أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صالح الزبيدي - البيرتو ريوس: عيد الميلاد على الحدود، 1929














المزيد.....


البيرتو ريوس: عيد الميلاد على الحدود، 1929


عادل صالح الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8201 - 2024 / 12 / 24 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


شاعر اميركي من مواليد نوغاليس بولاية اريزونا لعام 1952. تلقى تعليمه في جامعة اريزونا. نال شعره جوائز عديدة ويشغل منصب شاعر ولاية اريزونا الأول منذ عام 2013 كما اختير ليشغل منصب رئيس اكاديمية الشعراء الأميركيين في عام 2014. من عناوين مجموعاته الشعرية: "همس لخداع الريح" 1982؛ "بستان الكلس" 1988؛ "مسرح الليل" 2006؛ "القميص الخطر" 2009؛ "اصغر عضلة في جسم الانسان" 2014؛ و "قصة صغيرة عن السماء" 2015.


عيد الميلاد على الحدود، 1929

مقتبسة عن تقارير الصحف المحلية
وذكريات عن ذلك الوقت.

1929، الأيام الأولى من الكساد الكبير.
كان هواء الصحراء قارصا، لكن روح الموسم كانت حية.

على الرغم من الأوقات الصعبة، صمم اهالي بلدة نوغاليس بولاية اريزونا
على اقامة حفلة عيد ميلاد مهيبة.

بالنسبة لأطفال المنطقة—احتفال سيتحدى
كآبة العام وعناوين الصحف والشتاء نفسه.

في قلب البلدة، انتصبت شجرة عيد ميلاد شاهقة،
شجرة صنوبر في الصحراء.

سوف تزين اغصانها، كما وعدوا،
بما يزيد على 3000 هدية، 3000.

كانت الفكرة في البداية ان ننور الشجرة مثلما في المنزل.
بالشموع، لكنها كانت يابسة قليلا.

كانت الابر تبتدئ التفكير بالقفز.
اصبع على طول الغصن جعلها كلها تتساقط.

لب الناس الشموع على اية حال. ارسلت الكنيسة
ايضا بعضا منها مستعملا.

بعض الأكياس الورقية التي رتبت الأوضاع.
كان الجميع يعرف ما يفعل.

ملأوا الأكياس بالرمل من مركز الاطفاء،
وضعوا الشموع فيها، صانعين بركة كبيرة من المصابيح الورقية المضيئة.

عن بعد، كانت الشجرة تطفو على بحيرة من الضياء—
النار التي هي عادة رعب في الصحراء، لكنها هنا اقرب للمعجزة.

للشجرة نفسها جلب الناس اكاليل من منازلهم، اكاليل
مصنوعة من كل شيء، من الجوز واليقطين والزهور،

وحتى الفلفل الأحمر الحار—الفلفلات نفسها تبدو
كأنها السنة لهب صغيرة.

ثبتها ناس البلدة كلها على الوحش—
كانت بعد كل ذلك تكبر وتكبر مع كل اضافة جديدة.

هذا الحمار الفضولي الذي كان حمله فرحا.
في النهاية كانت اللمسة الأخيرة البهرجان، البهرجان في كل مكان، مزيد من البهرجان.

دعي الأطفال من التجمعات القريبة وكذلك الأطفال
من عبر الحدود، في نوغاليس، بولاية سونورا، مسافة رمية حجر.

لكن كان هناك مشكلة. الحدود.
واذ اقترب يوم الاحتفال، اصبح واضحا بشكل مؤلم—

الأطفال في نوغاليس، بولاية سونورا، لن يتمكنوا من العبور.
كانوا، بعبارة دقيقة، على الجانب الخطأ من عيد الميلاد.

مصممين على ان يجدوا حلا، تعاون الناس في نوغاليس
بولاية اريزونا مع السلطات المكسيكية على الجانب الآخر.

بحركة كريمة مثلما هي جريئة، سعيدة مثلما كان الجو باردا:
عشية عيد الميلاد، 1929،

لبضع ساعات متسامية،
تحركت الحدود.

نقلها المسؤولون شمالا، متجاوزين المجلس البلدي، ليضعوا بهذه الطريقة
شجرة عيد الميلاد بمتناول الأطفال من كلتا البلدتين.

في نهار عيد الميلاد، تجمع آلاف الأطفال—
اميركيون ومكسيكيون، سكان اصليون وايتام—

حول الشجرة، بأيدِ ممدودة، وأعين فاغرة،
يتصايحون ويغنون معا.

وزعت الهدايا، لعقت الحلوى وقصبات السكر،
وليوم واحد، لم يكن هناك حدود.

حين وزعت آخر هدية،
حين عاد آخر طفل الى منزله،

استعادت الحدود اماكنها المعتادة،
لتفصل البلدتين عن بعضهما مرة ثانية.

غير انه، خلال تلك الساعات القليلة، اختفى الخط الماثل في الرمل.
الشيء الوحيد الذي كان مهما هو عيد الميلاد.

لم تذكر الصحف اية حوادث في ذلك اليوم، لا شيء يتجاوز
تراكض الأطفال، وجيوبهم مليئة بالحلوى والألعاب،

الناس المتجولون على كلا الجانبين،
موسيقى فتح اغلفة الكثير من حلوى النعناع.

في ذلك اليوم القارس من شهر ديسمبر،
تجمع اهالي نوغاليس وفعلوا ما كان يبدو مستحيلا:

مهما نظروا نظرة هادئة الى العالم الخارجي،
فانهم ببساطة قد اعادوا رسم الحدود.

بعملهم هذا، اضافوا شيئا من الدفء الى شتاء الصحراء.
على الحدود، في هذا اليوم، كان عندهم مشكلة وحلوها.



#عادل_صالح_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيمز تيت: ثلاث قصائد نثر
- براين بيلستن: اهمية فارزة اكسفورد
- كارول آن دَفي: ثيتس
- نعومي شهاب ناي: قائمة تشكرات
- جوناثان ستيفنز: الكنائس البرتغالية
- شيرمان أليكسي: داخل داخاو
- كارمن خيمينيز: انشودة الى الناس الذين يكرهونني
- رودي فرانسيسكو: اريد ان اكتب قصيدة
- جيمز تيت: الشعور بالواجب
- براين بيلستن: يوم اضافي
- براين بيلستن: سعيدة
- نايومي شهاب ناي: وتلك الكلمة الغامضة مقدس
- متباركة: هذه القصيدة
- تشارلز سيميك: بخصوص جيراني، الحيثيين
- ايان كرايتن سميث: الجار
- كيم ستافورد: الى الطير الذي يغرد قبل الفجر
- ايمي لودفيغ فاندرووتر: كان هناك زمن
- كاوة اكبر: القصيدة المثالية
- جيمي سانتياغو باكا: مهاجرون في ارضنا
- أيدا لِيمون: كيف انتصرُ انتصارَ فتاة


المزيد.....




- شاهد.. فنان وأكاديمي مغربي ينقل الخط المغربي الصحراوي من الم ...
- الفيلم العراقي (آخر السعاة): أفضل ممثل وأفضل سيناريو
- تحدث عن إنجازاته خلال عام.. أحمد نجم فنان شاب أعاد الحياة لل ...
- افتتاحية العدد الثاني من مجلة “أصوات الكوكب الأخرى” باللغة ا ...
- الممثلة السورية يارا صبري تحتفي بعودتها إلى دمشق بعد غياب 12 ...
- زمن الخوف انتهى.. ماذا قيل في أول ستاند-أب كوميدي سوري بعد إ ...
- أفضل أفلام الرعب عام 2024 علم النفس يخبرنا أسباب نجاحها
- موسيقى من أصوات البيئة
- ” هنا” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2024 على النايل سات وعرب ...
- القضاء الأمريكي يسقط دعوى القتل الخطأ عن الممثل أليك بالدوين ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صالح الزبيدي - البيرتو ريوس: عيد الميلاد على الحدود، 1929