أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - مقابلة حصرية خصّني بها الرئيس السابق بشار الأسد














المزيد.....


مقابلة حصرية خصّني بها الرئيس السابق بشار الأسد


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 10:01
المحور: كتابات ساخرة
    


بين السخرية المبطّنة والأسئلة المحرجة، كان اللقاء مع الرئيس السابق أشبه بمسرحية هزلية طغت عليها محاولات التبرير المتعثرة والانفصال الواضح عن الواقع. هنا، نروي تفاصيل هذه المقابلة التي بدأت بابتسامة متكلفة وانتهت بغضبٍ مكتوم، كاشفةً خفايا ظلال حكمٍ غادر.

- بدايةً، نهنئك بالسلامة على وصولك الآمن إلى موسكو، أنت وعائلتك وأهم مرافقيك.
- شكراً... (مع ابتسامة أقرب ما تكون إلى "كأنني انتصرت").

- سيادة الرئيس السابق، تابعتُ أحداث ما بعد خلعك من الحكم، ويبدو أن الفرحة العامة كانت طاغية. بسمات على الوجوه، صيحات الفرح، أغانٍ شعبية، والبعض وزّع الحلوى في الشوارع. حتى الأشجار رفرفت أوراقها ابتهاجاً.. لم نرَ شخصاً واحداً في حالة حزن على رحيلك، ولا حتى مقالاً أو منشوراً صغيراً يشيد بك من الذين كانوا يمجّدونك ليل نهار. كيف تفسر ذلك؟

- إنها مؤامرة إقليمية دولية. ثم إن الناس يرتعدون ذعراً من التعبير عن رأيهم الحقيقي؛ خوفاً من بطش الإرهابيين الذين استلموا السلطة.

- مفهوم. لكن حتى من في الخارج، حيث لا إرهاب ولا فروع أمنية، والحرية هناك مطلقة، بدوا مبتهجين. أليس هذا مثيراً للتساؤل؟

- لكلٍ حريته، ومن حقهم التعبير سلباً أو إيجاباً.

- لكن سيادة الرئيس السابق، الشعب في الداخل لم يكن حراً ليعبّر من الأساس، لا سلباً ولا إيجاباً!

- أولاً، أرجو أن تتوقف عن استخدام عبارة "الرئيس السابق". لقد كررتها كثيراً بشكل مستفز، وما زلت أُعِدّ نفسي رئيس الجمهورية العربية السورية الشرعي. ثانياً، الحرية لا تعني الإساءة والشتم والقدح والذم.. دون دليل.

- كل ما شهدته البلاد من قمع وظلم وتفقير وإهانة للكرامة وتهجير ونزوح... ألا تُعدّ أدلة كافية؟ السجون والفروع الأمنية التي أصبحت أكثر عدداً من الجامعات والمستشفيات، أليس هذا مؤشراً على حجم الكارثة؟ وكأنك لم تُشاهد مقاطع الفيديو التي وثّقت مآسي سجن صيدنايا، وفرع فلسطين، وغيرها من المعتقلات... تلك القصص التي تقشعرّ لها الأبدان! سيادة الرئيس السابق، حقاً أمرك مثير للدهشة!

- (وقد بدأ يرفع نبرة صوته): للمرة الأخيرة، أقول لك، لا تستخدم العبارة المقيتة "الرئيس السابق". إذا فعلت ذلك مرة أخرى، سأضطر لإنهاء المقابلة فوراً!

- حسناً، دعنا نعود إلى السؤال الأهم: كيف تمكّنت من نقل كل تلك الأموال والثروات التي سمعنا عنها؟ هناك شائعات تقول إنك شحنتها في طائرات شحن روسية. هل هذا صحيح؟

- (يتلعثم): شائعات! كلها شائعات مغرضة. أنا شخص بسيط عشت حياة متواضعة...

- متواضعة؟ وكل ما شاهدناه في قصورك وقصور أخيك ماهر من بذخ وترف يذكرنا بأساطير وحكايات ملوك ألف ليلة وليلة، وتقول إن حياتكم كانت متواضعة؟

- نعم متواضعة وبسيطة جداً، والقصور التي أشرت إليها ليست ملكاً للرئيس بل هي أملاك للدولة.

- فهمت، يعني كنت تجلس على العرش كضيف بسيط، فقط تستعير القصور، والذهب، وحمامات السباحة المزينة بالكريستال، وكل ذلك تحت شعار "التواضع". رائع، يبدو أن مفهوم البساطة لديكم يحتاج إلى مراجعة. سؤال أخير، ما خططك المستقبلية الآن؟ هل تفكر بكتابة مذكراتك مثلاً؟
- بالتأكيد، لديّ الكثير لأقوله. سأكتب عن المؤامرات الكونية التي واجهناها وكيف أنني دافعت عن الوطن بكل ما أملك.

- وهل ستذكر في مذكراتك، سيادة الرئيس السابق، كيف تحوّل "الوطن" إلى سجنٍ كبير؟

- (يقف غاضباً): انتهت المقابلة!

- يبدو أننا بدأنا المقابلة برئيس سابق، وأنهيناها بحاكم مغادر للواقع. بالتوفيق في كتابك، الذي قد يصبح المرجع الأول في كيفية صناعة الكوارث! والذي لن يقرأه سوى مرافقيك! ولعلهم يصفقون لك أيضاً، كما اعتادوا أن يفعلوا وهم يحفظونه عن ظهر قلب حتى قبل أن تكتبه.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيهان.. وعدُ العدسة وخلودُ القضية
- نحو دستور يُحيي قيم العدالة والمساواة في سوريا
- عبء القُربى في زمن القمع
- المال المسروق.. من قنوات الفساد إلى قنوات التعويض
- سوريا بين الكنز المفقود والرصاص الصامت
- الغرفة التي لم تكن سرية
- بين المزايدات والفرص المهدورة: قراءة في حال -محور المقاومة-
- «التكويع» تحت المجهر: لماذا يغيّر الإنسان مواقفه؟
- المصالحة والاعتدال.. نحو استراتيجية واعدة
- أخيراً.. صفحة الاستبداد والقهر تُطوى ليبزغ فجر الحرية
- حين أدار الأسد ظهره للأمل.. سوريا والقرار 2254
- منهجية إدارة الأزمة السورية.. بين دروس الماضي وضرورات المستق ...
- سوريا المنهكة.. هل يشكل الحوار طوق النجاة؟
- سوريا، بل المنطقة عموماً إلى أين؟
- وجهة نظر في وقف إطلاق النار بين حزب الله و-إسرائيل-
- هل ما شهدناه أمس، بداية الغيث؟
- ما له وما عليه؟
- بالنقاط أم بالضربة القاضية؟
- عواقب عدم تفعيل وحدة الساحات
- لم يتصدّع جسدي بعدُ


المزيد.....




- فنان مصري يستغيث بعد طرده من منزله للشارع
- ارتياح تنظيمي للدورة الثانية لمعرض كتاب الطفل والشباب بالدار ...
- تقرير سنوي: حرب غزة محفز جيوسياسي للإسلاموفوبيا في أوروبا
- مؤسسة قطر تطلق مبادرة -بالعربي- لتعزيز الأفكار الملهمة باللغ ...
- الاعلان الرسمي لفيلم الدشاش.. الأكشن والإثارة محمد سعد في هذ ...
- فنانون سوريون -واهمون ومخدوعون-
- ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ينعون الفنان الأردني هشام ...
- -معاريف-: الاستخبارات الإسرائيلية بدأت دورات لتعليم اللهجة و ...
- لغز الفرعون: هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي تحدث عنه الك ...
- موسيقى من قعر بحر الإسكندرية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - مقابلة حصرية خصّني بها الرئيس السابق بشار الأسد