رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 8201 - 2024 / 12 / 24 - 20:16
المحور:
الادب والفن
"هناكَ في أزقَّةِ المدينةِ الخلفيةِ
كانَ التاريخُ يتقيأُ
كانَ يسقطُ
وفي الصباحِ يصحو مخموراً
ويُدوِّرُ في الأزقةِ عن ساقِ طفلٍ مقطوعةٍ ...
ليتوكأ عليها"
يا ليت الحكام مثل الشعراء، على الأقل، نتمتع بطريقة عرضهم للألم، لكن هذه ميزة خصها الله للشعراء وحدهم دون الناس، فهم محظوظون بهذه السمة، حتى عندما يتناولون الألم/الوجع/القسوة يقدمونه بصورة جميلة، فمن أي طين جبلوا حتى يمتعونا بألمهم؟
اللافت في هذه الومضة أنسنة "التاريخ" وإعطاءه صورة العاجز المريض، وجعلة من الماضي "كان يتقيأ، كان يسقط" وإذا ما توقفنا عند المكان "أزقة، خلفية" سنجده مكان (حقير) لا يمر به إلا السكارى، أو من هم هاربين عن الأعين من المجرمين، من هنا تم تكرار "الأزقة" وتعرفيها، لتشير إلى فعل قبيح/وحشي.
وإذا ما توقفنا عن "أزقة" غير المعرفة نجد أن جريمة (التاريخ) كانت أخف/أقل من الجريمة الثانية، ففي الأولى كان ضرر (التاريخ) على نفسه "يتقيأ، يسقط" لكن في الثانية "الأزقة" كانت جريمته متعلقة بساق الطفل، وهذا ما جعل جرمه اكبر.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟