|
إرتداء ربطة العنق والتخلى عن الجلباب
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 01:23
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
دخلت سوريا منذ سنوات قليلة غداة الاستقلال الذي حمل معهُ اثاراً ارتدت على مدار الحقبات التاريخية التي شاهدنا فصولها في عز الانتقال من المفوضية السامية التي مارستها فرنسا وبريطانيا إرضاءاً لسماحة تطلع تواجد كيان لم يكن متواجداً أصلاً لدى الاغلبية الشعبية التي تفاجأت في حضور كل من وضع أكاليل الزهر على قبر الفرنسي مارك سايكس، وعلى قبر الانجليزي جورج بيكو. وحتى على قبر آرثر بلفور المدبر الغادر ، و تيودور هرتزل ، والاقتباس للأسماء ليس جديداً او حديثاً كما كان يُشاع لحظة دخول هنري غورو المفوض الاكثر بطشاً المتعطش لشرب دماء ابناء سوريا ولبنان لأنهم غاروا على فرضية سلب فلسطين وكانت حميتهم متأصلة لا تتوقف عن مقارعتها الابدية لصهاينة العصر ، بعدما تخلى عنها ابناء العمومة والفحولة غداة تبيان خيط صهيوني جديد لا تراجع عَنْهُ مهما كانت دعاية الشعوب التي عملت وتعمل ومازالت وسوف تصنع فنون المقاومة على مدار التاريخ لإبطال وتعطيل فكرة وجود دولة سرطانية أسمها مسمومًا يبقى نكرة طالما أتخذت اسرائيل في بطشها وتدميرها وحصارها وتنظيم الابادة والقتل والتطهير العرقي الذي يناسبها في ارضاء يهود العالم والصهاينة الجدد الذين يدفعون كل امكانيتهم المادية المسروقة من ثروات و قوت الشعوب الفقيرة والمستضعفة ووضعها تحت رقابة البنك الدولى الذي يتحكم حالياً بوضع العلامات على مَنْ يستحق الديون او على من يجب بقاءه خارج التأثير عملاً لتغطية شرعية السلطة الاقتصادية التي تقودها زبانية الكبار من الدول التي تخضع لباروميتر القياس على حسب حاجة الرعاية في حديقة العالم الجديد الذي ينتظر على مسافة اسبوع من الان للإنتقال بعد عام دموي الى عالم ربما اكثر دموياً هكذا يتخيلهُ كثيرون ممن لهم ابحاث تاريخية في نقد ما هو مهم ويجب استدراكه ِ . وما هو يجب حظره ِ ، وما هو ليس جاهزاً يجب التحوط من اعتلال الخطوات الضرورية المُناط العمل بها حتى اذا ما كانت مدروسة على قدمٍ وساق . في اخر الصور التي تم توزيعها اليوم برز السيد ابو محمد الجولاني احمد الشرع الجديد حيثُ تحلي على مدار الايام القليلة لإستلامه السلطة مقعد وكرسي الرئاسة في قصر المهاجرين او في قاعات الفنادق التابعة للدرجة الاولى ، يستقبل ويودع رؤساء الوفود الامريكي والفرنسية والبريطانية والتركية اضافة الى تداخل الاسماء لأعضاء الوفود الرسمية بينهم حتماً ودون شك يهود وصهاينة وخبراء في الموساد ولا يتجرأ أحداً اطلاقاً عن قراءة اللوائح لقائمة الوفود قبل دخولها على والى دمشق الحالى ،او السلطان الجديد ،او القنصل العام المفوض التابع للامم المتحدة ،او المنقلب على النظام السوري البائد او الى حد ما اخر هدية ارسلها الله الى تخليص الشعب السوري بعد 54 عاماً كما يُقال من الاستبداد والاستعباد الذي مارسهُ حافظ الاسد وتم توريثه الى خلفه بشار الاسد الذي كان اشبه بالزرافة لطول عنقها عندما يتلتفت شمالاً ويساراً وبشكل عامودي وافقي ، وهي متسمرة مكانها لا تدرى ما تفعله الا عندما يأتي الخطر فيبدأ مشروع الفرار والهريبة من المكان بحثاً عن أمكنة اكثر أمانًا بعد غضب البشر والالهة وتبديد ضبابية الظروف الاتية . زار السيد وليد جنبلاط الزعيم الوطني الكبير في لبنان الذي تسلم عباءة اهالى بني معروف الدروز مباشرة بعد اغتيال المعلم كمال جنبلاط في اواسط نهاية حرب السنتين في 16 اذار 1977 اثناء كمين على بعد بضعة كيلومترات داخل الجبل الاشم و مقر المختارة صومعة التفكير الهادئ الذي ساد على محيا كمال جنبلاط فكان اعتراضه على افكار حافظ الاسد في التدخل المباشر لإنقاذ الموارنة والاقطاع السياسي الكبير في لبنان خوفاً من تبدل استلام الحركة الوطنية اللبنانية المدعومة من المقاومة الفلسطينية تحت قيادة السيد ياسر عرفات ابو عمار قائد القوات المشتركة ، الذين وصلوا وهددوا اسوار القصر الجمهوري اللبناني في بعبدا بعدما تم تحديد مكان تواجد ألرئيس سليمان فرنجيه حيثُ تم قصف المكان ومن حينها غادر آل فرنجية كرسي الرئاسة ويبدو الى غير رجعة لا سيما اذا ما شاهدنا الخسارة الجسيمة التي طالت اكبر حليف ممانع ومقاوم للنظام السوري الساقط "" حزب الله - تلقى ضربة لكن الحكم الان ما زال يراقب النقاط ويعدها بإتقان قبل اسابيع من دخول البرلمان اللبناني وانتخاب رئيساً جديدًا بعد فراغ 25 شهراً الى اللحظة "" . ربما سوف يتبع السيد سعد الدين الحرير رئيس الحكومة الاسبق وابن الشهيد رفيق الحريري الذي عاود مجدداً نشاطه الاعلامي في التغريدات التي تحمل في طياتها عن عدم الانصياع والخوف غداة سقوط الامبراطورية الاسدية التي كانت سببا في ازاحة فرصة تقدم وازدهار لبنان اولاً بالوصاية ومن ثم بالاغتيال ولاحقاً في تخبط نزاع وصلت اصداؤه بعد ثورة وحراك تشرين عام 2019 وتلاه مباشر انفجار مرفأ بيروت وبداية عواصف تدحرج كرة النار وكان اول الخاسرين سعد الدين الحريري الذي تم اقصاءه لبنانيا وحتى تم تأنيبه سعودياً وتحول الى شخصية لا تتدخل الا اذا ما تم منحه فرصة الابواب الصفراء للأستعداد لقراءة المرحلة ، اليوم عندما يتخلى ابو محمد الجولاني احمد الشرع عن ملابسه التي شوهد اعواماً يرتديها ويهدد ويرعب ويُرهب ويتطاول على اكثر من جهة لغاية المحاججة كونه إرهابياً ويجب تسليمه لعدالة القضاء الامريكية ومنح الواشون مبلغ عشرة ملايين دولار ثمناً لرأسه بلا "" ربطة عنق لونها اسود او يتم تبديلها حسب الوفود الزائرة "" ، ليس بمقدور أحداً التحكم بما سوف يقدمه السيد وليد جنبلاط عن استعادة تجميع كلمة واحدة للطائفة الدرزية الكريمة التي دائما تتعرض للاعتداءات حسب اهواء الانظمة المتحكمة في سوريا وفي لبنان وفي الاردن وحتى داخل الاراضي العربية المحتلة ، لعب سلطان باشا الاطرش ادواراً تاريخية ضد فرنسا وضد هنرى غورو مباشر وحاربه ومنعه من احتلال كافة اراضي سورية وكان اهالي مدينة السويداء الدرزية يدافعون وينظمون خطط المعارك ومقاومة الاحتلال الفرنسي وطرده من جبال سوريا على تخوم هضبة الجولان السورية التي يزورها يومياً الان جزار غزة بينيامين نيتنياهو وينقل من هناك تهديدات وتحذيرات غير مسبوقة وكأنهُ يقول ان تقسيم المنطقة نحنُ مَنْ سوف يحمل السيف لتقطيع وتقاسم ومحاصصة الكعكة التي يسيل لُعاب بني صهيون وعدم الاكتراث لدور الاقليات في المنطقة وبني معروف الدورز هم في حالة تضعضع موضعي ، فلذلك وليد جنبلاط يلتقي الجولاني على عقد اتفاق علني في تحييَّد اهالي السويداء وترك الادارة المدنية لهم وتقبل مشروع هيئة تحرير الشام ، رغم تصريح قادتها اننا لسنا بصدد فتح جبهة مع إسرائيل لأننا لسنا في حالة تسلح جيدة . اتمني ان يكون السيد وليد جنبلاط والسيد سعد الدين الحريري ان يكون تحركهم مدروس وليس عفوياً لان المنطقة قادمة على أقتسام كعكة السلام المنتظرة بين إسرائيل والجوار . سوف تزعج حلفاء حزب الله داخل البلد الاكثر إستعصاءاً على تقبل نهاية مشروع المقاومة ، وان كان احمد الشرع عندما ارتدي عباءة داعش واخواتها سابقا وتم رسم مقاس جديد حول عنقه يتناسب لربطة العنق المدنية لكنها ساقطة مهما تلقى الدعم الامريكي التركي الصهيوني .
عصام محمد جميل مروة.. اوسلو في / 22 كانون الأول - ديسمبر / 2024 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اذا كنت مارونياً فأنت مشروع رئيساً للجمهورية
-
قفزة من فوق سياج المقاومة والممانعة
-
يُراقب من فوق هضبة الجولان بلا منظار
-
غابة بلا أسدُها هل ينفع الزئير لاحقاً
-
مقدمة فضيحة الشرق الاوسط الجديد
-
غضب الصهاينة عالى اللهجة
-
عندما يتكرر المشهد العظيم
-
محكمة جنائية لا تعترف إسرائيل بقيمتها
-
النقد اللاذع لبابا الفاتيكان
-
القهر و الإنزلاق من حقبة الى اخرى
-
الأكثر إستعصاءً حلول ناقصة
-
الخشية على لبنان أم الخوف من عودة المقاومة
-
عودة إثارة كتاب نار وغضب الذي فضح ترامب
-
الشرر الامريكي يتطاير
-
عنصرية الدولة الصهيونية تطال الموظفين
-
الحرب المفترسة على مرأى و مسمع الجميع
-
مبايعة الكيان الصهيونى قبل الخروج
-
إرادة الردع تتألق مع قوافل الشهداء
-
مناظر الارض المحروقة من وراء الستار
-
إصاباتهم دائمًا طفيفة وإصاباتنا بليغة
المزيد.....
-
تعديل بعض أحكام قانون الجنسية في الكويت.. و5 حالات يمكن بها
...
-
في تصريحات نادرة.. ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما
...
-
رئيس الوزراء الألباني: حظر -تيك توك- لم يكن رد فعل متسرعا عل
...
-
البابا يتهم إسرائيل بالقسوة وغطرسة الغازي
-
أسوأ انتقال رئاسي أمريكي على الإطلاق
-
أبرز ما يميز درونات Legionnaire الروسية
-
روسيا.. تطوير مجمع تقني يحول النفايات إلى مادة عازلة للحرارة
...
-
غواصة نووية جديدة حاملة للصواريخ المجنحة بحوزة الجيش الروسي
...
-
علماء يكشفون سر بناء معلم ستونهنج الشهير قبل 5000 عام
-
مصادر: إسرائيل ما زالت تنتظر قائمة الرهائن الأحياء لدى -حماس
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|