خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8202 - 2024 / 12 / 25 - 18:11
المحور:
الادب والفن
شرب القهوة. لبس البدلة و المعطف البني. تذكر المظلة و هو في الطريق. عاد راجعا إلى القبو. فلقد نسي أشياء أخرى أساسية تهمه. فكر في القيام بأكبر رحلة في التاريخ. إلتوت الأفكار في ذهنه ثم تدفقت أمامه على الأرض. أعادها في خفة إلى مكانها. فمن غير اللائق أن يتوقف المارة فجأة للتفرج على ما كان يدور في رأسه. هرع إلى موقف الحافلة فهو يمقت الإستهتار. جلس في مقعد مغبر قديم و جلست أشياؤه بجانبه. فكر في الرحلة و جالت أفكار إبن بطوطة في ذهنه طويلا. حاول التخلص من العبث الذي بات يجول في رأسه لكن دون فائدة. قرع الجرس للنزول، فالمكان مناسب لركوب الترام. إستمرت الحافلة في طريقها دون ٱكتراث. رن الجرس مرة أخرى إذ بدت له ملامح المدينة قد تغيرت و أنه دخل مجالا لا علم له به من الآن. إتجه نحو القيادة و هو يصرخ لعل الحافلة تتوقف هذه المرة. إرتفع الصخب و شعر أن الناس حوله يرقصون و يقهقهون. اقترب من السائق محاولا شرح ما يحدث له في تلك اللحظات.
زادت الحافلة من سرعتها و اشتد قلقه و تأكد أنه لم يعد يستطيع التمييز بين الأمكنة التي قطعها في الوقت البائد. فلقد ٱجتاز مجالات جغرافية عديدة يصعب معها تحديد الأشياء بشكل عام. ملأ الصخب الهواء إذ بات ٱستيعاب السرعة الفائقة التي قطعها في ظرف وجيز عملا مستحيلا.
تدنى أكثر من غرفة العمليات. اختفت الضحكات فجأة و عم الهدوء. كانت الدمية وراء عجلة القيادة تسوق و قد أدارت له و جهها و هي تبتسم و كأن لا شئ وقع.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟