادئه وقيمه، ويعمل على فهم الواقع بشكل نقدي لتحقيق التغيير الإيجابي.ان التحول من قطيع إلى قطيع،تعبير عن ظاهرة التبعية الفكرية، حيث يتبع المثقفون تيارات أو قوى جديدة في المجتمع بدلًا من البحث عن أفكار مستقلة. هذا يمكن أن يؤدي إلى فقدان الهوية الفكرية والوطنية.

#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات