|
الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 11
مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث
(Moayad Alabed)
الحوار المتمدن-العدد: 8204 - 2024 / 12 / 27 - 18:13
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لقد اثار ويثير عدد من المهتمين مسألة الحقوق بشكل عام، وحقوق كل فئة من جهتها بشكل خاص، وفي الوقت الحالي تثار مسألة حقوق المرأة وحقوق الانسان (جنس الانسان) كثيرا وبصور مختلفة كما هو مقروء وواضح لمن يهتم بذلك. وقد أشرت في مقالات سابقة الى اهمية الاشارة الى ان التركيز على حق من الحقوق في مجال يخص الأنثى بذاتها او الذكر بذاته، دون الاخر يثير الكثير من العَجَب حسب رأيي، لان ذلك يشير الى ان هناك اضطهادًا، باعتبار المرأة بمستوى غير مستوى الانسان ولندافع عنه! وهذا لعمري خطأ كبير لان الدفاع عن الانسان واجب والتركيز على الحقوق واجب على كل منّا، لكن المشكلة ليست في اضطهاد المرأة او اضطهاد الرجل او فئة معينة بل المشكلة في التعامل مع منظومات غريبة في هذا العالم الغريب في تصرفاته وتعاملاته مع الانسان (أيّ إنسان) وتعاملاته مع الطبيعة في كل مكان لان التعامل وفق القوانين الانسانية سيجعل الناس سواسية بلا اي مواربة وبلا اي تمييز بين أحدٍ ما والاخر. في هذه الحلقة أشير الى مسألة حسّاسة في الجانب العلمي النفسي والعلمي الاجتماعي فيما يطرح، حيث نلاحظ الكثير من العلمانين وأقصد بهم من يبتعد عن الاهتمام بكون الدين لاعبا في حل الكثير من المعضلات، وأقصد كذلك العلميين الذين يستغنون عن أي عنوان غير العلم الطبيعي المستند الى المعادلات التقليدية القابلة للتطور كل حين وكل زمن، بينما العلميون هم أؤلئك الذين يملكون المرونة في التعامل مع كل ما يطرح لأجل الوصول الى مرحلة متقدمة في إسعاف البشرية نحو عيش جميل وهادئ بإدخال الدين وقول السماء في مسألة ترتيب الحياة، كعامل من العوامل، أي أنّ الدين مساهم في ترتيب تلك الحياة بعيدا عن القراءات الخاطئة وغير المعقولة!). والامر لا يتوقف عند حد من الحدود دون تحديد مسألة الحق بشكله العام وبشكله الخاص حتى على نطاق المعرفة، ناهيك عن نطاق التطبيق والتشخيص فيمن يمتلك الحق بتحديد الحق ومضمونه. وقد أشار ويشير عدد من علماء الدين واهل الفلسفة الى هذا المنطق بالتناسب والنقاش مع مفهوم الحق واهل من يستحق ان يشخص الحق ومضمونه. وهذه مسألة مهمة ولكنّها عويصة الى درجة كبيرة، وهي واحدة من مسببات بعض المشاكل بين الناس والمجتمعات عموما. حيث يكون تحديد مفهوم الحقيقة حيث لا يعلمه الجميع بنفس مستوى المعرفة، بل ولا يعرفه الجميع بمستوى المفهوم المطلق حيث ذكرته الكتب النوعية ومنها الكتب المقدسة وفق مفهوم المؤمنين وأنا منهم طبعا!). وتكون الامور عبر التأريخ متراوحة ومتغيرة بين هذا وذاك ومنها هذا المفهوم الذي ما زلنا لا ندرك الكثير من مضمونه وما يتعلق به وبأحقية التعامل معه من عدمه. وأقصد مفهوم الجندر الذي ذكره الكثير من المؤلفين بأساليب متعددة ولم يحددوا مفهوما محددا بهذا وإن ذكروا مجملا ذلك المصطلح الذي يستخدم في الغالب مذيّلا بعبارة ( متفق عليه)! وهو في الحقيقة لا متفق عليه ولا حتى متفق في العموم! ولا تستغرب من ذلك فقد تكون الامور بشرية في التكوين على اساس كون الاختلاف شيئًا من تقدم، لهذه البشرية، دون ان يصل الى صراع ما طبعا. كذلك هناك الكثير من الناس وأهل المعرفة الذين يطلق عليهم بالتنويريين-$- يُظهرون أنفسهم على أنّهم متّفقون على المفهوم المشار اليه، مثل بقيّة المفاهيم، وهم في الواقع مختلفون حتى في مفهوم بعض الكلمات التي ان وضعت في سياقها الصحيح تتضمن ايضا اختلافات متعددة في التعامل المعرفي. مثال ذلك ما له علاقة بدور اللغة مثلا في تحديد الكثير من المضامين من خلال الحروف التي توضع لتشكّل كلمة ما أو تشكّل جملة ما من خلال تلك الكلمات. فاللغة لها دور في التصدّي الى الكثير من المعارف المتعددة واقصد الاختلاف في تلك المعارف، وحينما تدرك ما يتضمنه السياق اللغوي ستحلّ أنت الكثير من الاشكالات التي تتعلّق بذلك المضمون. أي لو إهمل جانب التعامل مع هذا العامل ستكون هناك العديد من سوء المفاهيم أو سوء الفهم في هذا أو ذاك. ولو أسهبنا فيما يتعلق بعامل اللغة مثلا، نقول أنّ هذه اللغات التي لعبت وتلعب دورا مهما في تفسير الكثير من المضامين بأساليب مختلفة من خلال نفس الكلمة يجب دراستها بشكل أوسع. حيث يمكن أن تكون بسياق (أو من خلال سياق) آخر، فتغيّر بذلك من الكثير من المعاني أو المضامين. فاللغة العربية خاصة، واللغة عموما لها دور في وضع المفاهيم المعرفية والتي تتعلق بالنصوص في ظاهرها أو في باطنها. فحينما يتحدّث أحد بكلمة في سياق ما تدلّ على شيء معيّن، يفسّرها آخر بشكل لتدلّ على معرفة أو مضمون آخر بينما تركيب الكلمة هو هو. وأحيانا تستخدم نفس الكلمة في نفس الجملة بينما تدلّ على شيء آخر أو على مضمون آخر. وكما هو معروف لأهل اللغة العربية هذا الوضع اللغوي، حيث يعجز عن تفسيره الكثير دون الاشارة الى الجوانب الصوتية في النطق او حتى الجانب النفسي في التعبير عن نفس الكلمة لذلك وجب على الكثير من الكتّاب أن يأخذ ذلك بنظر الاعتبار عندما يستمع ويرى نفس النص من أصوات ووجوه متعددة، فكيف إذا كان التعبير عن نصّ مقدّس قد ذكر في جمل وتفسيرات متعددة منها ما أخذ بالإعتبارهذه الجوانب ومنها ما لم يأخذ هذا بنظر الاعتبار فيسقط في المحظور من عدم التفسير الصحيح! إذن يكون من الضروري الاشارة الى ان اللغة العربية لعبت وتلعب دورا مهما في تفسير العديد من الاصطلاحات والمفاهيم التي وردت في كتب التاريخ وكتب الاسبقين علاوة على ما ذكر من نصوص في القرآن الكريم (لم أذكر ما ورد في الانجيل بإعتباره كُتب بلغة أخرى غير اللغة العربية، رغم أنّ لكلّ لغة خصوصيّتها في التعامل من خلال العوامل التي ذكرناها آنفا). إنّ الكثير من المؤلفين الذين يكتبون باللغة العربية، في كتبهم قد لا يراعون هذا الجانب من وجود هذه اللغة بهذه الخصوصيات، فيما يتعلّق كذلك بمعالجة نص ما وليس لاصدار حكم ما. ففي القول (كما اشارت مؤلفة من المؤلفات المحترمات)، في نص الكتاب حول ما يتعلق بتكوين المرأة الفسلجي مثلا(الأحادية البيولوجية القديمة عوضتها ثنوية، أريد بها تدارك التداخل الحديث بين الأدوار الجندرية. هذا ما قد يفسر في جانب اختفاء مفهوم الفرج في العربية الحديثة، بما أنّ «الفرج» لم يعد يعني إلا عضو المرأة وحدها، بحيث أن المرأة أصبحت وحدها تمثل الافتقار البشري. ففي الكتابات السلفية الجديدة يتغلب، فيما يبدو لنا، المكون الثنوي للخلق الإلهي على المكون الأحادي. هكذا تبتدئ سورة الليل: «والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، وما خلق الذكر والأنثى، إن سعيكم لشتى» (3-1/92) فالثنائية الزمنية: الليل / النهار تعقبها الثنائية الجنسية ذكر أنثى التي تكون بذلك في مثل بداهة الأولى. يقوم الشعراوي، وهو من المفتين المعاصرين الأكثر شعبية في مصر والعالم العربي بالخطوة الحاسمة فيشبه الثنائية الثانية بالأولى دون أن يحيل مباشرة إلى الآية. وهو يستخدم هذا التشبيه سياسيا لكي يزيل الشرعية عن عمل النساء خارج البيت .... لو اتحدت مهمة الجنسين ما كان هناك ضرورة في أن ينقسم الجنسان إلى نوعين ذكر وأنثى. ولنضرب لذلك مثلا بآية كونية موجودة في الوجود هي الزمن.. فالزمن وعاء الأحداث...). إنتهى النصّ. لاحظ كيف تعامل الشعراوي مع الكلمات من الناحية الظاهرية في الربط الذي ذكرته المؤلفة في كتابها، وما هي الا وجهة نظر لا ربط كبير في النص عمّا ذكره الشيخ، فأصبح حجّة على الدين! وقد تطرقت الى ما ذكرت الكاتبة حول الشيخ الشعراوي في حلقة سابقة ولكي لا اعطي الموضوع اكبر مما يتحمل فيما يتعلق بالشيخ المذكور. أقول أنّ هناك التفسير الظاهري الذي يأخذ الكلمات على ظاهرها ولا يدخل ولا يهمه باطنها او مكنونها او ما يتعلق بتفاصيل اللغة التي تأخذ المعنى في مديات أخرى وبالتالي بمعان أخرى. أي ذلك الذي يعتمد على فهم النصوص القرآنية بشكل حرفي ومباشر دون اللجوء الى التأويل أو التفسير الباطني. وهذا النوع من التفسير يركّز على المعاني الظاهرة والواضحة للنصوص وضوحا تشكيليا ظاهريا. وهناك التفسير غير الظاهري او التفسير الباطني أو العميق الذي يسعى الى الكشف عن المعاني الخفية والرمزية للنصوص القرآنية ويعتمد على التأويل والفهم العميق للنصوص، ويعتبر أن لكل آية معنى ظاهر ومعنى باطن ويستخدم احيانا الادوات الفلسفية والصوفية لفهم النصوص بشكل أعمق. هناك عدد من الكتاب اشار الى عمل ولا عمل المرأة وفق هذا المنهج والاشارة الى تأريخ هذا السلوك الاجتماعي او المجتمعي الذي كان متّبعا في مجتمعات أخرى غير تلك التي يتطرّق لها كتّابنا العرب (رغم انني لا اميل الى حجب المرأة وابعادها عن ساحة العمل بل ولا اسمح قدر تعلق الامر بي لاي احد ان يفرض امرا على اي كائن الا اذا كان هناك رأي يقنع في كبح جماح اي انسان ذكرا كان ام انثى). وهنا اقول ليس فقط الكاتبة او غيرها من الكتاب قد اشار الى ما يريد ان يشير اليه بهذا الاسلوب المعروف كي يقول ان هذا دليل مهم على ما يريد اثباته، وهو في الحقيقة كذلك. فقد اشار مثلا عالم من علماء التفسير الى نفس السورة ولا يعني بها ما اشار اليه الشيخ الشعراوي رحمه الله، فيما ذكرت الاستاذة المؤلفة المشار اليها. . حيث يشير السيد الحيدري في سلسلته المعروفة فقه المرأة في الحلقة 214 الى أنّ: (كل إنسان ذكراً كان أو أنثى فهو متولد من ذكر وأنثى إلا الاستثناء الذي اشرنا إليه فيما يرتبط بعيسى وفيما يرتبط بآدم وزوج آدم). ويشير ان ليس كل انسان بجنسه مباين للآخر في جنسه فيقول: (فكل إنسان تضع يدك عليه ليس هو ذكراً كان أو أنثى مباين للآخر فليس الذكر مباين للأنثى وليست الأنثى مباينة للذكر بل كل ذكر هو مركب في تكوينه من ذكر وأنثى وكل أنثى في تكوينها مركبة من ذكر وأنثى). حيث يستغرق السيد بقول الملا صدرا في بحثه المعروف بالحكمة المتعالية حول الحركة الجوهرية حينما يتحدث عن الروح على اعتبار انها ولادة من العنصر من المادة يعني أنّ (الروح جسمانية الحدوث وروحانية البقاء بحسب الحركة الجوهرية إذن الروح التي تولد من هذا الجسم والعنصر أيضاً تحمل نفس الخصائص الذكورية والأنثوية فلا يمكن أن نقول بأن روح الأنثى أنثى بلا خصائص ذكورية وأنّ روح الذكر ذكر بلا خصائص أنثوية أبداً بناء على هذه المباني الفلسفية التي بحثت في الحكمة المتعالية). وأعود وأقول هو رأي من الآراء التي تطرح لا علاقة لمحتجّ أو مناكف في الموضوع فمن حقّه أن يعترض على ذلك إنّما هو وجهة نظر كما ذكرت. أرى أنّ وجهة النظر هذه إنّما هي وجهة نظر متقدمة على ما ذكره الشيخ الشعراوي. فلو اتت بهذا الرأي الكاتبة المكرّمة لكان أدقّ وأجمل كما أعتقد. ولا أقول أنّ الرأي الذي يطرحه السيد الحيدري هو الحقيقة التي يتضمنها النصّ بمضمونه بل أقول هو أقرب الى ما ننشده من البحث عن إنسانية التعامل مع أيّ إنسان ذكرا كان أم أنثى فنحن نبحث عن الاتفاق فيما ننشده من الاقتراب الى الحقيقة كما أشرت وأشير دائما الى ان هذا هو مبتغاي وهدفي وليس لغرض المناكفات والنشر من خلالها ولاجلها ! ثم يتطرق الحيدري من خلال تفسير من التفاسير المهمة حول التكوين الانساني وبلغة الالقاء المتعارف عليها دون التركيز على لغة كتابة بل لغة حوار ومناقشة: ((نحن سواء في أصل التكوين نحن أمثال من نفس واحدة خلص، انظروا هذا الفهم التدبري للنص القرآني التفتوا كيف يستشهد السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه ولا بيان أتم ولا أبلغ من هذا البيان هذا أصل التكوين ثم الآن كل (وان ليس للإنسان إلا ما سعى وان سعيه سوف يرى) (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله) بعد هنا ذكر وأنثى يوجد فرق أو لا يوجد، نعم القرآن الكريم ذكر قال بأنه أن اكرمكم عند الله اتقاكم بعد يفرّق ذكر عن أنثى أو لا؟ فكم من أنثى قد تفوق ملايين الذكور وكم من ذكر قد يفوق ملايين الإناث بعد لا توجد خصوصية للذكورة والأنوثية في النص القرآني)). وهذا الرأي واضح المضمون حيث لا يميّز بين الذكر والانثى في التعاطي مع العمل الدنيوي والثواب الاخروي. ويبرّزها الحيدري على أنّها نظرية من النظريات فيما ذكر حول الذكر والانثى. ولكن ينبغي القول أنّ آراء السيد الحيدري ليست هي التي يتطرق اليها العديد من علماء الدين، فهناك العديد ممن يتطرقون الى هذه الاراء التي تعتبر مهمة للغاية في مسألة التعامل مع المرأة ليس لانها امرأة بل لانها انسان ولا فرق بينها وبين الذكر في اي شيء في القياسات الفقهية الا ما يتطرق اليه الشرع كونها امرأة بمسؤولية اجتماعية لا اكثر وليس عليها الا ما على الرجل من مسؤولية كما هو معروف. وفي مسألة التطرق الى وضع المرأة فيما نقول يقول الحيدري مثلا: (بما هو ذكر وأنثى لا اشرفية لهذا على ذاك. ويقول: في أصل الانسانية وفي أصل الاستعدادات وفي اصل الامكانيات وفي اصل القرب الالهي، الله خلقهما أو خلق الانسان ذكرا أو انثى قادر على كل هذا قال جعل الفضل في التقوى: اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى... بعضكم من بعض عجيب يعني الذكر من الانثى والانثى من الذكر وكل ذكر من ذكر وانثى وكل انثى من ذكر وانثى. وقوله: إنّا خلقناكم من ذكر وانثى صرّح بهذا المعنى وهو ان الرجل والمرأة جميعا من نوع واحد وحقيقة واحدة وهوية واحدة. من أعلاه نستطيع أن نقول أنّ الحديث عن جنس المرأة وعن جنس الذكر يجب أن يطرح بذلك الطرح المجمل على لسان عدد من العلماء من مدارس فقهية وتفسيرية متعددة تكون أقرب الى الحقيقة التي تكون في خدمة الوصول الى اعتبار عال وعقلي لدور كل انسان بجنسيه الانثى والذكر. ولا ننسى ان النظرة التي غلبت على الكثير من المجتمعات هي هي عبر تأريخ هذه المجتمعات وليست مقتصرة على المجتمع العربي او المجتمع الاسلامي او غيره. فمثلا تتطرق احدى الكاتبات السويديات الى بعض من تأريخ حول موضوع، كيفية التعامل مع المرأة في العمل وتمييزها عن الذكر في مكان العمل والتعامل العام في المجتمع من خلال ما تتطرق اليه في كتابها. حيث تقول كرستينا اريكسون في هذا الكتاب (النوع الإجتماعي في البحث التأريخيّ) باللغة السويدية: يبدو أنّ تقسيم العمل بين الجنسين كان عامًّا في تأريخ تقسيم العمل في مجتمعنا (تقصد المجتمع السويدي) تقسيم هرمي حيث يكون الرجال في الاعلى والنساء في الاسفل. يظهر تأريخ ومدونة ميسا-$--$- وتقول (أريد أن أزعم أن جذور الوضع الحالي للمرأة في المجتمع تكمن في هذا الجزء الجندري من العمل. في اعتقادي أنه لا يجب القضاء على الطبيعة الهرمية لتقسيم العمل بين الجنسين فحسب، بل يجب أيضًا القضاء على تقسيم العمل بين الجنسين نفسه، إذا أردنا أن تتمكن المرأة من تحقيق المساواة الاجتماعية مع الرجل، وإذا أردنا للنساء والرجال أن يتمكنوا من تحقيق المساواة الاجتماعية مع الرجال. أن يكونوا قادرين على تطوير إمكانياتهم البشرية إلى أقصى حد). تتحدث عن ان المساواة من الضروري ان تكون في التساوي في التعامل ما بين الجنسين وقد ذكرت من خلال تجارب الاقدمين ان التعامل كان غير منصف وهذا دليل على ان التخلي او النكوص ليس مقتصرا على امة من الامم انما التاريخ يثبت ان الحضارات كلها كانت في هذا النوع من التعامل مع المرأة او مع اي نوع اجتماعي (ان اسميناه وفق المسمّى المتفق عليه من قبل الاخرين). ولا يعطينا ذلك تبرير في التعامل السيئ مع الإنسان عموما والمرأة خاصّة، بل يجب أن ننتبه الى أن النقد الذي يوجّه الى مجتمعاتنا يوجّه بالانصاف والتروي حيث يجب ان ندرس كل التعاملات التي تكون مع البشر في كل مكان او بالمقارنة ما بين مجتمعات ومجتمعات. ففي التعامل الانساني لا مجاملة او تراجع في القول بان التعامل يجب ان يكون منصفا في كل مكان وفي كل زمان ولا يقتصر ذلك على فئة معينة دون اخرى في النقد والقول وفي سنّ القوانين او القواعد القانونيّة والاجتماعية وحتى في الجوانب الاخرى. د. مؤيد الحسيني العابد Moayad Al Abed ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -$- حتى هنا هناك إختلاف في إستخدام هذا المصطلح، فالمتعارف عليه في التأريخ أؤلئك الفلاسفة والمفكرين الذين ظهروا في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلادي في أوربا وهم الذين ركّزوا على العقل والعقلانية والحرية والمساواة وإنتقدوا عددا من الاستخدامات ومنها الدين! المؤسسي، أي الحاكم كمؤسسة سلطوية وكانوا يقصدون غير ذلك المستخدم حاليا والذي يتنطّع عدد من المحاورين بإسمهم ويقوم بالهجوم على الدين، أيّ دين على أساس أنّ الاستاذ تنويريّ!! ويريد أن يقول لا سلطة على الانسان من قبل الدين، وهل كان التنويريون يريدون بالنقد هذا، الدين نفسه أم إستخدام الدين لإستغلال الانسان وتطويعه لمآرب أخرى؟! وهكذا هي الفوضى التي عمّت الكثير من حلقات التعامل الفكري وحتى العلمي، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم)، Arbetsinriktad verksamhet - Misa -$--$- مدونة تديرها شركة سويدية تعمل على دعم الاشخاص ذوي الاختلافات الوظيفية في سعيهم للعثور على عمل والاحتفاظ به. (خواطر وتأملات حول نظرة المجتمع للعمل والتنوع الوظيفي). تهدف المدونة إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الإدماج والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي في الحياة العملية. إذا كنت تريد قراءة المزيد، يمكنك البحث عن مدونة ميسا عبر الإنترنت أو زيارة موقع ميسا الإلكتروني)المتعلقة بالجنسين أن الأمر هرمي).
#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)
Moayad_Alabed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفراغ العقلي في التصورات الجديدة
-
الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 10
-
الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 9
-
لماذا السباق إلى الفضاء في السويد، في الوقت الحالي؟
-
الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 8
-
الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 7
-
الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 6
-
مع جائزة نوبل في الفيزياء سنة 2023
-
الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 5
-
الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 4
-
الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 3
-
الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 2
-
الجندر والجندريون وأصحاب الجندر
-
هل هناك قوّة خامسة في الطبيعة؟
-
تهتّك المفاهيم 13
-
أوراق سويديّة 2 تطرّف أم ماذا؟
-
أوراق سويديّة ـ ما الذي يحدث في السويد؟
-
تهتّك المفاهيم 12
-
تهتّك المفاهيم 11
-
تهتّك المفاهيم 10
المزيد.....
-
ظهر وهو يكبر ويتشهد قبل لحظات من الكارثة.. شاهد ما قاله ناج
...
-
سوريا.. تعزيزات بريف حمص وانتشار أمني في بانياس بآخر التطورا
...
-
ترامب يحث المحكمة العليا الأمريكية على تأجيل حظر تيك توك
-
سفير روسيا في مالي يؤكد أن أوكرانيا فتحت جبهة ثانية في إفريق
...
-
مأساة جسر البرازيل: تأكيد مقتل 10 أشخاص وتهديد كيميائي يعيق
...
-
-هذا ليس من صلاحياتي-.. محافظ دمشق يفسر تصريحاته المدوية حول
...
-
ابتكار مصري.. رصد مبالغ مالية ضخمة لشراء براءة الاختراع
-
ضابط مخابرات أمريكي سابق يدعو الولايات المتحدة إلى التخلي عن
...
-
علامة تدل على أحد أخطر الأمراض النفسية!
-
رغيد الططري.. طيار سوري رفض قصف حماة فاعتقله نظام الأسد 43 س
...
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|