عدنان سلمان النصيري
الحوار المتمدن-العدد: 8202 - 2024 / 12 / 25 - 18:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد ان أمضى القمر دوراته المتتالية منذ ليلة سقوط بغداد في 9 / ابريل / 2003, وما تلاها من خسوف وكسوف للشمس يوم تنفيذ حكم الموت على نرجسية اهم وأخطر دكتاتورية لحاكم عربي في المنطقة وفي التاريخ المعاصر، وقبل ان تلتئم حشود العشاق من البعثيين ومن غيرهم (ممن لم يمارس معظمهم وضوءا واحدا في حياته) للتوجه بالدعاء في إقامة صلاة العيد، لإنقاذ ما تبقى لهم من عنوان وتمديد أمل النزاع في البقاء، من خلال تخفيف أو تأجيل الحكم بقائدهم الضرورة. ولكن أبواب السماء في تلك الأيام العصيبة كانت عصية على الانفراج، لحكمة إلهية قد لا تختلف في فلسفتها عما صار الإنسان يعتقد به في الصناعة الافتراضية لآدم وصاحبه الشيطان، بعد أن أسقط الله هيبة الإنسان الأول و طرده من جنة الخلود، و الإبقاء على الشيطان إلى يوم يبعثون.
وهكذا أمضى القمر دوراته الواحدة تلو الأخرى مذ ليلة سقوط بغداد, وما تلاها من خسوف وكسوف للشمس، ولم نرى على شاشة القمر اي مرتسم للحبيب القائد الضرورة، وهو يحيينا من وسط الفاجعة على القلوب التي ما زالت متيّمة ببقاء ذلك الرمز، وهي تترجم لِلبوهيمية الرهيبة التي تحكم بواطن العقول الحالمة ، بدون الرجوع إلى عالم الواقع بعد الصدمة في فقد الاحباب. فاستسلم البعض لأمر الله وقدره واستكانوا لحكمة الامام علي، القائلة: «الدهر يومان، يوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تَبطَر، وإذا كان عليك فاصبِر».. وقد تمكن البعض الصايع الضايع في دهاليز مجتمعاتنا البغدادية و بثقافة التاريخ المسكوت عنه بالصياعة والدياحة، لقلب هذا المفهوم إلى المثل القائل وفق سجية أخلاق الناس السيبندية والزعران:«الدنيا مثل الخيارة يوم بالحلگ ويوم قازووغ بالط ي e ز z».
ولكن البعض الآخر بقي لا يريد أن يغادر المهزلة، ولا يريد أن يدرك أية حكمة ولا أية أحكام للواقع، ولا استلهام للصبر ولا حتى التجرع لألم الخازوق بواسطة الخِياره ه ه!
وبقوا يعيشون الوهم في خصب من الخيال في أخر نزعات النرجسية القاتلة للإنسان، وهم يحتضرون بدون وعي لدورهم في الحياة من أجل مستقبل الأبناء الأحفاد كما هو ديدن الشعوب الحية، والمساهمة باجتثاث جذور الازدواجية القاتلة في الانسان العراقي والعربي والشرقي على وجه العموم، من أجل غدٍ أكثر إشراقا و تفاؤلا في وطن حر وسعيد.
وما القيام بركوب الموجات الاعلامية الشعواء في ترشيح اسماء ما أنزل الله بها من سلطان، لم تكن يوما لها صيت في الميدان، ولم يتذكرها احد، فإن كانت تحضر لا تُعَّد وان غابت لا تحتسب! اي بمعنى آخر لاتهش ولاتنش! سوى استخدامها اليوم كزوبعة في فنجان. وكما هو الحال في بعض الرموز الوهمية في التبديل السياسي المزمع بأحلام العصافير، مثل ابنة القائد الضرورة أو مثل صهره زوج الدلوعة (حلا) (أم المصاصة) المدعو (جمال السلطان) .. وعذرا لِلأخير فقد يكون قربانا في لعبة الزوبعة وهذا الفنجان! الكاتب عدنان النصيري/ السويد
#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟