عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8205 - 2024 / 12 / 28 - 16:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم نر في سورية اليوم ثوارا ومثقفين وفكرا سياسيا حديثا يؤسس لمرحلة جديدة تقطع مع شوائب ونواقص النظام السابق لكن رأينا نظاما مرتبكا ومترددا ليس له مشروع واضح وجاهز غير التودد لإسرائيل والخضوع لتركيا ومطاردة الفلول والتمكين لعصابة إدلب المسلحة لتحويل الدولة السورية إلى مستعمرة إسرائيلوتركية تحت حكم ميليشيات مسلحة تتاجر بالدين وتبيع وهم المقدس للمغفلين والعوام متناسية وواضعة أغلبية الشعب على الهامش والذين كانوا يحلمون بالحرية والعدالة الاجتماعية ورغد العيش وعندما يفيق المثقفون والوطنيون والأحرار والجياع والأكثرية التي لم تجد على أرض الواقع ما كانوا يتوقعونه ويحلمون به ويريدونه ستظهر بسرعة قوى مضادة ستتصطدم بمنظومة الحكم الجديدة المزهوة بنصرها المزيف والمخادع وقد يشتد الصراع إلى حد اندلاع حروب أهلية خاصة بوجود طوائف لها وزن عددي وامتداد ومساندة خارجية ثابتة وبيئة جيوسياسية دولية محيطة متناقضة ومتصارعة حول الدولة السورية ككيان جاذب بما يملكه من مقدرات و ثروات وموقع استراتيجي مؤثر على كامل منطقة الشرق الأوسط.فاللاعبون الدوليون لا يهمهم من يحكم والموجود على رأس السلطة في سورية أسد أم ضبع أم إرهابي قديم فكل همهم مصالحهم لا غير ولذلك حتى يتم تحقيق هذه المصالح على أرض الواقع فعليهم إيجاد نظام ضعيف ومطيع للتحكم فيه حيث يريدون ولا يخفى على أحد أن نظام الأسد المنخرط مع إيران في منظومة المقاومة (الهلال الشيعي) وتاريخه في الصراع الحربي مع الكيان الإسرائيلي مع احتلال الجولان منذ 1967 لا يمكنه تغيير مواقفه التاريخية وهكذا تم البحث عن بديل والشروع في محاصرته بشدة (قانون قيصر) مع كامل الضغوطات الشديدة متمثلة في غارات وتفجيرات واغتيالات واهتمت تركيا بالموضوع وساعدت التنظيمات المسلحة بمباركة أمريكية وتمويل قطري والسماح بالمجموعات الإرهابية والتي كانت دول التحالف بقيادة أمريكا تحاربها بالعراق وسورية بقيادة الجولاني والمتمركزة بإدلب القريبة من حدود تركيا الدخول في تشكيل قوة مسلحة ومدربة تدريبا عاليا للهجوم على سورية عند ما تتحقق الظروف المواتية وهذا حدث في ديسمبر 2024 لكنه لم تقع معارك تذكر وذات قيمة بين المسلحين والجيش السوري الذي يتراجع من مدينة إلى أخرى في عملية تسلم وتسليم غريبة إلى حد دمشق مما يؤكد أن هناك خطة مسبقة لانسحاب منظم للجيش السوري وأن هناك شراء ذمم على مستوى القيادات العليا بمبالغ خيالية وحماية بعدية وعندما شعر الأسد أن أوامره لا تطبق قرر المغادرة.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟