ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 8199 - 2024 / 12 / 22 - 04:48
المحور:
القضية الفلسطينية
وإن كنت أميل لرواية السلطة عما يجري في مخيمات الضفة بأنها حملة ضد الخارجين عن القانون ومع تأييدي لشعار سلطة واحدة وسلاح واحد حتى لا تنزلق الأمور في الضفة الى ما آلت له في قطاع غزة،،
،إلا أن هناك كثيراً من التساؤلات تدور في ذهني وقد يشاركني فيها كثيرون.
أحداث مخيمات الضفة ووجود مسلحين يقولون إنهم جماعات مقاومة وخصوصاً في مخيم جنين ومخيم نابلس ليست وليدة اليوم وكلنا نتذكر أن أكبر مواجهة حدثت عند الاجتياح الإسرائيلي للضفة في مارس ٢٠٠٢ كانت في مخيم جنين وقادها البطل الشهيد فتحاوي الأصل يوسف ريحان المُلقب أبو جندل، كما تواصل وجود هذه الجماعات طوال سنوات وأحياناً كان لحركة فتح وكتائب شهداء الأقصى حضورا في هذه المجموعات. فكيف نمت وترعرعت هذه المجموعات المسلحة والتي كان لها جولات من المواجهة مع الاحتلال واستشهد منها وأُسر كثيرون؟ وهل يستقيم القول بأن قوات الأمن تطارد أشخاصاً مطلوبين للقانون فيما عدد هؤلاء يصل للمئات ويملكون أسلحة متنوعة غير موجود مثلها عند الأجهزة الأمنية ولهم حاضنة شعبية لا يمكن إنكارها؟ وكيف لِحملة ضد خارجين عن القانون تستمر لأيام وأسابيع؟
ولماذا توجد حاضنة شعبية لهذه الجماعات المسلحة؟
واذا كان الأمر يتعلق بمواجهة بين قوات السلطة وخارجين عن القانون فأين فصائل منظمة التحرير وخصوصاً حركة فتح مما يجري؟ كانت نشأة حركة فتح الأولى في المخيمات وغالبية قادتها من اللاجئين، والسلطة محسوبة على حركة فتح وتلفزيون فلسطين وكل المنظومة الإعلامية أيضا محسوبة على حركة فتح.لو تواجد في كل مخيم قائد فتحاوي بكل ما تحمله كلمة قائد من معنى ربما أختلف المشهد،وإذا خسرت حركة فتح حضورها وشعبيتها في المخيمات فلا نعتقد أن شعبيتها وحضورها خارج المخيمات أفضل حالا.
يجب الإعتراف بوجود خلل كبير في علاقة السلطة ومنظمة التحرير وحركة فتح مع سكان المخيمات ومع الشعب بشكل عام ،قد يكون خللاً في التثقيف السياسي وفي وسائل إعلام السلطة وفي الخطاب الرسمي ،وقد يكون خللاً في النهج السياسي وفي الطبقة السياسية.
المعالجة الأمنية لوحدها لا تكفي،فحتى لو تم القضاء على هذه المجموعات الموجودة اليوم فقد تعود مجددا وربما بقوة أكبر إن لم يتم معالجة المسائل الأخرى التي أشرنا لها،والرهان على حركة فتح بالدرجة الأولى.
[email protected]
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟