بلقيس الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 09:41
المحور:
الادب والفن
قي يوم ربيعي مشمس،قررت سعاد زيارة ماجدة زميلتها في المدرسة لتبارك لها بزواج ابنتها . استقبلتها ماجدة بحرارة ودعتها بالجلوس في الصالة .و جلست معها لفترة قصيرة ثم استاذنت منها لتذهب الى المطبخ لتعد طعام الغداء .
كان في الصالة ابن ماجدة وصديقه احمد الذي كان في زيارتهم في ذلك اليوم .لم تمكث سعاد جالسة لوحدها في الصالة ، فلحقت بماجدة للمطبخ تاركة حقيبتها في الصالة ولم يخطر ببالها بان الاولاد سيفتحون حقيبتها .
استغل احمد غياب سعاد وفتح حقيبتها وسرق كارت البنك ، ومن سوء حظ سعاد انها كتبت كود البنك في الحقيبة. هرع احمد مع الكارت الى اقرب بانكومات سحب كل المبلغ البالغ ثلاثة الاف كرونة وابقى الحساب بالناقص. .
لم تشعر سعاد بالسرقة الا بعد يومين حين كانت تستعد لاصطحاب طالبات الصف التحضيري الى بعض المحلات التجارية ليتعلمن كيفية التعامل باللغة السويدية . فتحت حقيبتها لتتفقد كارت البنك لانها كانت تنوي شراء جاكيت . لم تجد الكارت وظنت انها فقدته في مكان ما ، وبسرعة اتصلت بالبنك لايقافه
وعندما عادت سعاد الى البيت ، وجدت رسالة من البنك تخبرها بان حسابها قد اصبح بالناقص وان المبلغ قد سحب يوم السبت . انه اليوم الذي كانت فيه في زيارة ماجدة . طلبت من البنك ان يعطوها اسم المكان الذي سرق منه المبلغ و كان المكان الذي كانت فيه في زيارة ماجدة . وتاكدت سعاد بان السرقة قد تمت في بيت ماجدة لكنها لم تبلغ الشرطة
ومرت السنين ونست سعاد السرقة . وبعد اكثر من ثمانية عشر عاما ، رن تلفون سعاد وكان المتصل ماجدة
— عزيزتي سعاد . السرقة التي حصلت لك عندما كنت في زيارتنا قبل ثمانية عشر عاما قام بها احمد صديق ابني علي الذي كان موجودا اثناء زيارتك لنا في ذلك اليوم . الان يعيش في لندن و وضعه الاقتصادي جيد وهو الان مع ابني يطلب منه المساعدة بالوصول الى آلمرأة التي سرقها قبل ثماية عشر عاما ليعيد لها المبلغ ويبرأ ذمته لانه ينوي الذهاب الى الحج يعني تقولي. صحوة ضمير
استلمت سعاد المبلغ الذي نسته منذ سنين ، وقررت التبرع به الى الايتام.
حين تروي سعاد هذه القصة لصديقاتها ، يفغرن افواههن ويقلن ياليت الحرامية الذين سرقوا اموال الشعب تصحوا ضمائرهم ويعيدوا ما سرقوه مثلما عمل احمد .
#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟