أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - هل سيعي الساسة العراقيون خطورة تغيّر توازن القوى في الشرق الأوسط من بعد أحداث سوريا؟














المزيد.....


هل سيعي الساسة العراقيون خطورة تغيّر توازن القوى في الشرق الأوسط من بعد أحداث سوريا؟


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 17:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بشكل مفاجئ، سيطرت يوم الأحد 8 كانون أول فصائل الجماعات السورية المسلحة على العاصمة دمشق بعد هجوم خاطف عبر البلاد وتنازل الرئيس بشار الأسد عن السلطة ومغادرته سوريا متوجها إلى روسيا راعيته الأقوى. كيف حدث هذا بهذه السرعة - بعد فترة طويلة - من ركود الحرب الأهلية السورية التي استمرت ثلاثة عشر عاما؟ وماذا سيحدث بعد ذلك لسوريا والشرق الأوسط التي كانت تشكل الأحداث قبضة بيد القوى الخارجية ؟.. على هذه الأسئلة العاجلة يجيب الخبراء بالتالي:

لقد تغير توازن القوى في الشرق الأوسط بسرعة وستحتاج الولايات المتحدة إلى استراتيجية جديدة فيما سوريا الجديدة قد تطبع العلاقات مع إسرائيل وتعيد ترتيب المنطقة. سقوط الأسد هو فرصة لا تتكرر في المنطقة إلا مرة واحدة في العمر. سقوط الأسد جعل روسيا تفقد قوتها، ومزاعمها كقوة عظمى في الشرق الأوسط فشلت. ومع انهيار وكلائها، إيران، ستعيد النظر في استراتيجيتها الأمنية. ربما سيصبح المتمردون الحوثيون في اليمن الوكيل الإيراني التالي الذي يسقط؟. بين السوريين هناك شعور بأن لا شيء مضمون وأن كل شيء ممكن أن يحدث.

أدى سقوط نظام الأسد وبسرعة مذهلة في أقل من أسبوعين من الهجوم المنسق من قبل مجموعة واسعة من منظمات المعارضة والجماعات الإسلامية المتطرفة إلى تغيير الخريطة السياسية والعسكرية وتوازن القوى في الشرق الأوسط وخارجه، فيما انتهى المشروع الإيراني المهيمن في سوريا وتوقفت أساليب القتل والسجن والتعذيب وتهجير الملايين التي كان يعاني منها الشعب السوري طويلا. لكن في حين قد يستغرق تحديد مستقبل القواعد الروسية ومصير قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، فإن معالم الحكم المؤقت والدور الجديد لسوريا في المنطقة سيستغرق وقتا لأن تتضح معالمه. فمن غير الواضح اليوم من هي القوى التي ستحكم سوريا ومدى تأييد السوريين لها في ظل انتعاش الجماعات الإرهابية وتمدد تموضعها في مفاصل الدولة.

المتابع للعديد من الآراء في هذه المرحلة المبكرة يكتشف: أولا، كانت قبضة الأسد على السلطة أكثر هشاشة مما كان ينظر إليه على نطاق دولي واسع، وخاصة من قبل أولئك الذين ينصحون بالمصالحة والتطبيع معه. ثانيا، عانت إيران وروسيا من خسارة دراماتيكية لنفوذهما في سوريا والمنطقة نتيجة للحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، مما يجعل من المستحيل عليهما إنقاذ الأسد في عام 2024 كما فعلوا في عامي 2014 و2015. ثالثا، تركيا هي الدولة الوحيدة التي يبدو أنها كانت لديها استراتيجية رابحة تمارسها في سوريا ((معارضة الأسد أثناء التفاوض مع داعميه، استضافة اللاجئين، دعم المعارضة سياسيا وعسكريا، محاربة وحدات حماية الشعب، وهي فرع من جماعة حزب العمال الكردستاني (PKK) المناهضة لتركيا في شمال سوريا. أيضا، تمتعها بنفوذ اقتصادي ودبلوماسي وعسكري لا مثيل له للتأثير على عملية الاستقرار واستمالة حسن نية عدد كبير من السوريين)). رابعا، انهيار النهج الأمريكي تجاه سوريا على مدى العقد الماضي مع وقف المساعدات والتسامح مع رعاية الإيرانيين للأسد والتركيز المفرط على تنظيم الدولة الإسلامية.

إن سقوط النظام ورحيل الأسد دون مقاومة يمكن أن يمهد الطريق للإصلاح السياسي وإرساء الديمقراطية وإعادة بناء الدولة التي مزقتها الحرب. وهناك فرصة لتشكيل حكومة شاملة تمثل سكان سوريا المتنوعين عرقيا ودينيا، وتعزز التعافي الاقتصادي، وتسمح للاجئين والنازحين داخليا بالعودة الى اماكنهم الاصلية والتأكد من أن جميع أصحاب المصلحة بما في ذلك جماعات المعارضة والمجتمع المدني ومجتمعات الأقليات، لديهم صوت، في تشكيل مستقبل سوريا وإعطاء الأولوية لتحقيق الاستقرار الفوري والتمويل الإنساني لإعادة بناء البنية التحتية وتوفير الرعاية الصحية ودعم الزخم من أجل عودة سريعة للاجئين والنازحين واستئناف الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في جميع أنحاء سوريا لمنع تحول الوضع إلى الفوضى.

واذا كان سقوط نظام الأسد فرصة لمعالجة القضايا المعقدة التي طالما شغلت المنطقة واثرت على عدم حلحلة الاوضاع المعقدة في سوريا والمنطقة. الا ان ذلك لن يكون ـ بالتأكيد - حل سحري يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الاستقرار إذا لم تتم إدارته بعناية وممارسة الإدارة الامريكية نهجا متوازنا واستراتيجيا يركز على عدم التدخل في شؤون منظومة الحكم في سوريا والأمن والاستقرار الإقليمي؟. بيد إن سقوط نظام الأسد هو مسمار آخر في نعش محور المقاومة الإيراني، الأمر الذي سيدفع طهران إلى إعادة النظر في استراتيجيتها الأمنية. ومن جانب آخر، على التنظيمات العراقية المسلحة ان تغير طريقة تفكيرها وخطابها الذي يتعارض مع مفهوم التعددية السياسية والقيم الوطنية ومبدأ الانتقال السلمي للسلطة. وان تقتنع بأن السياسة الممتدة من طهران عبر بغداد إلى دمشق وجنوب لبنان قد ولى عهدها وعليها أن تؤمن بجدوى عملية التنافس السياسي والانفتاح على المكونات والقوى السياسية والمجتمعية المعارضة، بديلا عن الانخراط في حروب مكلفة أخرى لا نهاية لها سوى الدمار والمزيد من الدماء وتمزق الدولة والوحدة الوطنية. يقودنا هذا وبسبب خطورة الأوضاع وإعادة الدول الفاعلة رسم خارطة تموضعها في المنطقة من جديد، قد يكلف العراق ثمنا باهضا، إلى السؤال: متى تغير القوى السياسية الماسكة بالحكم واسلوب المحاصصة التوافقية، طريقة تفكيرها وتعاملها مع مصالح العراق التي تتعلق بمصير ومستقبل أبناء الشعب، وأن تتوقف عن التهريج الطائفي الذي بسببه يشتد العنف العقائدي، وبسببه أيضا، أصبح العراق، يتيما خربا، يعاني من الأزمات والتخلف والدمار وعدم التوازن المجتمعي؟..



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلقات مفقودة تعرقل إيجاد مخرج لضبط إيقاع السياسة والمشهد الم ...
- ماكينة القمع تعود بذات الأساليب وذات الأدوات من جديد
- الصياغات المتشددة تجاه أفراد المجتمع ومخاطرها على الحياة الم ...
- نقابة المحامين العراقية... تقفز فوق قيّم مبادئها.. لمصلحة مَ ...
- تأليف السيناريو يجعل : المكتوب على الورق جديرا بالانتقال الى ...
- هل سيعيد سياسيو قوى التغيير تقييم استراتيجياتهم السياسية.. و ...
- الإعتبارات القيمية لثورة 14 تموز 1958 العراقية من حيث الجوهر ...
- 14 تموز.. الثورة التي حققت انجازات كبيرة خلال فترة قياسية
- في العراق... على من تقع مسؤولية تغيير اتجاه البوصلة السياسية ...
- عيد -اليوم الوطني- محور مهم للتعبير عن الهوية وتعزيز الشعور ...
- محنة تخلف عقلية الطبقة السياسية... أحد مظاهر فشل الدولة
- بسبب إنعدام المساءلة والرقابة..طالما ينتهك أصحاب السلطة مقوم ...
- العراق بين تداعيات الأزمات وصراعات القوى السياسية
- في العراق لا يجد مئات الصحفيين مكانا لتحقيق مهامهم بين أوساط ...
- اللغة ليست مجرد وسيلة ملازمة للنصوص الأدبية
- لمصلحة من لا يتحقق السلم المجتعي ويسود العراق جرائم القتل ال ...
- فيلم وثائقي يحكي قصة قرية فلسطينية في الضفة الغربية
- منهج سياسي قاصر.. يضع معوقات حتمية أمام تطور الدولة والمجتمع
- التواجد الأمريكي ورد فعل الميليشيات الولائية على الساحة العر ...
- التواجد الأمريكي في العراق في ظل الصراع في الشرق الأوسط وحرب ...


المزيد.....




- محكمة روسية تصدر حكما بالسجن 15 عاما على مواطن أمريكي بتهمة ...
- بعد قتل مراهق طعنًا.. هذه الدولة تقرر حظر -تيك توك- لعام كام ...
- مصر.. السيسي يصدر عفوا رئاسيا عن 54 من المحكوم عليهم من أبنا ...
- مولدوفا.. تفكيك شبكة جديدة لتهريب الفارين من الخدمة العسكرية ...
- تسريبات.. هواتف -آيفون- التي ستخسر دعم آبل مع إطلاق iOS 19
- تايلاند تخطط لتقليص عدد قواتها المسلحة
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1480 عسكريا أوكرانيا خلال 24 ...
- أحمد الشرع: الرغبة في بناء سوريا والتخلص من وصمة الماضي – ال ...
- وول مارت تبيع قمصانا عليها صورة السنوار وإسرائيل تستشيط غضبا ...
- 12 قتيلًا على الأقل بإنفجار في مصنع للمتفجرات شمال غرب تركيا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - هل سيعي الساسة العراقيون خطورة تغيّر توازن القوى في الشرق الأوسط من بعد أحداث سوريا؟