علاء هادي الحطاب
الحوار المتمدن-العدد: 8201 - 2024 / 12 / 24 - 00:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
د. علاء هادي الحطاب
لا شك أن سقوط نظام البعث وبشار الأسد كان متوقعا منذ سنوات نتيجة الظلم والدكتاتورية التي رافقت نهج هذه السلطة منذ وصول حافظ أسد إليها بانقلاب عسكري، سماه كعادة كل الانقلابيين بثورة تصحيحية. أما بشار الاسد فقد تسلم الحكم بعد وفاة والده بانقلاب قانوني، إذ تم تعديل الدستور السوري برمشة عين لأجل سواد عيون بشار وضمان بقاء مفاتيح القصر بيده، فتم تقليل عمر الرئيس السوري دستوريا بما يتوافق مع بشار بالتمام والكمال، وهكذا بقي يحكم سوريا كما حكم البعثيون العراق حتى إسقاطه وهروبه في جنح الليل، فهكذا حكم قائم على الحديد والنار حتما سيسقط يوما، وإن طال انتظار هذا اليوم، فعدالة السماء تقضي ان دائرة الظلم لا تدوم وتعود على صاحبها ولو بعد حين.
سقوط الاسد بهذه الطريقة، ومن خلال مجموعة توصم بالتطرف والتشدد الديني والعقائدي، مع وجود مجموعات اخرى سبق أن خاضت معها حروبا ومعارك، بالاضافة الى مستوى عالٍ من الطائفية في المجتمع السوري نتيجة صراعات سابقة، فضلا عن تدخل دول متعددة لدعم جماعات موالية لها، وواقع اقتصادي اقل ما يقال عنه انه مزرٍ وكارثي، كل ذلك يجعل انتقال السلطة في سوريا ليس سهلا، سيما أن دائرة الثأر من قبل الضحايا انطلقت ولا أحد يعرف كيف ومتى ستتوقف، إن توقفت اصلا.
وصول حكومة انتقالية طابعها وتجربتها الاساس هو حكومة الإنقاذ في ادلب والتي هي نتاج لجبهة النصرة المتطرفة يجعل المؤشرات مقلقة بشأن مستقبل سوريا وانعكاساته على العراق.
فما يهمنا اليوم هو استقرار الوضع السياسي والاجتماعي في سوريا، إذ ان ذلك ينعكس على العراق، فلو دارت عجلة الثأر والطائفية والتطرف، فإن ارتدادات ذلك ستصيب العراق في انعكاساتها، طبعاً مع وجود بيئات دينية وسياسية وحتى اجتماعية في العراق جاهزة للتماهي مع أي فعل طائفي يحدث في سوريا، تغذيه دول ومحاور تحاول أن تثبت أن تجربة ما بعد الأسد لن تكون بأي حال من الاحوال أفضل من تجربة الأسد.
لذا علينا اليوم كنخب ثقافية أن نشخص مكامن الخطر وسيناريوهات الازمة الراهنة، ونضع تصورات لحلول تمثل كُلفاً أقل على الدولة العراقية، وسط صراع دولي كبير لن نكون بمعزل عنه مهما اجتهدنا.
#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟