خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 13:20
المحور:
الادب والفن
في زاويةٍ بعيدةٍ من الكون،
حيث الصمتُ يبتكرُ لغته،
جلستُ أخيطُ أحلامي بإبرةِ ضوء،
وأرتقُ ثقوبَ الروحِ بأغنياتٍ منسية.
كلُّ شيءٍ هنا يهمسُ،
الأشجارُ تنحني لتلتقطَ ظلالها،
الأنهارُ تسيرُ عكسَ التيار،
والسماءُ تخلعُ زرقتها لتتنفسَ الليل.
أنا ظلُّ الوقت،
أراقبُ الساعاتِ وهي تبتلعُ نفسها،
أعبرُ بين المرايا،
أرى وجهي يتكسرُ كزجاجٍ يتعلم الطيران.
الأرضُ ليست أرضًا،
إنها ذاكرةٌ تستريحُ تحت أقدامنا،
تنبتُ من جراحها ورودٌ بلا أسماء،
وأشجارٌ تضحكُ حينَ تُحرق.
في قلبي غابةٌ من أصواتٍ،
صوتُ الريحِ يعلمني الرقص،
صوتُ المطرِ يكتبُ على جلدي قصائدَ لا تُمحى،
وصوتُ الصمتِ يصيحُ: لا تخف.
رأيتُ الحياةَ تتوارى خلف ستارٍ رقيق،
تنتظرُ أن نراها بعيونٍ أخرى،
عيونٍ تعرفُ كيف تصنعُ من الخسارةِ جناحين،
ومن الرمادِ قممًا لا تطالها الريح.
لستُ هنا لأبقى،
أنا عابرٌ يتعلمُ كيف يكونُ الماء،
كيف ينسابُ دون أن يكسرهُ شيء،
وكيف يصيرُ، في النهاية، بحرًا لا ينتهي.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟