|
الإسلام دين و ليس حضارة لها فن
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8201 - 2024 / 12 / 24 - 04:48
المحور:
قضايا ثقافية
عدا سواحل الجنوب في اليمن و عمان و حضرموت المتأثرة بالثقافة الهندية و الإفريقية .. لم يكن في شبة الجزيرة العربية فنون غير الشعر و الكلام المقفي ..حتي أصنامهم حملوها مع القوافل من البلاد المجاورة في شبه جزيرة العرب كانت المباني بسيطة بما في ذلك الكعبة ..و الفنون غائبة ..و الموسيقي و الطرب رتمية بدائية ..هي و الملابس و الحلي و حياة الناس . فلم نجد مثيلا لتلك الفنون الموغلة في القدم التي حفظتها جدران كهوف أوروبا أو مقابر المصريين القدماء و السومريين والأشوريين و البابليين ..و ابناء أمريكا و إسترالياالاصليين . لذلك عندما غزت قواتهم البلاد المجاورة لم يحملوا معهم أى نوع من أنواع الحضارة بما في ذلك الكتاب المقدس الذى لم يكن قد دون بعد .. و تأثروا بالبيئة التي إستعمروا أهلها . ..الثقافة و الفنون و نظم الحكم البيزنطية المسيحية في الشام و مصر .. و ما نقلة البرامكة عن المجوس و الأكاسرة الفرس للدولة العباسية .. ثم ثقافة الأمازيج في شمال إفريقيا .. و لذلك لا نجد عمارة إسلامية موحدة الطراز أو الطابع ..أو ثقافة إسلامية بقدر ما نجد إنعكاسا لحضارة السكان الذين إستعمروا بلادهم علي الفن و الثقافة المحلية بما في ذلك ما كان لأهل شمال اسيا في بخارى و حول بحر القزوين . الدكتور عبد الرحمن بدوى يقول أنه لم يكن هناك ما يسمي بالفلسفة الإسلامية .. لقد كانت يونانية مترجمة .. كذلك عند فحص علوم المراحل الأولي من الدولة العباسية لا نجد هناك علم إسلامي غيرذلك الذى قدمة ابناء الأطراف بما في ذلك علوم الدين و الفقه و السنة . المسلمون الغزاة القادمون من جزيرة العرب كانوا مثل الماء يتشكلون بشكل الوعاء الذى يصبون به ..لذلك و حتي اليوم لا تجد بينهم ملامح حضارية أو فكرية أو فنية مشتركة . .. و لا تجد في بلادهم غير كل ما هو منقول من إنتاج الغير . في بداية حضارة البشر كان الفن يمثل رسوم سحرية أودينية طقسية أقرب للتجريد و الرمز .. و الإنطباع .. منها للنقل عن الطبيعة .. والحكي و القص و المحاكاة. و لقد لاحظ أغلب الباحثين الذين قرأت لهم .. أن هذا هو حال الأعمال الفنية للشعوب البدائية في إفريقيا و امريكا أو الهند و الصين و جنوب شرق أسيا و إستراليا قبل الغزو الأبيض. هذه الفنون كما يقول المؤرخون تأثر بها رواد الحركة الفنية الحديثة .. من أمثال جوجان .. و فان جوخ.. و بيكاسو ..و موديلياني ..و فجرت لديهم طاقات التمرد علي المألوف .. و كسر القيود الأكاديمية و أوصلتهم للتجريد الحديث المقارنة بين قطع من الفن البدائي الذى أنتجته الشعوب الأولي .. و ما قدمه الفنانون في القرن العشرين .. ستجده في كتاب هام بعنوان ((Modern and primitive art )) تأليف شارلي وينتينك .. و المنشور عام 1979 لأوكسفورد. المؤلف عرض فيه نماذج من إنتاج شعوب بدائية ( للرسم أو النحت أو بعض الفنون التطبيقية مثل الأقمشة ، الحلي ، الفريسك .. أو الأدوات المستخدمه في الحرب و السلام .. من سكاكين و رماح .. و دروع .و مقارنتها بمثيلتها الحديثة.. بحيث لا تستطيع أن تميز فيه بين ما صنعه (شاجال) .. و ما قدمه نظيرة الفنان البدائي . تطور الفن من الرمز و التجريد العفوى ..للرمز و التجريد القصدى .. رحلة طويلة تستحق التأمل .. ستجدها في كتب تاريخ الفن مثل ((Gardner s Art through the ages )) كنت أود أن أترجم هذا الكتاب في يوم ما .. و لكنه عمل مكلف في الجهد والطباعة و توزيعه لن يلق الإهتمام الكافي في بلد تعاني من الأمية الفنية و الثقافية . بل أشك أنه يمكن طباعته في بلدنا لكثرة اللوحات و الرسومات التوضيحية ..إلا إذا كان القائم عليه في حجم و نفوذ وزير ثقافة مثل ثروت عكاشة ..كما فعل في موسوعتة ((العين تسمع والأذن ترى)).. و هو أمر أصبح شبه مستحيل مع أسيادنا الجدد المسيطرين علي الفن و النشر أو أنواع وزراء الثقافة الحاليين المؤلف في هذا المرجع الفني الهام .. يستعرض بالصور و الرسومات التوضيحية ..ومقاييس المقارنة بين الحضارات التسلسل الزمني للعصور و كيف سلمت الشعوب بعضها بعضا مشعل الإبداع و الحضارة .. بدأ بالعالم القديم .. و إستعرض فنون الكهوف و المنشأت الحجرية القديمة (ستونهنج Stonehenge) ثم العصر الحجرى..و السومرى ، الأكادى ، البابلي ، الأشورى ، الفارسي ..ثم المصرى القديم الذى يعتبر الجد الأكبر للحضارة المعاصرة بعد أن نقلتها عنه شعوب بحر إيجة (المينوسية) وأسلمتها لليونان و الرومان . تطور الفن في زمن المسيحية المبكر و الأعمال البيزنطية وفنون العصور الوسطي ثم الرومانسي و القوطي تشكل أجزاء مهمة .. من الكتاب المؤلف قدم أيضا لمحات عن فنون الهند و الصين و اليابان ..والسكان الأصليين في أمريكا و جنوب الباسفيك ... ثم فنون عصر النهضة و الباروك و الركوكو ..داخل إيطاليا و خارجها حتي القرن الثامن عشر ... خلال هذا العرض .الموسع . لم نجد حتي صفحات قليلة عن فنون بدو جزيرة العرب .. و التتار و المغول و الاتراك .. الذين حملوا لواء المسلمين بعد سقوط بغداد . .فهو فن متضمن في فنون شعوب أخرى كان بها مبدعين بالكتاب رصد لتطور الفن المعاصر خلال القرن التاسع عشر و يشمل المرحلة الأكاديمية الكلاسيكية و الفن الرومانسي و الخروج للطبيعة التي قادت للواقعية ...ثم ملاحق عن الفن خلال القرن العشرين حيث ظهرت مدارس التأثيرية و التكعيبية والتجريد و الداديزم و السريالية و لقد عرض الكتاب تأثير كل مرحلة علي الفنون .. من رسم للنحت للعمارة للأدب و المسرح و الشعر ...عرض شيق و ممتع لمن يستطيع التواصل بالإنجليزية . المؤلف يقدم بالإضافة للنماذج المعبرة عن العصور .. أهم العوامل الفلسفية التي توضع في الإعتبار عند دراسة الفن ..إذ يتطلب إنتاج العمل الفني توفر ثلاثة عناصر هامة .. السبب ( المضمون )..و الشكل (فورم ).. و وسيلة التوصيل ( حجر ،خشب معدن ، ورق ، جدران .. قماش ...حلي ..و أنواع مختلفة من الألوان ، وقد يكون الوسيط بشر يقومون بالغناء أو التمثيل أو العزف أو عرض الملابس و الحلي ) . . الفن الحديث كسر المألوف في العناصر الثلاثة و إستخدم في التعبير وسائط لم يتخيل أبدا الأجداد .. أنها ستكون موضوعا للفن . اليوم.. بعد رحلة طويلة.. في دراسة الفن و التمتع به ..أشعر بالغربة وأجد نفسي بين شقي الرحي .. أحدهما ما تنتجه بلدى من فن شديد التدهور والبدائية و التخلف (( سينما ، رقص ، موسيقي ،غناء ، نحت ، رسم ، تنسيق حدائق ، ديكور ، عمارة ، ملابس و أثاث)) تجده أينما وجهت نظرك اخره تلك المسوخ التي يسمونها فن إسلامي و التي صمموا علي أساسها أماكن في القصر الجمهورى الجديد و في نفس الوقت أراقب زمن المعجزات مع الذكاء الإصطناعي الذى يغيركل مفاهيم القرون السابقة .. إن في إستطاعة الكومبيوتر و برامج خاصة متداولة في بلاد الواق الواق .. أن يؤدى في دقائق ما يقوم به الفنان ( علي كل المستويات بما في ذلك العمارة أو الموسيقي ) في أيام و أسابيع .. و يخرج إنتاجه من حيث الجودة و الموائمة أفضل . وفي هذه الحالة لن يحتاج فنان المستقبل للموهبة بقدر ما عليه تحسين قدرته علي صياغة طلبه في كلمات يلقن بها عفريت المصباح .. الحدوته لازالت تحمل الكثير .. وقد أعود لها .. لو إنزاحت غمة سيطرة أشباه المتعلمين و المرتزقة علي الإبداع و الفنون.. في بلدنا .. و ظهر بيننا من لا يحرم الفن و يعتبرة من الموبقات ..,و يرى أن لهذا المكان شخصية متفردة تجمع بين الاصالة و المعاصرة .. كما نلحظ في معظم دول الحضارات القديمة .. التي فيها فنانين مبدعين مثقفين تاثروا بحضارة بلدهم ..و إمتلكوا الأدوات المعاصرة في التعبير و لم تشوش رؤيتهم بدائية الإعراب .
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ
-
عندما تختفي الجيوش و تترك بلادها للنهيبة
-
الإنكشارية تعيد إحتلال المنطقة
-
الإرهاب الشرقي نمط حياة
-
لازال طريق المقاومة هو الدرب الصحيح
-
لماذا يشترى الخلايجة في سوق غير مشجع
-
البردية المجهولة(كمان و كمان ).
-
سلوك القتلة ..و مفاهيم الفلسفة
-
شخص يجتهد و لكنه ساخط
-
لم تتغيرأهداف الإستعمار ..تغيرت أساليبه
-
corruption.. الفساد
-
ما بعد الموت عند القدماء
-
الابراج العالية لا تصنع حضارة
-
إنهم يدمرون الأثار ..و سيدمرونها .
-
تدمير الاثار ليس خبرا جديدا
-
نصف قرن من الغربة
-
شهادتكم تهم الأجيال القادمة
-
إقتصاد حرب .. بدون حرب
-
هل مر القطار فلم نلحق به
-
عايز أعيش في زمن أخر
المزيد.....
-
كل ما نعرفه عن تحطم الطائرة في كازاخستان حتى الآن وكيف نفذ ا
...
-
سلاح خطير في الجيش المصري يقلق إسرائيل
-
اليمن.. ارتفاع وفيات الكوليرا في مدينة تعز إلى 54 حالة ورصد
...
-
ياسمين صبري تثير الجدل بنظراتها لجيسون ستاثام
-
هجمات الفصائل العراقية على إسرائيل خلال عام من الحرب - بي بي
...
-
أردوغان: قريبا سنفتتح قنصلية تركية في حلب السورية
-
لافروف: روسيا لم تبادر أبدا إلى الحديث عن استخدام الأسلحة ال
...
-
لافروف: روسيا لا تتوهم بتسوية سلمية في أوكرانيا
-
العراق.. ضبط 100 ألف حبة كبتاغون في النجف
-
علامات جسدية تنذر بحاجتك لـ-فيتامين د- في فصل الشتاء
المزيد.....
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أنغام الربيع Spring Melodies
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|