مثنى إبراهيم الطالقاني
الحوار المتمدن-العدد: 8201 - 2024 / 12 / 24 - 04:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتضح معالم مشهد سياسي معقد يلوح في الأفق الإقليمي والدولي بعد سيناريو سقوط النظام السوري ورحيل الرئيس بشار الأسد، حيث يبدو أن الشرق الأوسط يقترب من نقطة تحول جديدة.
هذه الأحداث تأتي محملة بتهديدات أمريكية وإسرائيلية متكررة بتغيير وجه المنطقة، وهي تهديدات تحمل في طياتها دلالات استراتيجية وتداعيات خطيرة على دول محور المقاومة وعلى مسارها العراق.
وسط هذه التطورات، تتحرك الدبلوماسية الأوروبية، وكذلك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق محمد الحسان، حاملةً رسائل واضحة من واشنطن وتل أبيب، تحت عنوان “الفرصة الأخيرة”، يبدو أن الرسائل تستهدف الضغط على الحكومة العراقية برئاسة السيد محمد شياع السوداني، لدفعها إلى إعادة النظر في مواقفها الإقليمية وعلاقاتها مع إيران.
كما أن العراق اليوم يقف أمام مأزق كبير في تحديد مساره محوره، فإن لابد الأحداث التي قد تلي سقوط النظام السوري ستضعه في مرمى التحولات السياسية والجيوسياسية الكبرى.
الجمهورية الاسلامية في إيران، الحليف الأبرز للعراق أو العكس في هذا المحور، وتدرك خطورة المرحلة، خاصة بعد التهديدات المتزايدة التي تطال قادة فصائل المقاومة في العراق والتي يبدو أن هذه التهديدات تهدف إلى تفكيك القوى العراقية المرتبطة بالمحور الإيراني وإعادة صياغة موازين القوى داخل البلاد.
في ظل هذه التحديات، قد تجد إيران نفسها مضطرة إلى المراهنة على شخصيات ذات تأثير واسع في الساحة العراقية، مثل السيد مقتدى الصدر.. ورقة الصدر قد تكون حاسمة في مرحلة تتطلب توحيد الصفوف الداخلية، خاصة بعد الضغوط المتصاعدة التي تطال حلفاء إيران التقليديين داخل العراق.
مع استمرار الضغوط الدولية والإقليمية، يبقى التساؤل الأهم.. ماذا ينتظر العراق خلال هذا الفترة القريبة القادمة؟
أعتقد ان لا أحد يستطيع التكهن بعمق وتبدو الإجابة محاطة بالغموض، لكن المؤشرات تدل على أن العراق قد يكون أمام أحد السيناريوهات ومنها زيادة التوترات السياسية أو الأمنية نتيجة التدخلات الخارجية والضغوط على الحكومة.
كذلك تقديم تنازلات أو إعادة تموضع في علاقاته مع إيران ودول الجوار أو سيناريو يتطلب مواجهة تحديات أكبر داخلياً وخارجياً.
وكثيراً ما يتعرض العراق الى فرض أرادات يجعله يقف عند مفترق طرق حاسم، حيث تتداخل التهديدات الإقليمية مع الضغوط الدولية لتصنع مشهداً غير مستقر ومفتوحاً على جميع الاحتمالات.
ويبقى على الحكومة العراقية وفق تقديراتها أن تطلع على الواقع الحتمي للمرحلة المقبلة وأن تتدارك الأزمة مع فصائل المقاومة التي تتطلب اتخاذ قرارات شجاعة وحكيمة للحفاظ على سيادة البلاد واستقرارها، وسط عاصفة لا يبدو أنها ستنتهي قريباً.
#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟