كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8205 - 2024 / 12 / 28 - 16:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جمعت امتنا العربية من النقائض والمواقف الغريبة ما لا يتصوره العقل. .
خذ على سبيل التوثيق والتحقيق: الحقد الموروث ضد قادتنا وعلمائنا وأدباءنا ورموزنا الوطنية. وربما كان الخلفاء الراشدون اول ضحايا الاغتيالات السياسية داخل دور العبادة، ومنهم من كان يُلعن على المنابر. .
وجاءت حملات تكفير العلماء والأدباء واتهامهم بالزندقة، فلم يسلم منها: الرازي، وابن سيناء، والبيروني، والفراهيدي، والفارابي، والكندي، والخوارزمي، وابن النفيس، وابن الهيثم، وجابر بن حيان. .
وحتى لا يطول بنا المقام في السرد والتعداد نذكر ان القائد الكبير طارق بن زياد انتهى به الحال متسولا في شوارع دمشق، وان القائد العربي احمد عرابي مات معزولا في الريف المصري، ولم ينج من هجاء (احمد شوقي) وتقريعه. ولم يسلم من هذه الحملات سوى الزعيم الشهيد (عمر المختار). .
في الهند وجنوب شرق آسيا ترى تماثيل عملاقة، موزعة في الساحات والشوارع لتمجيد زعيمهم الروحي (بوذا). وفي فيتنام تتزين مؤسساتهم بتصاوبر (هوشي منه)، وظلت صور وتماثيل (ماو تسي تونغ) شاخصة حتى الآن في بوابات المدن الصينية. بينما كان مصير صور القادة العرب في مكبات النفايات وفي سلال المهملات. ومنها ما تعرض للتكسير والتحطيم والإساءة. فهل كانوا كلهم لا يستحقون التقدير والاحترام ؟، ام انها حملة مقصودة لتجريد الامة من تاريخها ورموزها الوطنية. .
لم تتخل تركيا حتى الان عن تكريم زعيمها السياسي (مصطفى كمال اتاتورك)، ولم تحطم اوروبا النصب التذكارية لكارل ماركس على الرغم من تعارضها مع فلسفته المادية، وظلت صور (جيفارا) منتشرة في كل القارات. وعندما تسنح لك فرصة زيارة ولاية (ساوث داكوتا) في الولايات المتحدة، تجد فوق قمة جبل راشمور نحتا ضخما لوجوه أربعة من أبرز الرؤساء الأمريكيين، وهم جورج واشنطن، وتوماس جيفرسون، وثيودور روزفلت، وأبراهام لينكولن. .
لا شك انكم على دراية بالحملات الشعواء التي شنها رجال الدين في هذا الزمن الهجين ضد شهداء الامة الذين جادوا بارواحهم الزكية في سوح القتال. بل ان رجال الدين انفسهم رفضوا الترحم عليهم، ونعتوهم بالكفر والالحاد. وهنالك بعض التنظيمات الأرهابية تعد العدة لنسف وإزالة ما تبقى من أضرحة الصحابة والتابعين في الشام. .
تعزى هذه الظاهرة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، والتقلبات السياسية، لكن الأعم الأغلب انها تعزى الى تركيبة المؤسسات الدينية ونظرتها التكفيرية، ودورها السلبي في التشويش على عقول الناس. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟