أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - بن سالم الوكيلي: رحلة إلى العالم الآخر... حيث المراجعات الكوميدية وحكواتيو الأبد-














المزيد.....


بن سالم الوكيلي: رحلة إلى العالم الآخر... حيث المراجعات الكوميدية وحكواتيو الأبد-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8206 - 2024 / 12 / 29 - 09:09
المحور: كتابات ساخرة
    


في أحد الأيام التي كانت تبدو كأي يوم عادي في حياة بن سالم الوكيلي، توفي هذا الشاب المغربي الذي اعتاد أن يكون حكواتيا مميزا، يخطف الأنظار في كل مجالس السمر. لكن، كما هو الحال مع كل حكواتي، كانت النهاية مجرد بداية لحكاية أخرى، ومع أن الموت يقال إنه يفصل بين الحياة والموت، إلا أن بن سالم اكتشف في "العالم الآخر" أنه لم يكن إلا بداية لمغامرة كوميدية غير متوقعة.

وصل بن سالم إلى مكتب التسجيل في العالم الآخر، ليجد نفسه في مكان يشبه إلى حد بعيد مكاتب التسجيل في الإدارات الحكومية، لكن مع اختلاف بسيط في أن هذه المرة ليس عليه انتظار دوره في طابور طويل، بل أمامه مكتب موظف يبدو عليه الإرهاق الشديد، حتى أن الملامح المرهقة على وجهه جعلت من الصعب التمييز بينه وبين أحد الموتى الذي أخفق في مهمة أخرى.

نظر الموظف إلى بن سالم، وقال له باستخفاف: "مرحبا بك في العالم الآخر. هنا نقوم بتقييم حسابات الموتى حسب حياتهم، لذا إذا كنت تتوقع نوعا من الجنة السماوية، فقد تكون في المكان الخطأ." ثم ضغط على زر في جهاز الكمبيوتر القديم، الذي بدت عليه آثار الزمن كأنها تخص حضارة قديمة، ليفاجئ بن سالم قائلا: "لدينا نظام جديد لمراجعة حياة المتوفين، والأمر يبدأ بمقاطع فيديو لحياتك، وأتمنى أن تكون قد عشت حياة غير مملة."

بن سالم، الذي كان في حالة من الدهشة والارتباك، لم يكن يعرف إذا كان سيشاهد حياته الماضية أم برنامجا كوميديا سخيفا، لكنه قرر أن يتابع، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا غريبا. وفجأة، بدأت الشاشة تعرض لقطات من حياته، حيث كان يظهر وهو في مجالس الحكواتي، يحكي قصصا مليئة بالمغامرات التي تدمج بين الكوميديا والدراما. كان يروي أحداثا عن أسفاره ولقاءاته مع شخصيات غريبة، ومنها حكواتيين كانوا يشاركونه في حلقة السمر، مثل "لكريمي" ذلك الحكواتي الشهير الذي يعرف كيف يدخل الحكاية في أعماق الروح، و"الطيب بوشعور" الذي كان حديثه مزيجا بين الفلكلور الشعبي والفكاهة السوداء، والذين كانوا يجتمعون في المقاهي الشعبية بنية إسعاد الحاضرين، أو على الأقل جعلهم يضحكون من شدة تفاهة الحكايات.

كانت تلك اللقاءات، التي لا تنسى، تأخذ بن سالم إلى أبعاد أخرى من الإبداع الشعبي الذي لا يعرف التوقف. وبينما كان يشاهد هذه اللحظات المليئة بالفكاهة، لم يستطع إلا أن يضحك على نفسه، خاصة حين اكتشف أنه كان يظن نفسه في كل مرة بطلا في مسرحية مهيبة، بينما هو في الحقيقة مجرد شخص يمزج المبالغة بالكوميديا السوداء. في تلك اللحظة، شعر بن سالم بحالة من الارتياح، وكأن محاكمة حياته كانت أشبه بعرض فكاهي مكرر.

ثم، بعد أن توقفت الشاشة، نظر الموظف إلى بن سالم وقال ببرود: "حسنا، بناء على تقييمنا، يبدو أنك كنت من النوع الذي يخلط الجدية بالكوميديا. ولكن للأسف، حياتك كانت مليئة بالعرض والمبالغة أكثر من كونها مليئة بالإنجازات غير العادية." أضاف الموظف: "لكنك قد تكون مؤهلا لإعادة التجربة، بشرط واحد: يجب أن تقدم شيئا لا يمكن نسيانه في حياتك القادمة. قد تكون فرصتك الوحيدة أن تصبح نجما حكواتيا عالميا، مثل أولئك الذين التقيت بهم في عالمك القديم."

بن سالم، الذي أدرك أخيرا أن هذا العالم الآخر يشبه إلى حد بعيد "ورشة العمل الكوميدية" التي لا تنتهي، ابتسم وقال: "إذا كان الأمر يتعلق بأن أكون حكواتيا أفضل، سأعمل جاهدا لأن أصبح نجما عالميا في هذه الحكايات. ربما في المرة القادمة أكتب نكاتا تثير الضحك على القمر!" كانت تلك هي الروح التي رافقت بن سالم طوال حياته، وقد اكتشف أن العالم الآخر لا يعترف فقط بالإنجازات المادية، بل يهتم أكثر بكيفية تسلية الناس وملء فراغ حياتهم بالضحك.

ثم قال الموظف، وهو يرفع حاجبيه: "إذا كنت حقا جادا في الأمر، تذكر أننا هنا نعيش في حلقة لا تنتهي. هناك حكواتيون مثل لكريمي، الذين لا يتوقفون عن تقديم عروضهم في عالمنا الجديد، وهناك آخرون مثل الطيب بوشعور، الذين يظلون يسحبونك من عالمك الأرضي إلى أبعاد لا يمكن تصورها." وهكذا، بدأ بن سالم يفكر في كيفية نقل تجربته هذه إلى جمهور أكبر، ليكون بطلا في عالم يتطلب أكثر من مجرد حكايات مضحكة: يتطلب من حكواتي أن يكون مبدعا في خلق أبعاد جديدة للمواقف، تجعل الموت ليس أكثر من بداية لحكاية جديدة.

في النهاية، انطلق بن سالم إلى الحياة الجديدة، وهو يحمل في قلبه عزيمة على أن يكون الحكواتي الذي لا يمكن نسيانه. وفي تلك الرحلة القادمة، سيكتشف أن حتى الموت نفسه يمكن أن يكون مجرد بداية لفصل كوميدي جديد.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - من دار الدنيا إلى دار الآخرة: لقاء غير متوقع مع عبد اللطيف ...
- -مدونة الأسرة المغربية: فوضى القوانين بنكهة الفكاهة!-
- -الطماطم ومعجزة أخنوش: ملحمة الغلاء في المطبخ المغربي-
- بدون فلتر** -شهادة الألومنيوم: كوميديا بيروقراطية في مقهى مك ...
- -تحلية الديمقراطية: حين تختلط مياه البحر بملوحة المصالح-
- -سياسة الأوهام: ابن كيران بين بطولة مسرحية وسخرية ثلاثي النا ...
- بدون فلتر** -زيت الوكيلي: كوميديا سوداء بنكهة الزيتون-
- -نايضة: كوميديا تبحث عن نفسها في متاهة الكليشيهات-
- **زيارة الموت: عندما يكون لديك -وقت إضافي-**
- -اللصوص الجدد: كيف تسرق أفكار الآخرين وتجعلك عبقريا في عيونه ...
- جنود الحدود: صمت الأبطال في مواجهة اللامبالاة-
- النقيب زيان: -الحرية مشروطة بالصحة-
- -غالي أم رخيص؟! الرأي في قفص الاتهام: هل يمكن للزواج أن يغير ...
- -حافلة النقل الحضري تقرر تغيير مسارها إلى عالم المقاهي!-
- خطبة الوداع: كوميديا السلطة وسخرية الواقع السوري
- -العالم للبيع: تخفيضات نهاية السيادة أم نهاية السنة؟-
- -أنا والنكوة: حين تتحول الهوية إلى مسرحية كوميدية متعددة الف ...
- -هل هرب بشار الأسد... أم أن الشائعة أسرع منه؟-
- بدون فلتر: -بين حدود الأوهام وصراعات الواقع: مغامرة الهروب و ...
- ضحكة في زمن الحروب: السلام والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائ ...


المزيد.....




- بسبب الفنان عادل إمام.. ليلى عبد اللطيف تتصدر التريند بمصر
- الثقافة عن منحة الادباء والصحفيين والفنانين: ستنطلق في القري ...
- رئيس الوزراء العراقي يلبي طلبا لفنان مصري
- ثقل التسعين لم يكبح تمرد فتى بعلبك.. طلال حيدر آخر عمالقة شع ...
- الممثلة السورية يارا صبري: إنه وقت البناء وليس المحاكمات
- -نقطة فارقة-: كيف غير عدوية تاريخ الغناء الشعبي في مصر؟
- -طيور مهاجرة- لإبراهيم السعافين تفتح صندوق الذكريات وتؤكد: ا ...
- “حليمة تعطي ترياق السم لــ علاء الدين“  مسلسل المؤسس عثمان ا ...
- البلاغي المغربي سعيد العوادي يكشف عوالم جديدة لحضور الطعام ب ...
- الكريسماس .. قائمة أفلام رأس السنة الميلادية 2025 الجديدة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - بن سالم الوكيلي: رحلة إلى العالم الآخر... حيث المراجعات الكوميدية وحكواتيو الأبد-