أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حسين صبيح كبة - كتابات ساخرة 21














المزيد.....


كتابات ساخرة 21


محمد حسين صبيح كبة

الحوار المتمدن-العدد: 8204 - 2024 / 12 / 27 - 01:12
المحور: كتابات ساخرة
    


قليل من قليل عن الادب السوداني

أليف-
لا أعرف الكثير عن الادب السوداني رغم أني مطلع بدرجة لا بأس بها على الاداب العربية والعالمية بالذات الشعر حيث أعرف مثلا القليل جدا عن أمر الفيتوري ولكني أعرف قليل القليل عن الرواية السودانية من خلال روايتين مثلا هما رواية يحمور زيادة عن الدراويش ورواية الطيب صالح عن روايته موسم الهجرة إلى الشمال.

باء-
لحدود ما أعلم أن رواية يحمور زيادة شوق الدراويش هي عن فترة إدعاء شخص أنه المهدي المنتظر في السودان في القرن التاسع عشر وأنها عمل روائي لا يقال عنه في أسوأ الأحوال سوى أنه من أعاظم الأعمال ومن اشدها تعملقا.

يقال في الأمر المهول والجلل أنه هناك ولو كرقم يعبر عن الحالة المعنية ولو لا غير عن المهدي المنتظر أنه هناك 72 شخص قبل المهدي و72 شخص أثناء المهدي و72 شخص بعد المهدي سيدعون أنهم المهدي المنتظر.

تحكي الرواية عن فترة رهيبة من تاريخ السودان كيف ظهر فيها شخص في تاريخ معين إدعى أنه المهدي المنتظر وكيف توفي أثناء دخول قواته إلى الخرطوم وكيف كانت السودان في ذلك الوقت تحت الحكم البريطاني وكيف اصبح إبن هذا المدعي هو الخليفة وكيف يفكر أحد الموالين للأب والإبن أنهم بعد تحرير السودان سيتوجهون نحو مصر ثم يعرجوا على الشام ومن هناك إلى مكة ثم بعد ذلك إلى كل أوروبا والعالم الخارجي كله وأن هذا هو قدر السودانيين الذي فيه ما يسمى بالحتمية.

وتحكي القصة كيف تكسرت الأحلام والمشاريع عندما خسروا أمام المصريين ومن معهم من سودانيين وبريطانيين وكيف بطل القصة الذي كان من العبيد كيف تحرر وبقيات القصة المشوقة.

وكيف أنه ولو أنه تم إثبات وفاة الرجل مدعي الإمامة عند دخول القوات إلى الخرطوم إلا أن القوم تمسكوا بالأمر فجعلوا إبنه هو الخليفة وبدأ إبن الإبن بإعداد نفسه لكي يتسلم زمام الأمور بعد وفاة الإبن الأول.

أهم ما في القصة برأيي هي رسالة بعث بها الحاكم البريطاني في السودان إلى مدعي المهدوية يقول له فيها بحسب الترجمة أنه
"... إذا كنت أنت الحاكم فمن أكون أنا؟".

وبرأيي أن المترجم قد أخطأ في الترجمة وأن الرسالة فيها مما فيها أنها تقول
"... إذا كنت أنت المهدي فمن أكون أنا؟".

من الواضح أن فككرة المهدي أنه يملأ الدنيا عدلا ونورا كما ملئت ظلما وجورا قد تكون لمنطقة معينة من الأرض وقد تكون تحت حكم السبعين سنة أو الـ 72 سنة فيها مما فيها أثناء حكم الملكة فكتوريا لمنطقة معينة.

هذا كله سمعت به وليس مؤكدا بالمرة.

جيم-
بل وأكثر تحكي إحدى قصص جرجي زيدان عن عائلة عربية لديها الجنسية البريطانية كيف أن الشاب البطل وقع اسيرا عند المتمهدي واسم الرواية أصلا هي "أسير المتمهدي" وكيف أن المتمهدي يبقيه عنده بعد معرفته بإجادته العربية والإنكليزية ومع هذا هل تمت الإشارة للرسالة التي بعث بها الحاكم البريطاني إلى المتمهدي؟ لست أدري.

وأمر جرجي زيدان شهير في كيف أنه يروج لبضاعات وجواهر ومجوهرات وغير ذلك من القلائد والحلي واشياء كثيرة عبر كتبه بطريقة احترافية يعجب بها البعض ولا يعجب بها البعض الآخر.

تنتهي رواية جرجي زيدان هذه بلم شمل الأسرة وذهابها للعيش تحت سقف واحد بعد زواج البطل من حبيبته لحد ما أتذكر وربما في إحدى مدن الجزيرة البريطانية وبعد خلاص البطل من مشكلة الأسر هذه.

دال-
أما رواية الطيب صالح موسم الهجرة إلى الشمال فتحكي قصة رهيبة عن مثقف ترميه الأقدار لكي يعيش حياته مع نساء لسن بهذه السوية.

أهم ما في الكتاب هي الطرفة الرهيبة أن الآخر يغرق بنفس طريقة غرق الأول.

أكاد أتلمس الحروف وهي تعيد نفسها عندما شرع الآخر بالسباحة لعبور النيل وكيف أنها نفس الكلمات التي ظهرت عن الأول وكيف غرق بنفس الطريقة.

هل هو واضح جدا أمر الغيرة الشديدة التي انتابت الثاني عندما قرر أن يحرق غرفة مكتبة الأول أم لماذا قام بفعلته الشنيعة هذه؟ الرواية لا تجيبنا بل تترك الأمر مفتوحا لاحتمالات شتى لكن الواضح أن الغيرة قد تكون الدافع الرئيسي.

الواضح الشديد من الرواية أمر المثقف وكيف ينتهي به المطاف أحيانا للنسيان بحيث تحرق كتبه ومخطوطاته هكذا بدون أي درجة من رحمة لمجرد عدم معرفة أهميتها.

هاء-
الروايتان رهيبتان تحكي عن السودان قبل التمزق إلى سودانين.

ومما لا يعرفه البعض أنه في فترة زمنية معينة كانت السودان من أهم مصادر الاحتياطي العالمي للغذاء. كان هذا قبل أن تنقسم السودان إلى إثنين سودان شمالي سودان جنوبي وقبل أمر المذابح التي فتكت بأكثر من 400 ألف سوداني في الجنوب وقبل أمر الحوادث في السودان الشمالي.

واو-
واضح جدا في الرواتين أمر لا يتم ذكره سوى رمزا عن نظرية الحتمية الإسلامية.

فمثلما هناك نظريات غير مثبتة عن حتمية انتصار البروليتاريا فإن المسلمين لدهم حتمية أخرى هي أمر حتمية الجنة والنار بل وحتمية أن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.

ومثل باقي الأديان السماوية فإنه هناك فيها ما يسمى بنظرية الحتمية في أمر الجنة والنار مثلا حيث تتفق معظم الأديان السماوية عليها ورغم ذلك لم يعد أحد ليخبرنا هل الأمر فعلا موجود أم لا اللهم إلا نظريات عودة النبي والرسول عيسى عليه السلام وأمر الخضر رضي الله عنه وأمر نظرية المهدي المنتظر رضي الله عنه نفسها.

اللهم إحفظ لنا السودان وإحفط لنا بلادنا العربية وبلادنا الإسلامية وبقية بلاد العالم.

وشكرا لحسن القراءة.

ـــــــــــــــــ نهاية البحث / المقال ـــــــــــــــــ
تمت مراجعة النص.



#محمد_حسين_صبيح_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابات ساخرة 20
- كتابات ساخرة 19
- رد على مقالات للأستاذ أحمد صبحي منصور
- كتابات ساخرة 18
- كتابات ساخرة 17
- كتابات ساخرة 16 / نسخة مزيدة ومنقحة عن الأصل الأول
- كتابات ساخرة 16
- كتابات ساخرة 15
- كتابات ساخرة 14
- كتابات ساخرة 13
- كتابات ساخرة 12
- كتابات ساخرة 11
- كتابات ساخرة 10
- كتابات ساخرة (9)
- كتابات ساخرة 8
- كتابات ساخرة 7
- كتابات ساخرة 6
- كتابات ساخرة 5
- كتابات ساخرة 4
- كتابات ساخرة 3


المزيد.....




- فنان مصري: نتنياهو ينوي غزو مصر
- بالصور| بيت المدى يقيم جلسة باسم المخرج الراحل -قيس الزبيدي- ...
- نصوص في الذاكرة.. الرواية المقامة -حديث عيسى بن هشام-
- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حسين صبيح كبة - كتابات ساخرة 21