أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - رسالة حزينة الى الشيخ احمد الوائلي في قبره















المزيد.....


رسالة حزينة الى الشيخ احمد الوائلي في قبره


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8199 - 2024 / 12 / 22 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراقيون يعرفون من هو المرحوم الشيخ احمد الوائلي والذي صعد منبر الوعظ والإرشاد طيلة خمسين عاما . هذا الشيخ الجليل كان من ضمن قائمة المطلوبين للنظام صدام حسين , فأضطر مغادرة العراق بعد ان اعدم النظام ابنه ولم يعرف رفاته حتى اليوم . الشيخ لم يكن سياسيا ولم يعرف بانه انظم الى حزب سياسي , ولكن كان وطنيا وعروبيا , وهي احد انتاج حوزة النجف الاشرف المشهورة بالاعتدال و برفض المحتل ومناصرة المظلوم .
الرجل رجع الى العراق بعد تغيير 2003 و توفى في تموز من نفس العام , وبذلك تحققت امنيته ان يدفن بجوار شيخه الأعظم علي بن ابي طالب , وعن عمرا يناهز 75 سنة , قضاه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قبل أيام وصلتني احد محاضراته , حوالي 3 دقائق, عن طريق تليفوني , وهو يعاتب العرب والمسلمين حكومات وشعبا عن تقاعسهم لجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان يذكر العرب بهزيمتهم عام 1967 , ويصف حال الامة (الشيخ الوائلي ) وكانه يتحدث عن حالها هذا اليوم , مستصرخا ضمير أبنائها بأبيات شعر للمرحوم احمد الصافي النجفي , يقول فيها :
محمد هل لهذا جاءت تسعى
وهل لك ينتمي همل مشاع
أاسلام وتغلبهم يهود
واساد تأكلهم ضباع
شرعت لهم طريق الحق
لكن اضاعوا شرعك السامي فضاعوا
مولانا الشيخ يا ليت الامة التي تركتها يوم استغاثتك باقية على عهدها , يوم كانت القضية الفلسطينية تتقدم على جميع قضايا الامة العربية . ذهب ذلك الزمان , وجاء زمان من يدافع عن القضية الفلسطينية مثل حامل جمرات نار .
سيدي الشيخ : رسالتي هذه لا تسرك لان فلسطين أصبحت اخر قضية تخص الامة , واصبح السفاح رجل سلام و الإرهابي يصفق له في شوارع سوريا . احرار الامة لم يستسلموا للمعتدي بعد وفاتك . لقد استجابوا الى استغاثة الشيخ النجفي و لم يقفوا مكتوفي اليدين امام جبروت الكيان الصهيوني , فدمائهم صبغت شوارع الضفة الغربية وغزة ولبنان , ولكن الامة تخلت عنهم واصبحوا بلا نصير . لقد خانتهم حكوماتهم والتي كانت تدعو ليل نهار بتحرير الأرض المغتصبة , ولكن عندما شمر الاحرار عن سواعدهم للاستجابة الى داعي الوطن نكثت العهد فاصبحوا لقمة سائغة في افواه المغتصبين , فقتلوا الشباب والشيوخ ودمروا المدن , وتيتم الأطفال , وعاشوا بفقر مدقع وهم على ارضهم , يقبلون بكل شيء الا اهدار كرامتهم وعزتهم .
مولانا الشيخ الفاضل : لقد اصبحنا في زمان غير زمانك . في زمانك كانت هناك بقية من يرفض الاحتلال ولا يخونون الأوطان , ولكن خيانة الأوطان في هذا الزمان أصبحت مودة , يتنافس "الشطار" عليها . فاذا خرج " دكتوراه" يدعي بان بيت المقدس ليس في فلسطين وانما في الجزيرة العربية , وعلى بعد 26 ميل من المدينة المنورة , يخرج " سياسي" اخر ينزع عروبة اهل غزة ويعتبرهم بقايا من بقايا الصليبيين والأتراك والاحباش والعجم , ويخرج " رجل دين " ليدعوا حرمة قتال " عدو قوي " , والأفضل ان يقاتلوا " بالسنن" . هذه التصريحات لم تخرج , يا مولانا الشيخ , من مقاهي باب الدروازة , وانما خرجت على الملاء وعلى شاشات الفضائيات العربية وهم في احسن هيئة بدون خجل وبدون احترام كرامة الامة.
شيخنا الجليل : ولو قمت من قبرك هذا اليوم لاخترت الموت على الحياة , لأنك ستجد من هذه الامة ما لا يسرك و للطمت الخدود . قادة دول مشغولة بكم افواه شعوبها يساعدها اعلام متصهين . لم تخرج من مصر ذات 100 مليون ونيف تظاهرة واحدة وشعب غزة يقتلون كل يوم وبالعشرات ! المملكة المغربية تسلم احد المقاومين الفلسطينيين الذي هرب من إسرائيل خوفا على حياته في الوقت الذي كانت طائرات إسرائيل تدمر ما بقى من سلاح سوريا. دول عربية تصرف ربع ميزانياتها على التسليح العسكري ولكنها لم تقدم رصاصة واحدة الى المقاومين , وكأن أصاب سلاحهم الصدئ . لقد اصبح حضور قبر "السيدة زينب " في دمشق مكان يقلق الكثير من الظالمين ولا يقلقهم حضور الإسرائيليين وهم على بعد 16 كيلو متر من العاصمة . لقد وصل الامر بالأوغاد من هذه الامة بالمطالبة بإهداء الجولان الى العدو الإسرائيلي.
مولانا الشيخ : ارتاح في قبرك والاحسن ان لا ترجع لأنك ستجد ما لا يرضيك . اصبح الذي يقاتل من اجل فلسطين متهوما بالذيل الى يران و معادي للسلام في الشرق الأوسط , وكأن القضية الفلسطينية لم تكن قضية عربية وإسلامية وإنسانية . وكأن هذه القضية لم تكن تشغل بال العرب ولم تكن الإذاعات العربية تنشر الأناشيد الوطنية لتحرير " الأرض المغتصبة" أكثر من سبعين عام ! لو استيقظت يا شيخ من نومك لسمعت كلام لا يعجبك , كلام يطالب بموت كل من حمل السلاح ضد الكيان الصهيوني وتمدده . لوجدت أبو محمد الجولاني وهو شيخ الإرهابيين يقود سوريا وبمباركة دول تدعي بحماية حقوق الانسان والأخرى إسلامية !
فضيلة الشيخ : قادة المقاومة من فلسطينيين ولبنانيين تساقط الواحد تلو الاخر ولم يحرك ساكن قائد عربي واحد , غزة دمرت وكذلك الجنوب اللبناني , والعرب ينظرون .اطفال غزة يموتون جوعا ولا من ناصر لهم . لقد جفت قلوب المطبعين والمتصهينين العرب من الرحمة والعروبة , واصبح من يتعاطف مع القضية الفلسطينية هدفا للتسقيط . لقد اصبح يوم استشهاد السيد حسن نصر الله يوم فرح وتشفي لبعض الاعراب . لقد ذهبت اقوام أخرى بمطالبة حزب الله بتعويض خسائر لبنان المادية من جراء حروبه مع إسرائيل ! واخر يطالب الحزب بالاعتذار من الشعب اللبناني , واخر يطالب بتقديم قادة حركة حماس الى المحاكم الدولية ولم يطالبوا بتقديم قادة اسرائيل الذين اوغلوا بدماء الفلسطينيين واللبنانيين اكثر من سنة ! الحياة أصبحت لا تعجب الاحرار والوطنيون . لو مات مواطن عربي قهرا لما تأسفت على موته .
وسيكون حزنك اعمق وانت تسمع تصريحات اشد وقاحة من قادة الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين وبحق أبناء المنطقة . بعد انهيار نظام بشار الأسد وقف بنيامين نتنياهو ليتحدى القوانين الدولية ويلغي اتفاقية " فك الاشتباك" الموقعة عام 1974. ولم يكتفي بذلك حتى جاء تصريحه الاخير ليقول , ان إسرائيل " تغير وجه الشرق الأوسط " , وان " دولة إسرائيل تثبت مكانتها كمركز قوة بمطقتنا كما لم يكن الحال منذ عقود". لم يتبعه رد فعل عربي لا من دولة كبيرة ولا صغيرة لهذا التصريح والذي بكل بساطة يقول للدول في المنطقة " نحن اصبحنا اسيادكم". نم مولانا الشيخ ولا تستيقظ , فالموت أولى من العيش بالذل و العار .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام في بغداد باقي , وسقوطه مجرد حكي مقاهي
- اسف , لا اعرف ما سيحل بمحور المقاومة , ولكن اعرف كيف تقطعت ا ...
- تراخي جيش سوريا من اسقط الأسد , وهذا هو البرهان
- هل قراءة خبر - واشنطن بوست - الامريكية حول سقوط الرئيس بشار ...
- حتى لا تضيع سوريا بعد التغيير
- لماذا على العرب حماية سوريا , حالا ؟
- ما هو - مرض الجلوس الطويل -, ولماذا يجب محاربته ؟
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الخامس
- - ثورة - ام - هجمة تكفيرية - على سوريا
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الرابع
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الثالث
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الثاني
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا – الجزء الأول
- وجع كتاب احرار من التقاعس العربي والإسلامي تجاه فلسطين
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء العاشر
- ضرورة نشر التوعية الاقتصادية في المجتمع العربي
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء التاسع
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء الثامن
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء السابع
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل - الجزء السادس


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة انفجار طائرة مسيّرة أوكرانية بمبنى شاهق في ر ...
- أحمد الشرع: لن نسمح بأي سلاح خارج سيطرة الدولة في سوريا والأ ...
- الشرطة الألمانية تقبض على رجل هدد بارتكاب -جرائم خطيرة- بسوق ...
- -سانا-: إغلاق طريق حمص حماة عند جسر الرستن
- كوريا الجنوبية.. إصابة 3 أشخاص بانفجار في موقع عسكري
- تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير
- 7 بؤر استيطانية جديدة بمناطق سيطرة فلسطينية
- بلغراد: احتجاجات تتهم الحكومة بالفساد بعد وفاة 15 شخصا جراء ...
- إدارة ترامب يدرس تعديلا دستوريا ينهي الحصول على الحق في الجن ...
- ضغوط على الآباء للاحتفال بكريسماس مثالي يناسب إنستغرام


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - رسالة حزينة الى الشيخ احمد الوائلي في قبره