|
حرب السودان بين اللعيبة المحليين والدوليين
محمد الصادق
الحوار المتمدن-العدد: 8205 - 2024 / 12 / 28 - 16:53
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
السياسة مثل كرة القدم أصبحت تعتمد ايضا علي المهارات الفردية بل أصبحت الفرق والمنتخبات تُعرف بلعيبتها المميزين فنجاح لاعب قد يعني تحقيق بطولة وإخفاقه قد يعني فقدانها ******* حرب السودان الحالية سميت (حرب الجنرالين) للإعتقاد بأنها خلاف داخلي محلي بين قوتين عسكريّتين لكن بمرور الوقت اتضح تشابك المصالح بين الداخل والخارج تدخُّل الخارج طفا على السطح منذ وقت مبكر ودعونا نستذكر بعض المنعرجات المهمة في الأحداث السياسية ولنبدأ مثلا بمشاركة السودان في حرب اليمن تلك الحرب التي وصفها الإعلامي جورج قرداحي بأنها حرب ((عبثية)) ودفع قرداحي ثمن تصريحه ذلك بأن أجبروه على الإستقالة من الوزارة ومشاركة السودان كانت ولا زالت محل استغراب واندهاش لأنه - علي الأقل- يقع في قارة مختلفة ! ثم أن البلاد لم تستفد من الحرب لا في درء مفسدة ولا جلب مصلحة طبعا هذا فيما يخص الدولة أما علي مستوي الأشخاص فالأمر مختلف فربما تحققت مصالح شخصية لأفراد أو مجموعات صغيرة تجمعها المصلحة المشتركة ******* مدير مكتب الرئيس المخلوع وهو ضابط برتبة فريق ووزير برئاسة الجمهورية يعتبر هو من خطط وأشرف علي مشاركة الجيش في حرب اليمن ولكن في منتصف ٢٠١٧ تم توقيفه واتهامه بالتخابر لجهات اجنبية وبالتلاعب بالاموال العامة وابرام صفقات مع دول خليجية دون الرجوع للرئيس وتحدث الناس عن انقلاب فاشل خطط له مع الدعم السريع قبل ذلك بعام فقط كان الفريق قد ناب عن رئيس الجمهورية في القمة الاسلامية الأمريكية بالرياض والتقي بالرئيس الأمريكي ترمب وتداولت المواقع صوره وهو يصافح ويهامس ترمب ورغم الإتهامات والتوقيف لكن الرجل ظهر فجأة بالمملكة بل حدث أكثر من ذلك حيث سارعت المملكة بتقليده منصبا رفيعا في الديوان الملكي السعودي برتبة وزير وهذا الشىء لا يحدث كثيرا بين الدول والفريق اتضح أن له جنسية سعودية !!!! ثم أصبح يقابل المسؤولين السودانيين علي أنه مسؤول سعودي !!!! بل أنه التقي بالرئيس السوداني نفسه !!!! بعض المحللين يربط بين هذه الحركة الانقلابية الكبيرة لذلك الفريق وبين الأزمات الإقتصادية والسياسية التي بدأت تتوالي منها ازمة ارتفاع سعر الدولار وازمة الوقود.. ثم أزمة النقود !!!! والتي أدت إلي تهاوي النظام. سقط نظام الإنقاذ بعد عامين فقط من حركة مدير مكتب الرئيس ثم بعد عامين حدث انقلاب آخر ثم بعد عامين آخرين حدث انفصال داخل الجيش ودارت ولا زالت تدور حرب ضروس بين الفصيلين ******* دونالد ترمب هو أول من يترأس أمريكا خلال فترتين رئاسيتين منفصلتين وهو سياسي مثير للجدل شغل العالم بقراراته العجيبة والغريبة في ولايته الأولي تحدث ترمب بصراحة فجّة أن الخليج لديه فوائض أموال وأنهم أحق بهذه الفوائض وفعلا دخل معهم في صفقات سلاح وكما قال "عاطف" ابن رمضان السكري في "العيال كبرت": (هو اللي كِسِب) واللعيبة الدوليين دائما يركزون علي ملفات الأقتصاد ودعونا نستعرض سريعا بعض العناوين الإقتصادية الغريبة في الأزمة السودانية: - رئيس وزراء ثورة ديسمبر كان يتكلم دائما عن ضرورة ايلولة المال العام لخزينة الدولة لكن المال العام حتي في عهد الفلول لم يكن آيلا لخزينة الدولة واذكر هنا شيئا غريبا وهو قرار الحكومة آنذاك بمنح مكافئة لمن يضبط شحنات الدهب المهربة عبر المطار ووصلت المكافئة لرقم عجيب !!!! نصف الشحنة !!!! ومن ذلك أيضا أن أحد وزراء المالية في أواخر عهد الإنقاذ تم ضبطه بمخالفة بكمين مرور واكتشف أن الوصل الذي اعطي له لا يتبع لوزارة المالية !!!! - الآن الجزء الأكبر من إيرادات الدولة يذهب لشراء الأسلحة ولكي تدرك حجم وكمية الأسلحة والذخائر التي تم استيرادها أنظر للدمار الحاصل بالخرطوم الذي شبهه أحد السياسيين بما حدث بهيروشيما اليابانية نتيجة ضربها بالقنبلة النووية وانظر فقط للأعداد المهولة لبقايا المدرعات المحطمة والمحترقة لقد ظلت الأسلحة تتدفق علي سوريا لمدة ١٤ عاما وعندما تراجعت حدة الإقتتال وانخفض تدفق السلاح حصلت صفقة أنهت وجود النظام وتقدمت الفصائل لتحل محله ونتوقع أن تقوم نزاعات بين هذه الفصائل تتطلب إقبالا كبيرا علي التسلح - ومثل السلاح تجارة المخدرات وقد أصبحت تدار عبر تنظيمات ومنسقيّات وتذكرون قبل بداية الحرب بأسابيع جاء في الأخبار أن اجتماعا لتجار المخدرات في احدي غابات السافنا ناقش كيفية حماية قوافل نقل المخدرات من مناطق الزراعة بدارفور حتى وصولها الى العاصمة الخرطوم وجدير بالذكر هنا هو ما رواه العائدون إلي منازلهم بأمدرمان أن أبرز ما لفت انتباههم من مخلفات المعارك هو فوارغ أشرطة حبوب المخدرات المنتشرة بكثافة في كل مكان في الشوارع والحيشان وداخل الغرف - تحوّل تحويلات المغتربين السودانيين من السودان إلي مصر ساعد علي تداعي النظام البائد حيث كانت تبلغ المليارات الآن بعد الحرب هذه المليارات يتم تحويلها في شهر واحد فقط ليس هذا فحسب وإنما انتقلت إلى مصر مئات المصانع والشركات السودانية لدرجة أن لاعبا محليا هو فلّ من فلول النظام البائد تحدث بإسم رجال الإعمال ودعا الحكومة المصرية لتكوين دولة حوض النيل وضمّ الولايات الشمالية إلي مصر !!!! - الآن يتم تغيير العملة في نصف البلاد تقريبا والدعوة لتغيير العملة قديمة منذ العهد البائد بسبب التزوير الكبير الذي تعرضت له النقود الورقية لكن اختلاف العملة في شطري البلاد قرار اقتصادي ستكون له تداعياته السياسية - مئات الألاف من السيارات تم نهبها وتشعر أن هذا هو السبب الحقيقي لإتساع رقعة المعارك. أذكر أن بقالة في حارتنا تمت سرقتها في العام ٢٠١٨ ووجد أن الطبلة (السميكة) تم قطعها بمهارة فائقة فعلق أحدهم قطع الطبلة بهذا الشكل، لا يتم إلا عن طريق جهاز معيّن وهو لا يوجد إلا عند الحكومة !!!! فلكبر حجم عملية النهب لا اظن انه يمكن التعويل علي ارقام الشاسيهات، فإذا كان الإجرام بمستوي دولة فما أسهل تزوير العملات وأرقام الشاسيهات، ومن المضحك المبكي تداول أنباء عن تزوير العملة الجديدة، حتي قبل أن يراها العوام من الناس !!!! ومن شر البلية كذلك أنه خلال تبديل العملة اكتشف أن لاعبا محليا (مسّاك) -هو تاجر صغير- "ماسِك" كمّية من الكاش تعادل حوالي ستة في المائة من إجمالي الكتلة النقدية في عموم البلاد !!!! ******* الحرب الآن قاربت العامين وقد سمع بها القاصي والداني ولا شك أنها تثير حفيظة بعض اللعيبة الدوليين امثال اللاعب (الفِروِد) الخطير ترمب الذي يعود من جديد وأرض السودان بالطبع زاخرة بالذهب واليورانيوم والمعادن الأخرى ومتوقع أن يبدأ ترمب كالعادة بزيارة منطقتنا العربية وبالطبع سيقابل بعض اللعيبة المحليين والدوليين وسيتهامس معهم.. ويصافحهم..
□■□■□■□■ >>> تذكرة متكررة<<<
نذكّر بالدعاء علي الظالمين في كل الأوقات ..وفي الصلاة وخاصة في القنوت -قبل الركوع الثاني في الصبح علي الذين سفكوا الدماء واستحيوا النساء ((واخرجوا الناس من ديارهم بغير حق)) واسترهبوا الناس النساء والاطفال وكبار السن وساموهم سوء العذاب وعلي كل من أعان علي ذلك بأدني فعل أو قول (اللهم اجعل ثأرنا علي من ظلمنا) فالله .. لا يهمل ادعوا عليهم ما حييتم ولا تيأسوا.. فدعاء المظلوم مستجاب ما في ذلك شك: {قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.
#محمد_الصادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفيتوهات تحصيل حاصل .. هذه حروب سماسرة !!
-
تمهيد لعودة البشير
-
بعرة المجاعة تهرس السودان، ومِسِز هاريس ال-فيها اتعرفت !!
-
تصحيف وتحريف في تشكيل المصحف الشريف (٢)
-
تفسيرات شيطانية: زلزلة الساعة
-
تفسيرات شيطانية: تحدّث الأرض وشهادة الجوارح
-
تفسيرات شيطانية: الحكم بما أنزل ألله
-
الحرب السودانية: الدين والسياسة وتغيير الواقع
-
تفسيرات شيطانية(١): الشفاعة والمقام المحمود
-
صرخات قوز هندي
-
ردود علي القراء.. في موضوع (الإحصان هو البلوغ)
-
[عرض السنّة علي الكتاب] يجعل (الإحصان) بمعني -البلوغ-
-
تنزيه النبي الخليفة عن تشويه المرويات الضعيفة
-
قصة آدم محرّفة .. وبالقرآن حكاية جديدة !!
-
تصحيف وتحريف في تشكيل المصحف الشريف (١)
-
واخيرا (يتقَلِب الحال): طرفا الحرب تحت اقدام المارينز: (يو ك
...
-
دقلو (يُفَضفِض) .. أمسكوا الخشب !!
-
منشار ماشاكوس !!
-
سياسة واشنطن مع الكيزان.. هل تختلف عنها مع طالبان ؟؟!!
-
إنزال منبر جنيف: من الجودية إلي فرض الحلول
المزيد.....
-
شاهد.. مقتل العشرات في تحطم طائرة ركاب في كوريا الجنوبية
-
الكويت.. تداول فرض غرامة 500 دينار لعدم تبصيم العمالة المنزل
...
-
ليلة الباندا الساحرة في سماء هونغ كونغ: عروض نارية ومسيرات م
...
-
المشردون في الولايات المتحدة يسجلون زيادة قياسية خلال عام 20
...
-
استطلاع رأي يكشف أهم مخاوف الأمريكيين في نهاية عام 2024
-
زلة لسان بايدن بشأن بوتين في قائمة -فوكس نيوز- لأكبر الهفوات
...
-
لافروف: واشنطن والناتو سيلقيان الرد إذا خلقا تهديدات لروسيا
...
-
ماذا خسرت إسرائيل في حربها على غزة ولبنان ؟
-
تحطم طائرة ومقتل 62 مسافرا على الأقل من أصل 181 في كوريا الج
...
-
كوريا الشمالية تعين رئيسا جديدا للوزراء
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|