أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عناد - فليم قطار الاطفال














المزيد.....


فليم قطار الاطفال


احمد عناد

الحوار المتمدن-العدد: 8199 - 2024 / 12 / 22 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


(قطار الأطفال)
للروائية الإيطالية فيولا أردونيه
اخراج كريستينا كمتشيني
مثال جيد لفهم الوجه الآخر للتاريخ، أياً كان هذا التاريخ، ففي كل الحروب التي تخوضها الدول ضد بعضها، تتولى الجيوش حسم النتائج، بالنصر أو الخسارة بعد أشهر أو سنوات من الصدامات والمواجهات الدامية بين جميع الأطراف، ثم فجأة، وبعد أن يصاب الجميع بالإنهاك التام، أو يصل أحد الأطراف للتفوق الحاسم، تصمت أصوات القذائف والمدافع وأزيز الطائرات، ويعلن وقف إطلاق النار ونهاية الحرب!
لكن ماذا عن الناس في تلك الدول والمدن والقرى والحارات والأزقة؟
ماذا عن النساء والأطفال والعجائز؟ ماذا عن الفقر والحاجة وانعدام الطعام والكساء والعمل؟
ماذا عن الوجه القبيح للحرب ولما بعد الحرب؟
تدور أحداث فيلم (قطار الأطفال) الذي صدر هذا العام 2024 حول الطفل أميريغو، ذي الثمانية أعوام، والذي يعيش في إحدى حارات نابولي بجنوب إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية 1946، حيث كل شيء شحيح أو مفتقد: المال والطعام والثياب والعمل، العوز بكل شي والفقر المدقع
قدمت الرواية ان والده سافر إلى امريكا من اجل الحلم الامريكي
رغم شيوع مبداء المؤامرة ومعارضين ارسال الاطفال باشاعة قطع أيديهم او تذويبهم وجعلهم صابون وغيرها حتى قبل انطلاق القطار تمرد تقوده نساء رافضات لارسال الاطفال المخرج اعتمد الرمزية بكثير من محاور الفلم مثل قرار الاطفال بخلع معاطفهم ورميها لأمهاتهم من اجل ان يستفيد منه اخوانهم رمزية إنسانية بحته
الام وفي محاولة يائسة لتوفير حياة أفضل له، ترسله مثل أمهات كثيرات إلى شمال إيطاليا في قطار يطلق عليه قطار الأمل، كجزء من برنامج يديره الشيوعيون لإقامة منزلية يتمتع بها الأطفال في شمال إيطاليا ويتلقون المبادئ الشيوعية رغم ان المخرج لم يقدم هذه الفكرة بصورة كاملة هل كان متعمد ام غير متعمد ؟
يبقى الأطفال مع الأسر الشمالية لمدة عام، ويتم توفير الطعام والمأوى لهم، بل وتتاح لهم الفرصة لتعلم مهنة تعتمد على مهنة الشخص الذي يستضيفهم وهذه قضية اخرى لم تقدم بصورة كاملة إلا بحوار بسيط .

تحتضنه أنكونا بعد ان تعذر العائلة المقرر ان تستضيفه بسبب ضرف طاري وهي امرأة نقابية تمتلك أسلوباً صارماً في التعامل الطفل أميريغو، ويبدو أنهما لا يجدان لغة مشتركة ليفهم كلّ منهما الآخر، لدرجة يشعر فيها أنه لم يأت من مدينة مختلفة بل ينتمي إلى عالم آخر، لكنه يبدأ تدريجياً بالتكيّف مع المكان من خلال تفاعله مع أبناء شقيقتها، ويلتحق بالمدرسة ويستحق فرصة لتعلمّ الموسيقى على يد مدرس للكمان.

القصة يرويها أميريغو نفسه، ورؤية هذا الوجود المجهول من خلال عيون طفل يبلغ من العمر 8 سنوات أمر لطيف في بعض الأحيان، ومحزن للغاية في أحيان أخرى. يرى المشاهد من خلال عيني أميريغو البؤس الذي يعيشه الناس، والخوف الذي يأتي من الغربة والتحديات، فنرى المشاعر وردود الفعل على كل ما يجري بعيون ومشاعر وصوت طفل.
تتغير حياة أميريغو بعد تلك التجربة، التي سيتابعها المشاهد من خلال احداث الفليم في ذالك الريف الذي يبداء بتأقلم معه بعد ان تتعهد به احد مسؤلي الحزب الشيوعي رمزية ان يرى مربيته أنكونا تصفع من رفيق لها حين يخلع الربطه الحمراء التي حولة عنقة .
وقبله قد قدم المخرج حين حدثه رفيقة بعد ان نظر لتلك الربطة وقال له هل اصبحت شيوعيا في احتفال عيد العمال حين يعود لنابولي يختل عالمه وعلاقته بوالدته وبواقعه الذي لطالما ارتبط به وأحبه رغم بؤسه.
حين اكتشف كذب والدته ورهنها لكمانه وعدم جلب رسائل العائلة الشمالية لغرض قطع تواصله معهم إلى ان يكتشف الحقيقة عن رسائل العالة ومع ما ارسل له من أغراض حين يزور مقر الحزب ليسأل عن اي رسائل وصلته .
هناك وعي جديد تأسس في داخله، وعالم آخر رآه، ومشاعر جديدة اكتشفها وجربها.
الفيلم مثير للتفكير بصورة رائعة اضافه لتحريك المشاعر مع أبطاله وهو مبني على رواية للكاتبة الإيطالية فيولا أردونيه المولودة عام 1974 في نابولي.
ترجمت الرواية إلى 25 لغة ومنها العربية.



#احمد_عناد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة الماعز فليم
- العراق الاقلام ام البنادق
- كلمة الصدر وشروطها
- مؤتمر بغداد
- جبران خليل جبران، وعلي شريعتي والحمار والاستحمار
- اثر الكوبرا
- زيارة ضريف مالها وعليها
- نطنز بين الكهرباء والاستهداف الاسرائيلي
- 20مليار دولار
- فتيان تشرين تكسر التابوه
- حوار متقاعد مع شاب
- الخمر وتفجير محلات بيعها
- تشرين وصيرورة الامة العراقية
- ايميلات كلنتن
- حديث القتال الشيعي الشيعي
- التربية ومراحلة الدراسة القادمة
- انفجار ميناء بيروت وشحنة الامونيا
- تآمر المعارضة مع امريكا
- جورج اوريل ومصطفى الكاظمي
- هجمات داعش والوية الحشد


المزيد.....




- بليك ليفلي تتهم زميلها في فيلم -It Ends With Us- بالتحرش وال ...
- “الأحداث تشتعل” مسلسل حب بلا حدود الحلقة 47 مترجمة بالعربية ...
- في ذكرى رحيله الستين.. -إيسيسكو- تحتفي بالمفكر المصري عباس ا ...
- فنان أمريكي يتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بتنفيذ إبادة جماع ...
- -الناقد الأكثر عدوانية للإسلام في التاريخ-.. من هو السعودي ا ...
- الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا ...
- الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي ...
- -تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عناد - فليم قطار الاطفال