أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - اسلام أردوغاني أم ماذا؟














المزيد.....


اسلام أردوغاني أم ماذا؟


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8199 - 2024 / 12 / 22 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نتمنى بداية ألا يؤخذ العنوان بالعواطف أو بأي نوع من التشنج، أقله من زاوية أن الأديان بطبيعي أمرها حمَّالة أوجه، أو بمنظور إنما الأعمال بالنيات. ما نبسطه في سطورنا التالية أقرب ما يكون إلى تشخيص حالة فيها ما يغري بالوصف، ولا تخلو مما يلفت الانتباه، ونعني الحكم الجديد في سوريا وذلك بناء على ما صدر عن القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، حتى اللحظة من تصريحات.
قبل أسبوعين تقريبًا عندما بدأوا زحفهم نحو حلب قادمين ادلب، كانت صورتهم النمطية(ستريوتيب بلغة الإعلام الحديث) في الأذهان أنهم ضيوف غير مرحب بهم استفاقوا فجأة من أقبية القرون الوسطى وحطوا رحالهم في شمال سوريا. لكن ما أن استقروا في عاصمة بني أمية، جِلَّق، حتى بدأنا نسمع منهم كلامًا ينفي عنهم ما تقدم من انطباعات وما تأخر.
أول ما يسترعي الانتباه، اتباعهم نهج مدرسة كيسينجر في السياسة بعنوانها الرئيس: "قُل كلامًا كلٌّ يفسره كما يشاء". طمأنوا مكونات الشعب السوري العريق كافة، بما يبعث الطمأنينة في الأوصال، وبشكل خاص أحد أهم عناوينها "لا ثارات ولا تصفية حسابات". تخلوا عن نهج الانقلابات العربية المعروف، خلال القرن الفارط، والذي كان يبدأ عادة بالبيان رقم "1". لا يتحدثون بلسان الأخوان المسلمين، ولا بمنطق حزب التحرير، وتبدو تصريحاتهم أبعد ما تكون عن لغة التنظيمات التكفيرية وممارساتها، مع أنهم حتى قبل أقل من أسبوعين كانوا يؤخذون كأحد عناوينها. روسيا تؤكد على أعلى المستويات أنها على اتصال دائم معهم، وكانت بالنسبة لهم الشيطان الرجيم ذاته قبل فترة تقاس بالأيام. وقد ردوا على تحيتها بأفضل منها، على لسان الشرع، إذ قال بالحرف:"العلاقات بين سوريا وروسيا تاريخية، والقواعد العسكرية الروسية باقية". حتى المستورة باربرا آي ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون المنطقة أبهرها ما سمعته من الشرع، في أول اجتماع معه بخصوص المرأة ولباسها وحقوقها. فلم تتردد بإبلاغه أن أميركا سحبت قرار ملايين الدولارات العشرة مقابل رأسه. لم يعلنوا عداءهم لأية جهة، باستثناء نقد لطيف النبرة لإيران.
لفت الأنظار، عدم استخدام الشرع تعبير الأمة العربية، بل الأمة الاسلامية. وقد يعود إلى أن الإسلام في أحد تفاسيره ليس دينًا فحسب، بل قومية أيضأ. لربما انبنى هذا التفسير على الوصية الشهيرة للخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب، ومفادها:"استوصوا بالأعراب خيرًا، فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام". وقد يكون حاضرًا في ذهن أحمد الشرع وهو يستخدم تعبير "الأمة الاسلامية"، توظيف ما يُعرف بالقومية الإسلامية في المواجهات مع الاستعمار الأجنبي. فالجزائريون استخدموا شعار القومية الاسلامية بقيادة عبدالقادر الجزائري، ذات مرحلة، في الحشد ضد الاستعمار الفرنسي. والنضال الفلسطيني ضد العدو الصهيوأنجلوساكسوني قاده الشيخ أمين الحسيني، في النصف الأول من القرن العشرين، وكان الدين يوظف ليقوم بدور القومية. أما شعار القومية العربية، فقد اكتسب ألقه في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، ولم يلبث أن فقد بريقه بعد هزيمة 1967.
أما تصريحات الحكم الجديد في سوريا، تجاه العدو الصهيوني فضبابية حتى الآن. بداية، الكيان الشاذ اللقيط، ليس من النوع الذي يستقبل الرسائل "الإيجابية" تجاهه بإيجابية. فمن سماته الرئيسة، العدوانية فضلًا عن كونه شاذًّا بتكوينه وأهدافه الاستعمارية الإحلالية. فالعدو يفهم تصريح الشرع "ليس لنا مصلحة بالصراع مع أحد"، كدليل على ما بلغته سوريا من ضعف جعلها تجثو على ركبتيها. والدليل، أنه، أي العدو الصهيوني، لم يلتفت لتصريحات الشرع المسالمة، بل سارع إلى تنفيذ أكبر حملة جوية عدوانية منذ زرعه في فلسطين سنة 1948، استهدفت مستودعات الأسلحة السورية ومخازنها، ولم تستثنِ مراكز البحوث العلمية والموانيء والبنى التحتية. وليس يفوتنا الإشارة إلى احتلال المنطقة العازلة في الجولان، والتمدد جنوب غرب سوريا.
لكن تصريحات الشرع تجاه اسرائيل، لا تنهض دليلًا على أنه محسوب عليها، وليس من الحكمة والموضوعية برأينا التسرع على صعيد التفكير بهذا الاتجاه.
التركيز على الوضع الداخلي السوري واضح في خطاب الحكم الجديد، وكذلك النأي عن الاشتباك مع محيط سوريا.
لغة عصرية في التعامل مع الملفات السورية المعقدة، بعد سنوات عجاف تعدادها بحساب الأيام والشهور 13، لكنها بثقل وطأتها وكلفتها العالية من الدم والتدمير مرَّت وكأنها 130 سنة.
ومن هذه اللغة قول الشرع:"الإنتقال وإعادة تأهيل المؤسسات لبناء نظام قوي وفعَّال...توفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي اللازم لذلك". كلام من هذا النوع، وبهذه الصيغة، لا نعتقد أن القوى السياسية السورية بما فيها العلمانيون، لها تحفظ عليه أو اعتراض.
مقصود القول تأسيسًا على ما تقدم، خطاب الحكم الجديد في سوريا يضعه في مربع ما يُعرف ب"الإسلام المعتدل". هذا النوع من الإسلام لا مشكلة لتركيا معه، وبالقدر ذاته فإنه مقبول غربيًّا، وكانت أميركا باراك حسين أوباما أشد المتحمسين له. وليس لدينا ما يجعلنا نتوقع أن أميركا تاجر العقارات، دونالد ترامب، ستتخذ موقفًا عدائيًّا منه.
ونختم بزبدة الكلام بناءً على مضامين سطورنا وكثير مما لا تتسع له مقالة صحفية في السياق، فنرجح أن الحكم الجديد في سوريا يسير على نهج الإسلام التركي، بنسخته الأردوغانية على وجه التحديد.
هنا، يفرض نفسه سؤال مزدوج ندعو قارئنا العزيز إلى تأمله جيدًا قبل التسرع بالإجابة: ما رأيك عزيزنا القارئ بما قرأت، وإذا دخل الإسلام المتعايش مع الديمقراطية والعالمانية عالمنا العربي من البوابة السورية، ولو بمساندة تركيا ودعمها، فهل ترى أن هذا التحول في مصلحتنا أم العكس؟



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تريد أميركا من سوريا الجديدة؟!
- الإنسان والدين
- الدولة المزرعة!
- من الذي سقط في سوريا؟!
- على بلاطة
- ليلة الهروب الكبير من دمشق !
- ألا نخجل ؟!
- من سفالات فقهاء السلاطين!
- أسئلة وتساؤلات أكثر من مشروعة
- سوريا المختلفة في يومها الأول...جردة حساب
- نراهن على عراقة الشعب السوري وانتمائه لعروبته
- لماذا يحن بعضنا لزمن الخلافة العثمانية البائس؟!
- هل كان المسلمون الأوائل يقدمون الدين على السياسة؟!
- مرجعيات الإبادة العرقية في السرديتين الغربية والتوراتية الصه ...
- من وحي كابوس يحدث على الأرض !
- في ضوء ما يجري في حلب وادلب
- هل من أساس لشرعية دينية للحاكم في الإسلام؟!
- ما أصعب الحياة من دون نصفنا الآخر !
- متى يتخطى الإعلام الأردني أسلوب الفزعة؟! حادث الرابية مثالًا
- الكيان يعربد ويقتل لكن هزيمته ممكنة


المزيد.....




- ماذا نعرف عن طالب عبد المحسن المشتبه به في عملية الدهس في أل ...
- منفذ هجوم ماغديبورغ -يكره كل من لا يشاركه كراهية المسلمين-
- الحوثيون: أفشلنا هجوما أمريكيا بريطانيا على اليمن باستهداف ح ...
- قطر ترفع علمها فوق مبنى سفارتها في دمشق
- السوداني من نينوى: العراق استعاد دوره الريادي في المنطقة
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
- هجوم ماغديبورغ يضع الحكومة الألمانية تحت ضغط وانتقادات متزاي ...
- القسام تقتل جنودا إسرائيليين بجباليا والغارات توقع عشرات الش ...
- معاريف: إسرائيل تواجه صعوبات استخباراتية في تحديد مستودعات ص ...
- ما أسباب المسام الكبيرة؟ وكيف تتمتعين ببشرة ناعمة ومثالية؟


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - اسلام أردوغاني أم ماذا؟