|
من بقايا اللاشعور – اللاوعي ( سلوكنا )
اسعد الامارة
الحوار المتمدن-العدد: 8199 - 2024 / 12 / 22 - 18:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اهداء إلى الاستاذ هشام حسن الاخصائي النفسي التحليلي في مصر السلوك الذي نتحدث به أمام الآخرين هو اللاشعور – اللاوعي ، وما نريد قوله تم صياغته بتحوير مقبول ، إذن اللاشعور – اللاوعي يمتلك لغة يعبر بها الفرد عما خزن في تلك القارة الكبيرة التي أحتوت كل ذكرياتنا ، وطفولتنا ، والحوادث التي تم خزنها والأدهى من ذلك تم التثبيت عليها وأصبحت تمثلات " وكما تقول استاذتنا " نيفين زيور" يشير مفهوم التمثل إلى تصور أو مجموعة التصورات التي تتثبت عليها الرغبة خلال تاريخ الشخص وتدون في النفس بواسطتها ، ونقول تعود هذه التمثلات بمختلف الانواع من الأفكار ، الصور الطفلية ، أو الصور من كل مرحلة من مراحل طفولتنا المبكرة ، إنها رحلة الحياة في اللغة المحكية ، وكما يقول " جاك لاكان " مجدد أفكار التحليل النفسي الفرويدي طلاقة اللغة المحكية ، هي أن يدع طاقات اللاشعور – اللاوعي تتجسد في إيقاع جملة العارض ، وأن يمنع القارئ من تشييد كيانات نظرية سابقة لأوانها على النص الذي يقرأه ، وأن يجبره على التعاون معه تعاونًا تامًا في عمل اللغة الخلاق " البنيوية وما بعدها ، جون ستروك ، ترجمة محمد عصفور ، عالم المعرفة الكويتية، العدد 206، شباط 1996، ص 166" ويقول "لاكان " أيضًا نحن مسؤولون عن لاشعورنا – لاوعينا ، الذات مسؤولة عن لاوعيها – لاشعورها؟ ونقول أننا كبتناه " الكبت" هروبًا من عالم الواقع ، عالم الحقيقة ولم نجد له منصرفًا مقبول إجتماعيًا بعد أن ضاقت النفس به " يضيف لنا جاك لاكان قوله : ان بعد الحقيقة ، غامض وغير قابل للتفسير ، ولا شيء يُمكن من ضبط ضرورته ، لأن الإنسان يتعايش مع عدم الحقيقة " لاكان ، الذهانات ، ص 245 " فأرسلناه دون أن ندري إلى خفايا القارة المظلمة ، مخزن الذكريات وهو اللاوعي – اللاشعور ويقول سيجموند فرويد : فالمكبوت مجرد جزء من اللاشعور – اللاوعي ، ربما يعود بسلوك آخر ، بصورة أخرى ، بطاقة ربما متجددة بمختلف الأشكال ، سلوك التعصب والتدين المفرط ، سلوك العدوان ، سلوك العنف الموجه للزوجة بعد أن تم تثبيته في مرحلة التعلق بالأم ، فكانت الزوجة شبيهة لإمه ، فرفضها لاشعوريًا ، لا احد يشبه أمي ، أو لدى أمرأة تعلقت بابيها فكانت العودة غير موفقة في السلوك ، وبالأخص السلوك الجنسي ممن أقترنت به شريكًا لحياتها ، فصدرت منها مختلف أنواع من السلوك ، الفراش هو الحكم بينهما في الاتفاق ، أو الإختلاف ، والإختلاف هو سيد الموقف ونقول : لأن الزوج ليس كما هي صورة الأب التي تم تثبيتها ، وتمثلها بعد ذلك. ويقول استاذ الاجيال العلامة " مصطفى زيور" التثبيت يضع علامة وقوف للنكوص ، وهو يضعف القسم المتطور من الشخصية . ويقول " فرويد " الحق أن الفرد إبتداءًا من سن البلوغ ، يتعين عليه أن يكرس نفسه لعمل خطير هو تحرير نفسه من والديه، والمقصود هنا سلطة الآثار التي تركت في أنفسنا وشكلت ما تركه فينا حتى بتنا ننوء بثقل هذه الآثار في تعاملنا مع أقرب الناس لنا ، وممن يشاركوننا في حياتنا اليومية المعاشة ، وكذلك يضيف " مصطفى صفوان " قوله : الأب هو النقطة التي من خلالها يحكمُ الشخص على نفسه ، كي يُقيم الفرد نفسه ، يجب أن يبتعد عن نفسه حتى يتمكن من رؤية نفسه. يقودنا كلام " جاك لاكان " قوله : نحن لا نتعافى لأننا نتذكر ، هذا هو الصحيح تمامًا لأنه يؤرقنا في حياتنا ونحن في حالة الوعي ، ويرهقنا هذا التذكر لما تم خزنه وكبته في عالم اللاشعور – اللاوعي ، وربما نستدعيه في مواقف الحياة اليومية منها النكتة الجارحة ، أو الهفوة المقيتة ، أو زلة اللسان ، ويضيف لاكان لاستكمال النص قوله : نتذكر لأننا نتعافى ، إذن وضعنا يدنا على ما يؤلمنا فالتذكر مرة ثانية هو معرفة ما يؤلمنا ، لتبدأ معرفة جديدة وهي معالجة ما كان يؤلمنا وسماها سيجموند فرويد معرفةٌ بمعرفة ، وقالها " مصطفى زيور " إذا عرفت أستطعت . وفي الختام نؤكد قول "سيجموند فرويد" بأن افتراض اللاشعور – اللاوعي ضروري ومشروع ، أنه ضروري لأن معطيات الشعور – الوعي بالغة النقص ، فبين الأصحاء وبين المرضى نجد من الأفعال العقلية ما لا يمكن تفسيرها إلا بافتراض وجود أفعال أخرى لا يقدم الشعور – الوعي البرهان على وجودها ، ولا تضم فقط هذه الأفعال هفوات الأصحاء وأحلامهم وكل ما ينتمي إلى ما يوصف بالاغراض العقلية ، أو الحواز لدى المرضى ، بل خبرتنا اليومية الحميمة للغاية تضعنا أمام أفكار مفاجئة نجهل مصدرها ، وأمام نتاج نشاطات عقلية لا نعرف كيف تأتت ، ان جميع هذه الأفعال الشعورية – الواعية تظل غير مترابطة وغير مفهومة ، إذا بقينا على اصرارنا أن كل فعل عقلي مفرد يصدر عنا يجب أن يكون في نطاق الخبرة الشعورية – الواعية ، بينما على العكس من ذلك يسهل علينا بيان ترابطها إذا ما قبلنا الأخذ بما يجب استنتاجه من افتراض الأفعال اللاشعورية – اللاواعية " سيجموند فرويد، اللاشعور ، ترجمة فرج احمد فرج"
#اسعد_الامارة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معهد لتعليم التحليل النفسي - من فرويد إلى لاكان -
-
دوافع التحرر عند الإنسان الكردي
-
ومن التفكير.. ما قَتَلْ !!؟؟
-
الفروق الفردية في الجلسات العلاجية و- التحليل النفسي-
-
التفكير وترسباته !!.. ؟
-
عندما يناضل الإنسان ضد أفكاره - العصاب القهري إنموذجًا-
-
اللغة .. هي اللاشعور - اللاوعي
-
بعضٌ من أعراض عصاب الحرب
-
النفس وبنية النقد من الداخل .. ما لا نراه.. ولكنه يؤثر فينا
-
النفس .. وما تُخفيه !!
-
أفكار التحليل النفسي .. ضياءٌ وشفاء
-
التحليل النفسي علاقة إنسانية -بين التحويل والاسقاط -يبرز الا
...
-
لغة النفس
-
مأساة الطف .. للدمعة لغة حزن
-
ديالكتيك الحب والكراهية - ثنائية الوجدان - .. نحملها ونمقتها
-
الحقيقة في النفس
-
ما يجود به اللاشعور -اللاوعي- هو سلوكنا
-
لماذا ندرس التحليل النفسي ؟
-
ما لا يمكن قوله.. سَيُبكيّ !!
-
شيء من الأحلام في التحليل النفسي
المزيد.....
-
فيديو يظهر لحظة انفجار طائرة مسيّرة أوكرانية بمبنى شاهق في ر
...
-
أحمد الشرع: لن نسمح بأي سلاح خارج سيطرة الدولة في سوريا والأ
...
-
الشرطة الألمانية تقبض على رجل هدد بارتكاب -جرائم خطيرة- بسوق
...
-
-سانا-: إغلاق طريق حمص حماة عند جسر الرستن
-
كوريا الجنوبية.. إصابة 3 أشخاص بانفجار في موقع عسكري
-
تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير
-
7 بؤر استيطانية جديدة بمناطق سيطرة فلسطينية
-
بلغراد: احتجاجات تتهم الحكومة بالفساد بعد وفاة 15 شخصا جراء
...
-
إدارة ترامب يدرس تعديلا دستوريا ينهي الحصول على الحق في الجن
...
-
ضغوط على الآباء للاحتفال بكريسماس مثالي يناسب إنستغرام
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|