أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - السالك مفتاح - حوار صريح مع اخ من المغرب الاقصى















المزيد.....


حوار صريح مع اخ من المغرب الاقصى


السالك مفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 8202 - 2024 / 12 / 25 - 19:41
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


لقد تناه إلى مسامعي انكم تعتقدون في قرارة انفسكم بان مشكل الصحراء الغربية مجرد قضية “مفتعلة” بين المغرب والجزائر، وبان جبهة البوليساريو ليست سوى “صنيعة جزائرية” وتشككون في الشرعية السياسية لوجود اللاجئين الصحراويين المتواجدين قرب تندوف منذ زهاء خمسين سنة ، وهم الذين اعتصم بعضهم اكتوبر 2020,وهم كذلك من يتظاهر في اوربا والعالم كان اخيرها في باريس ومدريد،وقبل ذلك أمام ثغرة الكركرات في صرخة أمام اللامباة من المجتمع الدولي الذي وعدهم بتنظيم استفتاء لتقرير مصيرهم في ظرف اقل من سنة منذ ازيد من ثلاثين سنة،حيث وافق المغرب على ذلك مع جبهة البوليساريو وتحت اشراف الامم المتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية ..!؟

وقد اردت، أن أوضح لك اخي في المغرب بعض جذور هذا النزاع وخلفياته التاريخية والقانونية، عبر “الحوار” معتقدا ان ذلك هو السبيل ليس فقط لربط التواصل بيننا، بل وايضا لمد الجسور بدل القطيعة والجدران التي لم تزد الطينة الا بلة، معتمدا على اراء بعض المفكرين والمواقف المسجلة هنا وهناك،بغية فتح منبر للنقاش مع النخب الفكرية والسياسية ومن خلالهم الراي العام في المغرب الشقيق، خاصة ونحن على ابواب عام جديد ..

مجرد أسئلة بديهية :

فإذا كنت عزيزي في المغرب الشقيق تعتقد حقا بان القضية “مفتعلة” فما هي الشواهد والحجج التي تستند اليها في حكمك وقناعتك .!؟ واذا افترضنا جدلا بان حكمك هذا على صواب فمن افتعل النزاع !؟ ومن له مصلحة في استدامته..!؟ وان كنت من الذين يتسألون لماذا يتواجد ومنذ زهاء خمسة عقود، لاجيون صحراويون وبالالاف قرب تندوف..!؟ فهل تبادر لذهنك ، كيف غادر هؤلاء البدو الرحل مراعيهم وهاجروها بجلودهم ليس بحثا عن الكلا او المطر.. ولكن طلبا للنجاة من حرب وموت محقق تحت ازيز الطائرات وقنبلة النابالم والفسفور في ذلك الخريف الاسود والشتاء الادهم من سنة1975..!؟

ولك عزيزي في المغرب، ان تسال مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تقوم برعاية هؤلاء وتتواجد معهم واشرفت منذ سنوات على زيارات عائلية بين أسرهم المشتتة على طرفي الجدار، كيف التقى الاحبة بعد فراق شاق ومراراة عسيرة وكيف تعرف الاب على ابنه بعد فراق طويل...!؟
بل أن المفوضية اكتشفت مع برنامج "تدابير الثقة" الذي توقف هو الاخر منذ سنوات ، جراء الثقة المفقودة بين جبهة البوليساريو والسلطات المغربية، ان الصحراويين مجروحين في وجدانهم ومشاعرهم وان الجدران لم تقسم الارض، بل فرقت الاحبة وقسمت العائلات..!؟

واذا كنت عزيزي في المغرب الاقصى ، ممن يرون بان الارض مغربية كما يزعم البعض فلماذا يقدم نظام المخزن سنة 1975 على اقتسامها مع موريتانيا واسبانيا، مدفوعا بتوجيهات امريكية كشفتها اخيرات المخابرات الامريكية ، عبر اتفاقية مدريد،ويرسم الحدود مع موريتانيا ابريل سنة1976 في اتفاقية موثقة في الامم المتحدة بين البلدين لكنه يعود ثانية للاستيلاء على ذلك الجزء (اقليم وادي الذهب) عقب توقيع موريتانيا اتفاق السلام مع جبهة البوليساريو سنة 1979..!؟

واذا كانت القضية نظرك من بقايا الحرب الباردة، فلماذا لاتزول بزوال الذين افتعلوها سواءا في الجزائر او في ليبيا اوغيرها من بلدان قيل ان البوليساريو تدور في فلكها مثل كوبا او غيرها بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط جدار برلين..!؟

وذاكانت القضية “مسالة انفصال” لماذا في نظرك تدخل الامم المتحدة على الخط منذ اكثر من 30 سنة حيث تتواجد القبعات الزرق لمراقبة وقف اطلاق النار بين جيش البوليساريو بالاراضي المحررة التي تديرها سلطات الجمهورية الصحراوية وتلك المحتلة من طرف المغرب..!؟
وان كنت تعتقد ان الجمهورية الصحراوية “وهمية”، فلماذا تتواجد عضوا مؤسسا بالاتحاد الافريقي وقبل ذلك الوحدة الافريقية، وحصدت اعتراف قانوني من طرف عديد الدول بما فيها بلدك المغرب ، كما هو مبين في الجريدة الرسمية المغربية العدد 02.1.17 الصادر 31 يناير 2017 , وفي نفس الوقت تقيم هذه الجمهورية علاقات دبلوماسية مع العديد من الدول في مختلف قارات العالم، في حين نجد جبهة البوليساريو عضوا مراقبا في الكثير من المنظمات الدولية وتحظى باعتراف حتى من طرف نظامكم الذي جلس معها في المفاوضات تحت اشراف الامم المتحدة، وحاضر معها في عديد المنتديات الدولية وقمم الشراكة الاف يقية الاوربية واليبانية..!؟
واكثر من هذا ان السفارات والممثليات الدبلوماسية للجمهورية الصحراوية وجبهة البوليساريو تتواجد في بعض الاحيان، مجاورة للسفارات المغربية في بعض العواصم الدولية..!؟
وهل سألت عزيزي عن سر حكم محكمة العدل الاوربية، القاطع بان الصحراء الغربية والمغرب “ بلدان منفصلان ومتمايزان”الذي صدر بشكل رسمي يوم 4 اكتوبر 2024 بعد سنوات من المراجعة والتنقيح من قبل قضاة اوربيين،رغم ان المدعي كانت حركة تحرير والمدعى عليه حكومات وهييات مثل مفوضية الاتحاد الاوربي ..!؟
وقبل ذلك الراي الاستشاري لمحكمة العدل الاوربية 1975، والراي الاستشاري القانوني لمساعد الامين العام للامم المتحدة،هانس كوريل 2002..!?
ثم ان كافة المصادر العلمية خاصة الخرائط المعتمدة تضعها كذلك…!؟
واذا كان ما تقوله من أن القضية الصحراوية “مزعومة” وأصحابها "قطاع طرق "كما قال بوريطة ووزعم الفيلالي ذات مرة ، فهل فكرت يوما لماذا تفاوض المغرب وبشكل مباشر ورسمي وتحت اشراف الامم المتحدة مع وفد عن جبهة البوليساريو، في موضوع "حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير"بامر من الملك الحسن الثاني..!؟
واكثر من هذا يقبل بتواجد قوات دولية لحفظ السلام وبعثة اممية مأموريتها "بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية"MINURSO..!؟
وان كنت في ريب من كل ذلك لماذا بنظرك تظل القضية ومنذ اكثر من زهاء 60 سنة على اجندة "تصفية الاستعمار " تناقش سنويا في الجمعية العامة للامم المتحدة بحانب 16 اقليما غير متمتع بحق تقرير المصير..!؟
وان كان يخامرك طيف من الشك في كل ذلك، هل تناهى الى ضميرك السر الذي يكمن خلف فشل النظام في المغرب في اقناع “منظمة الامم المتحدة او مجلس الامن” في الاعتراف بسيادته على تلك المنطقة رغم الدعم الواضح لاطروحته من فرنسا وبعض اللوبيات في الولايات المتحدة واسبانيا بمباركة من اللوبي الصهيوني.. في حين تغيب سبتة ومليلية عن تصفية الاستعمار رغم انهما يوجدان داخل المغرب،لكنهما ينتميان للسيادة الاسبانية…!؟
و هل تعرف اخي الكريم بان عدة دول، منها دول عربية، قد حاولت إقناع الصحراويين بان يلجأوا اليها مقابل التخلي عن ارضهم ومطالبهم السياسية، وبان اخرى حاولت التوسط والتوسل اليهم باكثر من طريقة.. لكنهم رفضوا كل مساومة على كرامتهم وارضهم وعرضهم ..!؟

واخيرا اساءلك بالله اتصدق انها “مفتعلة” من الجزائر وهذه الاخيرة لم تتبناها الا سنة 1975..!؟ وانت تعرف او تعرف بان المخابرات المغربية عمدت منذ البداية الى محاولة ضرب اسفين بين جبهة البوليساريو والحزائر عبر خلق ما عرف ب”حركة الرجال الزرق” والتي طلع علينا منذ سنوات رئيسها عبر قناة الجزيرة يعلن كيف حبكت المخابرات في المغرب تلك الحركة لقطع الطريق امام تأييد الجزائر للبوليساريو..!؟
ونحن نعرف ما قاله العقيد معمر القذافي لملك المغرب في رسالته المشهورة سنة 1976:
“لو كنت ايها الملك تقاتل انفصاليين داخل المملكة المغربية لقاتلنا معك، ولو كنت تقاتل المستعمرين الاجانب داخل الصحراء لقاتلنا معك. اما ان تقاتل شعبا يقول.. لا.. فلن نكون معك. ان الصوت الذي لا بد وان يصغى له العالم هو صوت شعب الصحراء سواء في الوحدة معك او الاستقلال بجوارك..”
ثم ان الجزائر دعمت، كما قال رئيسها، قضايا تصفية الاستعمار في مناطق شتى من العالم منها على سبيل المثال بليز بامريكا اللا تينة، بروناي بآسيا، ناميبيا، تيمور الشرقية، جنوب افريقيا، فلسطين، وتبنت ذلك ايديولوجية في سياستها ونهجها ومنذ البداية..!؟
وهل تعرف عزيزي في المغرب من عرقل تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي دعت اليه الامم المتحدة منذ 1966 الم يكن هو المغرب..!؟ المرة الاولى سنة 1974 عبر رفع القضية امام محكمة العدل الدولية ثم الاجتياح العسكري سنة1975 ، اياما بعد ان اعلنت محكمة لاهاي قرارها التاريخي ونشرت بعثة تقصي الحقائق تقريرها.. والمرة الثانية سنة 1992 عبر "مسيرة الطعون "واغراق لجنة تحديد الهوية بالمستوطنين، واخيرا رفض الرباط البتة تضمين اي استشارة، خيار الاستقلال منذ 2004..!؟
وقبل ذلك رفض الذهاب نحو صناديق الاقتراع بعدما “تاكد من ان الهيئة الناخبة ستمنيه بالخسارة في حال تنظيم الاستفتاء”. وهذا ليس بكلامي ولا حتى بكلام البوليساريو.. ذلك جزء من شهادة جيمس بيكر وهو يعلن الاستقالة من الملف بعد 7 سنوات من المفاوضات والمقاربات والتي وصلت حد ان قدم للمغاربة اكبر ما يمكن ان يقدم: حكم ذاتي لمدة خمس سنوات تحت السيادة المغربية ثم يجرى الاستفتاء بهئية ناخبة 65% منها من اصول محسوبة على المغرب ..!؟
وتلك هدية اعتبرتها الرباط وقتئذ تنطوي على الاستقلال ب"التقسيط" فيما قبلتها البوليساريو رغم ما تنطوي عليه من مطبات ومزالق،حسب المراقبين..!؟
وان كنت تعتقد ان الصحراء الغربية "منفصلة" او "اشكالية داخلية" في المغرب فادعوك لمراجعة الراي الاستشاري لمحكمة لاهاي الصادر يوم 16 اكتوبر 1975 وتقرير اول بعثة اممية لتقصي الحقائق تزور الاقليمة ماي -يونيو 1975.
وكلها وثائق منشورة ومتوفرة على النيت ..!؟
بعد هذا الجدل احيلك عزيزي في المغرب لبعض المعطيات اذ تقول حقائق التاريخ بان بلاد الساقية الحمراء ووادي الذهب كما في الجزائر وتونس ومراكش وشنكيط، كانت “كيانات قائمة” بدليل تواجد هئيات ومجالس قبل الاستعمار (مجلس آيت اربعين) ثم ان المرابطين جاؤا من الصحراء، والصحراء الغربية كانت اخر منطقة في افريقيا تخضع للسيطرة الاستعمارية،حسب وثائق وكتب بمافيها مناهج مغربية قبل سنة 1975.
ولنا في شهادات الفرنسيين كما هي مدونة في وقائع حربية مثل معركة اكليب اخشاش سنة 1913 وميجك 1922.
ذلكم ان اسبانيا لم تسيطر على المنطقة الا عقب ما عرف ب"ملكى" لحكامة سنة 1934 والذي كان من نتائجه تنظيم حملة فرنسية اسبانية مغربية (اكفيون واراكان 1957-1958) ضد المقاومة وجيش التحرير ..
وتكلم حقائق مدونة تنطق بها قوانين ونظم وخرايط ووسائل مادية بعينها في تلك الحقبة غير قابلة للتجاوز او النسيان،يمكن الرجوع اليها في كتب بما فيها كتاب ومفكرين مغاربة وعرب في المشرق والمغرب..!؟
وبرأي عدد كبير من اساتذة التاريخ بان القضية الصحراوية “لو بقيت في اطارها التاريخي لحلت من زمان، لكنها وظفت في السياسة ضمن مصالح وحسابات بعينها،خاصة الصراع الجيو سياسي بين القوى المتصارعة على النفوذ .. “!!
ويحفظ التاريخ الاوربي والمغربي حقائق اخرى مثل تلك المعاهدة المبرمة بين ملك إسبانيا، كارلوس الثالث وملك المغرب الموقعة بمراكش التي اعترف بموجبها هذا الأخير “بأن سلطته ونفوذه لا يتجاوزان وادي نون جنوبا”. وتم تأكيد هذه التدابير في معاهدة مكناس الموقعة بين الجهتين سنة 1789 م. “.

ففي معاهدة سلم بين المغرب واسبانيا تحمل توقيع ملكي البلدين سنة 1767 والتي جددت سنوات 1799 و1878، يقول ملك المغرب ان “حدود بلاده لا تتجاوز وادنون جنوبا.”
لاحظ معي اخي في المغرب، كيف ان المغرب لم يعترض سنة1884 على “نتائج مؤتمر برلين” الذي قسم المستعمرات بين الدول الاوربية، والكل يعرف ان مراكش كانت دولة مستقلة آنذاك ولم تكن خاضعة للسيطرة العثمانية، وهو مايعني أنها لم تر أية ضرورة للإعتراض على تقسيم اراض غير تابعة لها، أي الصحراء الغربية ومناطق ما يعرف الآن بجنوب المغرب (سيدي إفني، طانطان، طرفاية).

وفي سنة 1904 يحفظ التاريخ اتفاقية سرية لتحديد مناطق النفوذ بين فرنسا وايطاليا وقت اخضاع التراب المغربي للحماية، ولم تكن الصحراء الغربية ضمن ذلك، أي أن الدولتين كانتا تعترفان أن الصحراء الغربية إقليم قائم بحد ذاته، وغير تابع لما حددته كتراب مغربي..!؟

قد يقول قائل أن المغرب كان مستعمرا ولا يمتلك السيادة فكيف له بالمطالبة ؟ وهذا ادعاء باطل إذا ما عرفنا إن الإستعمار الإسباني دخل الصحراء الغربية سنة 1884م، على ضوء اتفاقية برلين بين القوى الأوروبية التي جعلت الصحراء الغربية من نصيب إسبانيا كمنطقة مستقلة عن المغرب ولا وجود لعلاقة سيادية –إطلاقـًا- بينها والمغرب. ولم تتشاور إسبانيا أو تتفق أو تتصارع مع المغرب لإحتلال الاقليم ، رغم أن المملكة المغربية كانت لاتزال مستقلة إذ لم يوقع سلطان المغرب الحماية مع فرنسا إلا سنة1912م، أي ثمان وعشرين سنة بعد استعمار الصحراء الغربية. فهل احتج ملوك المغرب آنذاك على هذا الإحتلال ؟ أو طالبوا ب”مغربية” الصحراء الغربية، أو واجهوا إسبانيا ؟ وهل حاربوا البرتغال سنة 1444م، حينما حاولت استعمار الصحراء الغربية، أم أن الصحراويين هم من أخرجها وأحرق سفنها وردها خائبة؟ أم هل هرع السلاطين المغاربة لمحاربة الإيطاليين سنة 1869م، أو الإنجليز سنة 1872م، أو البلجيكيين سنة 1875م، أو الفرنسيين سنة1880م، أو الألمان سنة 1883م، حين حاولت كل هذه القوى غزو الصحراء الغربية دون أن تفلح في ذلك نتيجة للمقاومة الصحراوية المستميتة؟
في استقلال المغرب سنة 1956,لماذا غابت الصحراء الغربية وظلت كذلك حتى سنة1974..!?
بل إن تاريخ المملكة المغربية ما قبل نهاية الخمسينات يؤكد عكس ما يدعيه نظام المخزن منذ المسيرة..!? فإذا تجاوزنا ما أورده المؤرخ المغربي أبو القاسم الزياني في كتابه “الترجمانة الكبرى” والذي يجعل حدود المغرب الجنوبية تقف عند وادي نون. وهو ما أكده المؤرخ المغربي أحمد الناصري المتوفي سنة 1897م، في كتابه “الإستقصاء لأخبار المغرب الأقصى” والذي يورد في صفحته 630 أن ” حدود المغرب الأقصى من جهة الغرب البحر المحيط ومن جهة الشرق وادي ملوية مع جبال تازة ومن الشمال البحر الرومي ومن الجنوب جبل دزنة (أي درعة) قاله إبن خلدون.”
أما المؤرخ والديبلوماسي الفرنسي لويس شنيير، في كتابه “أبحاث تاريخية حول المسلمين وتاريخ الإمبراطورية في المغرب” الصادر في باريس سنة 1887م، فيقول “تمتد الإمبراطورية المغربية من الخط 27 درجة عرضا في الجنوب حتى الخط 36 درجة شمالا. بمعنى من الأطراف الجنوبية لولاية درعة (مملكة سوس) حتى جبل طارق” .
فهناك في القرن التاسع عشر لوحده، أكثر من عشرين مؤلفا لمؤرخين ورحالة ورسميين غربيين تؤكد استقلال الصحراء الغربية عن المملكة المغربية بصورة جلية، من بينها الرحالة الفرنسي دولز 1887م، والكولونيل لاهور 1888م، وألفريد لوشاتيليه 1891م، والرحالة الإنجليزي ألكسندر سكوت 1821م، وعالم الجغرافيا الفرنسي إميليان رينو 1846 والرحالة الأمريكي جيمس ديلاي 1917م، أو القنصل الأمريكي في طنجة سنة 1881م، والتي تؤكد أنه لم تكن للمملكة المغربية أية سلطة أو سيادة على الصحراء الغربية .

أقول أيها الاخ الشقيق في الغرب ،

حتى إذا تجاوزنا شهادات المؤرخين والرحالة مغاربة كانوا أو غيرهم فإن مراسلات السلاطين المغاربة أنفسهم، تقرّ باستقلال الصحراء الغربية عن مملكتهم.
فهذا السلطان محمد بن عبد الله يبعث برسالة إلى كارلوس الثالث ملك إسبانيا في الأول من محرم 1118 هجرية الموافق لثلاثين ماي 1767م، يقول فيها “حول إقامة الكناريين موقعا على شواطئ واد نون للصيد، نحن متأسفون لأن ذلك سيكون في غير صالحكم، فسيثير عرب تلك المنطقة لكم ولرعاياكم المشاكل لأنهم غير خاضعين لأحد، ولا يخشون أحدا ولا سلطان لنا عليهم، وهذا كان مصير الإنجليز قبلكم إذ هاجمهم أولئك العرب. .”، مضيفا “أما شواطئ سانت كروز دي ماربيكينا فلا يمكنني تجاوزها ولا أتحمل المسؤولية عما يمكن أن يقع فيها لأنها غير خاضعة لقوانيننا”.
أما السلطان مولاي سليمان (1792-1822) فيكرر نفس الحقيقة في اتفاق سلام مع إسبانيا موقع في واحد مارس 1799م، ينص في البند الثاني والعشرين منه على ما يلي: “في حالة غرق باخرة إسبانية في واد نون أو شواطئه حيث لا يمارس جلالة سلطان المغرب أية سلطة، يقدم رغم ذلك كعربون صداقة لجلالة الملك المسيحي كلما في وسعه من إمكانيات لإنقاذ البحارة ومن معهم”.
كما أن السلطان مولاي عبد الرحمن (1822-1857) يعود ليؤكد نفس الشيء للإنجليز في اتفاق موقع معهم بتاريخ 9 ديسمبر 1856م. . . (لورنسيو دياز فرانسيسكو-الصحراء الغربية: ماض وحاضر- ص:87 ). وعلى نفس النهج سار ملوك المغرب بعد ذلك من مولاي يوسف وعبد العزيز وعبد الحفيظ.
و الحقيقة التي نخرج بها من كل هذا الاستعراض التاريخي واضحة، ومن خلال الملاحظة المنهجية لتاريخ الطرح المغربي، وخلافا لما يروج له “المخزن” فإن المطالب بمغربية الصحراء ،مزعومة سواء للصحراء الغربية وقبلها موريتانيا، وليدة النصف الثاني من القرن العشرين وتحديدا منذ الستينات. واتحدى في هذا الباب كل من يدعي "تاريخية الزعم المغربي"، أن يعطي ولو دليلا واحدا على هذه المزاعم.

السالك /كاتب واعلامي



#السالك_مفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن ان يؤطر الاعلام المشهد في غياب اراد سياسية في نزاع ا ...
- حوار صريح مع اخ من المغرب
- محكمة العدل الأوروبية: تنتصر للشعب الصحراوي
- الجزائر في مواجهة مخاطر الانظمة الوظيفية..!؟
- فرنسا تكرر درس التلميذ الغبي ..!؟
- فرنسا عراب الحكم الذاتي في افريقيا..!؟
- ازدواجية معايير مدريد : الاعتراف بالدولة الفلسطينية في ظل ال ...
- هل تنضج بئة حل نزاع الصحراء الغربية في ظل المتغيرات الجديدة ...
- رؤية جبهة البوليساريو لمغرب الشعوب
- بذرو سانشيز : بين مطرقة الفساد وخشية تكشف ابتزاز الرباط..!؟
- نظام المخزن يخشى مغرب الشعوب ..!؟
- نظام الرباط يلجأ للحريم لترميم علاقاته مع ماما فرنسا،هل من م ...
- نظام المخزن وتل ابيب وجهان لعملة واحدة ..!؟
- نظام المخزن وصمة عار في جبين حقوق الانسان..!؟
- على هامش محاكمة جرائم اسرائيل: ازدواجية معايير مفضوحة ..!؟
- الحركات السياسية بين مد المبادئ وجزر الاشخاص..!؟
- ملحمة الاقصى : دروس وعبر ..
- هامش طوفان الأقصى: الانظمة الوظيفية ترتعش..!؟
- ماذا تضمن اتفاق جبهة البوليساريو والحكومة الموريتانية الموقع ...
- نص اتفاقية السلام بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية وجبهة ...


المزيد.....




- الرفيقة سومية منصف حجي عضوة المكتب السياسي للحزب في قراءة في ...
- الرفيقة لبنى الصغيري عضوة المكتب السياسي : البلاغ كان محط ان ...
- الرفيقة نادية تهامي عضوة المكتب السياسي : مراجعة مدونة الأسر ...
- الرفيقة سومية منصف حجي عضوة المكتب السياسي للحزب : بناء مجتم ...
- مصر.. تأييد حكم الإعدام لـ سفاح التجمع -قاتل النساء-
- ينتظرها نقاش في البرلمان.. مدونة الأسرة بالمغرب تدخل مرحلة ا ...
- التعدد والإرث.. تعديل مدونة الأسرة في المغرب يثير جدلا
- آلام الساق عند النساء قد تشير إلى حالة صحية خطيرة
- السعودية.. ضبط عدد من المتسولين بينهم امرأة ادعت إعاقتها وال ...
- استشهاد امرأة حامل وانقاذ جنينها بقصف الاحتلال شقة سكنية بمد ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - السالك مفتاح - حوار صريح مع اخ من المغرب الاقصى