أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -سياسة الأوهام: ابن كيران بين بطولة مسرحية وسخرية ثلاثي الناقدين-














المزيد.....


-سياسة الأوهام: ابن كيران بين بطولة مسرحية وسخرية ثلاثي الناقدين-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 01:22
المحور: كتابات ساخرة
    


في المشهد السياسي المغربي، حيث تندمج الكوميديا بالسخرية، والعقلانية بالشعبوية، يطل علينا عبد الإله ابن كيران، الزعيم الذي يبدو وكأنه خرج من فيلم درامي طويل عن النضال المستمر ضد "العدو"، لكنه هذه المرة يواجه خصوما غير مرئيين وأعداء وهميين يتكاثرون بوتيرة غير مفهومة. الرجل، الذي أمضى سنواته في اعتلاء المنابر مدافعا عن مواقفه، يبدو اليوم وكأنه يصارع طواحين هواء، بينما جمهور السياسة يشاهد العرض بتوجس وسخرية.

ابن كيران، الذي اعتاد أن يقدم نفسه بطلا مغوارا، يعيد كتابة دور الضحية بطريقة مبتكرة؛ فالخصوم لا يرون، لكنهم موجودون في كل مكان! الصحافة، النقاد، الإعلاميون، وحتى مواقع التواصل الاجتماعي، كل هؤلاء تحولوا، في مخيلته السياسية، إلى "غرفة فار" تحيك المؤامرات ضد الرجل الذي يصرخ في كل مرة: "أنا مستهدف!". إنه رجل يمتلك من الثقة ما يكفي ليعتقد أن الجميع يجتمعون فقط لإسقاطه، ومن الخيال ما يكفي لخلق عوالم مليئة بالأعداء.

على الجانب الآخر من المسرح السياسي، يجلس الثلاثي المرح: رضوان الرمضاني، يونس دافقير، وعمر الشرقاوي، مثل لجنة تحكيم في برنامج لاكتشاف المواهب السياسية الفاشلة. هؤلاء، بمهارتهم في صياغة التعليقات اللاذعة، يبدون وكأنهم شخصيات من رواية كوميديا سوداء، يسخرون من كل خطوة يقوم بها ابن كيران، ويحيلون تصريحاته إلى مادة دسمة للنكات.

يتحول النقاش هنا من جدلية سياسية إلى عرض مسرحي. الرمضاني ودافقير والشرقاوي، وكأنهم فرقة كوميدية متنقلة، يعلقون بعبارات حادة: "ابن كيران يتحدث عن كونه الضحية، بينما يتصرف وكأنه كاتب سيناريو لأفلام الإثارة!". هؤلاء الثلاثة لا يتركون فرصة إلا ويحولون فيها تصريحاته إلى مشهد هزلي يليق ببرنامج ساخر على شاشات التلفاز.

لكن وسط هذا الكم من السخرية، يظهر سؤال ملح: هل ابن كيران مجرد زعيم سياسي يحاول العودة إلى الأضواء باستخدام أساليب قديمة؟ أم أنه ممثل موهوب ينجح في جذب الانتباه، ولو عبر أعداء وهميين؟ وما الدور الذي يلعبه الثلاثي الناقد؟ هل هم مراقبون موضوعيون للمشهد، أم أنهم أيضا عالقون في دائرة الاستعراض السياسي؟

ابن كيران، الذي طالما اعتمد على قدرته البلاغية وخطابه العاطفي، يبدو الآن وقد فقد بعضا من بريقه السياسي. محاولاته لاستدعاء العاطفة الشعبية تواجه بتجاهل كبير من طرف الشارع المغربي، الذي يراقب هذه المهزلة دون حماس. أما الثلاثي الناقد، فقد تحولوا إلى شخصيات رمزية تمثل الصوت الساخر في السياسة المغربية، لكن سخريتهم هي الأخرى قد لا تقدم أكثر من فكاهة لحظية لا تحدث تغييرا فعليا.

في النهاية، يبدو أن المشهد السياسي المغربي يعيش لحظة من الكوميديا السوداء. ابن كيران يصر على أن يعيش في عالم من الأوهام حيث الأعداء يتآمرون عليه، بينما الثلاثي يستمتع بنقده وتحويله إلى مادة ساخرة. وبينما يتقاذف الطرفان الكلمات والاتهامات، يبقى المواطن المغربي هو المتفرج الوحيد على هذه المسرحية العبثية. ضحية حقيقية لعروض سياسية بلا طائل، وأبطال يتنافسون على لقب أفضل "مهرج سياسي".

ربما يحتاج المغرب، في ظل هذه الفوضى، إلى مخرج جديد يعيد كتابة النصوص السياسية، أو على الأقل يعطينا نهاية سعيدة لهذا العرض الطويل الذي تحولت فيه السياسة إلى مسرحية هزلية لا تثير إلا الضحك الممزوج بالأسى.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون فلتر** -زيت الوكيلي: كوميديا سوداء بنكهة الزيتون-
- -نايضة: كوميديا تبحث عن نفسها في متاهة الكليشيهات-
- **زيارة الموت: عندما يكون لديك -وقت إضافي-**
- -اللصوص الجدد: كيف تسرق أفكار الآخرين وتجعلك عبقريا في عيونه ...
- جنود الحدود: صمت الأبطال في مواجهة اللامبالاة-
- النقيب زيان: -الحرية مشروطة بالصحة-
- -غالي أم رخيص؟! الرأي في قفص الاتهام: هل يمكن للزواج أن يغير ...
- -حافلة النقل الحضري تقرر تغيير مسارها إلى عالم المقاهي!-
- خطبة الوداع: كوميديا السلطة وسخرية الواقع السوري
- -العالم للبيع: تخفيضات نهاية السيادة أم نهاية السنة؟-
- -أنا والنكوة: حين تتحول الهوية إلى مسرحية كوميدية متعددة الف ...
- -هل هرب بشار الأسد... أم أن الشائعة أسرع منه؟-
- بدون فلتر: -بين حدود الأوهام وصراعات الواقع: مغامرة الهروب و ...
- ضحكة في زمن الحروب: السلام والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائ ...
- بدون فلتر: يا للقدر! من قطع الأشجار إلى قطع الرؤوس
- العزوبة: حياة الرفاهية أم فخ الوحدة؟
- الاستمطار الصناعي في المغرب: حلم السماء التي لا تمطر
- نتنياهو في قبضة القدر: اعتقال غفلة!
- -أزمة الكهرباء في جماعة وليلي زرهون: بين التهميش والتمييز وغ ...
- -وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية: إعلان رسمي عن علما ...


المزيد.....




- -معاريف-: الاستخبارات الإسرائيلية بدأت دورات لتعليم اللهجة و ...
- لغز الفرعون: هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي تحدث عنه الك ...
- موسيقى من قعر بحر الإسكندرية
- نجوم عالميون يدعمون لبنان برسائل مصورة في افتتاح سينما -مترو ...
- -معاريف-: الاستخبارات الإسرائيلية بدأت دورات لتعليم اللهجة و ...
- وفاة الفنان الاردني هشام يانس
- رئيس نادى الأدب بقصرثقافة كفرالزيات(الشاعروالكاتب محمد امين ...
- رحيل الفنان المغربي محمد الخلفي عن 87 عاما بعد صراع مع المرض ...
- -العائلة- في سربرنيتسا.. وثيقة حنين لأطلال مدينة يتلاشى سكان ...
- فيلم عن فساد نتنياهو وآخر عن غزة.. القائمة القصيرة لجوائز ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -سياسة الأوهام: ابن كيران بين بطولة مسرحية وسخرية ثلاثي الناقدين-