أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - اللصوص يسرقون من اللصوص بوتين والأسد كمثالين














المزيد.....


اللصوص يسرقون من اللصوص بوتين والأسد كمثالين


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8202 - 2024 / 12 / 25 - 01:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اللصوص يسرقون من اللصوص
بوتين والأسد كمثالين


إبراهيم اليوسف

ثمة مثل كردي هو "Diza ji diza dizî" الذي يعني أن " اللصوص سرقوا من اللصوص"، يبدو أنه يجد تطبيقه الحرفي في العلاقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبشار الأسد. تلك العلاقة التي لم تكن يومًا قائمة على القيم أو المبادئ، بل على المصالح المشتركة التي لم تتردد في سحق أرواح السوريين. لقد وقف بوتين مع نظام الأسد طوال سنوات الحرب السورية، واستخدمت روسيا الفيتو-مرات- في مجلس الأمن، وكان ذلك يتم غالبًا بالتعاون مع الصين، لتعطيل أي قرارات تهدف إلى عزل النظام أو محاسبته. هذا الدعم الروسي كان عاملًا أساسيًا في استمرار القتل والدمار الذي حلَّ بسوريا منذ اندلاع الحرب. فلا يمكن أن تُعفى روسيا من المسؤولية، فهي شريك رئيس في جريمة السنوات الأربع عشرة الأخيرة.

أموال الأسد في روسيا: قصة نهب مزدوج

منذ عام 2018، تتردد تقارير عن أموال ضخمة هربها و يمتلكها بشار الأسد في بنوك روسية، تُقدر بجبال من العملة الصعبة وأطنان من الذهب، ناهيك عن مؤونة الهروب الفرار الأخير الذي عاد بشار أصلاً لأجله من موسكو إلى دمشق، وليس لأجل إدارة البلاد وحربه التي كان يعرف مصيرها ومصيره ومصير نظامه. هذه الأموال- في الحقيقة- ليست سوى جزء صغير من الثروات المنهوبة من الشعب السوري على مدار عقود. بينما كانت سوريا تغرق في الفقر والحرب، إذ كان الأسد وعائلته يهربون ثرواتهم إلى الخارج، غير عابئين بأرواح من ورطهم في هذه الحرب الكارثية.
اليوم، تظهر معطيات تشير إلى تجميد روسيا لتلك الأموال والشقق الفاخرة التي يمتلكها الأسد في موسكو، والتي يُقال إنها تصل إلى 18 شقة في أفضل وأغلى المواقع على مستوى روسيا والعالم. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، كما أن هناك في المقابل حديثاً عن فرض الإقامة الجبرية عليه ومنعه من مغادرة روسيا، بينما يُساومه بوتين على تلك الأموال مقابل تهريبه إلى وجهة آمنة، وكأنه عبارة عن مهرب بشري، يسعى لاستحصال أجر خدماته، في نهاية خدمة الأسد.


بوتين من حامي النظام إلى قاطع طريق
ومهرب مجرمين

بهذا الدور، يتحول بوتين إلى ما يشبه قاطع طريق، لا يختلف كثيرًا عن المهربين"البشريين" الذين ظهروا خلال الحرب السورية وحققوا أرباحًا طائلة من تهريب ملايين السوريين إلى دول العالم. هؤلاء المهربون تركوا خلفهم مأساة لا تنتهي، حيث باتت للسوريين مقابر في كل بقاع الأرض. ربما يكون هذا موضوعًا يستحق دراسة موسعة تحت عنوان: "خريطة مقابر السوريين.
بوتين، الذي دعم الأسد في سحق شعبه، يجد الآن فرصة لابتزازه وسرقة ما تبقى من أموال السوريين المنهوبة. هذه الأموال، سواء كانت في صورة نقدية أو عقارات، هي حق للشعب السوري ويجب أن تُعاد إليهم. كما أن المسؤولية لا تقع على روسيا وحدها، بل يجب أن تطالب سوريا المجتمع الدولي بمحاسبة كل من روسيا وإيران على دورهما في الحرب.

المطالبة بالتعويض وإعادة الإعمار
إنه لمن الواضح أن روسيا وإيران كانتا شريكتين في جريمة الحرب التي استمرت أكثر من عقد. عليهما دفع تكاليف إعادة إعمار سوريا والتعويض لضحايا الحرب، الذين قُتلوا أو شُردوا أو فقدوا كل ما يملكون. ولا يكفي تجميد أموال الأسد، بل يجب أن تتحول تلك الأموال إلى مشاريع تُعيد بناء سوريا وتعيد جزءًا من الكرامة التي سلبت من شعبها. إن العلاقة بين بوتين والأسد ليست سوى مثال آخر على تحالف المصالح بين الأنظمة الاستبدادية التي لا ترى في شعوبها سوى وسيلة لتحقيق الثروات والسلطة. "اللصوص يسرقون من اللصوص"، لكن الشعب السوري هو الضحية الحقيقية لهذه اللعبة القذرة.
أموال آل الأسد في عواصم أخرى؟
كما وتمثل أموال آل الأسد المهربة إلى عواصم عربية وغربية أخرى غير روسيا أحد أبرز ملامح الفساد الذي رافق حكم هذه العائلة، حيث جرى تحويل مليارات الدولارات من ثروات سوريا إلى حسابات سرية وشركات وهمية في دول عربية وأوربية. هذه الأموال التي تم نهبها من الشعب السوري، يمكن أن تكون ركيزة لإعادة بناء ما دمرته سياسات القمع والحرب، لكنها بقيت بعيدة عن متناول السوريين الذين يعيشون تحت- خط الفقر- أو في- مخيمات- اللجوء. لذلك، يصبح من الضروري على القوى الوطنية السورية والمجتمع الدولي تكثيف الجهود لملاحقة هذه الأصول واستعادتها، عبر تحقيقات مالية شفافة وتعاون دولي قوي مع الدول التي تحتضن هذه الثروات. استرجاع هذه الأموال لا يعني فقط إنصاف الضحايا، بل يمثل أيضاً خطوة نحو العدالة التي طال انتظارها.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الشعبوي: صناعة الوهم واستدامة الكارثة-2-
- الخطاب الشعبوي كردياً: محاكاة ومحاكمات
- في شؤون وشجون “الموفد الكردي” الموحد إلى دمشق
- الدكتور محمد فتحي راشد الحريري: مسيرة علم وأخلاق وحياة خالدة
- آن الأوان لعودة- ب ك ك- إلى ساحته
- الثقافة الكردية في سوريا الجديدة نحو الاعتراف القانوني
- سقوط القيم والأخلاق قبل سقوط النظام بشار الأسد أنموذجاً للخس ...
- مفارقات العقل الأحادي: قراءة في الموقف من الكرد وقضاياهم
- دمشق وقامشلي: من الأولى بمبادرة احتضان الأخرى؟
- الاستبداد والاستبدال: رؤية لما بعد نظام الأسد!
- الكرد من أوائل مؤسسي و بناة سوريا: لماذا يتم تغييب دورهم؟
- الرئيس المخلوع: بين جبن الطغاة وبذخ العروش
- تقرير -قيصر- ودوره في فضح انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا
- سجون سوريا: الداخل مفقود وهل من أحد يخرج منها؟.. سجن صيدنايا ...
- الهندسة المعمارية لسجن صيدنايا: البناء، الزنازين، والطوابق ا ...
- تنويه واعتذار من إبراهيم اليوسف
- سايكولوجيا الجلاد: في استقراء نفسية مرتكبي التعذيب والجرائم ...
- لا تكن رئيساً دكتاتوراً لئلا يُداس ضريحك!
- تجريم ب ي د وتكريم فروع القاعدة:ازدواجية المعايير في المشهد ...
- من أوصل بشار الأسد إلى هذا المصير الأسود؟


المزيد.....




- طائرة سويسرية تهبط اضطراريا بسبب تصاعد دخان على متنها
- صباح عيد الميلاد.. هجوم روسي -ضخم- بأوكرانيا وبولندا ترسل مق ...
- أبوظبي تستعد لإطلاق أول خدمة سيارات أجرة طائرة في العالم
- -بوكسينغ داي-: تقليد كروي إنجليزي فريد وهدية للمشاهدين وضغط ...
- فرنسا: إنقاذ 240 شخصا في جبال الألب بعد أن بقوا عالقين في ال ...
- عام 2024 حمل معه علاجات جديدة وبارقة أمل للمرضى
- البنك الدولي يمنح مصر شريحة بمليار دولار عقب التوصل إلى اتفا ...
- تحطم طائرة ركاب متجهة من أذربيجان إلى روسيا
- توهج شمسي قوي يعد سماء الأرض بعروض شفق مبهرة اليوم
- الأرقام النهائية لأضرار العدوان الإسرائيلي على لبنان


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - اللصوص يسرقون من اللصوص بوتين والأسد كمثالين