أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - صكوك الغفران جذر لاخر رواية لماركيز














المزيد.....


صكوك الغفران جذر لاخر رواية لماركيز


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 09:41
المحور: الادب والفن
    


استغرق ماركيز ثماني سنوات ليكمل اخر رواياته ( عن الحب وشياطين اخرى ) وتتمكن الحيرة والتساؤل من القاريء لمدة الكتابة فيما استغرق سنة ونصفا لانجازه اهم رواياته مائة عام من العزلة .
يمكن تلخيص كثير من الروايات بنصف صفحة ان نظرت اليها كحكاية تروى , فليست رواية عن الحب سوى فتاة صغيرة يعضها كلب فتبدا بالتصرف بشيء من الوحشية ما يضطر الكنيسة لحجزها ظنا منهم ان مسا شيطانيا اصابها .
لا يمكن فهم الرواية دون معرفة محاكم التفتيش التي شكلت باسبانيا سنة 1242 لمتابعة تهم الالحاد ومعالجة المصابين بمس شيطاني .
في مقدمة الرواية يروي ماركيز كيف انبثقت بذهنه فكرتها .
فقد كلفه رئيس تحرير الصحيفة ان يمضي الى قبور سراديب دير كلارا فقد قرروا بيع دير الراهبات التاريخي الذي تم تحويله لمشفى منذ حوالي قرن لاقامة فندق ذي خمس نجوم .
كانت سراديب الدير تحتوي قبور ثلاثة اجيال من الاساقفة ورئيسات الدير, وقد شرعوا بتفريغ القبور وتسليم البقايا لمن يطالب بها ودفن الباقي في حفرة مشتركة .
في الكوة الثالثة للمذبح جوار مكان الانجيل تحطمت شاهدة اثر ضربة معول وانبعثت خارجه جديلة حية ذات لون نحاسي كثيفانها لماريا طول جديلتها 22 مترا.
ربط ماركيز بين هذه الحادثة وما روته له جدته عن اسطورة الماركيزة الصغيرة ذات الاثنتي عشر عاما التي كانت جديلتها تنثال وراءها وقد ماتت مسعورة اثر عضة كلب وكانت طفلة مبجلة في شعوب الكاريبي .
بصحبة احدى الخادمات هاجم كلب مسعور ماريا الابنة الوحيدة لماركيز التي خرجت لشراء سلاسل من اوراق الزينة ذات الجلاجل بهدف احياء عيد ميلادها الثاني عشر .
وكانت مثل هذه الحوادث معتادة لذا عالجتها الخادمة واخفت السر عن اهلها .
لقد تم تحذير الفتاتين بعدم تجاوز بوابة التجار لكن الخادمة اغرتها ضوضاء ميناء النخاسة فجّرت الصغيرة حتى الجسر المتحرك القائم في ضواحي خيتشيماني .
لقد تاخر المركب الذي يقل عبيدا للبيع اسبوعا بسبب الخوف من تفشي وباء افريقي ولاخفاء الامر رميت الجثث في الماء لكن في الصباح الباكر اخرجها هيجان البحر وظهرت على السطح مشوهة متورمة ولها لون كبريتي غريب .
لتعويض الخسارة بيعت عبدة اسيرة حبشية ملطخة بالدبس جعلها جمالها الخلاب كالدمية لقد بيعت بمقدار وزنها ذهبا .

اكناتيو اب الطفلة عشق امراة في العشرين من عمره فنفاه عنها ابوه لمزرعته وبعد عناء وانقضاء وقت ثقيل تزوج من امراة ماتت مصقوعة فتزوج من برناردا ابنة رئيس عمال عند ابيه وهي امراة شهوانية متهورة .
كان اكناتيو متواضعا وليست له صفات بارزة نشا تلاحقه دلائل التخلف العقلي ولم يكن يحب احدا واول خبر سمع عنه هو حبه لاحدى حبيسات الراعية القديسة اوليفيا التي اتهمت بالجنون وحين نفاه ابوه الماركيز ليبعده عنها قال ( احيا فزعا من الحياة ) اكتسب في منفاه الطابع الحزين والمظهر الصامت والدافع التاملي وفتور الهمة والكلام البطيء الميل الصوفي .
انه وريث اسرة ثرية ماركيزية افل نجمها وتعيش خريف مجدها .
وبزلة لسان تخبر الخادمة الام برناردا بعضة الكلب صغيرتها ويعلم بعد ذلك الاب فيقصد طبيبا يخبره بان لا علاج للسعار وينصحه بان يوفروا للطفلة جوا مرحا جميلا فان نهايتها الموت قريبا .
الام الفاجرة كانت تكره بنتها فتركتها تنمو بين عبيدهم فكسبت الفتاة لغات عدة منهم وتمتعت بصوت ساحر ومواهب خارقة وكانت الام تخشى منها فكانت تضع بقدميها منبها.
الكنيسة تطالب الماركيز بان يودع الطفلة لديها لتطهيرها من مس شيطاني اصابها حسب اعتقادهم فيوافق الاب وهناك تحجر في سجن صغير في الكنيسة وحيدة جوار المجذومات المعتقلات .
( عندما فتحت الحارسة باب حجرة ماريا انبعثت منها رائحة عفنة كانت الطفلة مضطجعة على ظهرها فوق السرير الحجري بلا مرتبة ومربوطة بسيور جلدية من يديها ورجليها بدت كالميتة غير انعينيها عكست نور البحر ).
في زنزانتها المنفردة امر مطران الكنيسة بالحاقها بالدير ليشرف على تطهيرها من الشياطين الاب ديلاروا بالماء المقدس والزيوت لكنها يقع في حبها مما دفعهم لادانته وتجريده من مكانته.
كتبت الرواية في 1994 تجري احداثها في القرون الوسطى بامريكا اللاتينية .
وفيما يؤكد طبيبها بان الطفلة تجاوزت الخطر لانها عاشت شهرين تخالف رأيه الكنيسة مؤكدة ان بها مسا شيطانيا .
تتعرض الفتاة ضحية ابوين غير منسجمين مع بعضهما منذ البداية تتعرض لاقسى انواع الاهانة والتعذيب الروحي والجسدي بحكم معتقدات بالية لكنيسة محاكم التفتيش وصكوك الغفران .
هنا يؤكد ماركيز بان الحب ليس حلا خلافا لاطروحات دستوفسكي في روايته الجريمة والعقاب .
في الرواية يظهر ماركيز وقد بلغ القمة في اسلوبه الغرائبي غائرا في اعماق الانفس البشرية ليستنبط حقائقها وما تستر منها مستفيدا من المعطيات التاريخية وغنيا بخيال غاية الخصوبة .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسجيل لحكايا برقية ج3
- مقدمة كتاب ماركيزيات
- جمال الموت يغير الواقع
- النوبلية نادين جورديمرالموت افلاس اخير
- الباكورة السليمانية كتاب تسبب بحرق صاحبه
- مكتبات غزة وقود لصنع الرغيف
- الرواية القصيرة في الطريق الى الصدارة
- النوبلية اليس مونرو الاسباب الخفية وراء العشق
- البصرة وساحة الامويين يوم السقوط
- كتاب النظام العالمي لهنري كيسنجر
- كتاب مكان تحت الشمس لنتنياهو
- رواية الزوجات والمحظيات الموت كرها
- رواية الكتاب الذهبي لدوريس ليسسينج
- المكتبات البصرية تاريخا وواقعا
- الروائية كاواكامي العزلة وراء جفاف الروح
- كتااب البصائر والذخائر للتوحيدي
- افتتاح مركز المخطوطات والتراث البصري
- حفل توقيع كتب لعشرة كتاب بصريين
- رواية المفتاح وامتداح الخالة سلفة من الخلود
- نوبل 2024 للكورية هان كانغ


المزيد.....




- فنان مصري يستغيث بعد طرده من منزله للشارع
- ارتياح تنظيمي للدورة الثانية لمعرض كتاب الطفل والشباب بالدار ...
- تقرير سنوي: حرب غزة محفز جيوسياسي للإسلاموفوبيا في أوروبا
- مؤسسة قطر تطلق مبادرة -بالعربي- لتعزيز الأفكار الملهمة باللغ ...
- الاعلان الرسمي لفيلم الدشاش.. الأكشن والإثارة محمد سعد في هذ ...
- فنانون سوريون -واهمون ومخدوعون-
- ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ينعون الفنان الأردني هشام ...
- -معاريف-: الاستخبارات الإسرائيلية بدأت دورات لتعليم اللهجة و ...
- لغز الفرعون: هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي تحدث عنه الك ...
- موسيقى من قعر بحر الإسكندرية


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - صكوك الغفران جذر لاخر رواية لماركيز