عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8203 - 2024 / 12 / 26 - 13:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المتآمر الأول: الاستبداد. أما أحقر تمثلاته وأوقح تطبيقاته في هذه المرحلة من التاريخ العربي، فنجدها في السلطات المُطْلَقَة.
المتآمر الثاني: الفساد المتغلغل في مفاصل الدول. السلطة المطلقة مفسدة مطلقة بحسب عبدالرحمن الكواكبي، وهذه حقيقة تاريخية.
المتآمر الثالث: الفشل في بناء دول حديثة، بمعايير القرن الحادي والعشرين. المعيار الرئيس للدولة الحديثة بشروط العصر، هو المواطنة. وتعني أول ما تعني مشاركة الإنسان (المواطن) في تقرير مصيره في وطنه، وذلك باختيار من يحكمه ومن يمثله في السلطة التشريعية في انتخابات حرة نزيهة. ليس انتخابهما فحسب، بل ومراقبتهما ومساءلتهما ومحاسبتهما وتغييرهما إذا استدعت المصلحة العامة ذلك.
المتآمر الرابع: هو بالضرورة نتاج المتآمرين الثلاثة المومأ اليهم فوق، ونعني به ثالوث الجهل والفقر والبطالة.
أما مفهوم المؤامرة المستقر في وعي الكثيرين، ونقصد "المؤامرة الخارجية...الإمبريالية الصهيونية المش عارف شو"، فلنا فيها أقوال عدة، نتخير ثلاثة منها:
أولاً: لا يمكن لأي مؤامرة خارجية أن تنجح في بلداننا، لولا وجود هؤلاء المتآمرين الأربعة.
ثانياً: الأنظمة العربية التي تسارع إلى إشهار اسطوانة المؤامرة ضد معارضيها والمتضررين من سياساتها الفاشلة وما أكثرهم، هي صنيعة الدول الكبرى وتابعة لها.
ثالثاً: نظرية المؤامرة، اخترعها الإستبداد العربي ورسخها في العقول منذ زمن طويل، لتبرير عجزه واخفاقه وللتغطية على هروبه من مواجهة الحقيقة.
أما أنت عزيزي المواطن العربي، فلن تتخلص من المتآمرين الأربعة المتحالفين ضدك إلا إذا شطفت رأسك ونَظَّفت دماغك من أنماط التفكير التي تغذيهم وتمدهم بأسباب البقاء على صدرك جاثمين.
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟