أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض رمزي - عن الخوف















المزيد.....


عن الخوف


رياض رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8204 - 2024 / 12 / 27 - 22:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قل لي ما هو شكل خوفك, اقل لك من أنت

لا يوجد ما هو اعظم من الحب سوى الخوف. فهما الطاقتان الوحيدتان القادرتان على إخضاع الفرد وجعله يصدق كل شيء. الخوف، وحده،القادر على تنظيم الجمهور،إذا ما استخدم بمهارة من قبل شخص، منظمة، مجموعة أو دولة تقوم بتحويله إلى ذعر ثم إلى هستيريا عامة عن طريق نظام متقن من التخرصات والافتراءات والأباطيل، التي تجعل الجمهور يقبل بترهات ترفع إلى مستوى الحقائق. يعمل الخوف بقوانين لا علاقة لها بالأخطار الفعلية المهددة لسلامة الفرد، بل بما يسمى بحالة الغموض أو عدم اليقين( uncertainty) الذي يكتنف مصير الفرد. يصاب( على سبيل المثال) عمال المناجم المحاصرون تحت الأرض بحالة عظيمة من الذعر وهم يترقبون جهود عمال الإغاثة لإنقاذهم. وما أن يعلموا باستحالة إنقاذهم، حتى يستبدل الذعر بحالة من الهدوء المطلق. في عام 1917 انفجرت باخرة محملة ب3000 طن من الذخائر الحربية أمطرت مدينة نوفا سكوتيا القريبة بحمم نارية، فبات سماؤها يشهد انفجارات شبيهة بتلك التي تطلقها آلهة غضبى على شعب عاق. أصيب الكل بهستيريا دفعتهم إلى رؤية وجه المسيح محملقا فيهم وسط شواظ النار. هكذا هو الخوف، عندما يصل حدود الذعر يخلق هستيريا خاصة به. و بما أن كل نوع من الخوف يخلق هلوسته الخاصة به، و أن المجتمعات لا تواجه الخوف بطريقة متشابهة، لذا فان شكل المجتمع هو نتاج لطريقة خوفه.
إذا أوكلنا دراسة تطور شكل الخوف وكيفية بسطه لسيطرته على بعض المجتمعات إلى مجال علمي معين، سنجد، انه ما من طريقة اكثر فهما له، غير دراسة تاريخ تطوره كظاهرة ثقافية.
شهد الخوف، كمنتج ثقافي (شكل الخوف وموضوعه، أي كيف يخاف الفرد، ومم يخاف) تغيرات عديدة، بدا من القرن التاسع عشر وحتى الوقت الحاضر. كانت التغيرات الأولى تشير إلى انحسار الخوف ذي النفحة الدينية القدرية لصالح آخر تغلب عليه مسحة علمية غير إيمانية، عادة ما كانت تتخذ شكلا غاشما. عندما حدثت المجاعات في أوربا في مراحل التكون البدائي لراس المال، أبان الثورة الصناعية، ظهر الخوف من الموت الناجم عن الجوع والفقر، الذي ظل رابضا بقوة في مخيلة الأفراد. مثال: طفل تموت عمته جوعا. يودعها بقبلة على جبينها البارد، يضع إصبعه على وجهها. يصاب الوجه ببعجة من لمسة الأصابع. يبدأ الطفل برؤية موتى، في أحلامه، وهم يطوفون في الجو في صناديق، بعد أن رفضهم العالم الآخر بسبب الحفر و أثار الحزوز على أجسامهم. تعطيه أمه منقوع نبات السنا مع زيت الخروع. تتوقف الكوابيس، غير أن الموتى يظهرون، في أحلام الطفل، متفسخين. ويتحول الموت من قدر إلى قوة غاشمة، كأفعى تسير تحت الفراش لا ترى، لكنها تشاهد من خلال تموجات الفراش. يعيش الفرد تحت وطأة ذلك الخوف الجديد البشع: رفض الموتى، لوجود عيوب في أجسادهم تنتقص من صلاحيات قبولهم في العالم الآخر. أبتدأ الفرد بالخوف من موت تتفسخ فيه أجساد الموتى، فلم يعد الموت حياة أخري ببعد جديد ،كما تؤكد الأديان، بل شبح يطارد الأحياء لإذلالهم. كان عدد الموتى، الذين لم يطالب بهم أحد، كبيرا لارتفاع تكاليف الدفن. فقامت الحكومات بدفن الجثث في مقابر عامة. وكي تزيل عن الأحياء الخوف من الموت المتحول إلى ذعر جعلت من المقابر حدائق غنّاء. وفي مواجهة مباشرة مع الخوف الجديد من الموت، جهد الأغنياء المستنفرون إلى تخصيص جزء من أموالهم لمنظمات تعنى بالمحافظة على درجة لياقة أجسادهم عندما تغادرها الروح.
في 30ديسمبر/ كانون الأول 1930 في مسرح اكيوس في مدينة شيكاغو وبحضور 2000 شخص، وفي اللحظة التي أطفأت فيها الأنوار كي تبدأ أغنية" دعنا نقسم بضوء القمر الشاحب" اندلع حريق في المسرح أصيب به 1000 شخص بعاهات مستديمة، ومات 600 آخرين حرقا. كان مشهدا مؤثرا لأفراد يلقون بأنفسهم من الطابق الأعلى ولآخرين
مندفعين نحو الأبواب أملا بالنجاة. كان شكلا قياميا جديدا للموت ، أهم ما فيه شكل الموقع بعد الكارثة: معاطف الفراء المحترقة، الشالات، الملابس الفاخرة، حافظات النقود، النساء المعانقين أحبائهن حتى الموت. لكن الأهم هو هذه الشكل الجديد و غير المتوقع وغير المفهوم للموت، لماذا أنا، وبهذه الطريقة؟. بدا الكل يتعرف على الشكل الجديد للموت عن طريق الذكرى: المعطف المحروق، الشال، حافظة النقود، الأحباء المتعانقين حتى الموت... جرّد الطابع العشوائي العنيف وغير المتوقع للموت، الفرد من قدرته على إعطاء معنى لما حدث. فتحول الموت إلى خوف من غول مجنون ابتليت به الأنام. أو كما يصفه الجواهري: ذئب ترصّدني وفوق نيوبه/ دم أخوتي و أقاربي وصحابي . بعد هذا الحدث وأحداث أخرى، شرعت الدولة بإيلاء الأماكن العامة، أو ما يسمى بالحيز اهتماما اكبر لتقليل أخطار الفضاء العام على الشؤون العاطفية للفرد.
شرع العلماء بدراسة الخوف على أسس جديدة. فهو، وفقا لرؤيتهم الجديدة لا يقع في تلك القشرة الرقيقة بين الوعي و اللاوعي، كما يؤكد الفرويديون، بل في مجال العواطف ذات البناء المعماري الخاص والدقيق، والتي يمكن تحفيزها و السيطرة عليها من خلال السيطرة على أو إنشاء بيئة خارجية تضخّم أو تقلل من الأخطار. يعتقد هؤلاء الخبراء أن بوسع الحيز خلق حالة من الذعر أو الاطمئنان لدى الأفراد الذين يمتلكون( في حالات الخوف) غريزيا، طبيعة نسائية: إظهار الضعف. انهم يتحولون إلى همج طغام في حالات الذعر الشديد. إذ سرعان ما تبدأ وتيرة الاحترام للضوابط الأخلاقية لديهم بالتراخي، فيباتون عرضة للاستثارة، ويتوحدون وفقا لقوانين القطيع، التي يطلق عليها تسمية" الهستيريا العامة أو الجماعية".
في سنة 1938 تم عرض برنامج إذاعي في أمريكا بعنوان حرب الأكوان، وهو رؤية روائية لعالم محاصر يتم فيه قتال شديد. اعتبر الجمهور ما يجري أحداث فعلية، رغم كل التحذيرات بان القصة مختلقة. وفي سنة 1926 قدمت الإذاعة البريطانية نصا كتبه الأب نوكس، الذي ترك مهنته، بعنوان" بث مباشر من جبهة الحصار"، على شكل بث حي مستمر، من موقع الأحداث، عن مظاهرة يقوم بها عاطلون عن العمل، يدمرون في مسيرتهم معالم المدينة. يتوقف البث الحي لكي تذاع أخبار الطقس وأخبار أخرى، وهو قطع من ضمن العمل الإذاعي نفسه زيادة في الإيهام. عندما انتهت مدة العمل كان سكان مدينة لندن يجلسون في بيوتهم، يتوقعون وصول مقدمة المسيرة إلى أحيائهم لتدميرها. فسر اليساريون درجة الخوف بحدة الصراع الطبقي وازدياد الهوة بين الفقراء و الأغنياء. أما اليمين فقال انه خوف الناجحين دافعي الضرائب من المجموعات الهامشية. ليس التفسير مهما، الأهم لماذا صدق الناس ذلك؟، ولماذا ارتقى المسموع على المنطقي؟.
يكشف المثالان السابقان ما يلي: كي يكون الخوف بليغا عليه أن يتلبس شكلا روائيا يعمر بالحكايات، مع كل ما تحفل به من تكنيك، حبكة، تشويق... بدأ الخوف يحمل لغة تعبيرية جديدة غيّرت من شكل مستلم الخوف. فبدأت شخصية الفرد تتغير من تغير شكل خوفه المتخذ شكلا روائيا جديدا ذا لغة جديدة، مفتتحا علما فريدا: علم تاريخ خوف الإنسان. فأبتدأ الفرد يؤمن بالتأويل الجديد الذي مرّنه الإعلام على التعلق به: خلف المرئي هناك دائما اللامرئي، الساحة الخلفية التي يمارس الأوغاد سطوتهم عليها.
أمسى المنطق القديم المعّلل لسبب المواجهات موضع رفض. فلفظة الاشتباك القديمة والتي تعني التسيد في المعارك، والمنتهية بغلبة أحد الطرفين، كي تعود الأمور إلى سابق عهدها، أخلت مكانها لتفسير جديد لا ينتهي بانتهاء الحدث، بل يبتدأ حال انتهائه من خلال لغة تذكّر وتستعيد التفاصيل. برز هذا الاتجاه في حرب فيتنام. إذ تم استخدام ظهير جنسي لتفسير ما يحدث في الحروب. فرعشة الذعر شبيهة برعشة الجماع، وان الجنود الذين يقاتلون يتعطشون للجنس اكثر من غيرهم، وان بديل الحرب هو ممارسة الحب. تم بهذه الطريقة إعادة رواية حدث الحرب بمصطلحات جنسية، فتحولت الحرب نفسها إلى قضية ثانوية عندما اغرق الموضوع بقظايا جدالية.
في هذا الجو الثقافي، المضخّم للخوف، جاء الإرهاب إلى العالم الأول( مثال أمريكا والمملكة المتحدة) . ففي الأعوام من 1980- 1985 عندما لم يكن عدد القتلى، نتيجة حوادث إرهابية، يتجاوز34 شخصا كان عدد العناوين التي تعالج الإرهاب الصادرة في نفس الفترة قد تجاوز 13000. لم يكد الإرهاب الجديد الوافد في 11/9 يطأ هذه البلاد بأساطيره الخاصة عن قتل الأعداء الصليبيين، حتى تصدت له الأساطير المقابلة التي كانت تتنفس الجو الثقافي السائد في بلدان المنشأ. حدث ذلك في وقت انتشرت فيه أمراض الإيدز، السرطان، مضار الأغذية المعدلة وراثيا. جاء الإرهاب الوافد مع الو باءات الوافدة: جنون البقر، الحمى الصينية، أنفلونزا الطيور... كانت الجمعيات المدنية ترفع شعار" حاربوا الإرهاب، حاربوا السرطان". بدا الفرد يتعرف على الإرهاب من خلال ظهير صحي. فهو ليس عملا تقوم مجموعات لها قضية، بل خلايا سرطانية تنهش الجسم الصحيح. وعلى المجتمع كي يحافظ على مناعة جسده أن يقضي على هذا الفيروس، من خلال ضربات وقائية تدمر أماكن تفريخ تلك الخلايا. لم يقتصر الأمر على استخدام ترسانة المصطلحات الصحية، بل تم استدراج المخيلة الروائية: فطائرات شركتين فقط من شركات النقل الجوي الداخلي في أمريكا لقادرة، إذا ما وقعت في أيدي إرهابيين، أن تزيل 110 من اكبر البنايات من أساسها.
عندما تمازجت الرؤيتان الصحية و الروائية برز شكل جديد من الخوف: فيروس لا أحد يعرف متى و أين سيضرب. أصاب الكل مرض الرهاب(phobia) من الأماكن المغلقة و المفتوحة على حد سواء، مما استدعى فرض حجر صحي على كل الحيز الداخلي، كرد طبيعي على خوف مبرر: ماذا لو حصل الأوغاد على أسلحة اكثر فتكا؟. برفع الخوف إلى ذعر، والى هستيريا عامة أصبحت السيطرة على الحيز الداخلي حاجة ملحة لا تقبل التأجيل : كاميرات مراقبة، هويات تعريف شخصية لكل فرد، السيطرة على الحدود، منع الهجرة. الأهم: أن الخروج إلى الخارج لإعادة رسم شكل جديد للعالم، قوبل باستحسان عالي الصوت من قبل أغلبية تلبسها شكل جديد من الخوف.
يأخذ الخوف شكله من الأحوال الذهنية السائدة في زمنه: بنية الحكاية، اللغة السائدة، الطقوس... لو قيض لشخص من القرن التاسع عشر أن يقوم برحلة إلى هذا القرن فلسوف يعاوده الحنين إلى ذكرى أيام خوفه الطيبة، ولطلب الرجوع إلى ذلك الزمان مثل عجوز يتذكر أيام صباه بمودة.



#رياض_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقترب الأشياء رغم ابتعادها
- دمشق جبهة المجد
- الاشراقي الأعظم السيد حفيد السادة
- رسائل شهيرة لقادة مسلمين
- مغضلة تسطيح العلاقة بين العرب وإيرا
- مع المحمدين
- مع المحمدين
- دعنا نغني وراء شعبان عبد الرحيم
- إلى وائل الدحدوح
- لم يهتم بأمرهم أحد الجزء السابع
- لم يهتم بأمرهم أحد الجزء السادس
- لم يهتم بأمرهم أحد الجزء الخامس
- لم يهتم بأمرهما أحد الجزء الرابع
- لم يهتم بأمرهما أحد الدزء الثالث
- لم يهتم بأمرها أحد الجزء الثاني
- لم يهتم بأمرهما أحد
- يوم أُصبت بالحمى
- حول الحرب بين روسيا وأوكانيا
- مقتل الشاعر
- النخب الإسلامية


المزيد.....




- سوريا.. محافظ دمشق يوضح بعد ضجة تداول تصريح له عن السلام مع ...
- 2024..-أسوأ- الأعوام على الأطفال في مناطق الحروب
- خبير عسكري: على ترامب أن يفهم حقيقة استحالة هزيمة روسيا في ا ...
- إدارة العمليات العسكرية في سوريا تبدأ عملية تمشيط واسعة في ا ...
- خبير عسكري بريطاني يطرح سببا لرفض كييف التفاوض مع روسيا
- عشية ذكرى اغتيال سليماني.. إيران: مستعدون لرد ساحق على أي ته ...
- مقتل 19 جنديا باكستانيا باشتباكات حدودية مع -طالبان- الأفغان ...
- دون دليل.. الخارجية الألمانية تدعو لفرض عقوبات على روسيا بسب ...
- بوتين يوقع قانونا حول آلية تعليق الحظر المفروض على عمل منظمة ...
- إعلام إسرائيلي: تل أبيب تخطط لعمليات عسكرية واسعة ضد الحوثيي ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض رمزي - عن الخوف