أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة- -الماشيح- وحياة ثانية














المزيد.....


الحرب على غزة- -الماشيح- وحياة ثانية


بديعة النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8201 - 2024 / 12 / 24 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يدلّ واقع اليهود على أنهم لا يؤمنون باليوم الآخر، أي بالحياة بعد الموت، وبالتالي فهم ينفون فكرة خلود الروح.
مع أن اليهودية في الأصل تؤمن بأن الروح لا تفنى بعد الموت. حيث كانت إشارات ذلك موجودة في "الكتاب المقدس"، غير أن هذه الإشارات حُذفت منه خلال انعقاد مجمع نيفية المسكوني في القسطنطينية عام ٥٣٣م.

حيث قاموا بتحريفه بهدف جعل المراد من اليوم الآخر ما ينعكس على المؤمنين به في الحياة الدنيا. أي أن هناك حياة ثانية في هذه الحياة لن تحصل إلا حينما تتحقق "نبوءاتهم التوراتية" التي تؤذن بوقوع حرب نووية عالمية في الشرق الأوسط، والتي ستكون حرب كونية هائلة "أرماجدون"، ستقع بين قوى الخير وقوى الشر في منطقة مجدو داخل مرج بن عامر في فلسطين. وهي المنطقة من وجهة نظر اليهود التي هُزم فيها تحتمس الثالث الهكسوس. وبقيام هذه المعركة سيتاح لهم أن يعيشوا الحياة الثانية حيث الأمان والرخاء والأموال التي يحلمون بها.
وعقيدة مثل هذه العقيدة، بالتأكيد ستصنع حرصا على الحياة وتشبثا بها لا مثيل له، لذلك نجدهم يهلعون من الموت ويتهالكوا على الحياة.

فإيمانهم بعدم وجود حياة بعد الموت يدفعهم لتقديس الحياة الدنيا، بل ويعتبرون هذا التقديس واجبا عليهم.
ولذلك فهم يهتمون بالمال وجمعه. فيكنزون الذهب والفضة ويكثرون من التزين بهما.
كما نجد كثرة الأسماء التي تشير إلى أسماء المشتغلين بها، مثل جولد وجولد مان وسيلفر وسيلفر باوم ودياموند وغيرها. ونجدهم يتعاملون بالتمائم التي تحمل كلمة "لحايم" بالعبرية وتعني الحياة.
ومن شدة تمسكهم بالحياة شاع عندهم الدفن فوق مستوى الأرض.

وهم بذلك عكس من يؤمن بخلود الروح والحياة بعد الموت وما ينتظر صاحبها من نعيم مقيم. لذلك فهذا المؤمن لا شيء أحب إليه من الانتقال إليها.
وإذا كان الموت هو البوابة لتلك الحياة فلا أحب إليه من اقتحامها للوصول إلى المطلوب وهو الجنة.

والطبائع التي جُبل عليها اليهود لا تسمح لهم بمجابهة ذلك الذي يطلب الموت، وجها لوجه. وهذا الأمر تم ذكره في القرآن الكريم أكثر من ذي مرة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو.. لماذا انتصر اليهود على العرب عام ١٩٤٨؟.
والجواب يكمن أن العرب قاتلوا اليهود تحت راية القومية لا الإسلام. ناهيك عن أن الجيوش العربية جميعها كان يقودها الإنجليزي "كلوب باشا" في مسرحيات هزلية لا تمر أحداثها على عاقل.
فكيف لها أن تنتصر؟

أما اليوم وبعد السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ فلا عجب أن نجد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لا زالت تحرز الانتصار تلو الانتصار بعد مرور ٤٤٤ يوما على بدء المعركة، بأسلحة بسيطة مقارنة بما تمتلكه ترسانة العدو من أسلحة فتاكة وقاتلة.
فالدافع هو الإسلام، ومعظم الفصائل تقاتل من منطلق عقيدة. وهذه العقيدة هي التي ترهب اليهود.

لذلك نجد أكثر معاركهم أي اليهود من الجو وعن طريق الطائرات والصواريخ أو من مدافع الدبابات.
ومؤخرا يستخدم هذا العدو الجبان الروبوتات والمسيرات. يرتكبون المجازر والإبادة الجماعية والتهجير القسري والتطهير العرقي، يستميتون على الحياة ويعتبرون كل ما يرتكبونه من أعمال وحشية بحق الأبرياء أسبابا ليعيشوا الحياة المؤبدة التي تجنبه الموت، لذلك يتجنب القتال في الميدان.

والمعركة الحقيقة هي المواجهة وجها لوجه في الميدان وقد خسروها أمام المقاومة، ونتيجتها محسومة لهذه المقاومة، وخاصة كتائب القسام لما أحرزه مجاهديها من انتصارات كثيرة منذ بداية الطوفان وقد أتينا على ذكرها في أكثر من مقال.

والجدير بالذكر أن مجاهدي القسام نفذوا مؤخرا في مناطق الشمال وخاصة في جباليا عمليات طعن بالسلاح الأبيض من مسافة صفر وعمليات استشهادية بالأحزمة المتفجرة. وذلك طبيعي فالجنة تتراءى أمامهم وشتان بينهم وبين من تتراءى الدنيا ومغرياتها أمامهم ويرهبهم الموت وأسبابه.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة- لن ينتصروا
- الحرب على غزة- سياسية الأمر الواقع
- الحرب على غزة- المفاوضات لعبة تاريخية
- الحرب على غزة- ألواح إيبلا..ما مصيرها؟
- الحرب على غزة- هل تسقط بالتقادم؟
- الحرب على غزة- استفردوا بالأسرى
- الحرب على غزة- الشرق الأوسط..إلى أين؟؟
- الحرب على غزة- ماذا بعد الجولان؟
- الحرب على غزة- بتروها حينما أرعبتهم
- الحرب على غزة- إما غزة وإما غزة
- الحرب على غزة- خيمة وشتاء آخر
- الحرب على غزة- هل ما تزال ورقة رابحة؟
- الحرب على غزة- المدينة التي لن تُهزَم
- الحرب على غزة- احذروا إعلامهم
- الحرب على غزة- من يصنع التاريخ اليوم؟
- الحرب على غزة- اثبتي يا غزة
- الحرب على غزة- هل هي بداية حرب عظمى؟
- الحرب على غزة- -علينا أن نستمر في قتلهم-
- الحرب على غزة- غريبالدي الطوفان
- الحرب على غزة- خطر الأبواب المفتوحة


المزيد.....




- 4 دول عربية تؤكد استعدادها لدعم الحكومة السورية الجديدة
- بايدن يندّد بالهجوم الصاروخي -الشائن- على أوكرانيا
- مصر.. -الوطنية للإعلام- تحظر استضافة العرّافين والمنجمين
- إندونيسيا تحيي الذكرى الـ 20 لكارثة تسونامي
- عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على غزة
- موزمبيق.. فرار أكثر من 1500 سجين ومقتل العشرات في اشتباكات م ...
- دعوات لتقديم الحوار الوطني في الجزائر
- موسكو.. بنية مواصلات داخلية متينة
- مصر.. قرار من الهيئة الوطنية للإعلام حول استضافة العرافين وا ...
- ترامب: بنما تسرق الولايات المتحدة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة- -الماشيح- وحياة ثانية