|
هل يعود الشرق الاوسط ل -قيادة- العالم/ 2
عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 8204 - 2024 / 12 / 27 - 14:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ـ هل الغرب الحديث توهمية ترقى لمستوى الجريمه ضد الانسانيه ؟ لم يمر على البشرية في تاريخها طور من التوهمية العظمى، ومايتعدى الاكذوبة الى الجريمه المفهومية كما عليه الحال بما خص الغرب الحديث، اي اوربا الالية منذ ان انتقلت الى الصناعه وحظيت بمكسب غير محسوب ولا متخيل من تسارع الديناميات المجتمعية، ومن المنجز الشامل المتولد بفعل عوامل من خارج البنيه المجتمعية الغربية الازدواجية الطبقية، وقد غدت كما متعارف عليه برجوازية راسمالية. الانقلاب في الديناميات تسبب في احرازها حزمة من المنجزات في الميادين كافة، شملت الاساسيات المعرفية العلمية غير الممكن تقدير حجمها، او مكانتها الفعليه بالقياس الى اللحظة والى منطويات ماهو حاصل في الموضع الاوربي، وردة الفعل عليه وفقا لنمطيته كمجتمعية ارضوية هي الاعلى والارفع ديناميات اصلا ضمن صنفها، بحيث يمكن اجراء مقارنه بين نوع استقبال صنفها للانقلاب الالي بعد اليدوي، مقارنه بغيرها فيما لو افترضنا حصول الانقلابيه المشار اليها بين تضاعيفه، كأن نتخيل مجتمعية لادولة احادية تتحول الى الالة، اومجتمعات دولة احادية. والحديث عن او اقتراح المقارنه الافتراضية المذكوره وارده بفعل كون المجتمعات كذلك، اي انها وجدت من ثلاثة انماط: اما مجتمعات دولة احادية، او مجتمعات لادوله احادية، او مجتمعات ازدواج ارضوي لاارضوي، ينبغي لاكتمال الصورة الافتراضية تذكره كاحتمالية، وقد تعدتها الاقدار، او الاشتراطات التاريخيه التفاعلية المادية ليقع ماقد وقع في موضع بعينه احادي دولة ارضوي، محكوم لنوع من الازدواجية الذاتيه الطبقية، لم تبدي هي بذاتها قدرة مناسبة تؤهلها للكشف عن الحقيقة الاليه، بالاخص في اللحظة الانقلابيه ساعة وقوعها، ماكان من شانه ان جعل الالة ومارافقها من متغيرات وشكل انقلابيه مجتمعية شامله تصورية وعمليه، مرهونا بها كشكل واحتمالية وحيده، من المفترض انتظار مساراتها والى اين متجهه، وماذا يتولد عنها كما هي، قبل ان نقرر اذا كانت الاله تتطلب نوعا اخر من التفاعل والاستهدافات ونوع التحولية، وان ماجرى حتى الان مجرد بداية. هذا ومن المعلوم ان مثل هذا الميل او الاستعداد للتعامل مع الانقلابيه الاليه، لم تعرفه البشرية ككل، لافي حينه ولا بعد ذلك حتى الساعه، فعومل الحاصل على انه قدر نهائي، برغم ماقد واكبه وماكان ملازما له من مظاهر احتدامية شامله وتصارعيه قاسية تدميرية، تصل حد الجريمه ومايمكن تسميته "الجريمه الوحشية" بما ان الوسائل التي صارت متاحه للاستعمال الاجرامي، لم تعد مثلها ايام غلبة اليدوية، حين كان مما يتعدى الخيال حدث مثل القاء قنبلة هيروشيا بلا دواع حربيه فعلية، او افناء اكثر من ستين مليون انسان في ارضهم واقتلاعهم وازالتهم من الوجود كما حصل في امريكا، هذا عدا عن حربين عالميتين تسببت بمايقارب ال 70 مليون قتيل عدا الدمار الرهيب والماسي العصية على الوصف، ذلك في حين ان اوربا تتمتع بما يعرف ب"الدولة الامة" نموذجا، وبالديمقراطية الليبراليه التي لاتمنع الدولة الديمقراطية من استعمار غيرها والعالم برمته، والدوس على سيادته، واخضاعه بالقوة، ونهب خيراته واشاعة حال من الاحتراب التحرري على مستوى المعمورة، دون ان يمنع ذلك الدولة المدنيه المثال، دولة "المواطنه" من ان تكون هي النموذج والمطمح، في حين لم يخطر على بال المنتقلين الى الاله كسر الكيانيه والدولة اليدويتان، لصالح نموذج متعد للكيانيه، من لادولة كونيه صارت واجبه. لم يجد الغرب المتقدم والديمقراطي من بين مهامه ان ينهي مبدا الحروب التي هي من متبقيات الكيانيه "الوطنيه" المحلوية مع كل ادعاءاته التقدمية، او ان يضعها ضمن جدول اعماله كمهمه للانجازهي ومابعد (الدولة / الامه)، والانكى انه قد طور وسائل التدمير والقتل لدرجه احتمالية الافناء، فلم يضع امتلاك السلاح النووي وحيازته ضمن قائمه الجريمه ضد الانسانيه، حتى اننا صرنا نسمع مؤخرا بمناسبة الحرب الروسية الاوكراينه بعض التهديدات التي قد تاخذ الكوكب الارضي الى النهايه، هذا اذا لم تحتسب المليارات الموظفه في الاليات الحربية والذخائر والجيوش بالملايين، والبوارج والطائرات على مدى الكوكب ضمن سباق لايتوقف، دليلا على البدائية التغلبيه. ومع هذا ورغمه لم يسقط من الاعتبار موقع الغرب "الليبرالي" باعتباره "الانموذج"، بالمقابل لم يصل الكائن البشري لحد الصحو والانتباه الى موقعه من اجمالي العالم المسيطر نموذجا وتفكرا، ومع ان ماعرف خلال القرن الماضي من قطبيه احد اطرافها اتخذ من معاداة وفضح مثالب وجرائم وعلل الغرب "الامبريالي" منهجا ومهمه،مع انه لم يكن ليخرج هو نفسه من الدائرة ذاتها المكرسة للانقلاب الالي الغربي عموما باعتباره كما حاصل، العتبه الافضل، مايضع خلافه مع الطرف الراسمالي جزئيا وصراعيا محدودا بحدود التنافس على حق التمثيل، لا الذهاب الى الاحتمالية او الامكانيه مابعد تلك المتحققة راهنا. ثمه سبب موضوعي يمكن قبوله من منطلق مالايمكن ادراكه قبل الاوان، مع حدود مامتاح من الادراكيه العقلية، وضرورة الاخذ بالاعتبار كون بقية بلدان المعمورة تاخرت فلم تعرف الانتقالية الاليه ابتداء، وانها كانت وقتها ماتزال يدوية صرفه ادراكا، هذا وثمة لهذه الجهه مايمكن اعتباره من قبيل الممر الواحد، فالانقلابيه الالية لن تظهر مرة اخرى في مكان اخر غير الذي ظهرت فيه اول مره، مايعزز فكرة الاتباع والنزوع للحاق بالموضع الطليعي، هذا ومن غير الوارد ان نتصور احتمالية آلية اخرى من غير صنف او نوع الاولى المصنعية، وهو ماظل يشمل واقع الاله في طورها المصنعي، فلم يفكر احد وقتها باحتمال ان تنبثق الالة عن " التكنولوجيا". وحتى هذا النقص ليس هو كل مايمكن تخيله ولم يتخيل، كأن نعتقد بان الالة المتحورة تطابق اشتراطات مجتمعية اخرى، غير التي عرفناها كحالة مصنعية اوربيه منطلق اقرب لليدوية مع ماقد ترتب عليها على الصعد كافه. بالامكان القول ان الالة حين توجد لاتعرف على مستوى الادراكية العقلية مايناسب منطواها، والحقيقة التي هي موجودة لكي تكرسها واقعا، وهذا ماكان حال اوربا وهي تتحول من اليدوية، ماجعل الالة توجد من دون منظور آلي مطابق ومواكب هو طورتاريخي مايزال في بدايته، ان لم يكن ماقد جرى اعتماده والتوصل اليه معاكسا ومخالفا للواقع تصورا وفعلا، وكاننا مررنا بطور من الالية يواكبه منظور ومفاهيم واجمالي ممارسة يدوية. ان نظرية مثل التي توصل لها ماركس هي من دون ادنى شك نتاج الالية المصنعية البرجوازية مع ماقد ولدته من حدة الاستقطاب الطبقي الاصطراعي، وبلوغه مستويات غاية في الاحتدام، ممالم يكن واردا في حينه تصور كونه مجرد مرحله منقضية هي والشروط التي تقف وراءها، وهو ماينطبق على اجمالي الرؤى والتصورات المعدودة ضمن سلة الافكار والتصورات المنبثقه في حينه. لم تعد اشتراطات الانتقال الالي المصنعية الاولية حاضرة اليوم، بينما جرى الانتقال الى " التكنولوجيا الانتاجية" ومعها تصدر"دولة الفكرة" الامريكية المولودة خارج رحم التاريخ ومعها التازم الكيانوي، والنمطية بلا تاريخ تفاعلي مجتمعي، مع العولمة، وتصدرها عالم الانتاجية الراسمالية ومعسكرها الالي، ماصار يوجب بالاحرى نمطا ونوعا آخر مختلفا من التصورات والرؤى والنموذجية المجتمعية وتنظيمها، والاهم البحث عن المجتمعية المتطابقه مع اشتراطات الانتقالية في طورها الثاني قبل الثالث، حيث "التكنولوجيا العليا" العقلية مابعد الجسدية الارضوية، ومقتضيات اكتمال اسباب الانتقالية الاليه بصيغتها الاكمل. يتبع ملحق/ العراق يعود مركزا للتحوليه الكونيه.
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يعود الشرق الاوسط ل-قيادة- العالم؟/1
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الافله/ ملحق ج
-
- اللاارضوية-بديل الماركسية الافله/ ملحق ب
-
-اللاارضوية-بديل الماركسية الافله/ملحق أ
-
خطوة فاصلة قبل الابراهيميه-الصهيو/ترامبيه-/ملحق
-
خطوة فاصله قبل الابراهيميه-الصهيو/ترامبيه-(2/2)
-
خطوه فاصلة قبل الابراهيميه-الصهيو/ ترامبيه-*(1/2)
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله/ 4
-
- اللاارضويه- بديل الماركسية الافله/3
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله/2
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله /1
-
الوطن كونيه العراقية حين تظهر/ملحق
-
-الوطن كونية العراقية-حين تظهر/ 5
-
-الوطن كونية العراقية- حين تظهر/4
-
-الوطن كونيه العراقية- حين تظهر/3
-
-الوطن كونيه العراقية- حين تظهر/2
-
-الوطن كونية العراقية- حين تظهر؟/1
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/4
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/3
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/ 2
المزيد.....
-
كيف سيتغير مشهد السفر الجوي في عام 2025؟
-
أين الرغوة على المدرج وسيارات الإطفاء؟.. تساؤلات حول أداء ال
...
-
حل -هيئة تحرير الشام-، تنظيم انتخابات، صياغة دستور جديد... ا
...
-
محمد صلاح وصفقات مجانية محتملة في العام الجديد
-
ارتفاع حصيلة قتلى تحطم طائرة ركاب بكوريا الجنوبية إلى أكثر م
...
-
نحو أربعة آلاف عنصر أمن لتأمين احتفالات رأس السنة في برلين
-
سلطات كوريا الجنوبية تكشف تفاصيل جديدة حول الطائرة المنكوبة
...
-
ألمانيا.. إصابة العشرات من زبائن سوبر ماركت بمشاكل تنفسية جر
...
-
تقرير: الولايات المتحدة خفضت المساعدات العسكرية لأوكرانيا في
...
-
450 يوما من الحرب على غزة.. سقوط مزيد من الضحايا بقصف إسرائي
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|