|
لا يَصلِحُ لبلادِ النَهرينِ إلاّ السُلطانُ الجائِرُ؟!
محمود حمد
الحوار المتمدن-العدد: 1787 - 2007 / 1 / 6 - 09:05
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مسؤولٌ "عربيٌ" قالَ لمسؤولٍ "إفرنجيٍّ" في حَضرةِ أُذني: - إن عِراقاً شائِك.. ............لا يُمسِكُهُ إلاّ ناطورٌ جائِرٌ. - أو تَتَناهَشُ فيهِ المُفتَرِساتُ. إستَعرضَ للضيفِ الإفرنجيِّ بِتفصيلٍ حائرٍ.. تاريخُ الطُغيانِ السافرِ في ارضِ النَهرينِ: - (خُذْ نُصَّر) يَسبي الأقوامَ العِبرِيَّةِ..(1) - (النُعمانُ) يُقَطِّعُ أعناقَ الشُعراءِ بيومِ النَحْسِ..(2) - (يَزيدٌ) يُذَبِحُ (إبنَ عَليٍّ) ضمآناً وعَشيرتِهِ..(3) - (الحَجاجُ) أقامَ صُروحاً شامِخةً للسُلطةِ مِن أجسادِ المُعتَرضينَ..(4) - (هولاكو) سَفَكَ الحِبرَ..سيولَ دماءٍ غَطَّتْ دجلةَ..(5) - (كوكس)..أجهَضَ أفاقَ الثَورَةِ في عَقلِ الفلاحينَ بعامِ العشرينِ..(6) - (نوري) أنشأَ قَبراُ لخصومِ المُحتَلينَ بِصَحراءِ "السَلمانِ"..(7) - (صدامٌ) جَعلَ الموتَ بديلاً لصنوفِ حياةٍ.. واليوم تَداعى عَرشُ التاريخِ المُمْتَدِ من "الألواحِ الطينيةِ" .. في فجرِ التاريخِ .. إلى غزو الدبابات المحتلة للباب الشرقي.. لقَهرِ التاريخِ.. لأنَّ السلطانَ الجائِرَ تَغَيَّبَ قَسراً عَنْ بَلَدِ العُصيانِ.. قليلا في هذي الأيام! فعاثَتْ في الناسِ صُنوفُ المُفتَرِساتِ؟ ......... ونَسوا.. o إنَّ القانونَ الأوَّلَ للإنسانِ العاقلِ قَبلَ الأربعَ آلافٍ من سنواتِ التاريخِ الصادِرِ "رُقُماً" في ارضِ بلادي.. يرفُضُ تَكبيلَ المُخطئِ في أقبيةِ الحَجزِ القَسريِّ..(8) واليومُ تُمارسُ كُلُ الأنظمةِ المحكومةِ فوقَ الأرضِ سِلاحَ الكَبْتِ الدَمَويِّ وقطعَ الأعناقِ.. o في هذا الزَمنِ التَقَنيِّ الغارقِ بالإثمِ.. وسوادِ لصوصِ جهودِ المُبدِعِ .. وغيابِ الحِرصِ على العَقلِ.. نَقرأُ في "الرُقُمِ الطينيةِ" من بابلِ تَشريعاً: "مَنْ يَمحو إسم المُنتِجِ ويُبَدِلُهُ بإسمه.. يَمحوهُ – اوتو- من جَذرِه!"..(9) o أما قِصةُ "ابنُ عليٍّ" و "يَزيد" .. o فَتلكَ حكايةُ كُلِ الثُوّارِ بوَجهِ الطُغيانِ.. يَعرِفُها الإنسانُ الأولُ حينَ تَحدى غَزوَ المُفتَرِساتِ.. وجَورَ المُنتَهِكاتِ.. واليوم يواجِهُ فيها غَزو الدَباباتِ.. o نَخلٌ مُتشابكٌ في "ارضِ سوادٍ" مُثمرٍ.. إختارَ المُقتَدرُ العبّاسيُّ بهاءً مِنها لتكونَ صليباً للحلاّجِ.. واختارَ الحلاجُ الجِذعَ فناراً يُفقئُ أعماقَ الظُلماتِ.. مازالَ المُقتدرُ العَباسيُّ شَتيمةَ عارٍ يَخجَلُ منها التاريخُ وأطفالُ بساتينِ الكَرخِ.. والحَلاجُ.. شواظاً يوقِدُ أكوامَ الفِكرِ المُتَخَشِبِ.. o مازالت دجلةَ تَروي ضَمَأَ الفُقراءِ.. رغمَ الحِبرِ المَسفوكِ .. بحورَ دماءٍ.. بسيوفِ مَغولِ الصحراءِ.. تَنمو في شطآنِ النَهرِ حقولٌ.. أزمنةٌ زاهرةٌ.. أمَمٌ تَغرسُ.. شعراءٌ.. o وصروحُ"السَلمانِ" تَهاوَتْ بصتيتِ الفُقراءِ.. o "حروبُ الرَدَّةِ" فَضَحَتْ كُلَّ عيوبِ السُفَهاءِ.. جُثثٌ من قطعانِ الجهلِ المُتَوارثِ .. تَتَلَغَمُ بين فصولِ رياضِ الأطفالِ .. بحمايةِ جيشِ المُحتلينِ ووعّاظِ القَتلِ الجَمعي البُلَهاءِ.. تَتَناثَرُ بينَ الطُرقاتِ.. تَنفُثُ غَيماً اصفراً.. يَتَفَشى عِندَ أزوفِ الأزماتِ.. ........................ جَوقةُ أطفالٍ تَتَلاقى من أرجاءِ بلادي حَولَ رغيفِ التَنورِ الساخنِ والرطبِ "البَرحيِّ".. بضيافةِ "نُصُبِ الحُريّةِ".. تُدَوِّنُ عُشقاً.. فَوقَ شِفاهِ "الألواحِ الطينيةِ" في ارضِ النَهرينِ حكايةَ وَطَنٍ .. يَمحو دَنَسَ الدباباتِ المَوبوءَةِ بالغدرِ.. "رطينَ" المُحتَلِ بأسواقِ "الزوراءِ" من الذاكرةِ الخصبةِ.. يسري والريحُ المشفوعةُ بالطلعِ.. يَتَمَخَضُ عن فجرٍ مُشرقٍ بسواعدِ أبنائهِ.. مقتبسات: (1) خذ نصر:نبوخذ نصر أشهر ملوك السلالة الكلدانية (604 -562 ق.م) (2) النعمان:النعمان بن المنذر بن امرئ القيس اللخمي، الملقب بأبو قابوس (ت 13 ق.هـ/ 610 م) من أشهر ملوك المناذرة في الجاهلية. كان داهية مقداما. وهو ممدوح النابغة الذبياني وحسان بن ثابت وحاتم الطائي. وهو باني مدينة النعمانية على ضفة دجلة اليمنى، وصاحب يوم البؤس والنعيم؛ وقاتل عبيد بن الأبرص الشاعر، في يوم بؤسه؛ وقاتل عدي بن زيد و غازي قرقيسيا (بين الخابور والفرات). كان أبرش أحمر الشعر، قصيرا. ملك الحيرة إرثا عن أبيه، سنة 582م، وكانت تابعة للفرس، فأقره عليها كسرى فاستمر إلى أن نقم عليه كسرى أبرويز أمرا بعد أن طلب منه أن يزوجه ابنته فرفض النعمان فما كان من كسرى إلا أن عزل النعمان ونفاه إلى خانقين، فسجن فيها إلى أن مات. وقيل: ألقاه تحت أرجل الفيلة، فوطئته، فهلك وكانت هذه الحادثة هي الشرارة التي أدت لاشتعال الحرب بين العرب والفرس في معركة ذي قار والذي انتصر فيها العرب انتصارا كبيرا.(مقتبس من موقع ويكيبيديا). (3) "يزيد" و"ابن علي": استشهد الإمام الحسين بن علي في كربلاء يوم العاشر من محرم سنة 61 هـجري المسمى عاشوراء واقعة الطف، حيث قام بثورة ضد يزيد بن معاوية. (4) الحجاج: هو الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق في خلافة عبد الملك بن مروان الأموي.40(-95 هـ/660-714م). (5) هولاكو: هولاكو خان (1217 - 1265 م) هو حفيد جنكيز خان ،.يقال انه قتل 800,000 تقريبا من سكان بغداد".أثناء غزوها عام 1255 م. (6) بيرسي زخريا كوكس:جنرال بريطاني لأبوين يهوديين لعب دورا خطيرا في تاريخ العراق الحديث وتأسيس الدولة المشوهة،وما تزال أثاره التدميرية تتفاعل إلى اليوم.أرسل إلى العراق عام 1920 لإجهاض الثورة . (7) نوري سعيد:رئيس وزراء العراق لفترات شبه متصلة منذ ثلاثينات القرن الماضي حتى ثورة 14 تموز 1958. (8) قانون اورنمو.. نص (..الأخذ بمبدأ الدية والتعويض بدلا من القصاص). (9)اوتو:قاضي السماء والأرض عند السومريين.
#محمود_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-عمالُ المَسْطَرِ- (1) بضيافةِ -عُقْبَة - (2)
-
عبد الرحمنٌ ..كوَةُ ضَوءٍ في الظُلمةِ!
-
-شهدي-(1)واحدٌ مِنّا!
-
أميرةُ -الحَضَرِ- تبحثُ عن بَطنِ الحوتِ!
-
ليلةُ الغدر ب -محجوب-
-
الوحوش يغتالون الإبداع
-
نَخلةٌ طَريدةٌ على الخليجِ!
-
الحوار المتمدن و-الجريدة-!
-
-هَلْ نَشهدُ إطفاءَ الظُلْمَةِ..وَشيوعَ رَغيدَ العَيشِ؟!-
-
-نصبُ الحريةِ- يُسْتَعبَدُ بالخوفِ!
-
-سومرُ- تَصْطَّفُ إلى طابورِ الأيتامِ!
-
لوحةٌ عاريةٌ في مجلسِ المساءِ!
-
مَنْ مِنّا لَمْ يَدفِنَ قَتلاهُ بحَقلِ الحِنْطَةِ؟!
-
المَقابرُ تَشْفِقُ علينا؟!
-
تَشهَدُ الشوارعُ في يومِ الحَشْرِ!
-
نساءٌ عراقياتٌ..وبُرْكَة الدَمِ..!
-
تباً لَكُمْ ..أوْرَثتُمْ دجلةَ كُتباً ورؤوساً مقطوعة!..
-
-عبير- والجيش المحتل!
-
أفولُ الصَنَمِ.. وبزوغُ فَجرِ الأصنامِ
-
-نقطة تفتيش-* في رأسي!
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|