أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - قنوات الاخوان ... وهل نحن خائفون مما حدث في سوريا ؟!















المزيد.....


قنوات الاخوان ... وهل نحن خائفون مما حدث في سوريا ؟!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8204 - 2024 / 12 / 27 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أشاهد قنوات الاخوان ، ومنذ ظهور هذه القنوات في النصف الثاني من ٢٠١٣ - اي منذ ١٢ سنة تقريبا - لم اشاهد ولو برنامجا واحدا علي هذه القنوات ، لسبب بسيط انني حذفتها من الستالايت ، سواء في منزلي في القاهرة او في الصعيد ..

وحتي قناة الجزيرة وقد كنت مداوما - بل مدمنا - علي متابعتها قبل ٢٠١١ توقفت عن متابعتها بصورة كبيرة بعد ٢٠١١ لما لاحظت ميلها لتيار سياسي معين في مصر ..
وقبيل ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وفي الطريق اليها توقفت عن متابعتها تماما ، حتي حذفتها هي الاخري مع قنوات الاخوان بعد يونيو ٢٠١٣ ..

وكان بعض الاصدقاء وهم ممن شاركوا في ثورة ٣٠ يونيو ولهم موقف صارم من الاخوان يشاهدون أحيانا هذه القنوات من باب معرفة الرأي الاخر او ماذا يقول الاخوان وقنواتهم في هذه القصية وتلك .. وكان ردي لهم دوما .. وماذا سيقولون هؤلاء المهرجون سوي الباس الحق بالباطل كعادتهم ..

لو كانوا تيارا سياسبا محترما ووطنيا لما ترددت لحظة عن الاستماع الي صوته والتحاور - علي البعد - معه ومع افكاره ..

وكان رأيي ان لدي حساسية شديدة من اي معارض مصري او اي تيار سياسي يعارض من الخارج ويضع نفسه - بطبيعة ومنطق الامور - تحت تصرف وخدمة القوي الخارجية التي تنفق عليهم ، والتي تفتح لهم القنوات الفضائية لمدة ١٢ متصلة ، والتي تعطي لهم مرتباتهم وترتب اقامتهم وحياتهم وحياة ابناءهم واسرهم ...

ولهذه الدول مطالب من هذه التيارات - فالدول ليست كيانات خيرية مهمتها تقديم الاحسان لمن تركوا بلادهم - وهذه المطالب بطبيعة الامور ليست في صالح الدولة المصرية بالمطلق ...

فمجموعة من الناس هذه ظروفهم - وهم بهذا المفهوم اقرب الي المرتزقة - ما الذي يمكن أن استمع اليه في كلامهم ؟!
فحديثهم في اي موضوع يمكن تخمينه بسهولة بدون الاستماع الي قنواتهم ..

وربما يقول قائل .. وهل وجدوا في مصر الحرية لكي يعارضوا من داخلها ، ورأيى انه كان من الممكن ان يعارضوا في مصر بدون نزوع الي العنف الذي مارسوه منذ ٢٠١٣ وحتي ٢٠١٩ ، او تعريض الدولة للخطر ، او التواصل مع الخارج ، ورأيي ان السلطة في مصر كانت ستسمح لهم بالمعارضة من الداخل لو حققوا هذه الشروط ..

ولكن كل من يعرف الأخوان وحلفاءهم يعرف انه لا حياة لهم بدون هذه المحددات بالذات .. وهي :

١ - النزوع الي العنف عندما تتحق من وجهة نظرهم شروطه ..

٢ - التواصل مع قوي خارجية لها مشاكل ومطالب مع الدولة المصرية ، بغض النظر عمن يحكم مصر في لحظة معينة ..

٣ - تعريض الدولة للخطر بنمط من المعارضة يميل الي الغوغائية ، وهو نمط يهدم ولا يبني ، ويقسم ولا يوحد او يجمع ..

عموما كنت اقول لأصدقائي انني لا اتابع قنوات الاخوان ، وانه لمن لا يريد متابعة شئون مصر من القنوات المصرية الرسمية او الخاصة فأمامه القنوات الدولية التي تبث لمنطقة الشرق الاوسط ، واعني قنوات مثل البي بي سى البريطانية ، وفرنسا ٢٤ الفرنسية ، والحرة الامريكية ، وروسيا اليوم الروسية ، وسكاي نيوز والعربية والغد والميادين ، والقنوات الاخبارية لبعض الدول العربية مثل .. العراقية نيوز ، والاخبارية السورية ، وقناة الشروق الاخبارية الجزائرية والقنوات الاخبارية اللبنانية .. وغيرهم كثيرين .

وانه برغم ان كل هذه القنوات تضع مصالح بلادها في خلفية اي خبر او تحليل فإن ذلك مفهوم بل وطبيعي ، ولكن من مجموع هذه القنوات يمكن للانسان - بمضاهاة تغطياتها المختلفة - الوصول الي صورة اقرب الي الحقيقة ، بدون غوغائية قنوات الاخوان التي تشبه علب الليل الاعلامية ...

ولكن ... ما مناسبة ذلك الآن ؟!

القصة انني أمس كنت مع بعض المعارف ، وكانت واحدة من قنوات الاخوان امامنا علي الشاشة ، واضطررت ان اسمع ما يقال ، وان أري ما يكتب علي الشاشة ..

كان العنوان علي الشاشة كالأتي :

الفزع من التغيير .. لماذا تحرض الاذرع الاعلامية بمصر علي الثورة السورية ؟!

وكانت مقدمة البرنامج سيدة تتحدث العامية المصرية ، لا أعرف اسمها .. وكانت تأتي بأجزاء من كلام بعض مقدمي البرامج الاخبارية المصريين .. شريف عامر ، وابراهيم عيسي ، وعمرو أديب ونشأت الديهي ، وخيري رمضان وغيرهم ...

لم يطل لقائي واستماعي الي تلك القناة طويلا ، فأنتهي اللقاء مع من كنت اجلس معهم بعد نصف ساعة فقط ..
ولكن العنوان الذي وضع علي الشاشة لم يبارح عقلي ...

الفزع من التغيير .. والخوف من الثورة السورية !!

وقلت في نفسي .. اي فزع ذلك الذي يحس به الحكم في مصر من "الثورة" السورية ؟!

وهل ما حدث في سوريا من اسبوعين يمكن ان يطلق عليه ــ بأي معيار من المعايير ــ أنه ثورة ؟!!

بالنسبة للفزع من التغيير والخوف من الثورة السورية ان تنتقل عدواها الي مصر .. هل يعلم هؤلاء ان ما حدث في سوريا ومازال يحدث اعطي المصريين - وقلت المصريين ولم أقل الاخوان في مصر - مناعة طبيعية وجرعة منشطة قوية ضد اي عمليات فوضي في بلادهم ..

واريد ان اسألهم ..
وماذا حدث في سوريا من اسبوعين - ومازال يحدث - يغري المصريين - وليس الاخوان في مصر - بتقليده في بلدهم ؟!!

ان يأتي تنظيم مسلح تنفق عليه تركيا وامريكا واسرائيل ليصل الي حكم مصر ويسكن قائده قصر الاتحادية ؟!

ان تحتل اسرائيل - بعد نجاح الثورة - اكثر من ٤٠٠ كم من أرض مصر بدون حتي طلقة رصاص واحدة ؟!

ان يقوم " الثوار " بحل الجيش المصري ، وترك ارض مصر مستباحة امام أي طامع او غاصب ؟!!

ان يقوم مجموعة مسلحين اخذوا الحكم عنوة وبالقوة وبمساعدة دول خارجية بتكوين جيشهم الخاص ، والذي يعرف الجميع ان لن يكون اكثر من مليشيا رسمية ، فمن نشأ وتربي في حضن العصابات والمليشيات من المستحيل ان يفهم معني الجيوش الوطنية ، وكيف ان هناك رجال لهم عقيدة وطنية وارض يدافعون عنها حتي الموت ، وليس كهؤلاء المرتزقة المتجولون التي تنقلهم امريكا وتابعيها من مكان لأخر حسب مصالحها .. تارة في افغانستان .. وتارة في العراق .. وتارة في ليبيا .. وتارة في سوريا ... مع ما سوف يستجد ..

اي شئ في ذلك يغري المصريين بتقليده في بلادهم حتي يكون لدي المصريون ذلك الفزع من الثورة السورية كما تقول السيدة المذيعة علي القناة الاخوانية ؟!

رأيي ان عبد الفتاح السيسي انسان محظوظ ، فما حدث في سوريا يعطي تأكيدا لا يقبل الشك بأن الافكار التي يلح عليها دوما وهي ان الدول التي تقع تصبح مستباحة لأي ناهب او طامع ، وان الدول التي تقع من الصعب جدا ان تعود كما كانت صحيحة تماما .. بعد أن رأها المصريون رأي العين في سوريا ..

لقد رأي المصريون بأنفسهم ماذا فعلت اسرائيل بسوريا بعد الفوضي - او الثورة - التي حدثت بها ..

ورأي المصريون كيف ان سوريا أصبحت شبه محمية تركيا ..

ورأي المصريون كيف يسرح ويمرح مقانلون اجانب - من الاوزبك ومن الايجور ومن الشيشان - في ربوع سوريا ويهددون امنها وأمن شعبها من المختلفين معهم ...

ورأي المصريون كيف طرد السوريون طبيب العيون ليأتوا برجل شبه أمي لا يعرف له مؤهل حصل عليه او شهادة حازها في اي علم من العلوم سوي قطع الرؤوس ووضع نفسه في خدمة القوي الطامعة في بلاده .. اذا كانت فعلا بلاده !!

وعلي الناحية الاخري .. هل ما حدث بسوريا ثورة ؟!

لن اطلب ان يفتح الانسان اي كتاب علوم سياسية ويقرأ تعريف الثورة ، ويقول لنا بعدها هل ينطبق اي تعريف في الدنيا كلها للثورات علي ما حدث في سوريا ...

ما حدث في سوريا باختصار هو ان الولايات المتحدة وبريطانيا قاموا بصنع مجموعة من الجماعات المتشددة ووضعوا في يدها السلاح ودربوهم عليه وانفقوا عليهم وعلي أسرهم لسنوات طويلة .. وكلفوا تركيا بالجانب السياسي والعسكري في ادارة هذه المجموعات ، وكلفوا قطر بالجانب المالي والاعلامي والدعائي ...

ولسبب غير معروف ولا مفهوم حتي الان انسحب الجيش السوري امام هذه المجاميع المسلحة حتي دخلوا دمشق ..

يمكن ان يقال ان ما حدث هو غزو مسلح .. وهو اقرب تعريف لما حدث في سوريا .. اما ان يوصف ما حدث بالثورة فهو أبعد شئ عن الحقيقة ، ويمكن ان يفهم - علي احسن الفروض - علي انه نوع من الدعاية ، تجمل ما هو قبيح بالطبيعة والمنطق ...

اي ان ما حدث في سوريا من تغيير لا يغري اي احد - أو أي شعب - بتقليده او محاولة نسخه في بلده ..
ولا ما حدث في سوريا ثورة ، يمكن ان يقال انها وضعت سوريا علي طريق يمكن الاطمئنان اليه ...

لذا عحبت عندما قرأت علي شاشة احدي قنوات الاخوان عبارة " الفزع من التغيير .. لماذا تحرض الاذرع الاعلامية بمصر علي الثورة السورية ؟ " ...

وعرفت ان اساليبهم الغوغائية في الاعلام مازلت مستمرة ..
وان مهمتهم هي التحريض وليس التحليل ..

ومخاطبة العواطف لا مخاطبة العقل ..
وان مهمتهم هي التلاعب بمن يستمع البهم وليس تقديم رأي موضوعي في أي قضية ..
وعرفت انني كنت علي حق .. عندما ابعدت نفسي عن هؤلاء المهرجين ....



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل جديد ...من قصة طويلة !!
- محمد مرسي .. وأحمد الشرع !!
- فيم واين اخطأ بشار الاسد بالضبط ؟!
- اسئلة اليوم التالي ...
- يوم حزين .. ويوم سعيد ...
- هل ما حدث في سوريا ممكن الحدوث في مصر ؟!
- هجمة مرتدة ..
- جمال عبد الناصر .. والناصريون : أين الاختلاف ؟!
- التزوير والتلاعب في الانتخابات الأمريكية..
- لماذا يكره الاخوان المسلمين السعودية ويحبون تركيا ؟!!
- فيتنام وفلسطين : اين الاتفاق .. واين الاختلاف ؟!
- لماذا لا تدخل مصر الحرب ؟!
- الي أين اخذت حماس القضية الفلسطينية ؟!!
- لماذا أرادت النخبة الامريكية الحاكمة مجئ ترامب مرة أخري ؟!
- الحزب السياسي في الحياة السياسية الأمريكية...
- الحياة السرية لرؤساء أمريكا...
- هل هناك في أمريكا ديموقراطية ؟!
- السيد حسن نصر الله ...
- أيام حزينة ...
- لماذا تطيع ألمانيا أمريكا وهي مرغمة.. وبدون كلمة اعتراض؟!!


المزيد.....




- لقطات مروعة وثقتها كاميرا مثبتة على جسد ضابط وهو يضرب سجينًا ...
- بعدما حاول منعه سابقا... ترامب يطلب من المحكمة العليا تعليق ...
- محلل عسكري: الاتحاد الأوروبي يعاقب نفسه ولا حاجة لروسيا أن ت ...
- جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يحبط هجمات إرهابية ضد ضابط بوزار ...
- نصيحة غذائية بسيطة لتحسين صحة القلب وتقليل الكوليسترول
- أبرز الروبوتات الشبيهة بالبشر في 2024
- أمل ينبعث من ركام الحرب في سوريا.. زوجان مسنان يعودان إلى من ...
- زاخاروفا: الإنصات لزيلينسكي خطير لسببين
- موسكو: الاستخبارات الأمريكية والبريطانية تحضران لاستهداف الق ...
- وزير خارجية الهند يناقش المشاكل العالمية مع مستشار ترامب


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - قنوات الاخوان ... وهل نحن خائفون مما حدث في سوريا ؟!