أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خليل قانصوه - ثورة أو استثارة ؟














المزيد.....


ثورة أو استثارة ؟


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8202 - 2024 / 12 / 25 - 14:01
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    




أن الثورة لحظة تاريخية مفصلية يبلغ عندها الناس علم اليقين بان البناء الوطني المتداع يوشك على السقوط ، فيخرجون ليس للمطالبة بإصلاحه و تدعيمه و أضافة نقوش إلى واجهته ، لكن لمعالجة الأسباب التي أدت إلى هذا الخراب فما دامت قائمة بقي الخطر ماثلا . لذا فإن الثورة تعني ، فيما تعني هدم ذلك البناء و تشييد بناء جديد وإرساء دعائمه على ركائز قوية من جهة ، و إزالة الأسباب التي نتج عنها تصدع البناء القديم من جهة ثانية . ورغم أن الغوص في هذا الموضوع يحتاج إلى تفاصيل كثيرة لا يتسع المجال لها هنا ، فإن بالإمكان الاستنتاج دون انتظار ، أن المستعمرين و المستوطنين الطامعين في بلدان العرب يفضلون الحلول المؤقتة إدامة لخطر الانهيار أو استباقا لتنامي الوعي و لتبلور الأفكار و القناعات بما هي شروط ضرورية لقيام الثورة و التأسيس على أرضية ثابتة . و بصريح العبارة ، لا يتمنى هؤلاء للشعوب ، الحرية و الديمقراطية و التطور ، لان هذا من شأنه أن يزيدها منعة وشكيمة ، و بالتالي يجعلها عصية بوجه الغزو والترحيل و المجازر الجماعية . واستنادا إليه يتبدى بوضوح الدور الذي يتوكل به الحكام المتعاونون مع المستعمرين الجدد .

فلا معدى إذن ، عن العودة إلى سلوك الحاكم في سياسة أمور الناس على ضوء ما كشفته " الثورات " بالجملة التي تتدحرج منذ 1991 ، ككرة الثلج من قطر إلى آخر ، عن بنية نظام الحكم العربي الاستبدادي ، في مرحلة احتضاره .فلا نجازف بالكلام أن هذه الثورات هي " هجينة "، بمعنى أن الحاكم كان في أغلب الأحيان يراعي رغبات الولايات المتحدة الأميركية رأس المعسكر الغربي ، كما لو كان مقيدا ببنود و كالة " عرفية " غير مثبتة ، بينه و بينها . يمكننا الاستدلال على ذلك باستذكار فترات العلاقة الودية فيما بين الطرفين ، حيث كان خلالها الحاكم قويا في بلاده و في الجوار لا يخشى منافسا أو عدوا ، على عكس من ذلك عندما كانت تنشأ الخلافات بينهما ، كان يبدو مربكا ، محرجا ، خائفا على ملكه ! . لقد أثبتت التجربة أن الولايات المتحدة الأميركية تستطيع إعدامه أو عزله بالقوة أو بالحصار و التجويع ! .

ينبني عليه أن البلدان العربية ، و تحديدا المشرقية منها ، كما رسمتها اتفاقية سايكس ـ بيكو بعد انحسار سلطة الدولة العثمانية عنها ، بقيت في الواقع ، تحت الوصاية الغربية ، بالرغم من محاولات الإفلات التي شهدناها في زمن السوفيات ، إلا أنها لم تبلغ ابدا الهدف المنشود ، حيث كان المعسكر الغربي يتمكن في كل مرة ، من إجهاضها بسهولة في ميادين الحروب العربية ـ الإسرائيلية ، المتتابعة ، في الأوقات المناسبة ، أو بواسطة استثارة اضطرابات داخلية فئوية ،سياسية او دينية ، غير واضحة المرامي الحقيقية ، ذلك من أجل إحكام قبضتها وإدخال التعديل اللازم على الخرائط و على النظم التي تقودها .
أن الثورة نهج قد يطول السير فيه حتى بلوغ الغايات ، استجابة للوعي بضرورة التغيير . لا تقتصر الثورة على الكلام و على الاستنجاد و إنما تتطلب زادا وتنظيما و مبادرة إلى العمل . من نافلة القول أنه إذا كان إسقاط النظام يتم عن طريق ضعضعة قوته فإن بناء النظام البديل يحتاج إلى تضافر الجهود و توفر الإمكانيات المادية والمعرفية ، ثقافية و سياسية ، ضمانة لتقرير المصير المرغوب فيه .

يتضح مما تقدم أن الغاية من الثورة الوطنية هو الوطن في المقام الأول ، ما يعني حل عصابات المرتزقة المحلية و الأجنبية و الجماعات القبلية و العشائرية و الدينية ، بما هو شرط لازم و ضروري لنشوء الإنسان الفرد المواطن ، العنصر الأساس في الكيان الوطني ، له في المؤسسة الوطنية ما للمواطن الآخر و عليه ما عليه ، بالإضافة إلى إلغاء ثلاث منظمات يرتكز عليها كل نظام فاقد الصلاحية أو منتهي الصلاحية وهي منظمة الحاكمية و المنظمة الأمنية التي تتولج أمن الحكم و أخيرا المنظمات الدينية.



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات الجملة
- أما و قد سقط الرئيس !
- السياسة الدينية !
- تأملات في متغيرات جبل الجليد !
- شريط أخبار سورية !
- الحرب و الحرث
- هجمات شُرَطية !
- القانون هو ما تقتضيه مصلحة الشعب الالماني !
- النازية و الصهيونية !
- التطهير العراقي وسيلة لإستعادة الأهلية !
- الناس البشريون و الحيوانات البشرية !
- المجتمعات المفككة
- حرب هتلرية !
- مقاليع داوود و القرابات الإبراهيمية !
- التوافق على سحق غزة
- انتفاضة السابع من اكتوبر ضد قطاع الطرق
- آخر حلقات الحرب في لبنان !
- الكتابة في زمن الحرب !
- الحرب بالنقاط و الحرب بالضربة القاضية !
- التناقضات بين السلطة في شبه الدولة العربية و شعبها !


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية تندد باعتقال السلطة أحد قادتها خلال مسيرة ...
- الجبهة الديمقراطية تندد باعتقال السلطة أحد قادتها خلال مسيرة ...
- الحزب الشيوعي ودكتاتورية الأسد
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 584
-   الحلم الجورجي يستيقظ على العنف
- جيش الاحتلال يقر بإطلاقه النار على عدد من المتظاهرين السوريي ...
- سياسي أمريكي يشبّه ترامب بغورباتشوف ويتوقع انهيار الولايات ا ...
- تركيا تعلن مقتل 21 مسلحا من حزب العمال الكردستاني بسوريا وال ...
- سوريا.. إصابة 4 متظاهرين بنيران الجيش الإسرائيلي في القنيطرة ...
- البرلمان الصيني يحتج على -التهديد الصيني- في ميزانية الدفاع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خليل قانصوه - ثورة أو استثارة ؟