سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8202 - 2024 / 12 / 25 - 11:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الحياة، ليس للخاسر أو المهزوم سوى تجرع الحسرة والمرارة والتذرع بالتبريرات مع التمسك بالاماني والاحلام لتحسن الحال وإستعادة ما قد فقده. خامنئي اليوم، وبعد أن تکبد ضربة قاتلة بسقوط حليفه جزار دمشق، فإنه وککل خاسر مهزوم ليس أمامه سوى تجرع الحسرات وأن يمني نفسه بإستعادة ما فقده.
بعد أن سقط النظام السوري وولى الدکتاتور المجرم هاربا لا يلوي على شئ، فإن الصدمة الکبرى کانت لخامنئي الذي راهن منذ عام 2011 على هذا النظام وتصور بأن سوريا قد أصبحت احدى محافظات إيران، لکنه ومثل الرجل الذي أصابه الافلاس أو مني بالهزيمة فإنه وکالذي مسه الشيطان من جراء ذلك فإنه يهذي ويزعم"لم نهزم"، و"لم نضعف" و"قريبا سينهض الشباب السوري ويستعيد سوريا"! وهذا التخريف السمج الذي يقوم به خامنئي يأتي في وقت يحتفل فيه الشباب السوري بتخلصهم من ربقة النظام الدکتاتوري.
أن يزعم خامنئي من أنه"قريبا سينهض الشباب السوري ويستعيد سوريا"، کلام بائس ومثير للشفقة والتهکم في نفس الوقت، فهو وبطريقة مکشوفة لا يمکن أن تنطلي على أحد، يريد أن يمارس الکذب والخداع من أن سوريا سترجع ذات يوم الى کنف نظامه، في حين أن ما زعمه هو ما سيجري عن قريب في إيران حيث يستعد الشباب الايراني لذلك اليوم القريب الذي سيستعيد فيه إيران ويحررها من براثن هذا النظام الآثم.
العمليات الثورية المستمرة على قدم وساق والتي تقوم بها خلايا شباب الانتفاضة ووحدات الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، والتي باتت تتسع دائرتها لتشمل کافة أرجاء إيران حيث يتلقى النظام الاستبدادي ضربات موجعة، وحتى إن ألسنة النيران عندما تتصاعد من المراکز والمٶسسات الامنية التابعة للنظام والتي تضرم هذه الخلايا النار فيها، صار مبعث للأمل والتفاٶل بأن هذا النظام لم يعد بإمکانه أن يقف بوجه الشباب الايراني الرافض له والعازم على إسقاطه.
الشباب السوري منهمك الان بالعمل من أجل إعادة بناء بلده بعد أن حوله نظام الدکتاتور الاسد بمعاونة نظام الملالي الى أنقاض، لکن الشباب الايراني يضع کل طاقته وجهده من أجل تحرير وطنه من النظام الاستبدادي الرجعي الذي إرتکب جرائم وفظائع لا مثيل لها سوى في العصور الوسطى، وإن ما يمارسه خامنئي من کذب وخداع وتمويه لا يمکن أن يصدقه حتى جلاوزته، هو من أجل أن يٶخر عملية سقوطه التي صارت ممکنا ولاسيما بعد أن تنفست بلدان المنطقة والعالم الصعداء من الهزائم المتتالية التي لحقت بهذا النظام وجعلته أقرب ما يکون لحافة الهاوية التي تنتظره بفارغ الصبر.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟