أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - - من دار الدنيا إلى دار الآخرة: لقاء غير متوقع مع عبد اللطيف وهبي في جهنم-














المزيد.....


- من دار الدنيا إلى دار الآخرة: لقاء غير متوقع مع عبد اللطيف وهبي في جهنم-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8204 - 2024 / 12 / 27 - 14:03
المحور: كتابات ساخرة
    


في الحياة، غالبا ما تلتقي بأشخاص لا يمكنك التنبؤ بمكان لقائهم، لكن ماذا لو أخبرتك أنني التقيت عبد اللطيف وهبي، وزير العدل المغربي السابق، في مكان لم يكن ليخطر على بال أحد؟ نعم، كان ذلك في جهنم! نعم، جهنم التي يتجنبها الجميع، لكن يبدو أن القدر كان له رأي آخر.

كان عبد اللطيف وهبي وزيرا للعدل في الدار الدنيا، حيث كان يواجه تحديات سياسية وقانونية في ظل محاولاته لإصلاح مدونة الأسرة، تلك الوثيقة التي شكلت منذ وقت طويل مصدرا للجدل في المغرب. لكنه الآن، وفي دار الآخرة، جاء ليجلس في زاوية من جهنم، بعيدا عن قاعات المحكمة التي اعتاد أن يتنقل بينها. كان الجو في جهنم حارا بشكل يفوق التصور، وألسنة النار تحيط بنا من كل مكان. ولكن ما أن رأيت وهبي، حتى شعرت وكأنني في مكان مألوف، وكأن الجحيم نفسه قد تحول إلى مكتب مغلق، حيث يناقش إصلاح مدونة الأسرة.

جلست بجانبه على صخرة هائلة وسط اللهب المتصاعد، وسألته: "ما الذي جاء بك إلى هنا؟"
ابتسم ابتسامة واسعة، وقال: "أتعلم؟ السبب الوحيد لدخولي جهنم هو مدونة الأسرة!" لم أتمالك نفسي من الضحك، فقلت له: "هل تعني أن المدونة كانت سببا في أن تجد نفسك هنا؟"

أجاب بجدية، وإن كانت ابتسامته لا تفارق وجهه: "بالضبط. حاولت أن أكون عادلا وأُحدث تغييرات هامة في المدونة، لكن كما ترى، كلما حاولت أن أصلح شيءا، زادت النيران من حولي. لم يكن الأمر فقط معارضة من خصومي السياسيين، بل كانت هناك نيران اشتعلت في الداخل، وفي النهاية، يبدو أنني وجدت نفسي في جهنم!".

بينما كان يحكي لي عن التحديات التي واجهها في الدار الدنيا، وكيف أن كل تعديل في المدونة كان يثير جدلا هائلا، استمتعت بسماع كيف تصور ذلك كله كدراما لا تنتهي. قال: "أحيانا أشعر وكأنني أعيش مسلسلا تلفزيونيا طويلا. كل حلقة تحمل مفاجأة جديدة، وكل مشهد ينتهي بكارثة تلو الأخرى. كنت أظن أنني أكتب سيناريو للإصلاح، لكنني اكتشفت متأخرا أنني كنت أكتب سيناريو لجهنم!".

ضحكنا معا، وكأننا في جلسة سمر لا في جهنم. ثم سألت: "هل ترى مخرجا من هنا؟ هل هناك طريقة للهروب من هذا الجحيم؟" أجاب وهو يبتسم بخفة: "أعتقد أنني بحاجة لإعادة كتابة المدونة من جديد. ولكن هذه المرة، يجب أن أضيف فصلا عن كيفية الهروب من جهنم! ربما يمكنني الاستعانة ببعض الشياطين هنا للمساعدة!".

ثم قررنا أن نلتقط صورة تذكارية معا. وبما أن اللهب كان يحيط بنا، كنت قلقا من أن تلتهمنا النيران في لحظة التقاط الصورة. لكن وهبي، بابتسامة هادئة، قال لي: "لا داعي للقلق، إذا اشتعلت النيران، سأكون أول من يركض نحو المخرج!" وهكذا، بدا وكأننا لا نتحدث في الجحيم، بل في مكتب الوزير، حيث تتناقش قضايا القانون والتعديلات.

لقد كان لقاء غير متوقع، ليس في دار الدنيا حيث كان الوزير يواجه الجدل والصراعات السياسية، بل في دار الآخرة، حيث تطرقت محادثتنا إلى معنى التغيير والعدالة. هذا اللقاء في جهنم كان بمثابة درس عميق حول كيفية مواجهة التحديات، مهما كانت قاسية، وكيف أن السخرية والضحك يمكن أن يكونا أسلحة قوية للتعامل مع الأزمات. وفي النهاية، ربما تكون مدونة الأسرة القادمة في الدار الدنيا قد تجد طريقها إلى الإصلاح دون أن تضع وزير العدل في الجحيم مرة أخرى.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مدونة الأسرة المغربية: فوضى القوانين بنكهة الفكاهة!-
- -الطماطم ومعجزة أخنوش: ملحمة الغلاء في المطبخ المغربي-
- بدون فلتر** -شهادة الألومنيوم: كوميديا بيروقراطية في مقهى مك ...
- -تحلية الديمقراطية: حين تختلط مياه البحر بملوحة المصالح-
- -سياسة الأوهام: ابن كيران بين بطولة مسرحية وسخرية ثلاثي النا ...
- بدون فلتر** -زيت الوكيلي: كوميديا سوداء بنكهة الزيتون-
- -نايضة: كوميديا تبحث عن نفسها في متاهة الكليشيهات-
- **زيارة الموت: عندما يكون لديك -وقت إضافي-**
- -اللصوص الجدد: كيف تسرق أفكار الآخرين وتجعلك عبقريا في عيونه ...
- جنود الحدود: صمت الأبطال في مواجهة اللامبالاة-
- النقيب زيان: -الحرية مشروطة بالصحة-
- -غالي أم رخيص؟! الرأي في قفص الاتهام: هل يمكن للزواج أن يغير ...
- -حافلة النقل الحضري تقرر تغيير مسارها إلى عالم المقاهي!-
- خطبة الوداع: كوميديا السلطة وسخرية الواقع السوري
- -العالم للبيع: تخفيضات نهاية السيادة أم نهاية السنة؟-
- -أنا والنكوة: حين تتحول الهوية إلى مسرحية كوميدية متعددة الف ...
- -هل هرب بشار الأسد... أم أن الشائعة أسرع منه؟-
- بدون فلتر: -بين حدود الأوهام وصراعات الواقع: مغامرة الهروب و ...
- ضحكة في زمن الحروب: السلام والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائ ...
- بدون فلتر: يا للقدر! من قطع الأشجار إلى قطع الرؤوس


المزيد.....




- الحكومة الأوكرانية تلزم ضباط الجيش والمخابرات بالتحدث باللغة ...
- تناغمٌ بدائيٌّ بوحشيتِه
- روائية -تقسيم الهند- البريطانية.. وفاة الكاتبة الباكستانية ب ...
- -مهرج قتل نصف الشعب-.. غضب وسخرية واسعة بعد ظهور جونسون في ...
- الجزائر تعلن العفو عن 2471 محبوسا بينهم فنانات
- أفلام كوميدية تستحق المشاهدة قبل نهاية 2024
- -صُنع في السعودية-.. أحلام تروج لألبومها الجديد وتدعم نوال
- فنان مصري يرحب بتقديم شخصية الجولاني.. ويعترف بانضمامه للإخو ...
- منها لوحة -شيطانية- للملك تشارلز.. إليك أعمال ومواقف هزّت عا ...
- لافروف: 25 دولة تعرب عن اهتمامها بالمشاركة في مسابقة -إنترفي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - - من دار الدنيا إلى دار الآخرة: لقاء غير متوقع مع عبد اللطيف وهبي في جهنم-