أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خليل قانصوه - ثورات الجملة














المزيد.....


ثورات الجملة


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8199 - 2024 / 12 / 22 - 22:14
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الاعتقاد السائد في الكثير من الأوساط الفكرية و الإعلامية هو ان لا فائدة من الكتابة و التدبيج حول الدولة في بلدان العرب . وكان لسان الحال يردد بالمناسبة ، قول الشاعر" لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي " . هل تبدلت الأمور منذ أن هبت "رياح الثورة " في العقود الأخيرة ، فصار الكلام مفيدا وانفرجت الافاق ؟

هل تكون غاية " الثورة " هي استبدال الحاكم أم النظام ، و ما هي العلاقة في الدولة " العربية " بين هذا وذاك ؟ بل كيف نفهم هذه " الثورات بالجملة " التي تدحرجت من بلاد عربية إلى أخرى، تبعا لخريطة تشمل الأقطار الساحلية ( المتوسطية و اليمن البحر الأحمر و خليج عدن ؟ لا سيما انه كان لافتا الدور البارز و المؤثر ، الذي لعبته فيها دول غربية تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية بمشاركة الدول الخليجية النفطية بواسطة رأسمالها المالي و الديني ؟ فهل يُعقل أن تكون الولايات المتحدة الأميركية قد نظمت حملة لتحرير و إغاثة الناس في تلك الأقطار على التوالي ؟ أغلب الظن أن تسلسل الانتفاضات و الثورات مرده إلى و جود قاسم مشترك فيما بين هذه الاقطار .

من الطبيعي استنادا إليه ، أن نفترض أن " القومية العربية " و "الوحدة العربية " و " حركة التحرر العربية " هي تجليات لهذا القاسم المشترك كما حاولت تجسيده إلى درجة ما ، التجربة الناصرية في مصر 1952 ـ 1970 ، فكأن الغاية من الثورات المتتابعة ، هي استئصال جميع العوامل التي تضافرت في الماضي على خلق هذه التجربة بحيث لا تتوافر مرة ثانية لتجربة مماثلة أو اكثر ، كما يحسن التذكير هنا ، بان التجربة الناصرية بلغت على الأرجح ، أعلى درجات نجاحاتها ، بإنشاء الجمهورية العربية المتحدة التي جمعت بين مصر و سورية 1958 ـ1961. بالتالي لا مفر من أن نلفت النظر إلى أن " الثورات " تفجرت في الأقطار التي شاركت بشكل أو بآخر في حرب 1973 ، آخر الحروب العربية الإسرائيلية دون استثناء ، وبأن الرئيس المصري الذي اعقب جمال عبد الناصر ، سارع بعد هذه الحرب إلى تفكيك عقدها . تم له ذلك في أغلب الظن ، عملا بنصيحة خبراء استراتيجيين أميركيين و بتشجيع الدول الخليجية ، التي كانت تتحين الفرصة للانقضاض على الزعامة الناصرية العربية و إعلاء زعامتها الإسلامية على دعائم مالية و دينية ، فجاراها الرئيس المصري الذي كان بحاجة إلى المال و إلى الدين السياسي لإرساء حكمه .

لا بد من التوقف هنا عند " ذهنية " السلطة السائدة في بلدان العرب ، فهي لا تختلف في الواقع في مجال الحكم و سياسة الدولة عما هي في المجال الديني و"إمامة الأتباع " ، حيث لا يتم التوافق بالمطلق على مفهومية محددة واحدة "للشرعية " نتيجة لعدم وجود مبادئ ملزمة و قوانين تعرف استحقاق الشرعية أو فقدانها . ينجم عنه أن " الشرعيات متعددة " بوجه عام و الاحتراب فيما بينها دائم ، و الفصل فيها خاضع مؤقتا ، لميزان القوى و ليس للقانون و لتعاليم و مبادئ العقيدة ، علما أن هذا الميزان لا يكون عادة مستقرا ، كون الضعيف أو الخاسر يقبل غالبا ، دون قيد أو شرط ، الدعم من طرف أو اطراف خارجية ، لا علاقة لها مبدئيا بالصراع . " تخلص من أخيك ظالما او مظلوما " . و في جميع الأحوال ، لا يقاتل الطاغية إلا الذين يعترضون ضد طغيانه ، للتخلص منه او للمشاركة فيه. تجدر الملاحظة أن هذا الصراع "العنيف الدموي "على " الزعامة " مشهود في بلدان العرب على جميع مستويات المكونات الاجتماعية ، العائلة و العشيرة و القبيلة و الامارة و الدولة ، و في كل الساحات الجغرافية المشمولة ضمن مدى الدولة: القرية و المدينة و الناحية .

جملة القول أن " الذهنية " الغالبة ، لا تحترم الحرية ولا توفر شروطا ملائمة للديمقراطية .فلاا حرية و لا ديمقراطية بدءا من قاعدة هرم الديكتاتورية العربية ، أي من المواطن ، الفرد ، صعودا نحو سدة الرئاسة أو العرش التي يتربع عليه ، فخامة الرئيس أو ملك الملوك أو صاحب الجلالة أو السمو، أو أحد أبنائهم، أو بناتهم أو زوجاتهم.



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما و قد سقط الرئيس !
- السياسة الدينية !
- تأملات في متغيرات جبل الجليد !
- شريط أخبار سورية !
- الحرب و الحرث
- هجمات شُرَطية !
- القانون هو ما تقتضيه مصلحة الشعب الالماني !
- النازية و الصهيونية !
- التطهير العراقي وسيلة لإستعادة الأهلية !
- الناس البشريون و الحيوانات البشرية !
- المجتمعات المفككة
- حرب هتلرية !
- مقاليع داوود و القرابات الإبراهيمية !
- التوافق على سحق غزة
- انتفاضة السابع من اكتوبر ضد قطاع الطرق
- آخر حلقات الحرب في لبنان !
- الكتابة في زمن الحرب !
- الحرب بالنقاط و الحرب بالضربة القاضية !
- التناقضات بين السلطة في شبه الدولة العربية و شعبها !
- الحرب الهانيبالية الإسرائيلية 2


المزيد.....




- صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال ...
- الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
- الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
- كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال ...
- الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم ...
- الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
- مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال ...
- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خليل قانصوه - ثورات الجملة