|
عصابات كبرى و عصابات صغرى و عصابات شوارع تتخاصم من أجل السلطة على شعب هايتي – تزداد العذابات مع غرق هايتي أكثر فأكثر أبدا في الجحيم الذى خلقته الإمبرياليّة ، لكن هناك مخرج حقيقيّ – الثورة لا شيء أقلّ من ذلك ! جريدة - الثورة - عدد 885 ، 23 ديسمبر 2024
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 8202 - 2024 / 12 / 25 - 14:20
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
عصابات كبرى و عصابات صغرى و عصابات شوارع تتخاصم من أجل السلطة على شعب هايتي – تزداد العذابات مع غرق هايتي أكثر فأكثر أبدا في الجحيم الذى خلقته الإمبرياليّة ، لكن هناك مخرج حقيقيّ – الثورة لا شيء أقلّ من ذلك ! جريدة " الثورة " عدد 885 ، 23 ديسمبر 2024
راهنا ، هايتي غارقة في أزمة كارثيّة تتسبّب في عذابات هائلة للشعب ، وهي تدخل في لولب تصاعدي من الخروج عن السيطرة كلّ يوم أكثر . و القتال بين العصابات المسلّحة و حكومة هايتي إنتشر عبر معظم العاصمة ، بورأوبرانس ؛ و العصابات تتقاتل أيضا فيما بينها حول " المجال الترابي " . و تقترف جميع الجهات فظائعا . و جلبت الولايات المتّحدة إلى هايتي جنودا من كينيا ليعاضدوا الحكومة ، و 600 آخرين يُنتظر أن يلتحقوا بهم . في هذه اللحظة ، الطرق السيّارة الكبرى التي تربط العاصمة ببقيّة البلاد تقع تحت سيطرة العصابات ؛ و المطار كان مغلقا لأسابيع (1) ؛ و جمعيّات الغوث الإنسانيّة تعلّق عمليّاتها ؛ و الخدمات الأساسيّة غير موجودة . و التزوّد بالغذاء قد إنقطع بحدّة – و يواجه خمسة ملايين نسمة الجوع الحاد على النطاق الوطني ؛ و يواجه عشرات الآلاف الآخرين المجاعة التامة. و أكثر من خمسة آلاف إنسان قُتلوا هذه السنة . و توسّعت الهجمات إلى منطقة هامة لزراعة الأرزّ . و خطر الإنهيار السياسي كلّيا لدولة هايتي ، أو حتّى حرب أهليّة ، أمر واقعي جدّا . سنتعمّق في ما يحدث و لماذا ، لكن نودّ الإنطلاق من بعض النقاط الأساسيّة . أوّلا ، ما يجرى في هايتي الآن ليس " أناس جيّدين " ضد " أناس سيّئين " . لا – يتعلّق الأمر بعصابات على كافة المستويات : عصابات منذ زمن طويل تابعة للولايات المتّحدة الأمريكيّة سيطرت بعنف على هايتي لأكثر من مائة سنة ؛ و شركائها من العصابات الصغار ضمن الطبقة الحاكمة في هايتي قد سهّلت و إستفادت من الهيمنة الإمبرياليّة ؛ و عصابات الشوارع التي كانت في ما مضى تتحكّم فقط في مدن الصفيح ببورأوبراسن، أضحت الآن تحاول تفتح طريقا بالقوّة نحو " الجلوس على الطاولة " مع الطبقة الحاكمة لهايتى " الشرعيّة ". ثانيا ، هذه المستويات المختلفة من العصابات تتقاتل مع بعضها البعض و ضمن بعضها البعض حول من سيمسك بالسلطة و أي قسم منها . – سلطة سرقة و إضطهاد الجماهير الشعبيّة . لا واحدة منها تتحدّى النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى ولّد هذا الكابوس من البداية . و كلّ واحدة ترغب في قسم من ( أو تزويد قسمها الحالي ) الثروة التي تُدرّ من دم و عذابات الجماهير الشعبيّة . ثالثا ، لا مصلحة لشعب هايتي في مساعدة أيّ من هذه العصابات لتعزّ. قوّتها . يجب خوض الصراع لكن هذا الصراع ينبغي أن يهدف إلى كسر قبضة الإمبرياليّة على هايتي ، و إلى وضع نهاية للعلاقات الإضطهاديّة التي فيها جزء من المجتمع يستغلّ أجزاء أخرى ، و كلّ اللامساواة ، و ذلك كجزء من القيام بذلك على النطاق العالمي . في خضمّ هذا الوضع الراهن الرهيب ، هناك حاجة إستعجاليّة و أساس حقيقيّ حقفّا لظهور قوّ’ ثوريّة لتقود النضال على هذا الأساس . رابعا و أخيرا : في عالم اليوم ، إنتهاج الطريق الثوري يعنى تبنّى الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها القائد الثوري بوب أفاكيان . و يعنى تبنّى تحليله للماذا الناس حول العالم يوجدون في الوضع الذى نوجد فيه و رؤيته و عرضه لمجتمع إشتراكي تحريري يكون مغايرا راديكاليّا و أفضل بكثير من حتّى أفضل تجارب الثورات الماضية . و يعنى على وجه الخصوص التفاعل مع المنهج العلمي الكامن لبوب أفاكيان لمزيد تطبيق ذلك و تطويره بما يتناسب مع الظروف في مختلف البلدان و مختلف الأوضاع ، و لتنظيم الناس حول ذلك – القيام بالثورة كجزء من النضال العالمي لتحرير الإنسانيّة قاطبة ، عبر كلّ هذا الكوكب الذى ينزق دما (2). و الإتّباع الجدّي بهذه السيرورة هو المهمّة الأولى و المسؤوليّة الأولى التي تواجه كافة الذين في هايتي ( و العالم ) تعتصر قلوبهم ألما من أجل وضع نهاية لهذه العذابات غير الضروريّة . إنّه يمثّل العلاقة المفتاح في صياغة طريق نحو عالم مغاير راديكاليّا و أفضل . ( ملاحظة الناشر : المقالات الثلاثة المذكورة أدناه من أعداد سابقة من جريدة " الثورة " ؛ وهي تقدّم فهما و إطارا للأزمة الراهنة و للجذور التاريخيّة لهذه الأزمة خلال قرون ثلاثة من الهيمنة و النهب لهايتى ، بداية من الإستعمار الفرنسي و تاليا من إمبرياليّة الولايات المتّحدة . و نحن نشجّع القرّاء على الإطّلاع عليها في إرتباط بهذا المقال الجديد : • Not Another Foreign Occupation, and Not So-Called “Free Elections” Either: The Crisis in Haiti Cries Out for REAL Revolution • The History of Haiti and the Revolution It So Urgently Needs Today: Part 1: The Haitian People Heroically Overturn the Hell of Slavery… Only to Be Ensnared and Exploited by Imperialism • The U.S. in Haiti: A Century of Domination and Misery ( ما الذى أدّى إلى هذه الأزمة ؟ في 21 جويلية ، بعنف كبير إنفجر صراع سلطة شديد داخل الطبقة الرأسماليّة الحاكمة لهايتى .منزل رئيس هايتي ، جوفنال موييز ، تعرّض للهجوم من أكثر من عشرين فردا من عسكريّين كولمبيّين سابقين . و تمكّن حرّاس الرئيس " بطرقة ما " من الخروج بلا جروح و قُتل موييز و جرحت زوجته جراحا بليغة . و إلى يومنا هذا من غير المعلوم من نظّم بالضبط هذا الهجوم . موييز ، رئيس يميني فاسد ، كان مكروها شعبيّا بصورة واسعة من الجماهير الشعبيّة . و كان هدفا لإحتجاجات شوارع شرسة مطالبة بتنحّيه عن السلطة . لكن إغتياله كان منظّما بوضوح من طرف قوى من الطبقة الحاكمة . جرى التخطيط في جنوب فلوريدا و كذلك في جمهوريّة الدومينيك . و كان الأمر يتطلّب أموالا كثيرة و كذلك " علاقات " إستراتيجيّة لتأجير فرقة من المرتزقة و تاليا تحريكهم لنجزوا عمليّة بالضبط تحت أنف شرطة و جيش هايتي . (3) و عقب الإغتيال ، إشتدّ القتال الداخلي . مع موت الرئيس ، كان من المفترض أن يتولّى الوزير الأوّل المسؤوليّة .(4) بيد أنّ كلاّ من الوزير الأوّل حينها ، ( كلود جوزاف ) ، و الشخص الذى عيّنه موييز على أنّ÷ الوزير الأوّل القادم ، آريال هنرى ) ، تمسّكا بضرورة أن يتراّسوا الحكومة إلى أن يتمّ إنتخاب رئيس جديد . لجوزيف دعم قويّ من الجيش و الشرطة في هايتي . لكن بعد 12 يوما ، " المجموعة الرئيسيّة " ( بقيادة الولايات المتّحدة و تضمّ قوى إمبرياليّة أو إقليميّة أخرى ) قدّمت الدعم لهنرى . و بعد يومين ، إستولى هنرى على السلطة . واقع أنّ " المجموعة الرئيسيّة " من الإمبرياليّين قرّرت في النهاية من سيقود هايتي ليس سوى مثال عن هيمنة إمبرياليّة الولايات المتّحدة على هايتي . و إنّه لمعروف جيّدا – و قد ظهر ذلك بصفة متكرّرة عبر القرن الماضى – أنّ " قادة " هايتي يجب أن يكونوا أوّلا و قبل كلّ شيء على وفاق مع مصالح الولايات المتّحدة و يحصلوا على موافقتها . و هذا لا يعنى أن هؤلاء الحكّام " المحلّيين " ليس لديهم أيّ مجال للمناورة – مجال يستخدمونه غالبا للتقدّم بمصالح القوى الرأسماليّة التي يمثّلونها . إلاّ أنّ÷ في آخر التحليل ، يخدمون إمبرياليّة الولايات المتّحدة أوّلا ، و " نخبة " هايتي ثانيا ... و الجماهير الشعبيّة لهايتى لا يقدّمون لها خدمات بتاتا . لكن هنرى لم يستطع أو لم تكن لديه نيّة تنظيم انتخابات ، لذا لم يكن لهايتى رئيس أو مجلس تشريعي ، لأكثر من سنوات ثلاث . إلى درجة أنّ الشخص الوحيد الذى كان يمسك بالسلطة الحكوميّة ، كان هنرى . غير أنّ هذا الأخير كان مكروها من الجماهير الشعبيّة ، و من أكبر عصابة في هايتي و من الكثيرين من الطبقة الحاكمة . كان يملك صفرا من الشرعيّة الشعبيّة و سلطة فعليّة ضئيلة . شلل في سلطة الدولة و تحرّك عصابات الشوارع لتوسيع سلطتهم : لذا جوهريّا ، وُجد فراغ في السلطة في قمّة دولة هايتي . و سرعان ما ظهرت عصابات هايتي لتملأ ذلك الفراغ . و قد برزت عصابتان هامتان ، أقواهما ( المعروفة ب - ج 9 - ) ، يقودها شرطيّ سابق إسمه المستعار " بربكيو " . تاريخيّا ، العصابات المبنيّة ضمن الناس الأكثر إضطهادا و يأسا في مدن الصفيح صارت أدوات قسم أو آخر من الطبقة الحاكمة . كانت تخدم كقوى صداميّة ، فارضة للسلطة ، فرق " أخرجوا للتصويت و إلاّ " إلخ لدي القوى البرجوازيّة التي تدعمها . و قد حافظت هذه العصابات على نوع من " الإستقرار " بالنسبة إلى النظام ككلّ ، " منظّمة " هذه المناطق القابلة للإنفجار . و بالمقابل كان للعصابات اليد الطولي في أن تفترس الناس في " مناطق نفوذها " دون تدخّل من الشرطة . لكن مع عدم قدرة الحكّام أنفسهم على تعزيز السلطة المركزيّة ، نمت العصابات و صارت أكثر طموحا . بدلا من أن تكون فقط " عضلات " في خدمة النخبة الحاكمة ، صارت العصابات تقدّم مطالبا . و في البداية طالبت بطرد الوزير الأوّل هنرى ( و قد حصل ذلك ) و في المدّة الأخيرة طالبت بتفكيك المجلس الرئاسي الإنتقالي ( هيكل سياسي رقّعته الولايات المتّحدة " لملء الفراغ " الذى تركه غياب رئيس فعليّ و لتنظيم انتخابات جديدة ) . و لفرض هذه المطالب ، هاجمت العصابات المؤسّسات العموميّة – المطار و المستشفيات و مراكز الشرطة . و إستولت على الطرقات السيّارة التي تربط بورأوبرانس ببقيّة هايتي معرقلة الاقتصاد و نقل المواد الغذائيّة .85 بالمائة من العاصمة هي الآن تحت سيطرتها . و في المدّة الأخيرة هاجمت العصابات بتيونفيل ، مكان مرفّه على الهضاب المطلّة على المدينة . و رغم تعرّضها للهزيمة من قوى مزدوجة من الشرطة و الحرس ، فإنّ المحاولة صدمت المدينة . و علّق ضابط من هيئات الرحمة و الصدقة قائلا: " قبلا ، كانت هناك بعض الأحياء في بورأوبرانس كنّا نعتبرها آمنة لم تصل إليها العصابات أبدا ن لكن الآن تهدّد لتضع يدها على العاصمة بأكملها ". قتال العصابات فيما بينها من أجل قطعة أكبر من السلطة ... و الشعب يدفع ثمنا رهيبا : و في الوقت نفسه ، تتقاتل العصابات بشراسة فيما بينها حول من سيسيطر على معظم تراب البلاد . ويُترجم " التراب " بالمزيد من الناس للسرقة و الهيمنة عليهم ، و المزيد من الشباب و حتّى الأطفال بسنّ الثامنة " ينتدبونهم " ك " جنود " و أكثر سلطة عامة لتعزيز مطالبهم ب " مقعد حول الطاولة " من الذين يحكمون هايتي . و تدفع الجماهير ثمنا رهيبا لطفيليّى الحرب هؤلاء . مارسيا بيغس ، مراسلة أخبار بى بى أس PBS News، سافر إلى مدينة صفيح كبرى ، سيتى سولاي ، أين تتقاتل العصابات الكبرى من أجل السيطرة عليها . كتبت أنّ فريقها كان عليه أن يقود درّاجات ناريّة لبلوغ مقصدهم لأنّ " نهرا من الصرف الصحّي و النفايات يجعل الطريق غير سالك بالنسبة للسيّارات". و لمّا بلغت المكان المقصود ، صاغت تقريرا ورد فيه : " الناس هنا يصارعون حقّا . يقولون إنّه ليست لديهم خدمات و لا كهرباء و لا ماء و لا مدارس و لا مستشفيات . هذه المنطقة تمّ الهجوم عليها العديد و العديد من المرّات . الجميع هنا كانوا ضحيّة . في كلّ ركن توجد بقيا منازل جرى حرقها وبقايا معارك رهيبة جدّت بين ج 9 و ج-باب[ العصابتان الكبيرتان ]". و تقول بيغس أيضا إنّ " معظم النساء اللواتي تحدّثنا معها وقع إغتصابهنّ . و بعضهنّ الآن حاملات . " و صرّحت مكريسيا آثيس إلى بيغس : " أنا أبكى لأنّنى لا أستطيع أن أعيش في هذا البؤس . ليس لديّ حليب لإبنى الصغير ، ... الآن الأطفال يعانون . أحيانا ، لا أتمكّن حتّى من تغذيتهم ". و العديد من النساء هناك ينتهون إلى الإلتحاق بالعصابات للحماية و كذلك للبحث عن الثأر ، و تدفع حينها إلى إقترافهن بأنفسهنّ فظائعا . لكن عند سؤالهنّ " ما الذى يمكن أن تقوم به الدولة لوضع نهاية للعنف " ، وضّحت امرأة بتحدّى دور الدولة في التحريض عليه و تغذيته : " يجب أن تبدأ الدولة أوّلا مع المسؤولين الرفيعي المستوى ، لأنّهم هم الذين أنشأوا الأمر . لا ننزل إلى الشوارع بإرادتنا الحرّة . من أين نحصل على الأسلحة ؟ كيف يكون بوسعى الحصول على كلاشنكوف؟ كيف يمكننى أن أشتري أم 16 ؟ لا ، يجب أن يبدأوا بأنفسكم أوّلا قبل أن يمكن تغيير ذلك ". تحاول الولايات المتّحدة – و تخفق – بصفة متكرّرة في إعادة تركيز سلطة الدولة : و لا تزال إمبرياليّة الولايات المتّحدة و الطبقة الحاكمة بهايتى تسعى إلى تشكّل نظاما سياسيّا يتمتّع ببعض الاستقرار و الشرعيّة الشعبيّة – لكنّهم ظلّوا يعملون على هذا لعديد السنوات و يبدو أنّه بعيد عن أن ينجح . و على صلة بهذا ، يواصلون محاولة إلحاق الهزيمة بالعصابات عسكريّا ، و إعتقال أو قتل قادتها . في جوان الماضي ، 400 جندي من كينيا جُلبوا إلى هايتي من طرف الولايات المتّحدة ليكونوا سندا لشرطة و جيش هايتي . و إلى حدّ الآن كان لها تأثير طفيف ، لكن يُنتظر وصول 600 آخرين قريبا ، إلى جانب الطائرات الحربيّة و البواخر الحربيّة من بلدان أخرى . لذا لا يمكن إستبعاد أنّ الولايات المتّحدة و حلفائها المحلّيين سيسطرون على مجرى الأحداث و يضعوا قبضتهم على الأشياء . (5) لكن عند النظر في الوضع برمّته ، روبار فاتون جنيور ، مختصّ من الولايات المتّحدة في شؤون هايتي ، علّق قائلا : " تحاول [ العصابات ] في الأساس الحصول على السلطة أو على ألقلّ التفاوض للحصول على سلطة . و في نهاية المطاف، إذا ساء الوضع أكثر ، ستكون في موقع التفاوض ، أردتم ذلك أم كرهتموه " . و صرّح مختصّون آخرون بشؤون هايتي بالشيء نفسه . و في الواقع ، سفير الولايات المتّحدة قد أقرّ بأنّ " من وقت إلى آخر ، هناك إتّصالات مع العصابات ..." – رغم أنّه يُنكر أنّ هذه " الإتّصالات " هي " مفاوضات " . هل من مخرج ، و إن كان الأمر كذلك ، ما هو ؟ و هذه السنوات من العنف و الفوضى و الإرهاب جعلوا عديد الناس يشعرون باليأس و الإحباط . و كتب أحد الصحفيّين : " الإنقلابات الدمويّة ، و الدكتاتوريّات العنيفة و العصابات التي خلقتها النخبة السياسيّة و الإقتصاديّة بهايتى قد حدّدوا منذ مدّة طويلة تاريخ البلاد ، لكن الأخصّائيّين يقولون الأزمة الراهنة هي أسوأ ما قد شهدوه ." و يقول روبار فاتن جنيور : " الوضع الكامل ينهار حقّا ... ما من سلطة تسيّر الأمور ... أنا لا أرى أيّ حلّ على المدى القصير بالنسبة لهايتى ، فما بالك بأيّ حلول على المدى البعيد ". لكن هذا الإحباط يعكس كون الناس أسرى إطار النظام الإضطهادي القائم . و يفكّر الناس أنّ÷ لا وجود إلاّ لخيارين إثنين . و مثلما يرون ذلك ، خيار هو حكم الرأسماليّة – الإمبرياليّة ، بسلسلة لا نهاية لها من عملاء الولايات المتّحدة و موجة لا نهاية لها من الإضطهاد و الظلم . و الخيار الآخر هو العنف المطلبق العنان للعصابات الإجراميّة ، و الإنهيار التام لأيّ نظام إقتصادي و إجتماعي . منظور إليها على هذا النحو ، " إنهيار " جهود الولايات المتّحدة في تجميع و تعزيز حتّى ورقة تين من " الحكم الديمقراطي " يُرى على أنّه " نهاية العالم " . لكن هناك عمليّا جانب إيجابي للكارثة الراهنة . من جهة ، الإفلاس التام للنظام القديم بكلّ تلويناته ( و الذى تضمّن الدكتاتوريّة الفاشيّة لدوفاليى و كذلك إصلاحيّة جون برترون أرستيد ) أضحى واضحا بشكل لا يُطاق – و لا تقدّم الرأسماليّة – الإمبرياليّة أيّ جواب حقيقيّ على الفظائع التي يواجهها الشعب . و من الجهة الأخرى ، خسارة الدولة للشرعيّة ، و عدم قدرتها الفعليّة على التحكّم في معظم العاصمة يخلق " فضاء" ( سياسي و حرفي ) للقوى الثوريّة لتشرع في الظهور و التطوّر . هذا وضع فيه طريق الثورة يمكن أن يكون قويّ الجاذبيّة و يجلب إليه أعدادا متنامية من الناس . لذا ما هناك حاجة إليه حقّا الآن ، و بصفة إستعجاليّة ، هو بالنسبة إلى الذين يتطلّعون إلى مستقبل مختلف التفاعل مع بوب أفاكيان و الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها ، و خوض صراع حول كيفيّة تطبيقه على الوضع الحاد في هايتي الآن . هوامش المقال : 1- أعاد المطار رسميّا فتح أبوابه في 11 ديسمبر ، لكن الولايات المتّحدة لا تسمح بعدُ للطائرات بالتحليق هناك – يبقى أن نرى إلى أيّ مدى ستدوم " إعادة فتح الأبواب " هذه . 2- من أجل المزيد عن الشيوعيّة الجديدة ، أنظروا " إختراقات – الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق مع الشيوعيّة الجديدة ، خلاصة أساسيّة " [ وهو متوفّر باللغة العربيّة بمكتبة الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي ] و بالنسبة إلى القيادة الثوريّة الحاليّ’ لبوب أفاكيان ، تابعوا ما ينشره على @BobAvakianOfficial ، على منصّات الأنستغرام و الفايسبوك و اليوتيوب و معظم المنصّات الأخرى . 3- في البداية ، سجّلت الشرطة كمشتبه بهم القائد السابق لحزب سياسي يميني كبير ، و أربعة مسؤولين سامين من الأمن ، و وزير سابق للعدل ، و متعاون سابق مع الإدارة التنفيذيّة للمخدّرات التابعة للولايات المتّحدة و سيناتور هايتي سابق . و بعد فترة وجيزة من ذلك ، سجّل المدّعى العام إسم الوزير الأوّل السابق ، آريال هنرى ، كمشبوه فيه ؛ و على الفور جرى طرد المدّعى العام . و في فيفري 2024 ، أرملة موييز ، و الوزير الأوّل السابق كلود جوزيف ، و الرئيس السابق للشرطة الوطنيّة بهايتى سُجّلوا جميعا في علاقة بإغتيال . و مرّة أخرى ، لا نعرف إن كان أحد هؤلاء الناس مسؤول فعلا أم لا ، لكن واقع أنّ عديد المسؤولين السامين قد " إشتبه بهم " يخبرنا بأنّ كلاّ من الإغتيال و البحث كانا متداخلان مع الإنقسامات صلب الطبقة الحاكمة لهايتى . 4- في هايتي ، الوزير الأوّل يرأس الحكومة بينما الرئيس هو رئيس الدولة . و عادة ما يعيّن الرئيس رئيس الحكومة . 5- كذلك سعت الولايات المتّحدة إلى جعل مجلس أمن الأمم المتّحدة يسمح ب " قوّة حفاظ على السلام " أكبر و يكون تسليحها أفضل ، لكن هذا أعاقه المنافسون الإمبرياليّون الأساسيّون للولايات المتّحدة – روسيا و الصين – الذين على ما يبدو يسعدون لرؤية الولايات المتّحدة غارقة في الوحل وهي تحاول إرساء الاستقرار في هايتي . و مشكل آخر تواجهه الولايات المتّحدة هو الإنقسام في صفوفها ذاتها – في حوالي ستّة أسابيع سيستلم نظام ترامب الفاشيّ السلطة ، و معظم الخبراء يعتقدون أنّه يرجّح أن لا يواصل ترامب جهود الولايات المتّحدة ل " إنقاذ " هايتي حتّى على مستواها الحالي . www.revcom.us
Posts by issue number/Posteos por número de la edición Issue number Language Apply Reset Articles in this issue (scroll down´-or-click to read article below): • BOB AVAKIAN REVOLUTION #111: We revcoms are serious—and all decent people need to be serious—about actually defeating this Trump/MAGA fascism. • National -Update-#21 from the Campaign to Get @BobAvakianOfficial Everywhere What future we get depends on whether´-or-not Bob Avakian s voice, vision and leadership becomes known to millions • National Campaign to Get @BobAvakianOfficial Everywhere What People Are Saying • Sights and sounds from the last week Revcoms in action: out to the masses, fighting fascism and the whole damn system • NYC Revolution Books Benefit Party: Defiant and Uplifting Culture, and Vision of How Humanity COULD Live Based on Bob Avakian’s New Communism • From the International Emergency Campaign to Free Iran’s Political Prisoners Now (IEC) Up Against a Horrific Surge in ExecutionsHeed Brave Political Prisoners’ Open Call to Resist Amplify the Voices of Iran’s Imprisoned Resisters • Readers’ Corner • Further Grappling with “A Clear Before and an After” with the New Communism Developed by Bob Avakian from a reader • A Letter from a Reader—To the Revcoms, and All Who Seek a Radically New World • From The RNL Show: Bob Avakian on Why He Wrote the Constitution for the New Socialist Republic in North America • Israel Attacks Kamal Adwan Hospital in Gaza—with Snipers, Tanks and Drones • Hey People, Get in the Spirit!(The Righteously Angry, Revolutionarily Determined Spirit of Refusing to Accept a Fascist America…)And Then Go Caroling! • Los Angeles: THE REVCOM CORPS For The Emancipation Of Humanity Defends Immigrant Day Laborers Against Trump/MAGA Fascists From members of THE REVCOM CORPS For The Emancipation Of Humanity, LA • Big Gangsters, Junior Gangsters and Street Gangsters Battle for Power OVER the Haitian People Suffering Mounts as Haiti Plunges Ever Deeper Into an Imperialist-Created Hell, BUT There IS a REAL Way Out—Revolution, Nothing Less! • VIDEO A Time For Struggle: DEFEAT Trump/MAGA Fascism! Get Organized For Revolution! Episode 227 of The RNL — Revolution, Nothing Less! — Show
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 111 : نحن ، الشيوعيّون الثوريّون ،
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 109 : نحتاج إلى التعاطى الجدّي مع و
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 110 : ترامب و نتنياهو – رجلان مجنون
...
-
مع سقوط الأسد بسوريا ، إسرائيل تنقضّ عليها ... بالقنابل و ال
...
-
لنعارض - قانون العفّة و الحجاب - الجديد بإيران : إعلان حرب ش
...
-
مع سقوط الأسد بسوريا ، إسرائيل تنقضّ عليها ... بالقنابل و ال
...
-
- حرب التعويض - الإسرائيليّة – هجوم إرهابي - يغيّر وجه الشرق
...
-
نوبة القتل الإسرائيلي في لبنان تستمرّ في ظلّ ما يسمّى - إيقا
...
-
إدانة واسعة ل- قانون العفّة و الحجاب - الإيراني بينما تخرج ن
...
-
الولايات المتّحدة : وليدة إبادة جماعيّة ، و داعمة لإبادة جما
...
-
خلفيّة أساسيّة ، نقاط توجّه : تمّت الإطاحة النظام الرجعيّ لس
...
-
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني - الماوي ) : ند
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 106 : الدفاع عن حقوق و حياة الناس ا
...
-
بايدن و نتنياهو يعلنان إيقاف إطلاق نار في لبنان ... ثمّ يكشّ
...
-
جريدة - النيويورك تايمز - تقبل بجرائم الحرب الإسرائيليّة الم
...
-
إن كانت لدينا أيّ فرصة لإنقاذ الكوكب ، نحتاج إلى الإطاحة بهذ
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 98 : فيما يختلف كذّابو الطبقة الحاك
...
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
-
الهولوكست / المحرقة التي تقترفها إسرائيل في غزّة – ماذا سنفع
...
-
إسرائيل تستهدف لبنان – قاتلة المدنيّين و الأطفال و عمّال الص
...
المزيد.....
-
الجبهة الديمقراطية تندد باعتقال السلطة أحد قادتها خلال مسيرة
...
-
الحزب الشيوعي ودكتاتورية الأسد
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 584
-
الحلم الجورجي يستيقظ على العنف
-
جيش الاحتلال يقر بإطلاقه النار على عدد من المتظاهرين السوريي
...
-
سياسي أمريكي يشبّه ترامب بغورباتشوف ويتوقع انهيار الولايات ا
...
-
تركيا تعلن مقتل 21 مسلحا من حزب العمال الكردستاني بسوريا وال
...
-
سوريا.. إصابة 4 متظاهرين بنيران الجيش الإسرائيلي في القنيطرة
...
-
البرلمان الصيني يحتج على -التهديد الصيني- في ميزانية الدفاع
...
-
والده كان عميلا للمخابرات السوفييتية.. وهو خائن لوطنه: تعرف
...
المزيد.....
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
المزيد.....
|