أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - أجمل ما قرأت.. واثقيات الچلبي..اشتباكات الذات الفطنة














المزيد.....


أجمل ما قرأت.. واثقيات الچلبي..اشتباكات الذات الفطنة


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 8199 - 2024 / 12 / 22 - 16:10
المحور: الادب والفن
    


قراءة / شوقي كريم حسن
القصيدة تعكس اشتباكًا داخليًا بين الذات والزمن، حيث يصبح عيد الميلاد لحظة لتأمل متناقض: احتفالًا بوجود يمتد، واعترافًا بتآكل هذا الامتداد. الزورق الذي يحمله العمر رمز لتجربة إنسانية تبحر بين المد والجزر، في حركة تبدو أبدية لكنها في الواقع تنحدر نحو النهاية. الزمن هنا ليس متواصلًا متساويًا، بل هو امتداد معقد؛ يوم يمضي، لكنه يحمل دهرًا من الأحمال.الأحزان التي يتحدث عنها الشاعر ليست مجرد لحظات عابرة، بل هي كيانات متأصلة، تسكنه وتكاد تعرّف وجوده. هذا الوجود نفسه يغرق في نومة الصبح، حيث يصبح الفجر، رمز البداية، مقيدًا بأسئلة الحادي، الذي يبكي على ضياع من شيب الزمن. لكن المفارقة الساخرة تأتي حين “يضحك الطوفان من الذنب”، وكأننا جميعًا غارقون في تيارٍ مشترك من الأخطاء والندم.الشاعر يخلق صورًا تجمع بين التجريد والحسية، حيث النار في البئر ليست مجرد حريق، بل هي دمعة تعوم في الأعماق، تلخص صراعًا داخليًا بين الاحتراق والإضاءة. الشمعة هنا تأخذ بعدًا مزدوجًا، إذ تشير إلى التضحية والإنارة، لكن أيضًا إلى الألم المستمر الذي ينهش الذات.الإيقاع الداخلي للقصيدة يتجلى في التكرار والتناقض، حيث “أكبر من عيدٍ وأعيادِ” يعبر عن رفض لفكرة الاحتفال التقليدي، وكأن الزمن نفسه أصبح ثقيلاً لدرجة تمنع الفرح. في المقابل، تأتي لحظة الاقتراح بـ”أن نحتفل الآنا”، لكنها لحظة شديدة الذاتية، مقيدة بين الشاعر وربه، حيث الزمن يُقرأ كـ”لحظة” عابرة تتلاشى بسرعة.النهاية تتركنا في حالة من التوازن الهش بين الحاضر والمستقبل. الشاعر يعترف بمرور الزمن، لكنه يختار أن يحتفظ بالسر، ربما لأن هذا السر هو جزء من إرثه لأبنائه. ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا: هل السر هذا هو الحزن ذاته، أم أنه الحكمة التي يمكن أن تنير طريقًا آخر؟ القصيدة، بكل تناقضاتها، تترك أثرًا يثير الفكر والمشاعر في آن واحد. القصيدة في نهايتها تبدو وكأنها محاولة لترويض الزمن، رغم أن الذات تدرك عجزها أمامه. إنها دعوة للتصالح مع الفناء دون أن تفقد جذوة الأمل، حتى لو كان الأمل ذاته مغموسًا بالحزن. الشاعر يختار أن يطفئ “ما يوقظ إيقاده”، في إشارة إلى رغبة في التهدئة، وربما إلى مقاومة شغفٍ قد يحمل معه المزيد من الألم. ومع ذلك، هذا الفعل نفسه يحمل داخله تناقضًا: الإطفاء الذي يهدف إلى السلام يوازيه وعيٌ بأن الحياة نفسها تحتاج إلى ذلك الإيقاد كي تستمر.النغمة التأملية تستمر حتى النهاية، حيث يتعامل الشاعر مع فكرة الإرث كامتداد لوجوده. السر الذي يحفظه لأولاده ليس مجرد حقيقة شخصية، بل هو خلاصة التجربة، ربما مزيج من الخسارات والرؤى التي تكوّنت عبر السنين. هنا يتجلى البعد الإنساني العميق للقصيدة، حيث تصبح الحياة مسارًا مشتركًا بين الأجيال، يحمل كل جيل فيه ما يمكن أن ينير أو يثقل على الجيل التالي.إن اختيار الشاعر لإنهاء القصيدة بلحظة هادئة، حيث يترك الإيقاد للأجيال المقبلة، يوحي بأنه يدرك أن دوره في هذا الامتداد قد انتهى أو يوشك أن ينتهي. لكن في ذلك الإدراك نفسه تكمن قوة التصالح، حيث يتحول الحزن إلى حكمة، والزمن من عدوٍ متسلط إلى معلمٍ عميق. القصيدة، برمزيتها ولغتها الغنية، تعيدنا إلى تأمل سؤال الوجود نفسه، وكيف يمكن للإنسان أن يعبر هذا التيار العاتي وهو يحتفظ بشيء من الضوء في يديه.
واثقيات 85
في عيد ميلادي
أطفئ ما يوقظ إيقادي
كأنني والعمرُ في زورق
أكبرهُ يوما يكبرني دهرا
أعطي قماط الفجر للحادي
يسألني عن سرِ أحزاني
يبكي على ما ضاع من شيبي
فيضحك الطوفان من ذنبي
وكلنا غرقى
في نومة الصبح
نجم هوى في كأسِ أيامي
وشارعُ الليل
كأنهُ من شاهقٍ يُلقى
في بئرنا نارُ
تسبحُ في أعماقها دمعة
ما زلتُ أعطيها ..
من حرقتي شمعة
أكبرُ من عيدٍ وأعيادِ
أهرمُ من دهري وإخلادي
نافذة العمر وألحاني
صوتُ غمام الصبر في الجرأة
لا عينها تبكي ولن تقوم اليوم في مرأة
فكّرتُ أن نحتفل الآنا
قلبي وربِ ..
نقرأ من عمر الندى لحظة
فإنني أمضي
كالعمر في ومضة
في عيد ميلادي
أطفئ ما يوقظ إيقادي
وأحفظ السر لأولادي



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشظي الذات وسقوط اليقين .. قراءة في جدلية الوجود والعبث في ن ...
- معارضات يوسفية في الديوان الشعري ( يوسفيات ) للأديب واثق الج ...
- يوسفيات الشاعر واثق الجلبي ... أنسنة الشعور وشمعة في عالم ال ...
- قصة يوسف الإبن والنبي تتحول الى ملحمة فلسفية في الديوان الشع ...
- حفريات معرفية متوارية في ثلاث روايات قصيرة للكاتب واثق الجلب ...
- واثقيات 52 .. استعارات الظلام في أنوار الشموع
- الآخر في قصيدة (الجن) للشاعر واثق الجلبي
- أحكام البناء الهندسي في ( يوسفيات واثقية 46 ) للشاعرواثق الج ...
- حامد الحمراني .. وداعا
- الزمن الاستباقي وأنواعه في روايات واثق الجلبي .. التوظيف وال ...
- كُوَّةٌ فِي زَوَايَا مَخْفِيَة مِن التَارِيخ.. قراءةٌ في كتا ...
- كتاب ( أربع شخصيات عراقية من التاريخ ) الكاتب واثق الجلبي .. ...
- واثق الجلبي .. الشغف وانفتاح الدلالة وتدجين المستحيلات
- كلكامشيات
- جماليات التشكيل اللغوي والتنغيم الموسيقي في قصيدة (لا أبالي) ...
- واثقيات 28 ( نتوءات على وجه الحب للأديب واثق الجلبي )
- أسئلة مثيرة في المجموعة القصصية ( قشرة الملح ) للأديب واثق ا ...
- واثقيات 25 للشاعر واثق الجلبي .. منمنة العشق وقارورة الشهد
- كتاب : ( أربع شخصيات عراقية من التاريخ) للكاتب واثق الجلبي . ...
- واثق الجلبي .. بين استجلاء الذات وشعرية النص المسترسل


المزيد.....




- -معاريف-: الاستخبارات الإسرائيلية بدأت دورات لتعليم اللهجة و ...
- لغز الفرعون: هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي تحدث عنه الك ...
- موسيقى من قعر بحر الإسكندرية
- نجوم عالميون يدعمون لبنان برسائل مصورة في افتتاح سينما -مترو ...
- -معاريف-: الاستخبارات الإسرائيلية بدأت دورات لتعليم اللهجة و ...
- وفاة الفنان الاردني هشام يانس
- رئيس نادى الأدب بقصرثقافة كفرالزيات(الشاعروالكاتب محمد امين ...
- رحيل الفنان المغربي محمد الخلفي عن 87 عاما بعد صراع مع المرض ...
- -العائلة- في سربرنيتسا.. وثيقة حنين لأطلال مدينة يتلاشى سكان ...
- فيلم عن فساد نتنياهو وآخر عن غزة.. القائمة القصيرة لجوائز ال ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - أجمل ما قرأت.. واثقيات الچلبي..اشتباكات الذات الفطنة